كشفت أرقام صادرة عن مجموعة القرض الفلاحي بالمغرب، أن المملكة تفقد حوالي 30 بالمائة من الانتاج الاجمالي لمنتوج البصل كل ستة أشهر، وهو ما يخلف خسائر مالية كبيرة بالنسبة للمزارعين والفلاحين ويتسبب في ارتفاع أثمنة هذا المنتوج بالأسواق المغربية. وأوضح البنك في ندوة صحفية اليوم الأربعاء، على هامش فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، أن المغرب يُنتج حوالي 900 ألف طن من البصل سنويا، حيث يمثل هذا المنتوج أكثر من 12 في المائة من الإنتاج الوطني لزراعة الخضراوات، إلا أنه على الرغم من هذا الأداء، فإنّ الطريقة الحالية في تخزين البصل تؤدّي إلى ضياع جزء مهم من الإنتاج قد يفوق ما معدّله 300 ألف طن ئة خلال ستّة أشهر. وأشار البنك ضمن الندوة ذاتها أنه انخرط في مشروع يهدف إلى تشييد وحدة بيداغوجية للتخزين العصري للبصل في منطقة الحاجب، وهي الوحدة التي سيتم تمويلها بنسبة 10 بالمائة من طرف القرض الفلاحي، في حين ستعمل وزارة الفلاحة على تمويلها بنسبة 30 بالمائة، بينما ستقوم هولندا الشريك في هذا المشروع بالمساهمة المالية في حدود 10 بالمائة. أما التعاونية الفلاحية بمكناس صاحبة المشروع، فستتكلّف بتنفيذ الوحدة، وذلك باقتناء الأرض الضرورية بمكناس لتفعيل المشروع. وستتحمّل التعاونية الفلاحية 50 في المائة من تكلفة تشييد وتجهيز هذه الوحدة. وفضلا عن ذلك، فإنّ هذه التعاونية التي تشرف على عمليات تجميع المنتجين، ستزودهم أيضا بالمدخلات الزراعية، كما ستشرع في اقتناء البصل بسعر السوق. وأكدت مجموعة القرض الفلاحي في عرض ضمن الندوة الصحفية أن الوحدة الجديدة من شأنها أن تقلل نسبة تلف البصل إلى حدود 2 بالمائة فقط، عوض 30 بالمائة الحالية، فيما يُتوقع أن يرتفع هامش الربح من أقل من 1 درهم للكيلوغرام إلى حدود 3 درهم للكمية ذاتها، مؤكدة أن تكلفة تخزين البصل لن تختلف شيئا عن كلفة التخزين الحالية، حيث لن تتجاوز كلفة التخزين زهاء 0,45 درهم للكيلوغرام الواحد. يشار أن منطقة الحاجب التي تتوفّر لوحدها على حوالي 000 5 هكتار لزراعة البصل، تنتج سنويا ما معدله 000 210 طن، أي 23 في المائة من الإنتاج الوطني. وهكذا، ستتمكّن التعاونية الفلاحية المغربية بمكناس، من إفادة أكثر من 40 منتج من المنتجين الصغار الذين لا تتجاوز إمكاناتهم 5 هكتارات.