اختتمت فعاليات النسخة 11 من موسم الرمان، الذي احتضنته جماعة أولاد عبد الله القروية، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم الفقيه بن صالح. كانت فعاليات هذه الدورة انطلقت بافتتاح يوم دراسي حول "تنمية وتثمين سلسلة الرمان بجهة تادلة أزيلال"، بحضور والي جهة تادلة أزيلال، وعامل إقليمبني ملال، والوفد المرافق له، من رؤساء المصالح الخارجية وممثلي السلطات الولائية والإقليمية للجهة. وتناول اليوم الدراسي مجموعة من العروض، افتتحت بعرض "مشروع تنمية وتثمين منتوج الرمان في إطار المخطط الفلاحي الجهوي لتادلة أزيلال"، من خلال مداخلة محمد ديقي وإلهام حميد، عن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة، وعرض "المسار التقني لزراعة الرمان"، الذي ألقاه سمير فاخور عن المركز الجهوي للبحث الزراعي ببني ملال، ثم موضوع "أمراض وحشرات الرمان وطرق معالجتها " بمداخلة للأستاذ علي بوقايد من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة. وبمناسبة هذا الموسم الفلاحي للرمان، أكد عبد الغني عامر، رئيس قسم الشراكة ودعم التنمية بالمديرية الجهوية للفلاحة بتادلة أزيلال، أن مخطط المغرب الأخضر يروم دعم المنتجات المحلية وعصرنتها وتنميتها وتكثيف الإنتاج وتحسين التسويق. وأكد أن المديرية الجهوية للفلاحة برمجت، خلال الموسم الفلاحي الحالي، 1500 هكتار لزراعة فاكهة الرمان بالجهة، منها 900 هكتار بجماعة أولاد عبد الله، مبرزا أن هذه الزراعة التي تمثل نسبة 30 في المائة من المساحة الوطنية، و45 في المائة من حيث الإنتاج الوطني، تعتبر فلاحة منتجة ذات مردودية عالية قد يصل دخل الهكتار الواحد إلى بين 40 و50 ألف درهم، وأن الإنتاج بالمنطقة يتراوح ما بين 24 و30 ألف طن سنويا. وأضاف أنه تم في إطار المخطط الجهوي الفلاحي لتادلة أزيلال، إنجاز مشروعين الأول بأولاد عبد الله لتنمية سلسلة الرمان (مشاريع الدعامة الثانية)، بالجماعة القروية الخلفية على مساحة 860 هكتارا، بقيمة استثمارية بلغت 13 مليون درهم، ويهم إحداث محطة للتوضيب والتبريد والتخزين، وترميز منتوج الرمان السفري أولاد عبد الله، وإنشاء "دار الرمان" ووحدة لإنتاج عصير الرمان. أما المشروع الثاني فيهم غرس أشجار الرمان بجماعة أولاد عبد الله على مساحة 400 هكتار بغلاف مالي يناهز 10 ملايين و850 ألف درهم، وتثبيت المسالك الفلاحية على طول 10 كلم، ودعم وتأطير وتكوين المنتجين. كما تم اقتناء وحدتين للتبريد بطاقة 400 طن ولوازم للتلفيف، وميزان من قياس 60 طن ورافعة كهربائية، و3000 علبة للتلفيف، ويستهدف المشروع حماية الرمان السفري بأولاد عبد الله، وتطوير مهارات المنتجين وتثمين المنتوج على صعيد السوق الوطني والعالمي وإعطائه قيمة مضافة محليا وجهويا وحمايته من المنافسة غير الشريفة وتسهيل تسويقه، خاصة أنه يتميز عن باقي الأصناف الموجودة في مناطق أخرى بخصائص ذوقية وكيماوية فريدة. وتوقع المتحدث أنه من النتائج الرفع من المساحة من 860 هكتارا إلى 1260 هكتارا، وتحسين الدخل السنوي من 45 ألفا و687 درهما إلى 66 ألفا و350 درهما في الهكتار، وخلق حوالي 47 ألف يوم عمل إضافي. من جهته، قال رئيس جمعية الزيدانية للثقافة والتنمية الاجتماعية، المعطي كهفي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الدورة تروم تشجيع الفلاحين على تطوير زراعة الرمان بمنطقة اولاد عبد الله التي تشتهر بإنتاج أجود أنواع الرمان المسمى "السفري" وتنمية المنطقة، عبر خلق حركة اقتصادية والعمل على التنمية السياحة الزراعية وتعزيز السياحة القروية. وأضاف أنه تم منح تسمية المنشأ "رمان السفري أولاد عبد الله"، خلال الملتقى الدولي السادس للفلاحة بمكناس، في إطار استراتيجية وزارة الفلاحة في دعم تنمية المنتجات المحلية، من أجل الرفع من قيمته المضافة وحمايته من المنافسة غير الشريفة والتعريف به وتسهيل ولوجه إلى السوق، لجودة المنتوج الذي تتميز به المنطقة. ودعا، بالمناسبة، إلى بناء وحدات جديدة لتخزين وتبريد الرمان لأن حمولة الوحدات، التي تم بناؤها لا تسع إلا ل 400 طن، مع العلم أن المنطقة تنتج حوالي 30 ألف طن من الرمان سنويا، كما طالب بالبحث عن مستثمرين، من أجل خلق وحدات صناعية لتحويل هذه الفاكهة، وتوقيع اتفاقيات توأمة مع كل من مهرجان حب الملوك بصفرو، ومهرجان الورود بقلعة مكونة، والتمور بأرفود لتنمية السياحة القروية. من جهته، قال محمد كويس، رئيس "التعاونية الفلاحية اولاد عبد الله لجمع وتسويق الرمان"، إن الكمية التي يتم بيعها من فاكهة الرمان (السفري والزهيري والرمان الأحمر والجعيبي والخرازي والمسكي) نحو الأسواق الداخلية لا تتجاوز 350 طنا في اليوم، مشيرا إلى أن فترة التسويق بالمنطقة تنطلق من 15 شتنبر إلى غاية 15 دجنبر من كل سنة، فيما يمكن تخزين المنتوج في غرف مبردة لمدة قد تصل إلى أربعة أشهر. وأكد كويس ضرورة البحث عن أسواق داخل المغرب وخارجه وتشجيع الفضاءات التجارية الكبرى والمتوسطة على عقد اتفاقيات شراكة مع "التعاونية الفلاحية اولاد عبد الله لجمع وتسويق الرمان"، من أجل تسويق هذا المنتوج بأثمنة مناسبة، وتحفيز الفلاح على تطوير زراعته وخلق المزيد من فرص الشغل بالمنطقة.