كشف باحثون وأساتذة جامعيون ومختصون في القطاع الفلاحي القيمة الغذائية العالية التي تختزنها فاكهة الرمان التي هي نتاج شجرة مباركة ورد ذكرها في القرءان الكريم (سورة الانعام ) . فخلال لقاء نظم بمبادرة من جامعة السلطان مولاي سليمان والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة والمعهد الوطني للبحث الزراعي ، التأم أمس الخميس بمدينة الفقيه بن صالح حول موضوع "تنمية سلسلة الرمان بجهة تادلة أزيلال " ، أبرز عدد من المتدخلين الفوائد الجمة لفاكهة الرمان ، خاصة مميزاته البيوكيماوية وتركيبته الفينولية المضادة للاكسدة ، ومفعوله السحري في التقليل من نسبة الكوليستيرول الضار في الدم وبالتالي مقاومة أمراض القلب والشرايين . وأبرزوا أن فاكهة الرمان لديها قدرة مضادة للأكسدة أكثر من أية مشروبات أخرى للمركبات التي يحتوي عليها خاصة الانثوسيانين، وحامض إيلاجيك، والفلافانول وغيرها ، مشيرين إلى أنه الفاكهة بفضل هذه الخصائص أضحت أيضا مادة أساسية في عدد من مستحضرات التجميل والادوية . وأضافوا أن فاكهة الرمان الغنية بعدد من الفيتامينات خاصة فيتامين ب5 وب6 علاوة على مواد ذي فائدة قصوى كالزنك والنحاس ، تتميز بقدرتها المضادة لتطور الخلايا لبعض أنواع السرطان خاصة سرطاني الرئة والقولون لدى الانسان المداوم على تناوب حبات الرمان أو شرب عصيره . وخلال هذا اللقاء ، الذي ترأسه الكاتب العام لعمالة الفقيه بن صالح السيد عبد العزيز قنار بحضور عدد من الفعاليات الفلاحية من بينهم حشد من الفلاحين أصحاب الضيعات المختصة في فاكهة الرمان ، ألقيت مواضيع تطرقت لمشروع تنمية وتثمين منتوج الرمان في الاقليم خاصة بالجماعة القروية اولاد عبد الله التي تشتهر بإنتاج أجود أنواع الرمان المسمى السفري . كما تم خلال هذا اللقاء استعراض مختلف الاصناف المهمة لتنمية زراعة الرمان ، ومكتسبات أبحاث التنمية حول سلسلة الرمان بالجهة ، وتحديد صفاته البيوكيماوية والسبل الكفيلة بتثمينه ، بالاضافة إلى كل الأمور المتعلقة بدعم الانتاج كتوسيع المساحة والسقي والبذور والاسمدة ومحاربة الامراض التي تصيبه وتخزينه وغيرها . وأبرزوا ، في هذا السياق ، الاهمية التي يكتسيها مخطط المغرب الاخضر في تنمية سلسلة إنتاج الرمان بجهة تادلة في المخطط الفلاحي الجهوي ، خاصة بعد الموافقة على منح تسمية المنشأ ل (رمان السفري اولاد عبد الله ) خلال الملتقى الدولي السادس للفلاحة بمكناس . وبعد أن أشاروا إلى أن ترميز رمان السفري لاولاد عبد الله ، الذي ينتشر على مساحة تناهز ألف هكتار تنتج حوالي 29 ألف طن سنويا أي ما يعادل نسبة 45 في المائة من الناتج الوطني ، ويخلق 200 ألف يوم عمل ويحقق عائدا ماليا يناهز 75 مليون درهم سنويا ، أكدوا أن هذا المشروع سيعمل على الرفع من قيمته المضافة وحمايته من المنافسة غير الشريفة وتسهيل تسويقه وولوجه إلى الاسواق ، خاصة وأنه يتميز عن باقي الاصناف الموجودة في مناطق أخرى بخصائص ذوقية وكيماوية فريدة . وقد أعطيت خلال هذا اللقاء نصائح وتوضيحات إلى الفلاحين المهتمين بزراعة الرمان حول المسار التقني لانتاج الرمان وحماية شجرته من الآفات والامراض التي تصيبها خاصة مكافحة تشقق الرمان وكيفية التخزين والاكثار من المنتوج وتكبير حجمه ، والطرق المثلى لزيادة نسبة الحلاوة في الفاكهة وتحسين طعمها ، بالاضافة إلى إبراز طرق السقي واستعمال الاسمدة بشكل عقلاني . وتجدر الاشارة إلى أن زراعة الرمان بالمغرب تنتشر على مساحة شاسعة تصل إلى 5823 هكتار تخلف إنتاجا يقدر ب 64 ألف و656 طن ، وتوجد 35 في المائة من هذه المساحة بجهة تادلة أزيلال، بينما يتوزع الباقي على مناطق الحوز (20 في المائة) وسطات (16,6 في المائة) وتاونات (5,8 في المائة) والناضور (5,5 في المائة ) وشفشاون (4,5 في المائة) . وقد عرفت زراعة الرمان بالمغرب تطورا ملحوظا في السنين الاخيرة حيث ارتفعت المساحة المغروسة للفاكهة من 4000 هكتار سنة 2001 إلى 5823 هكتار سنة 2009 أي بزيادة تقدر ب 43 في المائة . وتتوفر جهة تادلة أزيلال ، التي دخلت إليها زراعة الرمان في ثلاثينيات القرن الماضي بعد أن ظهرت في منشئها إيران والهند ، على أزيد من 850 ضيعة لانتاج فاكهة الرمان جلها لا تتجاوز مساحتها خمسة هكتارات ، وتتمركز بمدار بني عمير الذي يتوفر على مناخ حار وقليل الرطوبة وتربة ملائمة يساعدان على نجاح زراعتها . غير أن إنتاج المنطقة من هذا النوع من الفواكه لا يرقى إلى حجم التطلعات ، حيث تعتبر الانتاجية ضعيفة بالمقارنة مع ما يمكن إنتاجه ، ولضعف قدرات الفلاحين في التحكم في تدابير الوقاية من الامراض والحشرات ، وانتشار طرق الري التقليدية ، وتسويق المنتوج بشكل غير منتظم بشكل يستفيد منه بشكل أكبر الوسطاء الذي يحققون في بعض الاحيان نفس العائد الذي يحصل عليه الفلاح ، بالاضافة إلى ضعف التجهيزات الاساسية خاصة منشئات التبريد والتلفيف وغياب التنظيم المهني .