تجسيدا للأهمية التي حظيت بها المنتوجات المجالية في إطار مخطط المغرب الأخضر، فقد تم العمل على تنمية سلسلة الرمان على صعيد الجهة وإدراجها في المخطط الفلاحي الجهوي كمنتوج مجالي، وذلك بتثمين منتوج رمان السفري أولاد عبد الله الذي يعتبر من أهم المنتوجات المجالية بجهة تادلة أزيلال. وتقدر المساحة المزروعة بشجر الرمان على الصعيد الجهوي حوالي 1.400 هكتار أي ما يمثل 30./. من مساحة الرمان على الصعيد الوطني تنتج أزيد من 28.000 طن (45./. من الإنتاج الوطني). يتميز رمان السفري أولاد عبد الله بتكيفه مع الظروف المناخية للمنطقة و بفاكهة ذات جودة عالية، تتجلى في نسبة الحلاوة ونسبة العصير وحجم الفاكهة، ذلك أن نسبة العصير به تتراوح بين 71 و 88 ميللتر في كل 100 غرام كما أن الحموضة تتراوح بين 1.8 و 3.4 غرام من حامض الستريك في كل لتر من العصير، وبينما تتراوح نسبة الحلاوة بين 14.4% و 17.5% ، تتراوح نسبة الفريكتوز بين 5.7 و 7.3 ونسبة الغليكوز بين 6.1 و 6.6 وفضلا عن ذلك فإن عظم الحبة رطب ولون العصير أحمر وسمك القشرة يتراوح بين 2 و 4 ميلمت. ويستمد رمان المنطقة ميزاته من كونه غنيا بالمواد الواقية المضادة للأكسدة والبوليفينول ومن فعاليته ضد شيخوخة الخلايا ومرض الزهايمر والسرطان وخاصة منه سرطان البروستات والثدي، ومن فوائده كذلك أنه يساعد على منع تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ويخفف من احمرار الجلد نتيجة الحساسية أو التعرض لأشعة الشمس ويخفف من حرقة المعدة ويزيل الديدان المعوية. أما قشوره فتستعمل في حالات الإسهال الشديد وفي تنظيف الأسنان. وكخطوة أولى لحماية وتثمين الرمان فقد تم ترميز المنتوج وذلك بمنح البيان الجغرافي لرمان السفري أولاد عبد الله من طرف جلالة الملك محمد السادس خلال الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس في أبريل 2011. وفي هذا الإطار، فإن المديرية الجهوية للفلاحة بصدد انجاز مشروع إحداث وحدة لتخزين وتبريد منتوج الرمان بسعة 20.000 طن ووحدة لإنتاج عصير الرمان، مع خلق مشتل لإنتاج الأغراس المعتمدة لرمان السفري أولاد عبد الله ودار الرمان التي ستشمل مركز للتكوين و مختبر و قاعة لعرض المنتوج، كما سيتم كذلك توسيع المساحة المخصصة للرمان بغرس 500 هكتار و تجهيزها بالسقي الموضعي. والجدير بالذكر أن الشتائل الأولى للرمان جيء بها من محطة التجارب لأهل سوس خلال الأربعينيات من القرن العشرين. وقد استفادت من تزامن الشروع في زراعتها مع إحداث المدار السقوي بمنطقة بني عمير، ومع مر الزمن صارت شجرة الرمان رمزا يميز مشيخة اولاد عبد الله كما صارت زراعة الرمان تقليدا . الشمندر السكري البذور الوحيد النواة تحسن المردودية عانت المنطقة إبان موسم 2008/2009 من استفحال مرض الريزومانيا، الذي تسبب في تراجع مردودية وجودة المنتوج ، وعلى إثر ذلك اتخذت اللجنة التقنية الجهوية للسكر قرارا وصف بالجريء لأنه كان سابقة على المستوى الوطني ،وتمثل القرار في منع استعمال البذور المعتادة وفرض استعمال بذور الشمندر السكري الوحيدة النواة. وقد واكب تعميم زراعة هذا النوع من أصناف البذور منذ موسم 2009/2010 ،تأطير للمنتجين تمكن الفلاحون بفضله من ضبط المسار التقني الخاص بهذه الزراعة التي تعتبر تقنية جديدة نظرا لما تتطلبه من مجهودات، خاصة في ما يتعلق بجودة عمليات تهيئة الأرض والسقي المحكم لأجل إنجاح عملية الإنبات وبالتالي ضمان كثافة عالية ومردودية أكبر للهكتار، ناهيك عن ضبط مقاومة الأعشاب الضارة. وقد مكن إدخال هذه الأصناف من البذور من تطوير المسار التقني لهذه الزراعة بالجهة من خلال مكننة عملية الزرع على مساحة 10.000 هكتار وعملية القلع على ما يقرب 3500 هكتار. كما مكنت من تحقيق نتائج جد مرضية على مستوى الإنتاج وكذا جودة المنتوج، بحيث انتقل معدل الإنتاج من 54 طنا في الهكتار موسم 2009/2010 إلى 65 طنا في الهكتار موسم 2010/2011 وكذا نسبة الحلاوة التي بلغت معدل 17.24 % خلال الموسم نفسه. كما عرف المدخول الإجمالي للهكتار تطورا ملموسا، إذ ارتفع من 20.000 درهم للهكتار إلى 26.000 درهم للهكتار ما بين موسمي 2008/2009 و 2010/2011. تفعيل المخطط الأخضر تم تهيئ المخطط الجهوي تماشيا مع المبادئ الأساسية لمخطط المغرب الأخضر، والهادفة أساسا إلى خلق ثروة إضافية عبر امتصاص العجز الحاصل على مستوى الإنتاج وتثمين المنتوجات الفلاحية، مع العمل على توزيع متوازن لهاته الثروة على مستوى الوحدات المجالية الفلاحية بالجهة، وذلك عبر المحاور التالية : - الرفع من الإنتاج عن طريق توسيع المساحات و تكثيف الإنتاج. - تأطير المنتجين عبر التجميع مع خلق ودعم التنظيمات المهنية. - تثمين المنتوج من خلال التحويل والتوضيب وتنظيم عملية التسويق. ويضم هذا المخطط نوعين من المشاريع تتوزع على دعامتين: + مشاريع الدعامة الأولى التي تهدف إلى تنمية فلاحة ذات قيمة مضافة عالية، وذلك بفضل استثمارات خاصة منظمة حول نماذج جديدة للتجميع. + مشاريع الدعامة الثانية التي تسعى إلى تنمية فلاحة اجتماعية لتحسين مستوى دخل الفلاحين وخاصة بالمناطق الجبلية والبورية. هذا، ويشتمل المخطط الفلاحي لجهة تادلة - أزيلال على 70 مشروعا منها 38 مشروعا على مستوى الدعامة الأولى و32 مشروعا على مستوى الدعامة الثانية. وللتذكير فإن المخطط الفلاحي الجهوي عرف انطلاقة ناجحة على صعيد جهة تادلة أزيلال، حيث بلغ عدد المشاريع التي أعطيت انطلاقتها 27 مشروعا منها 17 مشروعا بالدعامة الأولى و 10 مشاريع بالدعامة الثانية، وهو ما يمثل 39% من مجموع المشاريع المبرمجة. وتبلغ قيمة الاستثمار لهذه المشاريع 3,25 مليار درهم أي بنسبة %58 من الاستثمارات الإجمالية المرتقبة للمخطط الفلاحي الجهوي. ومن المنتظر أن يسد المخطط عبر المشاريع المبرمجة، العجز الحاصل في ميدان تثمين المنتجات الفلاحية داخل الجهة، من خلال خلق ما يزيد على 11 وحدة صناعية لمعالجة وتحويل المنتوجات. البرنامج الوطني لاقتصاد ماء السقي يهم البرنامج الوطني لاقتصاد ماء السقي استبدال السقي السطحي بالسقي الموضعي، للرفع من مردودية مياه الري واعتماد زراعات ذات قيمة مضافة عالية. ويهم المشروع 88.000 هكتار بمبلغ إجمالي يقدر ب 6 مليار درهم ويمتد من 2008 إلى 2020 . والاستبدال أو التحويل يكون إما فرديا أو جماعيا. - التحويل الفردي الذي يتم على صعيد الضيعات بشكل فردي و يهم 39.000 ه. وقد بلغت المساحة المجهزة بالسقي الموضعي حاليا ما يفوق 18000 هكتار. - التحويل الجماعي والذي يشمل 49.000 هكتارا. وقد تم البدء في الأشغال منذ سنة 2010 لتجهيز الشطر الأول على مساحة 10235 هكتار بتكلفة تقدر بأزيد من 470 مليون درهم. ويهم هذا البرنامج جمعيات السقي العمرانية، النور، الإتحاد والرجاء على مستوى منطقة بني موسى الغربية.