أسدل الستار، مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة الحادية عشرة لموسم رمان اولاد عبد الله بالجماعة القروية خلفية بإقليم الفقيه بن صالح، التي نظمت تحت شعار "المنتوج المحلي قاطرة لتنمية السياحة القروية". وشارك في هذه الدورة، التي حضرها محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة، ومحمد مبدع الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، ووالي جهة تادلة أزيلال عامل إقليمبني ملال محمد فنيد، وعامل إقليم الفقيه بن صالح نور الدين أوعبو، ورئيس مجلس الجهة صالح حمزاوي، حوالي ألف فرس وفارس يمثلون 50 فرقة "تبوريدا" أتت من مختلف المدن المغربية لتقديم لوحات فنية في الفروسية التقليدية. وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية الزيدانية للثقافة والتنمية الاجتماعية، المعطي كهفي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الدورة تروم تشجيع الفلاحين على تطوير زراعة الرمان بمنطقة اولاد عبد الله التي تشتهر بإنتاج أجود أنواع الرمان المسمى "السفري" وتنمية المنطقة عبر خلق حركة اقتصادية والعمل على التنمية السياحة الزراعية وتعزيز السياحة القروية. وأضاف أنه تم منح تسمية المنشأ "رمان السفري اولاد عبد الله" خلال الملتقى الدولي السادس للفلاحة بمكناس، في إطار إستراتيجية وزارة الفلاحة في دعم تنمية المنتجات المحلية من أجل الرفع من قيمته المضافة وحمايته من المنافسة غير الشريفة والتعريف به وتسهيل ولوجه إلى السوق وذلك لجودة المنتوج الذي تتميز به المنطقة. ودعا، بالمناسبة، إلى بناء وحدات جديدة لتخزين وتبريد الرمان لأن حمولة الوحدات التي تم بناؤها لا تسع إلا ل400 طن مع العلم أن المنطقة تنتج حوالي 30 ألف طن من الرمان سنويا، كما طالب بالبحث عن مستثمرين من أجل خلق وحدات صناعية لتحويل هذه الفاكهة، وتوقيع اتفاقيات توأمة مع كل من مهرجان حب الملوك بصفرو، ومهرجان الورود بقلعة مكونة، والتمور بأرفود لتنمية السياحة القروية. من جهته، قال محمد كويس، رئيس "التعاونية الفلاحية اولاد عبد الله لجمع وتسويق الرمان"، إن الكمية التي يتم بيعها من فاكهة الرمان (السفري والزهيري والرمان الأحمر والجعيبي والخرازي والمسكي) نحو الأسواق الداخلية لا تتجاوز 350 طنا في اليوم، مشيرا إلى أن فترة التسويق بالمنطقة تنطلق من 15 شتنبر إلى غاية 15 دجنبر من كل سنة، فيما يمكن تخزين المنتوج في غرف مبردة لمدة قد تصل إلى أربعة أشهر. وأكد كويس على ضرورة البحث عن أسواق داخل المغرب وخارجه وتشجيع الفضاءات التجارية الكبرى والمتوسطة على عقد اتفاقيات شراكة مع "التعاونية الفلاحية اولاد عبد الله لجمع وتسويق الرمان" من أجل تسويق هذا المنتوج بأثمنة مناسبة، وتحفيز الفلاح على تطوير زراعته وخلق المزيد من فرص الشغل بالمنطقة. من جانبه، أشار عبد الغني عامر، رئيس قسم الشراكة ودعم التنمية بالمديرية الجهوية للفلاحة بتادلة أزيلال، إلى أن المديرية برمجت خلال الموسم الفلاحي الحالي 1500 هكتار لزراعة فاكهة الرمان بالجهة، منها 900 هكتار بمنطقة اولاد عبد الله ، مبرزا أن هذه الزراعة التي تمثل نسبة 30 في المائة من المساحة الوطنية، و45 في المائة من حيث الإنتاج الوطني تعتبر فلاحة منتجة ذات مردودية عالية قد يصل دخل الهكتار الواحد إلى 5 مليون سنتيم وأن الإنتاج بالمنطقة يتراوح ما بين 24 و30 ألف طن سنويا. وأضاف أنه تم في إطار المخطط الجهوي الفلاحي لتادلة أزيلال إنجاز مشروعين الأول باولاد عبد الله لتنمية سلسلة الرمان (مشاريع الدعامة الثانية) بالجماعة القروية الخلفية على مساحة 860 هكتارا بقيمة استثمارية بلغت 13 مليون درهم، ويهم إحداث محطة للتوضيب والتبريد والتخزين وترميز منتوج الرمان السفري اولاد عبد الله، وإنشاء "دار الرمان" ووحدة لإنتاج عصير الرمان. أما المشروع الثاني فيهم غرس أشجار الرمان بجماعة اولاد عبد الله على مساحة 400 هكتار بغلاف مالي يناهز 10 ملايين و850 ألف درهم، وتثبيت المسالك الفلاحية على طول 10 كلم، ودعم وتأطير وتكوين المنتجين. كما تم اقتناء وحدتين للتبريد بطاقة 400 طن ولوازم للتلفيف، وميزان من قياس 60 طن ورافعة كهربائية، و3000 علبة للتلفيف. ويروم هذا المشروع حماية الرمان السفري باولاد عبد الله، وتطوير مهارات المنتجين، وتثمين المنتوج على صعيد السوق الوطني والعالمي وإعطائه قيمة مضافة محليا وجهويا، وحمايته من المنافسة غير الشريفة، وتسهيل تسويقه خاصة وأنه يتميز عن باقي الأصناف الموجودة في مناطق أخرى بخصائص ذوقية وكيماوية فريدة. وأبرز عدد من المهتمين بالقطاع الفلاحي الفوائد الكثيرة لفاكهة الرمان، خاصة مميزاته البيو-كيماوية وتركيبته الفينولية المضادة للأكسدة، ومفعوله في التقليل من نسبة الكوليستيرول الضار في الدم ومقاومة أمراض القلب والشرايين، مضيفين أن هذه الفاكهة تتميز بقدرتها المضادة لتطور خلايا بعض أنواع السرطان خاصة سرطان الرئة وسرطان القولون? لاحتوائها على عدد من الفيتامينات (ب5 وب6 )? علاوة على مواد ذات فائدة قصوى كالزنك والنحاس. وضمن فعاليات هذه الدورة، نظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليم الفقيه بن صالح معرضا للمنتوجات المحلية والأنشطة المدر للدخل والذي ضم مجموعة من الأروقة كرواق فاكهة الرمان والعسل والنسيج وأدوات وأسلحة تقليدية،ومخطوطات ووثائق تاريخية، فضلا عن رواق المديرية الجهوية للفلاحة تادلة أزيلال، وآخر خاص بالجمعية المنظمة. وقد نظمت هذه الدورة على مدى أربعة أيام بمبادرة من جمعية الزيدانية للثقافة والتنمية الاجتماعية وبتعاون مع الجماعة القروية الخلفية، والتعاونية الفلاحية اولاد عبد الله لجمع وتسويق الرمان ، والمديرية الجهوية للفلاحة تادلة أزيلال. مكتب الاتصال بولاية تادلة أزيلال