على غرار باقي التظاهرات الفلاحية المنظمة على مستوى الجهة ( مهرجان التفاح بميدلت، ملتقى الكرز بعين اللوح....)، دعمت الغرفة الفلاحية مكناس- تافيلالت تنظيم النسخة الأولى لمهرجان البصل بإقليمالحاجب، التي تم تنظيمها أيام 29 – 30 – 31 غشت الماضي وذلك بشراكة مع المديرية الإقليمية للفلاحة، وعمالة إقليمالحاجب، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والجماعة الحضرية للحاجب، ومنتجي البصل بالإقليم، تحت شعار "سلسلة البصل رافعة للتنمية المحلية المستدامة". وأفاد بلاغ للغرفة، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن هذه التظاهرة عرفت نجاحا كبيرا، حيث أعطيت انطلاقة النسخة الأولى لمهرجان البصل من طرف عامل إقليمالحاجب يوم الخميس 29 غشت الماضي بمقر الجماعة الحضرية للحاجب، وافتتح برنامج المهرجان بتوزيع الجوائز على أحسن منتجي ومخزني البصل على مستوى إقليمالحاجب، اعترافا وتقديرا للمجهودات التي يبذلونها في تطوير القطاع. ومن أجل تثمين الإمكانيات الفلاحية المهمة التي يتوفر عليها إقليمالحاجب خصوصا في إنتاج البصل، تم تنظيم كرنفال على هامش المهرجان لعرض مختلف مكونات زراعة البصل (الأصناف، طرق التخزين،....)، كما شكلت هذه التظاهرة مناسبة لعرض بعض الإمكانيات الثقافية التي يتوفر عليها الإقليم. وافتتحت أشغال اليوم الثاني من المهرجان تحت الرئاسة الفعلية لعامل إقليمالحاجب بحضور رئيس الغرفة الفلاحية مكناس – تافيلالت، والمديرة العامة للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والمدير العام لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية، والمدير الجهوي للفلاحة، والمدير الإقليمي للفلاحة بالحاجب وعدة شخصيات أخرى. وكان الجانب التقني والعلمي حاضرا بدوره في المهرجان، حيث تم تقديم عدة عروض بالمناسبة تطرقت في مجملها إلى مختلف أوجه إنتاج البصل وكيفية تطوير هذه السلسلة (المسار التقني لزراعة البصل، التنظيم المهني، وطرق التخزين، وطرق التسويق، والإعانات المالية التي تمنحها الدولة للمستثمرين .....). وفي سياق هذه الندوات، عملت الغرفة الفلاحية على تنظيم يوم تحسيسي حول موضوع "المسار التقني لزراعة البصل والآفاق المستقبلية لتنميتها"، علما أن التوجه الزراعي لإقليمالحاجب والإمكانيات الكبيرة التي يتوفر عليها، خصوصا في ميدان إنتاج البصل، جعلت منه أول منتج على الصعيد الوطني. الوضعية الراهنة لسلسلة البصل على مستوى إقليمالحاجب يزخر إقليمالحاجب بمؤهلات فلاحية عالية في ما يخص الأراضي الخصبة، والظروف المناخية الملائمة، ومعرفة ومهارات متطورة اكتسبها العاملون بالقطاع على مر السنين. ونتيجة لهذه المعطيات فإن هذا الإقليم يحتل حاليا مرتبة مشرفة على صعيد جهة مكناس تافيلالت، حيث تحتل زراعة البصل بالإقليم 5500 هكتار أي ما يناهز 55 في المائة من المساحة المخصصة لزراعة الخضروات على مستوى الإقليم. وبلغ إنتاج البصل بإقليمالحاجب خلال الموسم الفلاحي 2011-2012 ما يزيد عن 200 ألف طن، علما أن متوسط المردودية يتراوح بين 60 و65 طنا في الهكتار (أعلى مردودية ناهزت 100 طن/ ه). وبهذه الإنتاجية، يحتل إقليمالحاجب الصدارة في إنتاج البصل على الصعيد الوطني، وعلى المستوى الاقتصادي تعد زراعة البصل رافعة أساسية للتنمية بالإقليم، برقم معاملات يقدر ب 20 مليون درهم. وتعتبرهذه الوضعية نتيجة لتضافر جهود وزارة الفلاحة والصيد البحري في إطار مخطط المغرب الأخضر، خصوصا عن طريق الإعانات والتشجيعات التي تمنحها الدولة للمستثمرين في القطاع الفلاحي عن طريق صندوق التنمية الفلاحية، من أجل تحويل السقي الإنجذابي إلى السقي الموضعي . دينامية الاستثمار الفلاحي بإقليمالحاجب بحكم توجهه الفلاحي، يعرف إقليمالحاجب حركية إيجابية جدا في ما يخص الاستثمارات الفلاحية التي ناهزت خلال الفترة الممتدة بين 2008-2013، ما يقارب 910 ملايين درهم، 336 مليون درهما تم تسليمها من طرف الدولة في إطار صندوق التنمية الفلاحية. وتعتبر سنة 2012 سنة استثنائية باستثمارات إجمالية ناهزت 238 مليون درهم. التجهيزات الهيدرو فلاحية ( تجهيزات الضيعات بالري الموضعي) احتلت المرتبة الأولى تليها المكننة الفلاحية، حيث تم تجهيز 2052 هكتارا بالري الموضعي بمنطقة نفوذ المديرية الإقليمية للفلاحة للحاجب. مركز الاستشارة الفلاحية المغربي الألماني وشكل المهرجان مناسبة لعرض مشروع مركز الاستشارة الفلاحية المغربي الألماني الذي يعتبر بمثابة شراكة بين المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بالمغرب والوزارة الفدرالية الألمانية للتغذية والفلاحة وحماية المستهلك. وينظم هذا المشروع منطقتي المهاية بجهة مكناس – تافيلالت، وسيدي سليمان بجهة الغرب الشراردة بني حسن، لفائدة منتجي الحبوب، والبطاطس والبصل، عن طريق التكوينات والتجارب التبيانية بالضيعات. وبالنسبة لسلسلة البصل يعتبر التخزين مكونا أساسيا لبرنامج التكوين والتجارب التبيانية للمشروع. يشار إلى أن هذا المهرجان عمل على انطلاقة النواة الأولى لمشروع شامل للتسويق المجالي حول منتوج البصل، الذي سيظهر خلال الأشهر المقبلة عن طريق خلق جمعية مهنية تضم منتجي البصل على مستوى إقليمالحاجب، دون إغفال الجانب التكويني ودعم قدرات المنتجين عبر خلق من مدارس حقلية خاصة بزراعة البصل، من أجل تشجيع الفلاحين على الممارسات والتقنيات الزراعية الجيدة، ورفع المردودية وتحسين طرق التخزين من أجل تسويق المنتوج بأثمان مرضية.