تم اليوم الثلاثاء، ضمن أولى أيام فعاليات الدورة 13 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، التوقيع على اتفاقية مغربية هولندية تهدف إلى الارتقاء بزراعة البصل، وتمكين هذا المنتوج الفلاحي من الحلول التقنية التي من شأنها استدامة جودة الأداء بخلق المزيد من القيم المضافة. ووقع الاتفاقية من الجانب المغربي كل من وزير الفلاحة عزيز أخنوش ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، والتعاونية الفلاحية المغربية بمكناس، فيما مثل الجانب الهولندي سفيرة أمستردام بالرابط ديزيريه بونيس، حيث يهدف الاتفاق إلى تشييد وحدة بيداغوجية للتخزين العصري للبصل في منطقة الحاجب. وبحسب مجموعة القرض الفلاحي، فإن أوّل وحدة صناعية عصرية بيداغوجية لتخزين وتعبئة البصل بالمغرب سترى النور في منطقة الحاجب، مبرزة أن هذا المشروع يأتي كتتويج لمجهودات التعاون بين وزارة الفلاحة وسفارة هولندا، ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، والتعاونية الفلاحية لمكناس. ومن شأن هذه الوحدة التي تمّ تصميمها بتقنيات عصرية لتخزين البصل، أن تسمح أيضا بتنشيط دينامية عروض تصدير منتوج عالي الجودة، مرتكز على نظام المعايرة والتتبع، كما تهدف أيضا إلى القضاء على الخسارات التي يتسبّب فيها التخزين التقليدي، وأيضا السماح للقطاع بتطوير دينامية عروض تصدير منتوج عالي الجودة، ومرتكز على نظام المعايرة والتتبع. وفي إطار هذه الاتفاقية، تتعهّد هولندا بالقيام بدراسة اقتصادية أوّلية لمشروع بناء وحدة رائدة في منطقة مكناس – الحاجب، وتشجيع المقاولات الهولندية المتخصّصة لتقديم عرض تنافسي، وملائم لحاجيات المشروع. كما ستقدّم السفارة أيضا دعما ماليا في حدود 10 في المائة من تكلفة بناء الوحدة. وتبعا لهذه الاتفاقية، ستقدّم وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات الدعم المؤسساتي الضروري للتعاونية الفلاحية بمكناس من أجل ترسيم مشروع تجميع منتجي البصل، وكذا الدعم المالي عبر صندوق التنمية الفلاحية. وستشارك الوزارة في تمويل هذه الوحدة في حدود 30 في المائة. أمّا بالنسبة لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب، فستعمل على المصاحبة المالية للتعاونية الفلاحية بمكناس لتلبية حاجاتها التمويلية بغاية إنجاز المشروع. وستضع، من جهة أخرى، رهن إشارة المستثمرين الإمكانات المالية لضمان إنشاء وحدات أخرى لتخزين البصل. كما ستقدّم مجموعة القرض الفلاحي للمغرب دعما ماليا مباشرا يعادل 10 في المائة من تكلفة بناء الوحدة. وأخيرا، ستتكلّف التعاونية الفلاحية بمكناس بتنفيذ المشروع، وذلك باقتناء الأرض الضرورية بمكناس لتفعيل المشروع. وستتحمّل التعاونية الفلاحية 50 في المائة من تكلفة تشييد وتجهيز هذه الوحدة. وفضلا عن ذلك، فإنّ هذه التعاونية التي تشرف على عمليات تجميع المنتجين، ستزودهم أيضا بالمدخلات الزراعية، كما ستشرع في اقتناء البصل بسعر السوق. وضعية البصل المغربي يُعتبر البصل من بين أهمّ زراعات الخضر بالبلاد، ويلعب دورا اقتصاديا فائق الأهمية، إذ يصل إنتاجه إلى 000 900 طن، ويمثل أكثر من 12 في المائة من الإنتاج الوطني لزراعة الخضراوات. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الأداء، فإنّ الطريقة الحالية في تخزين البصل تؤدّي إلى ضياع جزء مهم من الإنتاج قد يفوق ما معدّله 30 في المائة خلال ستّة أشهر. ومن جهتها، فإنّ هولندا التي تصل حصتها في السوق إلى أكثر من 15 في المائة من الصادرات العالمية للبصل، والتي تتموقع كرائدة في إنتاج وتصدير البصل بجودة عالية على المستوى الدولي، أبدت رغبتها في تقاسم تجربتها في مسلك البصل مع المغرب، والمساهمة في تحسين إنتاجية هذا المسلك واستدامته. وسيتم بموجب هذه الاتفاقية، تعبأ المقاولات الهولندية المختصة لتضع رهن إشارة الفلاحين المغاربة حلولا ملائمة وناجعة لتخزين وتعبئة البصل من شأنها تحقيق الأهداف النوعية للمشروع. يشار أن منطقة الحاجب التي تتوفّر لوحدها على حوالي 000 5 هكتار لزراعة البصل، تنتج سنويا ما معدله 000 210 طن، أي 23 في المائة من الإنتاج الوطني. وهكذا، ستتمكّن التعاونية الفلاحية المغربية بمكناس، من إفادة أكثر من 40 منتج من المنتجين الصغار الذين لا تتجاوز إمكاناتهم 5 هكتارات. اتفاقية أخرى لإنتاج الحليب وفي السياق ذاته، وقعت مؤسسة القرض الفلاحي للمغرب للتنمية المستدامة مع سفارة مملكة هولندا بالمغرب اتفاقية تهدف إلى انجاز مشروع نموذجي لإنتاج الحليب المستدام بإقليم تادلة- أزيلال. ويهدف هذا المشروع إلى مصاحبة الضيعات المنتجة للحليب، زبونة مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، في استدامة أنشطتها الإنتاجية. ويندرج المشروع ضمن رهانات مسلك الأبقار الذي يحتلّ مكانة مهمة في القطاع الفلاحي، ومخطط المغرب الأخضر، وهي الرهانات التي سبق إقرارها في إطار العقد – البرنامج المبرم مع الدولة، والساعي إلى الرفع من الإنتاجية بُغية الوصول إلى 4،5 مليار لتر من الحليب في أفق 2020، أي بزيادة سنوية قدرها 15 في المائة. وقامت هولندا، المعروفة عالميا بإنتاجية وتنافسية مسلكها في الحليب، بمجهود كبير للحدّ من التأثير البيئي لهذا القطاع، وخاصة عبر "مبادرة سلسلة إنتاج الحليب المستدامة"، وبرسمها لأهداف واضحة، علاقة بالمناخ والطاقة وراحة الماشية والمراعي والتنوع البيولوجي، فإنّ هذه المبادرة التي يوجد وراءها منظمات مهنية هولندية، مكّنت مسلك الحليب الهولندي من احتلال أرقى المراتب عالميا في هذا المجال. وتطمح مجموعة القرض الفلاحي للمغرب التي تصاحب دينامية أنشطة تربية المواشي بتمويلها جزءً من الاستثمارات، (تطمح) عبر مؤسسة التنمية المستدامة، إلى تأكيد إمكانية الجمع بين ضيعات إنتاج الحليب بمردودية مرتفعة، والحفاظ على الموارد والمحيط البيئي. وبعد شراكة ناجحة واستراتيجية بين مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، وسفارة هولندا، وخاصة في مجال مصاحبة تربية الأبقار الحلوب عبر المشروع النموذجي لتعزيز القدرات التقنية لتعاونيات الحليب في منطقة دكالة، يأمل الشريكان مواصلة هذا التعاون لفائدة تربية الأبقار الحلوب بالارتقاء باستدامتها، والحدّ من تأثيراتها البيئية اعتمادا على النموذج الهولندي. وقد عبّرت سفارة هولندا، ومؤسسة القرض الفلاحي للمغرب للتنمية المستدامة،من خلال هذا الاتفاق – الإطار، عن عزمهما على مصاحبة الضيعات المنتجة للحليب، زبونة مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، في استدامة أنشطتها في تربية المواشي، وذلك من خلال مشروع نموذجي في حوض تادلة. وسيكون على هذا المشروع أن يجمع بين المساعدة التقنية، والمصاحبة المالية من أجل تحديد الإجراءات والتجهيزات التي طوّرتها واختبرتها هولندا، والعمل على تكييفها مع ظروف المنتجين المغاربة، واقتراحها على ضيعات إنتاج الحليب المشاركة في المشروع. وتتمثل الغاية من كلّ ذلك، في البرهنة على إمكانية الجمع بين الحدّ من التأثيرات البيئية لأنشطة إنتاج الحليب، وتحسين الإنتاجية، وبالتالي مردودية الضيعات، ومداخيل المربين وراحة ماشيتهم. وعقب هذا الاتفاق – الإطار، تعهّد كل من سفارة هولندا، ومؤسسة القرض الفلاحي للمغرب للتنمية المستدامة بتعبئة أفضل الخبراء الهولنديين والمغاربة المختصين في الإنتاج المستدام للحليب، وتمويل مهماتهم في تحديد حاجيات تلك الضيعات في المساعدة التقنية.