السقوط من الطابق الثالث ينهي حياة أم بطنجة    أمن البيضاء يحقق مع جزائريين وماليين على خلفية دهس بين 7 أشخاص بسيارات رباعية    ميناء طنجة المتوسط يقوي قدراته اللوجستية باستثمار 4 مليارات درهم    الدرهم يتراجع بنسبة 1,18 في المائة مقابل الدولار الأمريكي بين شهري شتنبر وأكتوبر (بنك المغرب)    وقفات تضامنية مع غزة ولبنان بعدد من مدن المملكة        عدد وفيات مغاربة فالنسيا بسبب الفيضانات بلغ 5 ضحايا و10 مفقودين    الدريوش يتلقى استدعاء لتمثيل هولندا    بواسطة برلمانية.. وهبي يلتقي جمعية هيئات المحامين بالمغرب غدا السبت    فعاليات الملتقى الجهوي الثالث للتحسيس بمرض الهيموفيليا المنعقد بتطوان    مدافع الوداد جمال حركاس: تمثيل "أسود الأطلس" حلم تحقق        أكديطال تتجه لتشييد مصحة حديثة بالحسيمة لتقريب الرعاية الصحية    منظمات أمازيغية تراسل رئيس الجمهورية الفرنسية حول استثناء تعليم اللغة الأمازيغية    توقعات أحوال الطقس ليوم السبت    الوسيط يعلن نجاح الوساطة في حل أزمة طلبة الطب والصيدلة    سانت لوسيا تشيد بالمبادرات الملكية بشأن الساحل والمحيط الأطلسي    ابنة أردوغان: تمنيت أن أكون مغربية لأشارك من أسود الأطلس الدفاع عن فلسطين    حجوي: 2024 عرفت المصادقة على 216 نصا قانونيا    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    "جبهة نقابية" ترفض المس بالحق الدستوري في الإضراب وتستعد للاحتجاج    المغرب وفرنسا… إضاءة التاريخ لتحوّل جذري في الحاضر والمستقبل    الطفرة الصناعية في طنجة تجلعها ثاني أكبر مدينة في المغرب من حيث السكان    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    وسيط المملكة يعلن عن نجاح تسوية طلبة الطب ويدعو لمواصلة الحوار الهادئ    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان        إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



OCP يواصل استراتيجيته لدعم الفلاحة المستدامة محليا و قاريا
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 24 - 04 - 2018

يواصل المجمع الشريف للفوسفاط من خلال مشاركته في الملتقى الثالث عشر للفلاحة بمكناس تأكيد توجهاته نحو التحول إلى فاعل أساسي في دعم " الفلاحة المستدامة" سواء بالمغرب أو على المستوى القاري والدولي . و منذ انطلاق مخطط المغرب الأخضر، ما فتئ المجمع الشريف للفوسفاط يؤكد التزامه بدعم فلاحة وطنية مستدامة ، من خلال خطة تقوم على معرفة التربة والزراعات وتحديد الحاجيات من الأسمدة وتسهيل ولوج الفلاحين إلى إرشادات وتقنيات التسميد وإنجاز خريطة الخصوبة ..
وأصبحت القوافل الفلاحية التي ينظمها المجمع منذ أزيد من 5 سنوات أداة حقيقية لدعم المزارعين والإشراف عليهم ، حيث غطت هذه القوافل حتى الآن أكثر من 100 منطقة . و منذ إطلاقها سنة 2012 ، استفاد من هذه القوافل ما يقرب من 32000 فلاح .
وفي إطار هذه الاستراتيجية المعتمدة لدعم الفلاحة يبتكر المجمع بشكل دائم منتوجات جديدة تساعد الفلاحين والكسابة على تحقيق مردوية عالية. كما يلتزم بدعم قطاع توزيع الأسمدة هو ما كانت له نتائج إيجابية على مستوى نمو استهلاك الأسمدة في السوق الوطني و ار تفاع عدد الموزعين المباشرين لمنتوجات OCP ، والذي لا يقف دوره عند هذا الحد بل يتعداه إلى مواكبة الفلاحين ومصاحبتهم الميدانية من خلال توجيههم إلى الممارسات الزراعية الملائمة عبر تنظيم الدورات التكوينية ومدارس الحقول والتي استفاد منها في ظرف سنتين أزيد من 50 ألف فلاح. لاستراتيجية التي تبناها المجمع الشريف للفوسفاط، والمتمثلة في تحوله التدريجي نحو مقاولة رائدة ذات بعد إفريقي وملتزمة بقضايا القارة السمراء و على رأسها قضية الأمن الغذائي، من خلال إرساء أسس فلاحة مستدامة ..
ولا يقتصر التزام المجمع الشريف للفوسفاط بدعم الفلاحة في المغرب بل وكذا في الفضاء الإفريقي حيث يحرص OCP على دعم النهوض بالفلاحة المستدامة في القارة السمراء عبر منهجية متكاملة تنطلق من من فهم وتحديد حاجيات الفلاحين الأفارقة و معرفة خصائص تربة أراضيهم ، وهو ما جعل المجمع الشريف للفوسفاط يعتمد سياسة القرب عبر فتح مكاتب تمثيليىة في عدد من الدول كان أخرها الكوت ديفوار . بالاضافة إلى مواكبة الفلاحين في تطوير ممارساتهم الزراعية وتقاسم التجارب الفلاحية بين الدول ومحاولة نقل التجربة المغربية إلى باقي بلدان القارة ، كما تتوخى هذه المنهجية التحسيس بالاستعمال المعقلن للأسمدة و إنشاء بنيات تحتية للإنتاج والتثمين، ولإنجاح هذه الخطة ، يعتمد المجمع الشريف للفوسفاط على مصاحبة الفلاحين الأفارقة ومواكبتهم حيث تعمل OCP Africa والشركات التابعة لها التسعة جنباً إلى جنب مع المزارعين ، لا سيما من خلال التدريب ، والاختبارات الزراعية ، واختبارات التربة ، و تحسيسهم بأهمية استعمال أفضل الأسمدة.
و خلال السنوات الأخيرة أصبح تكوين المزارعين على الممارسات الزراعية الجيدة في صميم استراتيجية المجمع الذي يعمل على دعم وتدريب الفلاح لإخصاب التربة حتى يحصل على عائد مستدام ، وفي هذا السياق أطلقت المجموعة في دجنبر 2016 مدرسة OCP School LAB .
ومنذ عام 2016 ، يعمل OCP Africa على وضع حلول فعالة ومبتكرة لمعالجة العوائق الرئيسية التي تعترض المزارعين في إفريقيا. و تلتزم الشركة بشكل خاص بدعم انتقال القطاع من الزراعة التقليدية والمعيشة إلى الزراعة التي تخلق القيمة المضافة والثروة.
ويسعى المجمع الشريف إلى خلق فرص الاستثمار في هذا المجال عبر مشاريع في 15 دولة في القارة الأفريقية ، وذلك بشراكة مع شركاء محليين. ففي نيجيريا توصلت OCP Africa إلى اتفاق لتطوير مصنع للأسمدة وشبكة توزيع و وستمكن هذه المنصة من إنتاج الأسمدة بواسطة الفوسفاط المغربي والغاز النيجيري. وستؤدي هذه الشراكة في النهاية إلى خلق 50000 منصب شغل وإنتاج 1.3 مليون طن من الأسمدة في نيجيريا. و يهدف هذا التعاون بين البلدين إلى تأمين إمدادات السوق في نيجيريا من الأسمدة بأسعار تنافسية استجابة للطلب القوي من السوق الداخلية .
و في إثيوبيا عقد المجمع شراكة تزيد قيمتها عن 2.4 مليار دولار لبناء مصنع للأسمدة على مستوى عالمي بطاقة إنتاجية تبلغ 2.5 مليون طن من المدخلات سنوياً حتى عام 2022. وسيسمح ذلك للبلد بالاكتفاء الذاتي في الأسمدة مع خلق فرص للتصدير. ويضاف إلى ذلك استثمار إضافي قدره 1.3 مليار دولار ، مما سيمكن المنصة من الوصول إلى 3.8 مليون طن سنوياً ، ويتوقع أن تؤمن منتوجات هذه المنصة الضخمة جميع احتياجات الأسمدة للمزارعين في إثيوبيا التي تضم 100 مليون نسمة. وستغذى وحدة إنتاج الأسمدة هذه بالبوتاس والغاز الإثيوبي والفوسفاط المغربي.
وفي غينيا وقعت مجموعة OCP والحكومة الغينية في فبراير 2017 اتفاقية إمداد أساسية بالنسبة للأسمدة في غينيا. وقد تضاعف هذه العملية الكبرى الاستهلاك السنوي من الأسمدة في البلاد خمس مرات و يعزز هذا الاتفاق التعاون الذي بدأ في عام 2014 بين مجموعة OCP والدولة الغينية ، لتعزيز القطاع الزراعي الغيني ، لا سيما من خلال تطوير خُطة خصوبة وتنظيم قافلة زراعية في غينيا.
«هولندا» ضيف شرف للدورة الثالثة عشر
يتواجد حوالي 26 في المائة من التراب الوطني الهولندي تحت مستوى البحر. وعلى الرغم من هذا الإكراه الجغرافي، ورغم المساحة المحدودة للأراضي الفلاحية، تبقى الفلاحة الهولندية من أكثر الفلاحات دينامية في القارة الأوربية. فقد تبنت هولندا فلاحة مكثفة، وعالية المكننة للتغلب على إشكالية صغر حجم الأراضي الفلاحية.
كانت الأراضي الفلاحية الهولندية سنة 2014 تتكون من حوالي 50 في المائة من المراعي، و517000 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، و100250 هكتار خاصة بالبستنة والخضراوات، منها 500 9 هكتار مغطاة. ويتوفّر هذا البلد على ما لا يقلّ عن 931 63 ضيعة فلاحية، منها حوالي 3 في المائة لا تتجاوز مساحتها 30 هكتار. وقد عرفت الحكومة الهولندية أيضا كيف تشجّع الابتكار في القطاع الفلاحي باستثمارها الكثيف لتكون الفلاحة الهولندية من أكثر الفلاحات استخداما للتكنولوجيا في العالم. وقد كان الابتكار والتكنولوجيا على الدوام في مركز السياسة الهولندية، ومنذ سنوات، وهذا البلد يستثمر بكثافة في هذا الاتجاه.
بل إنّها توصف في وسائل الإعلام الأوروبية بكونها "فلاحة المستقبل" على اعتبار أنّ عددا كبيرا من المهام تتمّ بشكل آلي في مختلف ضيعات هذا البلد. واليوم، فإنّ هذا البلد الصغير الذي يقطنه 17 مليون نسمة، هو أوّل بلد أوروبي مصدّر للمنتجات الفلاحية، والثاني عالميا، بعد الولايات المتحدة الأمريكية. ويُشار هنا إلى أنّ البطاطس والفواكه، وخضر أخرى، تشكل الجزء الأكبر من صادراته الفلاحية.
باعتبارها "بوابة أوروبا"، تتمتع هولندا بشبكة لوجستيكية عالية المستوى، وتمثّل أحد الساحات المركزية للتجارة الأوربية والعالمية للمنتجات الفلاحية. وتمتلك هولندا شبكة بنيات تحتية لوجستيكية متنوعة، كما أنّها تبنّت نموذجا فلاحيا فعّالا.
ومن البديهي أنّ حضور هولندا كضيف شرف للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2018، يحمل معه كلّ الدلالات نظرا لكون النموذج الهولندي يشكّل حقا معياراً من الدرجة الأولى، ويأخذ بعين الاعتبار الإشكالية التي تمّ اختيارها هذه السنة كشعار للمعرض.
وتبدو هولندا في الواقع بمثابة الأرضية اللوجستيكية لأوروبا، وذلك بفضل ميناء "روتردام" (أكبر ميناء بأوروبا)، ومطار أمستردام شيفول (المعترف به كأفضل مطار أوروبي لسنة 2013)، وهما معا معروفان بمستوى خدماتهما. فروتردام تُعتبر ميناء البلد ومركزه اللوجستيكي. إذ أنّ جزءا كبيرا من الأنشطة الاقتصادية الهولندية تتمحور حول التجارة الدولية، وبالتالي نقل البضائع.
لقد طوّرت هولندا بنجاح كلّ أشكال النقل. هكذا، فإنّ ميناء روتردام، أوّل ميناء أوربي، وأول ميناء غير أسيوي في العالم، هو المدخل الرئيسي للصادرات الأوربية. وهو يرتبط بشكل مثالي مع المناطق النائية بفضل شبكة سكك حديدية كثيفة متصلة ببوابة المستودعات. وعلى نفس المنوال، تغطي الطرق السيارة مجموع التراب الوطني، ممّا يسمح بالولوج السريع إلى الأسواق وصناعات البلدان المجاورة. ومن جهته، فإنّ النقل بالطرق المائية الداخلية منتظم بشكل جيد للتواصل مع المراكز اللوجستية في المناطق النائية.
ويحتلّ مطار "شيفول" المتواجد بين أمستردام، روتردام ولاهاي، مكانة مهمة في الشحن الجوي العابر للقارات من أوروبا.
وهكذا، فإنّ مختلف أشكال النقل هذه، تشكّل منظومة واسعة تتميّز بالسهولة والترابط، كما تتمركز حول الموانئ الرئيسية. وتجذر الإشارة إلى أنّ قطاع النقل يمثّل العمود الفقري للاقتصاد الهولندي حيث تحتل التجارة الدولية، والفلاحة، والصناعة، مكانة رئيسية، وهي تعتمد على ما يوفّره البلد من وسائل النقل المختلفة لتنفتح على الخارج.

الدورة 13 تسلط الضوء على نضج النموذج الفلاحي المغربي
اختارت الدورة الثالثة عشر للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2018المنظمة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري، وجمعية الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، موضوع "اللوجستيك والأسواق الفلاحية"، لتسليط الضوء على مكتسبات النموذج الفلاحي المغربي، وخاصة لتأكيد الطموحات الكبرى لبلدنا في القطاع الفلاحي.
وتشهد الفلاحة الوطنية، معزّزة بإطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008، تحسّنا كبيرا في مردوديتها على مرّ السنوات. فقد عرف الإنتاج الفلاحي، عشر سنوات بعد تفعيل المخطط، قفزة نوعية تحسّن فيها الإنتاج النباتي بمعدل 31 في المائة ما بين 2008 و2015. كما تضاعفت مساهمة هذا القطاع في التنمية بانتقاله من 6 في المائة خلال فترة 2000 – 2007 إلى 20 في المائة خلال فترة 2008 – 2015. وقد عرفت الصادرات الفلاحية بدورها زيادة بنسبة 30 في المائة في السنوات الأخيرة، رافعة بذلك من تحسّن أداء هذا القطاع. وقد أصبح المغرب اليوم أوّل مصدّر عالمي للكابرنيات câpres والفاصوليا البيضاء وزيت الأرغان، وهو أيضا ثالث مصدّر عالمي لمعلبات الزيتون، والرابع فيما يخصّ الكليمنتين والطماطم.
ومن جهته، عرف القطاع البيولوجي انطلاقة محسوسة، وقد عمل المغرب من أجل مصاحبة هذه الحركية، على تنظيم هذا المجال بوضع القوانين، والإشهاد، والعلامات التجارية حسب السوق…كلها إجراءات تمّ اتخاذها بغاية إنعاش نمو هذا القطاع الواعد على المستوى الدولي.
ومنذ الإعلان عنه سنة 2008، باعتباره استراتيجية وطنية للتنمية الفلاحية، سطّر مخطط المغرب الأخضر كهدف له رفع تحدي فلاحة الغد، وتحويل الفلاحة الوطنية بالعمل على تحديثها، ووضع شروط الإدماج التضامني للفلاحة الصغرى.
طُرق إنتاج جديدة، وتكنولوجيات حديثة، وتقنيات سقي اقتصادية، وزراعات بقيمة مضافة عالية… كلها محاور يستشرفها مخطط المغرب الأخضر. هذا، وقد تمّ مصاحبة مجموع الإجراءات المحدّدة في إطار مخطط المغرب الأخضر بأدوات تعبئة مهمة للاستثمارات العمومية والخاصة، ومصاحبات تمويلية تنص عليها عقود – برامج قطاعية.
كما عملت هذه الثورة الخضراء أيضا على تحويل الفلاحة الصغرى، الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر، لتحقيق استدامة مردوديتها، وتأمين مداخلها. وبفضل عمليات التجميع، وإجراءات المصاحبة، التمويلية والتقنية على السواء، بدأت الاستغلاليات الصغرى تتخلّص تدريجيا من الفلاحة المعاشية لتندمج في دواليب أسواق الاقتصاد الفلاحي.
وقد أبانت هذه التغيّرات على قطيعة حقيقية بين الفلاحة التقليدية والإنتاجية العشوائية الضعيفة الاندماج من جهة، وبين الاقتصاد الفلاحي اليوم الذي يفرض نفسه، نوعيا وكميا على السواء، والذي يفرض منتجاته في الأسواق الدولية من جهة أخرى.
بالإضافة إلى أدوات المساعدة المباشرة والدعم، يعمل مخطط المغرب الأخضر على إدماج الفاعلين في القطاع المالي من أجل ابتكار صيغ وحلول لتمويل نوعي يغطّي مجموع مكوّنات السلسلة (تمويل الاستغلال، المدخلات الفلاحية، امتلاك الأدوات الفلاحية، التجميع، التحويل، التسويق أو تصدير المنتجات).
و قد قام المغرب بدور أساسي فيما يخصّ التأمين الفلاحي، بتشجيعها وضع تشكيلة واسعة من منتجات التأمين لفائدة الفلاحين. واليوم، حوالي 90 في المائة من المساحة الفلاحية المستغلة تتمتع بتغطية لمواجهة التقلبات المناخية الأساسية. ومن الواضح أنّ كلّ هذه المؤشرات المشجّعة، تبرز أنّ النموذج الفلاحي المغربي أضحى اليوم من أجود النماذج على مستوى القارة الإفريقية. وهكذا، فإنّ الدورة الثالثة عشر للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، التي اختارت هذه السنة موضوع "اللوجستيك والأسواق الفلاحية"، ستكون فرصة أمام المهنيين والفاعلين في القطاع للاطلاع على ما حققته المملكة من تقدّم خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في مجال اللوجستيك والأسواق الفلاحية.

اللوجستيك والأسواق الفلاحية في صلب رهانات الفلاحة المستدامة
استطاع الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب أن يفرض نفسه على أجندة أكبر صانعي القرار الوطنيين والدوليين باعتباره أهمّ موعد على مستوى القارة الإفريقية. وهذا الملتقى الكبير للمهنيين والفاعلين الفلاحيين يتناغم مع البرنامج الوطني لتنمية القطاع المتمثل في مخطط المغرب الأخضر. وبذلك، وعلى مرّ السنوات، يتزايد حضور عدد العارضين والزوار، مساهمين هكذا في تتويج كلّ دورة بنجاح يتجاوز صداه حدودنا القارية.
بامتداده على مساحة تقدّر 180000 م2، منها 000 90 م2 مغطاة، سيستقبل هذا الموعد الفلاحي الكبير 350 1 عارض ينتمون ل 70 بلدا، وأكثر من 850000 زائر.
كما تضع الدورة الثالثة عشر اللوجستيك والأسواق الفلاحية في صلب الاهتمامات الكبرى للقطاع. فهذان المكوّنان يشكّلان، ليس فقط عماد المنافسة، ولكن أيضا أساس الفلاحة المستدامة.
كيف يمكن تجميع الموارد، وتجويد الدوائر اللوجستيكية؟ وكيف يمكن تعبئة الوسائل لتهيئة بنيات تحتية حديثة، والاستفادة من التكنولوجيات الجديدة لتبسيط التجارة، وتسهيل تداول البضائع؟ ولأية أسواق ينبغي التوجّه، وبأيّ طريقة؟ أسئلة كثيرة تمثل اليوم إشكالات كبرى لفلاحي القارة، وهي الأسئلة التي سيكون على الخبراء أن يقدّموا أجوبة عنها خلال الموائد المستديرة المتعددة، والبرامج العلمية للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2018.

الأقطاب المختلفة للملتقى الدولي للفلاحة
قطب الجهات
ويستقبل الجهات الاثني عشر للمملكة (طنجةتطوانالحسيمة، جهة الشرق، فاسمكناس، بني ملال – خنيفرة، الرباطسلا – القنيطرة، الدار البيضاء – سطات، مراكش – أسفي، درعة – تافيلالت، سوس – ماسة، كلميم – واد نون، العيون – الساقية الحمراء، الداخلة – واد الذهب). وكلّ جهة من هذه الجهات تعرض في فضائها الخاص غناها وإمكاناتها، بدءا من خصوصياتها الجيو – مناخية، إلى ما تقدّمه من منتجات محلية، مرورا بالسياحة الفلاحية، والخصوصيات الفلاحية. وكلّ هذا بغاية تسليط الضوء على خصوصية وغنى كلّ جهة.
قطب المؤسسات المساندين
وهو خاص بالمساندين وشركاء المعرض. ويضمّ هذا القطب كلّ المؤسسات، العمومية والخصوصية، التي تدعّم المعرض، وتنخرط في القطاع الفلاحي، وفي مقدّمتها وزارة الفلاحة والصيد البحري، والمساندين الخواص، وبعض المؤسسات.
القطب الدولي
وهو واحد من الأقطاب الذي جعل من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب مرجعا عالميا في هذا المجال. وقد أصبح هذا الفضاء، على مرّ السنوات، قطبا دوليا حقيقيا يجمع المقاولات الأجنبية العاملة في قطاع الفلاحة. كما يشمل هذا القطب الهيئات الدولية، وممثلي السفارات, ويقدّم لنا صورة عن الجديد في مجال الفلاحة العالمية، ويوفّر إمكانيات هامة لتطوير شراكات دولية.
قطب المنتجات
وهو واجهة حقيقية للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، والمقاولات الكبرى الفلاحية والصناعية- الغذائية بالمغرب. هذا الفضاء يدعونا إلى اكتشاف تنوّع المنتجات، الخام والمشتق، مثل الفواكه والخضر، والحليب والمشروبات والزيوت والحبوب واللحوم …ويجمع هذا القطب عصارة المقاولات الفلاحية والفلاحية – الغذائية المغربية.
قطب التموين الفلاحي
ويختصّ بآخر الابتكارات في مجال المدخلات الفلاحية، وتجهيزات الإنتاج النباتي، مثل الأسمدة والبذور، وأيضا مختلف أشكال الأدوات، والتجهيزات والخدمات الفلاحية. ويقترح هذا الفضاء على زبنائه كيفية تحديث وتحسين مردوديتهم الفلاحية. كما يخصّص أيضا جزءا مهما للري.
قطب الطبيعة والحياة
ويهتمّ هذا القطب بالتحديات البيئية الراهنة التي توجد في صلب انشغالات المندوبية السامية للمياه والغابات بمحاربة التّصحر، ومختلف فروعها، مثل الحفاظ على البيئة، والطاقات المتجدّدة، والتنمية المستدامة. كما يسمح لنا هذا الفضاء بفتح أفق مختلف للفلاحة. و الصيد القاري، والتشجير، فضلا عن الهوايات الترفيهية في الهواء الطلق، مثل القنص والبستنة.
قطب تربية المواشي
وهو رواق يُعتبر اليوم موعدا وطنيا مرجعيا في مجال الإنتاج الحيواني. وينقسم إلى قسمين:
فضاء الحيوانات
وهو القطب الحي الوحيد الذي يكشف لنا عن حيوانات كذا تمثيلية تربية المواشي المغربية. وهو أيضا فضاء للمباريات الخاصة بالمواشي، والعروض وكذا عروض الفروسية التي تمّ اختيارها خلال الانتقاء الجهوي.
فضاء ثان
ويضمّ مختلف الأنشطة البيطرية، والجمعيات البيمهنية، بالاضافة الى التقنيات والتجهيزات المرتبطة بتربية المواشي.
قطب المكننة
ويشمل كماّ مهما من الآلات والتجهيزات المرتبطة بالاستغلال الفلاحي. فطيلة الخمسة أيام، يتحوّل هذا القطب إلى مسرح بدينامية تجارية قوية، تتعزّز فيه المبيعات والمشتريات بفضل العروض التجارية النوعية للمعرض، وكذا بفضل التنوع الهائل للمنتجات المعروضة. وإضافة لذلك، يمكن للفلاحين أن يستفيدوا بعين المكان من إجراءات تأطير، وتمويلات مقترحة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والقرض الفلاحي بالمغرب.
قطب المنتجات المحلية
وهو خاص بالتعاونيات والجمعيات المغربية التي صودق على منتجاتها بعلامة AOC و IG أو من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائيةONSSA. ويبرز هذا القطب، اللصيق بطبيعة ترابنا، القالب والمؤشر القوي عن هويتنا المحلية، وعلامة فخرنا. كما يتحوّل هذا الفضاء إلى مركز لدينامية تجارية مكثّفة طيلة المعرض. ويقترح على زواره أيضا سفرا حقيقيا عبر المغرب، بكلّ أحاسيسه وألوانه وروائحه وأذواقه… ويبقى الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب هو المرتكز الأساسي للعرض والإنعاش والتعريف بهذه المنتجات الرائدة، وخصوصياتها وتاريخها على المستوى الدولي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.