الاتحاد الإفريقي وريث منظمة الوحدة الإفريقية، حيث كان المغرب من أبرز مؤسسيها على عهد الملك المجاهد محمد الخامس رحمه الله، والذي كرس نفسه لخدمة أفريقيا واستكمال تحريرها من براثن الاستعمار والتخلف، وهو نفس الخط الذي سار عليه الملك الحسن الثاني رحمة الله عليه ليتفاجأ كل شرفاء العالم بفرض كيان وهمي سنة 1984 عضوا جديدا بالإتحاد وما كان من المغرب إذ ذاك إلا أن انسحب من منظمة أدى المغاربة غاليا من دمهم وإمكانيات بلدهم لبنائها وبناء دولها وشعوبها. قد يكون المغرب قد تضرر ماديا ودبلوماسيا قليلا بشكل لم يؤثر على المغرب ولو بذرة من خردل، بالعكس لقد بنى المغرب جيشا قويا واقتصادا من أقوى اقتصادات المنطقة جعل المغرب هو المستثمر الثاني في أفريقيا رغم غيابه عن مظمة الوحدة الإفريقية أو الإتحاد الإفريقي لاحقا. الاتحاد الإفريقي الذي هو فكرة الراحل معمر القذافي مختطف من طرف الجزائر وحليفتها القوية جنوب إفريقيا حيث وضعوا قانونا أساسيا على مقاسهم ومعادي للمغرب وصدا له حتى لا يعود إلى مكانه الطبيعي المؤسساتي الذي هو الإتحاد الإفريقي. وإزاء كل التراكمات من إرسال اسويلمة بيروك عضو برلمان العموم الإفريقي من جمهورية الصحراء المعلن من طرف واحد والتي هي عضو بالاتحاد الإفريقي لحضور كوب 22 ، وإصرار الإتحاد على حضور جمهورية البوليساريو لحضور القمة العربية الأفريقية في مالابو، ووضع المفوضة الإفريقية شروط تعجيزية إن قبل بها المغرب يعني أنه تخلى عن صحرائه وضرب كل التضحيات ودماء الشهداء في الصفر، كل هذه التصرفات تدل أن الماسكين الحقيقيين بزمام الأمر في الاتحاد الإفريقي لم يراعوا حسن نية المغرب ولا سعيه الحثيث لتنمية إفريقيا وتقاسم تجاربه الناجحة في كل الميادين معها. ومع هكذا مواقف نتمنى على الدولة المغربية سحب طلب العودة إلى الاتحاد الأفريقي فورا وتعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية كل دولة على حدة في أفق إنضاج شروط مشرفة وحافظة لكرامة المغرب والمغاربة للعودة للاتحاد الإفريقي.