تستمر في هذه الأثناء احتجاجات عارمة وحاشدة في شوارع الحسيمة، بعد أن اعتصمت الحشود لأزيد من ساعة وسط ساحة محمد السادس؛ فيما انتقلت شعارات المتظاهرين من المطالبة بالتحقيق في مقتل بائع السمك محسن فكري إلى مطالب اجتماعية وحقوقية. وأكد نشطاء مدنيون وحقوقيون بالحسيمة استمرار ما أسموه "العصيان المدني" في الإقليم؛ فيما دفعوا عن تحركهم الاحتجاجي عدة اتهامات تهم زرع الفتنة في البلاد وإثارة الشغب في المدينة، ليشددوا على أن الاحتجاجات ظلت منذ انطلاقها سلمية ولم يتم حرق أي سيارة أو اقتحام أي مؤسسة عمومية. وهاجم النشطاء ذاتهم كل الأحزاب السياسية باعتبارها "تستغل مأساة عائلة الراحل محسن فكري"؛ فيما اعتبروا أن حزبي العدالة والتنمية وكذا حزب الأصالة والمعاصرة "لا يمثلان المغاربة ولا حتى أبناء الحسيمة والريف"، ليضيفوا: "اتهمونا بالفتنة كما اتهموا الزعيم الخطابي بأنه فتان الريف". "نطالب بالعيش الكريم والسكن اللائق والمستشفيات وبالتشغيل"، هكذا رفع المحتجون في مداخلاتهم النارية مطالبهم الاجتماعية؛ بالإضافة إلى مطلب كشف نتائج التحقيق في نازلة مقتل خمسة من المواطنين حرقا داخل مؤسسة بنكية بالحسيمة، إبان الحراك العشريني قبل خمس سنوات؛ فيما حملوا الحكومة المسؤولية عن ذلك. واعتبر المحتجون أن تأخر نتائج التحقيق في مقتل محسن فكري مؤشر على ما وصفوه ب"أسرار خفية"، فيما قالت ناشطة تدخلت وسط الحشد: "إذا كان الملك قد أمر بفتح تحقيق ومعاقبة الجناة ثم لم يولوا لأوامره اهتماما، فما بالكم بمطالبنا نحن كمواطنين خرجنا في كل المدن لنطالب بمعاقبة الجناة..هناك أمور خفية تطبخ وراء الملف". وردا على رواج صور تظهر تخريب منشآت عمومية وسيارات للشرطة وممتلكات خاصة بمدينة الحسيمة، أكد مصدر أمني بشكل قاطع على أنها صور قديمة، وتعود للأحداث التي شهدتها المدينة في ربيع سنة 2011. وشدد المصدر الأمني، في اتصال مع هسبريس، على عدم تسجيل أي مساس بالأمن والنظام العام خلال المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها مدينة الحسيمة، في أعقاب وفاة بائع الأسماك محسن فكري ليلة الجمعة 28 أكتوبر الجاري. وكان عدد من رواد الفايسبوك قد نددوا برواج هذه الصور القديمة وإسقاطها على الوضع الحالي بمدينة الحسيمة، "في محاولة لجرّ المتظاهرين إلى أعمال عنف غير محسوبة العواقب، وتقديم صورة مغلوطة على الوضع الأمني بالمدينة" يورد المتحدث.