انصب اهتمام الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية على الأزمة "القوية" التي يمر منها الحزب الجمهوري ومرشحه الرئاسي في أمريكا، علاوة على المساعدة المالية لحكومة أوتاوا لعملاق الطيران بومبارديي. وهكذا، كتبت صحيفة (بوليتيكو) أن الحزب الجمهوري يعيش على إيقاع أزمة خطيرة، خاصة بعد ظهور تسجيل صوتي يقول فيه دونالد ترامب كلمات "بذيئة ومخزية" في حق النساء، مبرزة أن عددا كبيرا من الجمهوريين سحبوا دعمهم لرجل الأعمال النيويوركي. وأشارت الصحيفة، في هذا السياق، إلى أن ترامب، الذي كان يوجد في وضع صعب، تمكن، خلال المناظرة الرئاسية الثانية ليوم الأحد الماضي، من الانتعاش واستعادة بعض "القوة"، مشيرة إلى أنه شرع ابتداء من أمس الثلاثاء في توجيه سهام النقد للجمهوريين الذين "تخلوا عنه". وذكرت اليومية أن قطب العقار نشر تغريدة يقول فيها إن "الجمهورييين غير الموالين أخطر من منافسته الديمقراطية"، مشيرة إلى المؤيدين لترامب أعلنوا الحرب على أولئك الذين سحبوا دعمهم لمرشح الحزب، وهو الأمر الذي يروق الخصم. في سياق متصل، كتبت يومية (نيويورك تايمز) أن دونالد ترامب بصدد شن معركة شرسة على حزبه، من خلال "تدمير" الخريطة السياسية للبلاد، مؤكدة أن رجل أعمال مانهاتن دخل في حرب مع حزبه قد تهدد أيضا فرص العشرات من المشرعين في الكونغرس، والتي قد تؤدي إلى انتقال العديد من الولايات المحافظة إلى معسكر هيلاري كلينتون. وفي هذا السياق، أكدت الجريدة أن الديمقراطيين يحاولون بذل قصارى جهدهم الاستفادة من هذا الوضع وزيادة فرصهم في انتخابات الكونغرس الشهر المقبل، مشيرة إلى أن فريق حملة كلينتون يستهدف على الأقل ولايتين جمهوريتين تقليديتين، هما جورجيا وأريزونا. وأوضحت صحيفة (نيويورك تايمز) أن دراسة حديثة كشفت أن مرشح الحزب الجمهوري يجد صعوبة في فرض نفسه بهاتين الولايتين الرئيسيتين. ومن جانبها، أبرزت يومية (واشنطن بوست)، في مقال بعنوان "ترامب يعلن الحرب على المؤسسة الجمهورية"، أن قطب العقار وجه انتقادات لاذعة لرئيس مجلس النواب، بول ريان، والسيناتور جون ماكين، وغيرهم من المنتخبين الجمهوريين. وأشارت اليومية إلى أن ترامب يجد صعوبة في التعامل مع هؤلاء الجمهوريين أكثر من المرشحة الديمقراطية. من جهة اخرى، أبرزت صحيفة (لو دروا) الكندية أن الحملة الرئاسية لدونالد ترامب والحزب الجمهوري أخذت منعطفا غير متوقع، نادرا ما يقع في تاريخ الانتخابات في الولاياتالمتحدة، مضيفة أن ترامب، الذي لا يبدي انزعاجا في وصف منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بنعوت مستهجنة، يبدو أنه دخل في حرب ضد التشكيلة التي يمثلها. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الجمهوريين ذوي الخبرة، من بينهم بول ريان، أخذوا مسافة من ترامب الذي دخل في حرب كلامية ضد الحزب، لاسيما ضد ريان، واصفا رئيس مجلس النواب ب"الزعيم الضعيف"، مضيفة أن رجل الأعمال النيويوركي أعلن أنه "تحرر من قيوده"، أي الانضباط الحزبي الذي كان عائقا بالنسبة إليه، وأنه سعيد بالتخلص منه. وفي كندا، كتبت يومية (لابريس) أن المساعدة بقيمة مليار دولار التي يطالب بها عملاق الطيران بومبارديي حكومة أوتاوا لدعم تسويق طائراته (سي سيريز) ما زالت معلقة، لكن حكومة جوستان ترودو لاتزال متشددة بشأن شروط هذه المساعدة على الرغم من أنها تبدي قدرا أكبر من الانفتاح مع مرور الوقت. واعتبرت الصحيفة أن المفاوضات تحرز تقدما، على الرغم من أن لا وزير الإبتكار والتنمية الاقتصادية، نافديب بان ولا بومبارديي يريدان التعليق على حالة المحادثات، مكتفين بالقول بأنها لاتزال جارية، مشيرة إلى أن متحدثا باسم الشركة المصنعة للطائرات أكد أن هناك لقاءات منتظمة بين الطرفين، وأن الشركة الكندية تبحث عن حل "مربح للجيمع" لمواصلة تطوير ظائرات (سي سيريز). ومن جهتها، ذكرت يومية (لو جورنال دو مونريال) أن أوتاوا أكدت أنها توصلت إلى حل للتحديات المطروحة من قبل مساعدة بقيمة مليار دولار التي يطالب بها بومبارديي لتطوير طائراته (سي سيريز). وكتبت أن الوزير بان، المسؤول عن الملف، أكد أن المفاوضات متواصلة، مبرزا أن الحكومة الاتحادية تريد أن تكون شريكا حقيقيا لبومبارديي. وببنما، أبرزت صحيفة (لا برينسا) أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا جدد التأكيد على أنه لن يسمح لعصابات الجريمة والاتجار في المخدرات ب "السيطرة على البلد"، مشيرا إلى أنه "في حال توفر السلطات على معلومات حول تورط سياسيين مع هذه العصابات، سيتم إطلاع أحزابهم من أجل اتخاذ المتعين". وجاءت تصريحات رئيس الجمهورية بعد حادث تبادل إطلاق نار أدى إلى مقتل 3 أشخاص بمدينة كولون، حيث اتهم فاريلا بعض السياسيين بمنح الغطاء السياسي لبعض العصابات، موضحة أن مجموعة من السياسيين اعتبروا تصريحات الرئيس "تدخلا في شؤون القضاء" وأن عليه "مد القضاء بالمعلومات التي يتوفر عليها حتى لا يصبح متواطئا في أنشطة غير قانونية". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (بنماأمريكا) ان كلمات الرئيس حول العلاقات المفترضة بين بعض السياسيين وعصابات الجريمة "تحولت إلى تهديدات مبطنة حينما رفض الافصاح عن الاسماء المتورطة"، وحثت الصحيفة الرئيس على "دعم اتهاماته بالحجج وتعرية السياسيين المتورطين مع الجريمة أمام المواطنين". أما بالمكسيك، فقد كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن مدينة تيخوانا الحدودية تعيش واقعا آخر للهجرة يتمثل في طلب اللجوء السياسي إلى الولاياتالمتحدة، حيث تظل آلاف الأسر المكسيكية الفارة من العنف في مناطقها، والمئات مثلهم من الهايتيين والأفارقة، عالقين في هذه الحدود. ونقلت الصحيفة عن خوسي مورينو مينا، منسق تحالف من أجل الدفاع عن المهاجرين، قوله إن سبعة من أصل 10 من هؤلاء المواطنين يأتون أساسا من ولايتي غيريرو وميتشواكان، والباقي من فيراكروز وتشياباس وبويبلا وخاليسكو. بالنسبة لهذا الناشط فمنذ عام 2013 سجل ارتفاع في عدد المكسيكيين الذين وصلوا إلى ولاية باخا كاليفورنيا هروبا من العنف في بلداتهم، مشيرا إلى أن 3 آلاف مواطن، من بينهم نساء وأطفال، طلبوا خلال هذه الفترة اللجوء من الحكومة الأمريكية. من جهتها، أبرزت صحيفة (ال يونيفرسال) أن وزير الداخلية ميغيل أنخيل أوسوريو تشونغ شدد على أن الأمن هو التحدي الذي لا يدعم بجهود معزولة، وذلك بمناسبة الإعلان عن تعزيز عمليات المراقبة في ولاية مكسيكو بثلاثة آلاف و150 عنصرا من أفراد الجيش والبحرية والشرطة الفدرالية.