أولت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الثلاثاء أبرز اهتماماتها لموضوع الاستفتاء المرتقب ببريطانيا حول خروج البلاد او بقائها بالاتحاد الاروبي،وللوضع السياسي في اسبانيا ، وذلك قبيل خمسة أيام من إجراء الانتخابات العامة المقررة الأحد القادم ، وللضجة التي اثارتها الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لسياسة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في شرق أوروبا وفي مواجهة روسيا، فضلا عن فوزالحركة الاحتجاجية خمسة نجوم بالانتخابات البلدية في روما وتورينو. ففي بريطانيا واصلت الصحف التعليق على الحملة الانتخابية للاستفتاء حول بقاء بريطانيا او خروجها من الاتحاد الاروبي. في هذا الصدد أوردت صحيفة (الغارديان) تصريحا للميلياردير جورج سورو حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاروبي الذي قال فيه " اذا قرر البريطانيون في 23 يونيو مغادرة الاتحاد الاروبي، فان الجنيه قد ينخفض بشكل كبير اكثر من الاربعاء الاسود (16 شتنبر 1992 عندما اضطرت العملة البريطانية الى الخروج من الية الصرف الاروبي. وذكرت الصحيفة بان هذا الملياردير البريطاني اصبح مشهورا برهانه على الجنيه الاسترليني سنة 1992 ، مما مكنه من تحقيق ارباح كبيرة. من جهتها تطرقت صحيفة (الديلي تلغراف) الى الدورة الاستثنائية التي عقدها البرلمان البريطاني الاثنين من اجل تكريم روح النائبة العمالية جو كوكس التي قتلت الخميس في دائرتها ببيرستال (شمال انجلترا). اما صحيفة (الفاينانشال تايمز) فتناولت الاداء الجيد لبورصة لندن التي انهت امس الاثنين على ارتفاع بنسبة 3 في المائة على خلفية تفاؤل المستثمرين بشأن بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الاروبي. وفي إسبانيا، كرست الصحف أبرز تعاليقها للوضع السياسي في البلاد، وذلك قبيل خمسة أيام من إجراء الانتخابات العامة المقررة الأحد القادم. وكتبت (أ بي سي) أن الأمين العام لحزب بوديموس، اليساري الراديكالي، بابلو اغليسياس، عبر عن رغبته في التوصل لاتفاق مع الاشتراكيين بعد الانتخابات لتشكيل حكومة يسارية، داعيا زعيمهم، بيدرو سانشيز، للرهان على تغير المشهد السياسي الإسباني ودحر المحافظين إلى الصف الثاني. من جهتها أوردت (إلموندو)، أن الحزب الشعبي وسيوددانس يطمحان لجذب الناخبين المترددين في استحقاق الأحد المقبل، مشيرة إلى تصريحات رئيس الحزب المحافظ والحكومة المنتهية ولايتها، ماريانو راخوي، التي قال فيها إن التصويت لسيوددانس هو تعزيز لموقع حزب بوديموس. أما صحيفة (إلباييس) فأشارت إلى أن ماريانو راخوي اعترف لأول مرة بأن حزب بوديموس، أقصى اليسار، قادر على الفوز في الانتخابات المقبلة، وبالتالي تولي رئاسة الحكومة الإسبانية المقبلة، مشددا على ضرورة اختيار تحالف دستوري "ضد التطرف". وفي سياق آخر ذكرت (لا راثون) أن المقاعد البرلمانية لستة أقاليم إسبانية، من بينها برشلونة وسرقسطة وطليطلة، ستكون حاسمة في تشكيل الحكومة المقبلة، مضيفة أن الحزبين الناشئين، بوديموس وسيوددانس، اخترقا هذه المناطق التي تعد تقليديا معاقل للحزبين التقليديتين، الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي. وفي ألمانيا اهتمت أغلب الصحف بالضجة التي اثارتها الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لسياسة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في شرق أوروبا وفي مواجهة روسيا . فكتبت صحيفة (تاغسشبيغل ) أن وزير الخارجية المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي انتقد المناورات العسكرية لحلف شمال الأطلسي واعتبرها موجهة ضد روسيا . ولاحظت الصحيفة أن الخطاب الجديد للحزب الاشتراكي ربما يؤثر على موقعه ، ويهدد بتراجع شعبيته إلى أقل من 20 في المائة ، لكن ، تضيف الصحيفة ، بالمقابل هناك الموالين لروسيا والمنتقدين لحلف شمال الأطلسي ، الذين قد يدعمون الحزب الاشتراكي. من جهتها اعتبرت صحيفة (لاندستسايتونغ) ، في تعليقها على هذا السجال أن " السياسة ليست فقط فن الممكن ، ولكن أيضا صراع وغموض " مشيرة إلى أن السياسيين من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه أنغيلا ميركل طالبوا شتاينماير بتوضيح انتقاداته لمناورات حلف شمال الأطلسي التي تهدف إلى ردع روسيا . وأضافت الصحيفة أن الاتحاد اعتبر ما جاء على لسان وزير الخارجية " إشارة خاطئة لبوتين " وتمهيدا للطريق من أجل إقامة تحالف مع حزب اليسار " لينكه" في الانتخابات المقبلة ، وهو الأمر الذي يدعمه زعيم الحزب الاشتراكي زيغمار غابرييل . أما صحيفة (فرانكفوتر روندشاو ) ، فأشارت إلى أن وزير الخارجية انتقد مناورات الناتو التي شارك فيها أكثر 30 ألف جندي من 24 دولة عضو والتي ترمي بالخصوص إلى الاستعداد لأي هجوم روسي محتمل على بولندا التي تشعر بالقلق . وترى الصحيفة أن وزير الخارجية "عبر عن انتقاداته بصوت عال على ما اعتبره استمرار لتأجيج الأوضاع عبر قعقعة السيوف وصيحات الحرب " ويراها أمور غير مفيدة بل تزيد من توتر العلاقات مع روسيا. وفي فرنسا تطرقت صحيفة (لوموند) الى الحركة الاحتجاجية خمسة نجوم التي فازت بالانتخابات البلدية في روما وتورينو، معتبرة ان الامر يتعلق ب"اختراق كبير" بالنسبة لحركة تسعى الى محاربة النخبوية، ومضادة للاتحاد الاروبي . واضافت الصحيفة ان روما المثقلة بالمديونية وتورينو التي فقدت قوة فيات ستشكلان مؤشرا على قدرة هذه الحركة على الحكم والاستمرارية اذا كانت تريد تسيير ايطاليا برمتها. من جهتها سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على التظاهرة التي عرفت مشاركة ثلاثة الاف مسلم، ادانوا مقتل شرطي ورفيقته من قبل شخص اعرب عن انتمائه لداعش. وقالت الصحيفة انه بعد كل اعتداء يكون رد فعل المسلمين بنفس الطريقة لكن وسائل الاعلام لا تعكس أي صدى لردود الفعل هذه، مكرسة الفكرة المغلوطة التي مفادها ان المسلمين مترددين في ادانة الارهاب الاسلامي. من جهتها اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالانتخابات التمهيدية التي سيتم تنظيمها من قبل احزاب اليسار الموالية للحكومة في افق الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 بفرنسا، منتقدة هذه الانتخابات التمهيدية التي ستضطر الرئيس فرانسوا هولاند الى تخصيص أهم انشطته اليومية للمناورات الداخلية بالحزب الاشتراكي الذي اضحى منقسما اكثر من أي وقت مضى. اما الصحف البرتغالية فاهتمت على الخصوص بالتحقيق البرلماني الذي سيتم فتحه بخصوص اكبر بنك برتغالي (كيكسا جيرال دو ديبوزيتوس)، حيث كتبت صحيفة (بوبليكو) ان لجنة التحقيق البرلماني التي سيتم تشكيلها بمبادرة من الحزب الاجتماعي الديموقراطي، من اجل تحديد خروقات محتملة في هذا البنك، ستقوم بتقييم اسلوب التدبير بهذه المؤسسة البنكية خلال الولايتين الاخيرتين لمحافظي بنك البرتغال ، كارلوس كوستا وانطونيو سوزان ونواب المحافظين خوصي رمالو وخوص ماتوس. من جانبها ذكرت صحيفة (جورنال دو نوتيسياس) ان رئيس المجلس الاروبي طمأن الاثنين خلال زيارة للشبونة بان مسلسل تعزيز ميزانية البرتغال "في الطريق الصحيح". وفي بلجيكا، كتبت لوسوار تحت عنوان " بلد يعيش انفصام الشخصية "، أن بلجيكا تعيش بين واجهة تبدو فيها الحياة طبيعية وأخرى يتهددها الإرهاب، مشيرة إلى التهديدات الإرهابية التي لا زالت تهيمن على البلاد. وبالنسبة، لكاتب العمود فإن البلجيكيين الذين يرفضون الخضوع للخوف، يستحقون التنويه، مضيفا أننا " لم نكسب الحرب ضد الإرهاب والتشاؤم، لكننا لم نخسرها أيضا". من جانبها، اعتبرت (لاديرنيير أور) أن فوز بلجيكا على إيرلاندا (3 – 0)، في إطار كأس أوروبا كان لها وقع كبير على بلد يعيش على وقع أخبار مؤلمة منذ عدة أشهر. وأشارت الجريدة إلى أنه " في ظل تهديد سلامتهم، والآفاق المظلمة للاقتصاد، والشكوك حول مستقبل البلاد، وطقس غير ملائم، فإننا نفهم جيدا لماذا كان البلجيكيون يهتزون على وقع أهداف لوكاكو وويتسل ".