اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، بمواضيع، في مقدمتها إحياء الذكرى 70 على نهاية الحرب العالمية الثانية، والانتخابات العامة في بريطانيا، إضافة إلى مواضيع محلية ودولية أخرى. ففي ألمانيا، شكل موضوع إحياء الذكرى 70 على نهاية الحرب العالمية الثانية يوم ثامن ماي 1945 ، أي اليوم الذي استسلمت فيه ألمانيا، أهم موضوع تناولته الصحف الصادرة اليوم الجمعة. وكتبت صحيفة (فرانكفوتر أليغماينه تسايتونغ) أنه قبل بدء الاحتفالات بمناسبة نهاية الحرب العالمية الثانية في موسكو، سافر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس الخميس، إلى فولغوغراد، ستالينغراد سابقا، داعيا قبل مغادرته برلين إلى ضرورة التغلب على النزاعات بطرق سلمية في إشارة إلى الوضع الحالي في أوكرانيا . وأشارت الصحيفة إلى أن الوزير قال أيضا "نسعى للتركيز في هذه الأيام على ما يوحدنا، وليس على ما يفرقنا"، مذكرة بأن المعركة التي حدثت حول مدينة ستالينغراد سابقا تعد أحد أسوأ المعارك خلال الحرب العالمية الثانية، إذ اسفرت عن مقتل ما يزيد عن 700 ألف شخص. ومن جانبها، كتبت صحيفة (راينفالتز) أنه لا أحد كان يعتقد في سنة 1945 أن هذه الحرب ستنتهي أو راهن على أن ألمانيا ستكون مرة أخرى ذات بلاد ذات سيادة وقوية ومزدهرة . وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد 70 سنة من التحدي، تمكنت ألمانيا بمعجزة أن تصبح مستقلة وسلمية وديمقراطية ومتقدمة، إضافة إلى أن الألمان أدركوا خطأهم الرهيب واعترفوا بذنبهم، فدفعت البلاد تعويضات مادية وأبرزت إرادة قوية لإعادة البناء، وأبدت استعدادا للمصالحة. ووفق صحيفة (سفابشه تسايتونغ)، كتبت، في تعليقها، أن قرابة 30 مليون مواطن سوفياتي لقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية بسبب ألمانيا، معتبرة أن الحصيلة كانت ثقيلة جدا. واعتبرت الصحيفة أن توجه وزير الخارجية، شتاينماير، إلى فولغوغراد والمستشارة أنغيلا ميركل إلى موسكو، هي إشارة من أجل توضيح أن ألمانيا مصرة على إنهاء التوترات وأن روسيا لا يحق لها ممارسة العدوان على أوكرانيا اعتبارا لدور السوفييت في القضاء على الفاشية. ومن جانبها، ترى صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) أنه يتعين دائما التذكير بهذه الحرب التي انتهت منذ 70 سنة واستحضار كل الاسباب التي أدت إليها، والعمل من أجل حماية الديمقراطية . وبخصوص إحياء الذكرى 70 لاستسلام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، كتبت صحيفة (نوي دوتشلاند) أن الألمان يؤيدون جعل يوم ثامن ماي محطة هامة لاستحضار هذه الفترة من التاريخ لبذل جهد أكبر من أجل ألمانيا الحديثة. وفي فرنسا، كتبت صحيفة (لوموند) أن الحكومة الألمانية تشعر بحرج متزايد بعد كشف قضية التجسس خلال العشر سنوات الماضية، على مجموعات صناعية ومسؤولين سياسيين أوروبيين، من قبل مصالح سرية ألمانية لحساب الولاياتالمتحدةالأمريكية. واعتبرت الصحيفة أن أنجيلا ميركل تواجه أخطر مشكلة سياسية منذ إعادة انتخابها سنة 2013 ، مشيرة إلى أن وزير الداخلية الألماني، توماس دو ميزيير، هو الأكثر انتقادا. وقالت الصحيفة إن توماس دوميزيير، وزير الداخلية الحالي، والذي تولى منصب وزير المستشارية من 2005 الى 2009 ، ثم بيتر ألتماير الذي تولى هذا المنصب منذ 2013 ، تم الاستماع إليهما أمام لجنة البوندستاغ المكلفة بمراقبة المصالح السرية، مضيفة أن هذه القضية اضعفت موقف المستشارة، فضلا عن كونها جعلت الحكومة الائتلافية في موقف صعب. ومن جهتها، سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على فشل عملية إعادة إعمار أفغانستان، مشيرة إلى أن هذه العملية كلفت الولاياتالمتحدةالأمريكية نحو 110 مليار دولار منذ سنة 2002 ، وهو مبلغ يفوق ذلك الذي خصص لمخطط مارشال الذي أطلق بعد الحرب العالمية الثانية، بحسب تقرير فصلي قدمه المسؤول عن المفتشية العامة لإعادة إعمار أفغانستان إلى الكونغرس. وتحدث التقرير عن وجود أوجه فشل عديدةº منها استحالة تدقيق عدد عناصر الجيش الأفغاني، وهي قضية أساسية من اجل التصدي للفساد داخل هذا الجيش المفترض أن يكون في مستوى مواجهة طالبان. وأشار التقرير أيضا إلى فشل سياسة مكافحة زراعة الخشخاش، موضحا أنه على الرغم من إنفاق ثمانية مليارات دولار في هذا الميدان، تواصل أفغانستان إنتاج 90 في المائة من الأفيون في العالم، فضلا عن غياب الرقابة في النظام التربوي الذي غالبا ما وصف بأنه ناجح. وفي بلجيكا، تركز اهتمام الصحافة المحلية اليوم حول عملية السلام في الشرق الأوسط بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، والتشاؤم السائد بشأن آفاق المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. فتحت عنوان "إسرائيل تحرج أصدقاءها"، كتبت صحيفة (لوسوار) أن تشكيل ائتلاف إسرائيلي يحتل فيه المستوطنون مكانا بارزا يضع الأمريكيين والأوروبيين في وضع معقد . واعتبرت أن المسؤولين الغربيين يعرفون أن استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية اتخذت مؤخرا طابعا معقدا أكثر من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن أغلب الأحزاب الخمسة التي تشكل الأغلبية الإسرائيلية الجديدة تتقاسم العداء المشترك لفكرة قيام دولة فلسطينية. و في مقال بعنوان "مستقبل مشرق أمام الاستيطان"، كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أنه مع تعزيز الاتجاه اليميني للأغلبية في إسرائيل، ليس هناك شك في أن الحكومة الجديدة ستواصل بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والضفة الغربية والقدس الشرقية. وأضافت الصحيفة أنه إذا كان الأمر يتطلب دليلا فإن إسرائيل وافقت على توسيع المستوطنات في الجزء الفلسطيني من القدس عشية الإعلان عن حكومة ائتلافية جديدة. ومن جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بالانتخابات العامة، التي جرت أمس في بريطانيا، حيث أشارت صحيفة (في غي) إلى أن استطلاعات الرأي التي أجريت بعد خروج الناخبين من مراكز الاقتراع تشير إلى أن حزب المحافظين حظي بتأييدهم أكثر من حزب العمل. وذكرت بكون استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأسابيع الماضية أظهرت تقاربا كبيرا بين حزبي العمال والمحافظين. ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين السياسيين قوله إنه إذا صحت هذه الاستطلاعات فإنها مخيبة لآمال حزب العمل، وتشكل نتيجة جيدة بالنسبة لحزب المحافظين. ومن جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أنه من الواضح أن حزب المحافظين فاز في الانتخابات العامة التي جرت أمس ببريطانيا، مضيفة أن استطلاع الرأي الذي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية، أظهر أن المحافظين حلوا في الصدارة متفوقين على حزب العمل. وأوضحت أنه من المرجح أن يحصل حزب الديمقراطيين الأحرار، الذي شكل تحالفا مع المحافظين في الخمس سنوات الماضية، على 10 مقاعد في مجلس العموم. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (افتنبوستن) أن كل مؤشرات استطلاعات الرأي التي تم القيام بها بعد خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، تدل على أن حزب المحافظين حصل على مقاعد عديدة ويتقدم على منافسيه. ونقلت عن محللين سياسيين توقعهم بأن يتم تشكيل حكومة أقلية بقيادة ديفيد كاميرون، مشيرين إلى التأثيرات السياسية لفوز حزب المحافظين الذي حافظ على موقعه السابق. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بنتائج استطلاع، نشرت أمس الخميس حول نوايا التصويت، أظهرت أن الحزب الشعبي سيحل متقدما في الانتخابات البلدية المقررة يوم 24 مايو الجاري، لكن دون الحصول على الأغلبية. وكتبت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "حزب بوديموس يدفع الحزب الاشتراكي وسيودادنوس"، أن الحزب الشاب المناهض لليبرالية سيفقد 7,4 نقطة بحسب الاستطلاع، ما يمثل "تراجعا حادا" سيمنح الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الصف الثاني، على بعد نقطتين من الحزب الشعبي، الذي سيحصل على 25,6 في المائة من الأصوات. ومن جهتها، أوردت صحيفة (إلموندو) أن الاستطلاع توقع مشهدا سياسيا غير مسبوق بإسبانيا، مبرزة أن حزبي سيودادنوس وبوديموس سيشكلان رقما لا محيد عنه في تشكيل الحكومة الإسبانية المقبلة، بالنظر للتعادل بين الحزبين الشعبي والاشتراكي، وهو سيناريو سيفرض على الأحزاب المتنافسة التوصل إلى اتفاقيات وتوافقات. وفي سياق متصل، أوردت (لا راثون)، تحت عنوان "بدون أغلبية"، أن حزب سيودادنوس بزعامة الشباب ألبرت ريفيرا، يواصل منحاه التصاعدي ويتموقع كرابع قوة سياسية بإسبانيا بحصوله على 13,8 بالمائة من الأصوات، فيما سيحصل الحزب الصاعد الآخر، بوديموس، على 16,5 في المائة. أما (إلباييس) فذكرت أن الحزب الاشتراكي يسترجع خياراته للفوز في الانتخابات أمام تراجع حزب بوديموس، مبرزة أن المشهد السياسي الإسباني القادم سيعرف نهاية الأغلبية المطلقة، ما سيدفع الحزبين الاشتراكي والشعبي للتفاوض على توافقات انتخابية مع بوديموس أو سيودادنوس بعد الاستحقاقات البلدية والتشريعية المقررة في 2015 بإسبانيا.