شكلت الذكرى 70 لإلقاء قاذفة أمريكية قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، وافتتاح الممر الثاني لقناة السويس في مصر، والمآسي المستمرة التي تخلفها الهجرة غير الشرعية في مياه البحر الأبيض المتوسط ، أهم المواضيع التي أثارت اهتمام الصحف الأوروبية الرئيسية الصادرة اليوم الخميس. ففي بلجيكا، تطرقت الصحف للذكرى 70 لإلقاء قنبلة ذرية من قبل الأمريكيين على مدينة هيروشيما اليابانية، وبعدها بثلاثة أيام قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لافونير) أن الأجراس دقت الخميس في الساعة 8:15 في هيروشيما، بالضبط بعد مرور 70 عاما على إلقاء الولاياتالمتحدة لقنبلة ذرية على المدينة، وهو أول هجوم نووي في التاريخ، وهو ما أدى إلى نهاية الحرب العالمية الثانية. وذكرت الصحيفة بأنه، في سادس غشت من سنة 1945، قامت قاذفة أمريكية من طراز "باء 29 "، ومن ارتفاع عال، بإلقاء قنبلة ذرية تعادل قوة انفجارها 16 كيلوطن من مادة "تي ان تي" على مدينة هيروشيما، مخلفة نحو 140 ألف قتيل خلال الانفجار، وضحايا آخرين بعد ذلك جراء تأثير الإشعاع النووي. ولاحظت صحيفة (لو سوار) أنه، بعد سبعة عقود، لا يزال استخدام الأسلحة الذرية في نهاية الحرب العالمية الثانية يقسم الآراءº حيث يعتقد مؤرخون أن القنبلة جنبت العالم مزيدا من الضحايا، بينما يرى آخرون أنه لم يكن ضروريا إلقاء القنبلتين على اليابان لان هذه الأخيرة كانت على مشارف الهزيمة. وأضافت الصحيفة أنه بينما يرى 56 في المائة فقط من الأمريكيين أن الهجمات النووية على هيروشيما وناغازاكي كانت مبررة، فإن واشنطن، الحليف الوثيق لطوكيو منذ الحرب، لم تقدم أبدا اعتذارا رسميا عن التفجيرين. أما صحيفة (لا ليبر بلجيك) فتعتقد أن الوضع الحالي متناقض، بينما يخفض الأمريكيون والروس قدرتهم النووية، نجد دولا في آسيا (الصين وكوريا الشمالية والهند وباكستان) تعمل على تطوير برامجها النووية. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بافتتاح الممر الثاني لقناة السويس في مصر، اليوم، والذي تم انجازه خلال سنة ليضاعف حركة المرور في هذا الممر الحيوي. وكتبت صحيفة (لوفيغارو) أنه بعد مائة وستة وأربعين عاما عن فتح قناة السويس، هذا الممر الضروري للتجارة العالمية، أصبحت القناة قادرة على مضاعفة قدرتها في مجال حركة الملاحة البحرية، وأيضا مداخيلها المالية الأساسية بالنسبة للبلد. وأضافت الصحيفة أنه "بعد سنوات من الاضطراب والتوترات السياسية تمكنت مصر من تقديم واحدة من أفضل الأخبار للعالم"، مشيرة الى أن فرنسا ستحظى خلال احتفالات التدشين بوضعية خاصة بالنظر الى التاريخ الفرنسي للقناة، وكذلك نظرا للتعاون الحالي، في مجال التنمية، بين القاهرة وباريس. وفي نفس الموضوع، أبرزت صحيفة (ليبيراسيون) أن قناة السويس الثانية، التي كلفت 7 مليارات أورو، تمثل "استثمارات ضخمة مع توقعات كبيرة من حيث المردود المالي، وفوق كل ذلك هي مفخرة وطنية لمصر". أما صحيفة (لا كروا) فأشارت الى أن توسيع قناة السويس سيسمح بمضاعفة حركة الملاحة في غضون ثماني سنوات، كما سيرفع من دخل مصر وصولا إلى 12 مليار أورو. ولاحظت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيكون ضيف الشرف في حفل الافتتاح، مشيرة إلى أن رئيس الدولة الفرنسية اختار أن تكون مصر شريكا إقليميا هاما بالنسبة لفرنسا. وفي سويسرا، اهتمت الصحف ب"النضال الطويل" ضد سباق التسلح النووي، وذلك بمناسبة الذكرى 70 على إلقاء قنبلة ذرية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان. وكتبت صحيفة (لتريبون دو جنيف) أن العالم تجنب عدة مرات كارثة نووية، وذلك بفضل القوة الرادعة للأسلحة النووية. وحسب الصحيفة، "يبقى الاتفاق على منع إيران من الحصول على قنبلة نووية دليلا على الاهتمام الكبير للقوى العظمى بخطورة هذا السلاح". وأكدت أن الذين توقعوا نهاية العالم في العقود التي تلت 1945 أخطأوا في توقعاتهم، مبرزة أن الدول الكبرى في هذا العالم تعرف أنه يجب مضاعفة الجهود للحد من انتشار الأسلحة النووية. وفي إسبانيا، شكلت نتائج استطلاع أجراه مركز البحوث الاجتماعية حول نوايا تصويت الاسبان في الانتخابات التشريعية المقبلة أبرز اهتمامات الصحف. وهكذا كتبت (إلباييس)، تحت عنوان "الحاجة إلى تحالف يفرض نفسه قبل الانتخابات"، أنه بحسب هذا الاستطلاع سيفوز الحزب الشعبي (الحاكم) في هذه الاستحقاقات ب28,2 بالمائة من الأصوات، دون القدرة على الحكم بمفرده. وأضافت اليومية أن غريم الحزب الشعبي التقليدي، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، سيأتي في المرتبة الثانية بحصوله على 24,9 في المائة من الأصوات المعبر عنها. ومن جهتها، أوردت صحيفة (لا راثون) أنه على بعد خمسة أشهر من الانتخابات العامة المقررة متم السنة الجارية بإسبانيا، فإن نتائج استطلاع مركز البحوث الاجتماعية طمأنت الأحزاب التقليدية. وأضافت هذه اليومية أن ثقة الإسبان في الثنائية الحزبية زادت، مشيرة في هذا السياق إلى أن حزب بوديموس الجديد خسر 16,1 نقطة مقارنة مع استطلاع الرأي السابق. وتحت عنوان "عودة الحياة إلى الثنائية الحزبية" بإسبانيا، كتبت (إلموندو) أن الحزبين التقليديين في البلاد سيفوزان بما مجموعه 53,1 بالمائة من الأصوات في الانتخابات المقبلة. وأشارت اليومية، في هذا السياق، إلى أن اهتمام الناخبين الإسبان تحول إلى الحزبين التقليديين الكبيرين بالبلاد، الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. وبدورها أشارت (أ بي سي) إلى أن دخول الحزبين الناشئين "بوديموس" و"سيوددانوس" المشهد السياسي الإسباني كان سلبيا، معتبرة أن الحزبين الشعبي والاشتراكي سيواجهان المرحلة الأخيرة من الولاية التشريعية بأفضل الفرص الانتخابية لهذه السنة. وفي ألمانيا، اهتمت أغلب الصحف بالجدل الذي تشهده البلاد على اثر إقالة المدعي العام من منصبه من قبل وزير العدل، هايكو ماس، أول أمس، بعد أن بدأ تحقيقا مع صحافيين ألمانيين يعملان في موقع (نيتسبوليتيك) الالماني والاشتباه في "إفشائهما لأسرار الدولة ". فكتبت صحيفة (تاغسشبيغل)، في تعليقها أنه بعد إقالة المدعي العام، تحولت كل الأنظار إلى رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) هانز جورج ماسن، الذي كانت هيئته موضوع الخلاف بين الحكومة والمدعي العام بالمحكمة الدستورية. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الهيئة تقدم ببلاغ ضد مجهول اثر نشر الصحافيين تقريرا حول عزم الهيئة تشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أن التقرير مسألة سرية ولم يكن ليعرض على الرأي العام. وذكرت، في نفس الوقت، بأن الملف عرض المدعي العام لضغوطات. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (هانوفريشه ألغماينه تسايتونغ) أن قرار الإقالة يجب ألا يشمل المدعي العام لوحده، داعية إلى إقالة رئيس هيئة حماية الدستور ماسن أيضا، وتعويضه بآخر. وفي البرتغال، ركزت الصحف على مأساة جديدة للهجرة غير الشرعية بعد غرق قارب في مياه البحر الأبيض المتوسط أمس الأربعاء . وكتبت صحيفة (بوبليكو) أن 25 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم، أمس الأربعاء، في حادث غرق قارب صيد كان يحاول عبور البحر المتوسط انطلاقا من ليبيا وعلى متنه مئات المهاجرين . ونقلت الصحيفة عن الناجين أن القارب كان يحمل حوالي 600 شخص، ولكن تم إنقاذ 390 منهم فقط، بينهم 13 طفلا، مشيرة الى ان ضحايا هذا الحادث ينضافون إلى أكثر من 2000 شخص قتلوا هذه السنة في مياه البحر الأبيض المتوسط، الذي يعتبر طريق الهجرة الأكثر دموية في العالم. وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من تعزيز عملية "تريتون"، التي تعتبر عملية مراقبة فقط ، فإن سنة 2015 تعد أكثر دموية من العام السابق في مجال الهجرة غير الشرعية. أما صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) فتطرقت لقصة طفل فلسطيني يبلغ من العمر عاما واحدا، تم إنقاذه من الغرق بفضل والده الذي كان يسعى للالتحاق بالضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط. وأوضحت الصحيفة أن الطفل "أزيل" كان أحد الناجين من هذه المأساة التي وقعت على بعد حوالي 15 ميلا بحريا قبالة الساحل الليبي، مضيفة أن الطفل الفلسطيني نجا من الموت غرقا بفضل والده كما نجت الأم بدورها. وفي النرويج، انصب اهتمام الصحف على مواضيع محلية ودولية عدة، من بينها ذكرى انفجار القنبلة الذرية في منطقة هيرومشيا، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى أن عشرات الآلاف من الناس في هيروشيما يشاركون في الذكرى 70 لإقدام الولاياتالمتحدة على إسقاط قنبلة ذرية على هذه المدينةاليابانية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول ياباني تأكيده على أن اليابان هي الدولة الوحيدة التي تعرضت لهجوم بأسلحة نووية، وأنه يتم العمل من أجل خلق عالم خال من الأسلحة النووية. ومن جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن التاريخ قد يكون مختلفا في اليابان إذا ما كانت الظروف مغايرة في المنطقة التي سقطت فيها القنبلة الذرية قبل نحو 70 عاما. وذكرت الصحيفة بأنه، بعد ثلاثة أيام من قنبلة هيروشيما، فقدت البلاد عشرات الآلاف من الأرواح عندما أسقطت طائرة أمريكية قنبلة ذرية على ناكازاكي، ما أدى إلى تحطيم المدينة، معتبرة أن الأمر غير التاريخ. ومن جانبها، توقفت صحيفة (افتنبوستن) عند حجم الدمار الذي خلفته هذه الكارثة بمقتل نحو 140 ألف شخص وأيضا عند مآسي الناجين منها، مشيرة إلى أن الصور والقصص وثقت لهذه المأساة وأظهرت تشوهات رهيبة وهياكل عظمية في مدينة دمرت بالكامل.