اهتمت الصحف الأوروبية الرئيسية الصادرة اليوم الثلاثاء، بالانتخابات البلدية والجهوية في إسبانيا في ضوء تراجع الحزبين الرئيسين الشعبي والاشتراكي مقابل الاختراق غير المسبوق لليسار المتطرف ، وبالانتخابات الرئاسية البولندية التي جرت أول أمس الأحد ، والتي فاز فيها المرشح المحافظ اندري دودا بعد حصوله على نسبة 51ر55 في المائة من الأصوات أمام الرئيس المنتهية ولايته. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بشكل أساسي بالانتخابات البلدية والجهوية في إسبانيا، حيث كتبت صحيفة " لافونير" أنه بعد سنوات من التقشف، بعث الناخبون الإسبان تحذيرا شديد اللهجة إلى اليمين، الذي أصبح على وشك فقدان عدة معاقل جهوية من بينها برشلونةومدريد. وأضافت الصحيفة أنه على بعد ستة أشهر من الانتخابات التشريعية ، فإن الرسالة واضحة ، يعبر فيها الاسبان عن تدمرهم من سياسة التقشف والفساد الذي ينخر عالم السياسة. وتساءلت صحيفة " لاليبر بلجيك " من جهتها ، إذا ما كان اليسار الجديد سوف ينجح في تغيير المشهد السياسي الإسباني مشيرة الى ان الحزب الشعبي الحاكم خسر نحو 2.5 مليون ناخب، وهو أمر غير مسبوق. وأضافت الصحيفة أنه بالمقارنة مع انتخابات 2011 ، خسر الحزب الاشتراكي 700 ألف صوت، فيما خسر الحزب الشعبي 2.5 مليون صوت مشيرة الى أنه في سنة 2011، كان الحزبان يمثلان 65 في المائة من الناخبين الإسبان. من جانبها ، كتبت صحيفة " لوسوار" من الصعب رسم تقارب في البرامج بين اليمين المحافظ و الشعبوي في الانتخابات البولونية واليسار المتطرف في إسبانيا. وأضافت الصحيفة أن نفس التوجه يغذي بعض الأوساط في اسكتلندا، واليونان، وفلاندرز، ووالونيا و حتى فرنسا مبرزة أن '' الناخبين الأوروبيين يعتقدون أن هناك نموذج مختلف من ذلك المقترح من قبل الحكومات والمؤسسات والأحزاب المتواجدة في الساحة السياسية ''. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالاختراق غير المسبوق لليسار المعارض لسياسة التقشف في الانتخابات البلدية التي جرت اول امس الاحد باسبانيا. وكتبت صحيفة (لوموند) ان الانتخابات المحلية كانت بمثابة زلزال في اكبر مدينتين بالبلاد (مدريدوبرشلونة) ، مشيرة الى ان هذه الانتخابات تشكل هزيمة جدية للثنائية الحزبية التي تحكم المؤسسات الاسبانية منذ الانتقال الديموقراطي ( 1975 -1982 ). واضافت الصحيفة انه بعد اربع سنوات في السلطة باسبانيا، انهار الحزب الشعبي (يمين) الذي اضعفته سياسة التقشف التي نهجها طيلة الازمة، وتوالي فضائح الفساد، معتبرة ان حجم هزيمة الحزب الشعبي سيقاس بشكل اكثر وضوحا خلال الايام او الاسابيع المقبلة . من جهتها قالت صحيفة (لاكروا) ان اليسار المعارض لسياسة التقشف خلق اضطرابا في المنافسة المعتادة بين الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي، ملاحظة ان الثنائية الحزبية تشهد ازمة في اروبا. واضافت الصحيفة في هذا السياق ان الجبهة الوطنية في فرنسا فرضت نفسها كقوة ثالثة في الحياة السياسية ،فيما وضع القوميون الايرلنديون حزب العمال خارج اللعبة، لفائدة المحافظين ، معتبرة ان القوى السياسية التقليدية اصبحت تجد صعوبة في احتكار الحقل السياسي . من جانبها، تساءلت صحيفة (ليبراسيون) عما اذا كان الحزبان الرئيسيان في اسبانيا سيستطيعان الصمود امام الحركات الصاعدة بفعل غضب المواطنين مشيرة الى ان الارضيات المواطنة المدعومة من قبل حزب بوديموس خلقت المفاجأة، وقد تصل الى تسيير بلديات رئيسية كمدريدوبرشلونة وسرقسطة . وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بردود الزعماء السياسيين بشأن نتائج الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت أول أمس الأحد بإسبانيا، خاصة رد زعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة المركزية ماريانو راخوي. وتحت عنوان "أعتقد أني أفضل مرشح"، أوردت صحيفة (إلموندو) تصريحا لماريانو راخوي، بعد اجتماع اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب الشعبي، مؤكدا ترشحه للانتخابات التشريعية المقبلة المقررة متم السنة الجارية. وأشارت اليومية إلى أن زعيم الحزب الشعبي لا ينوي إعادة النظر في استراتيجيات حزبه، رغم نتائج استحقاق أول أمس الأحد الذي خسر فيه الحزب 11 نقطة مقارنة بانتخابات 2011، وأنه واثق من أن الإسبان سيعترفون بجهوده لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية. من جهتها ذكرت (لا راثون) أن " راخوي لن يقوم بالتغييرات التي يطالب بها حزبه"، مشيرة إلى أن هذا الزعيم المحافظ اعترف بالنتائج السيئة للحزب الشعبي في الإستحقاقات البلدية والجهوية ليوم أول أمس الأحد، لكنه قال، مع ذلك، إنه "واثق" من الفوز في الانتخابات العامة المقبلة. أما (أ بي سي) فكتبت أن "راخوي تجنب اتخاذ إجراءات فورية بعد الانتخابات"، مشيرة إلى أن غياب رد فعل من زعيم الحزب الشعبي، الذي دعا إلى "تحسين التواصل ومواصلة العمل على الانتعاش الاقتصادي"، زاد "الإحباط" داخل الحزب، عقب خسارة 2,5 مليون صوت. وفي سياق متصل أشارت (الباييس) إلى أن ماريانو راخوي، الذي "تجاهل" الانتقادات الداخلية للزعماء الجهويين ودعوته للقيام بتغييرات في هياكل واستراتيجيات الحزب، اعتبر أمس الاثنين في تحليله ل"النتائج السيئة" لحزبه في الانتخابات أن "اللحظة ليست لتعميق النقد الذاتي". وفي ألمانيا اهتمت الصحف بجملة من المواضيع كان أبرزها الانتخابات الرئاسية البولندية التي جرت يوم الأحد ، وفاز فيها المرشح المحافظ اندري دودا بعد حصوله على نسبة 51ر55 في المائة من الأصوات أمام الرئيس المنتهية ولايته برونيسلاف كوموروفسكي الذي حصل على 48ر45 في المائة. وكتبت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ) في تعليقها على فوز المحافظ أندري دودا بأن هذا الفوز قد يصعب المهام على ألمانيا إذ كانت بولندا شريكا موثوقا به منذ بداية عام 2007 مذكرة أن دودا قد دعا إلى أن تتخذ بلاده موقفا أكثر حزما داخل الاتحاد وأن على حلف وارسو أن يركز على مصالحه أولا وليس على مصالح الشركاء كألمانيا . وأضافت الصحيفة أنه حتى بالنسبة للصراع مع روسيا لم يفز المرشح الموالي للمعسكر الاوروبي الغربي برونيسلاف كوموروفسكي، في الانتخابات الرئاسية ليحل محله دودا الذي فاز بدعم من حزب القانون والعدالة برئاسة ياروسلاف كاتشينسكي الذي تسلم رئاسة الحكومة خلال عامي 2006 و2007 حيث كانت العلاقات بين ألمانيا وبولندا ، هي الأسوأ . من جانبها، اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن فوز أندري دودا الذي لم يتجاوز عمره 43 سنة للفترة الرئاسية الجديدة جاء أساسا بدعم من الناخبين الذين يأملون في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المقام الأول ، ويريدون العيش في بولندا المزدهرة وليس بجانبها. ووفق صحيفة (تورينغر أليغماينه) فإن دودا ركز على استياء العديد من البولنديين من السياسة التي تم اعتمادها في السنوات الأخيرة وبصفة خاصة على عدم رضاهم عن أوضاعهم رغم النجاحات الاقتصادية التي تحققت والتي استفادت منها في المقام الأول المدن الكبرى ، فيما ظلت أجزاء كبيرة في البلاد تعاني من ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الأجور. أما صحيفة ( برلينغ تسايتونغ) فترى أن على شركاء بولندا التحضير للتغييرات السياسية التي ستطرأ في خريف هذه السنة بعد إجراء الانتخابات البرلمانية والتي ، تضيف الصحيفة ، من الواضح ستصعد فيها حكومة يقودها حزب القانون والعدالة وقد يمهد فوز دودا الطريق أمام عودة زعيم الحزب ياروسلاف كاتشينسكي الى رئاسة الحكومة . من جهتها ، اهتمت الصحف النرويجية بالحرب الدائرة في اليمن ومحادثات السلام المؤجلة بين أطراف الأزمة، وكذا المناورات العسكرية في المناطق القطبية للبلدان الاسكندنافية. وفي هذا الصدد ، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن محادثات السلام بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وميليشيات الحوثيين انهارت قبل أن تبدأ الخميس المقبل في جنيف. وأضافت الصحيفة أن الحكومة اليمنية في المنفى تضع كشرط لمحادثات السلام مع ميليشيات الحوثيين الانحساب من أكبر المدن. وأشارت إلى أنه تم تأجيل اجتماع جنيف إلى أجل غير مسمى لكون الحوثيين لا يعبرون عن حسن النوايا والتزامهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216. ونقلت عن الحكومة تأكيدها أنه بالإضافة إلى ذلك، هناك استمرار للهجمات على مناطق عدن وتعز وشبوة الضالع، وبالتالي من الصعب إجراء محادثات في مثل هذا الوضع. من جانبها ، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن عشرات الأشخاص قتلوا وأصيبوا أمس الاثنين في القتال الدائر في مدينة تعز اليمنية التي تعد ثالث أكبر مدينة في البلاد. وأضافت الصحيفة أن نحو 30 من المتمردين الحوثيين والقوات المتحالفة معهم قتلوا في هذه المعارك إضافة إلى مقتل 10 مدنيين وإصابة نحو ثمانين آخرين. ونقلت عن مسؤول في الأممالمتحدة تأكيده تأجيل المحادثات بين الأطراف اليمنية التي كانت من المقرر أن تبدأ الخميس في جنيف. على صعيد آخر ، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن إجراء تسع دول حاليا في المنطقة القطبية للبلدان الاسكندنافية مناورات عسكرية ضمنها النرويج والسويد وفنلندا وسويسرا وبريطانيا وألمانياوفرنسا والولايات المتحدة. وأكدت الصحيفة أن هذه المناورات، التي بدأت أمس وتستمر إلى غاية 5 يونيو المقبل، تهدف إلى إدارة وتنفيذ العمليات الجوية المعقدة في تعاون وثيق مع حلف شمال الأطلسي (الناتو). ونقلت عن يان أوف ريغ رئيس المركز الوطني للعمليات الجوية بالنرويج قوله إن هذه المناورات العسكرية تساعد على بناء قدرات البلاد في العمليات الجوية.