أولت صحف أوروبا االصادرة اليوم السبت أبرز اهتماماتها للنزاع جنوبأوكرانيا،و فضيحة التهرب الضريبي المعروفة ب (باناما بيبرز)، فضلا عن قضايا الهجرة والارهاب، والخلافات بين زعماء الحزب الاشتراكي، وحزبي بوديموس وسيوددانس باسبانيا بخصوص تشكيل حكومة جديدة، فضلا عن تصويت الهولنديين ضد اتفاق الشراكة الموقع بين الاتحاد الاروبي وأوكرانيا سنة 2014. ففي ألمانيا ، اهتمت الصحف بإعلان حلف شمال الأطلسي عن اجتماع قريب لمجلس "روسيا - الناتو" لبحث النزاع في جنوب شرق أوكرانيا ، وبتقرير الحكومة الألمانية حول انخفاض أعداد طالبي اللجوء. وكتبت صحيفة (فولكسشتيمة ) ، أن العلاقات بين حلف شمال الأطلسي وروسيا التي ستستأنف بعد قطيعة دامت أكثر من سنتين، لن تعود إلى سابق عهدها إضافة إلى أنها تبدو بعيدة ، مشيرة إلى أن قضية أوكرانيا التي كانت سببا في الخلافات الحادة بين الجانبين لم تنته وأفرزت علاقات ورؤى متباعدة. من جانبها ترى صحيفة (فرانكفوتر أليغماينه تسايتونغ)، أنه لا ينبغي عقد الكثير من الآمال على عودة الدفء للعلاقات بين روسيا وحلف الناتو، معتبرة أنها " علاقات أصلا سيئة للغاية ، وليس بسبب عدم وجود تواصل بين الطرفين، ولكن بسبب السياسة العدوانية لموسكو ". وبخصوص تقرير الحكومة الاتحادية والذي أعلنت فيه تسجيل انخفاض في عدد اللاجئين الوافدين على ألمانيا ، انتقدت صحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ) ، تصريح وزير الداخلية توماس دي مايتزيير الذي قال فيه إن الاجراءات التي تم اتخاذها كانت وراء انخفاض عدد طالبي اللجوء، مشيرة إلى أنه في الأساس ، كانت السياسة التي انتهجتها النمسا للحد من تدفق اللاجئين وإغلاق طريق البلقان ، وراء التخفيف من تدفق أعدادهم إلى ألمانيا . وأضافت الصحيفة أنه رغم الانتقادات الموجهة إلى النمسا بشكل رسمي إلا أن بعض المسئولين في برلين "استبطنوا ارتياحهم من هذا العمل القذر ومن القرارات التي اتخذتها دول البلقان ". أما صحيفة (فرانكفورتر روندشاو ) ، فكتبت في تعليقها أن اليمينيين الشعوبيين سيكونون أكثر هدوءا لأنه يبدو أنهم بلغوا أهدافهم إلى حد كبير ، لكن، وفق الصحيفة، الحرب والضربات الجوية والفرار والطرد والظروف المعيشية التي لا تطاق في مخيمات اللاجئين، كلها أمور " تضع على عاتقنا المسؤولية وتجعلنا نواجه لائحة اتهامات سياسية وكذا أخلاقية ". وفي بلجيكا واصلت الصحف اهتمامها بفضيحة التهرب الضريبي المعروفة ب (باناما بيبرز). وكتبت (لوسوار) أن الاهتمام الآن متركز على باناما، غير أن هناك وجهات أخرى، كسنغافورة وجزر موريس، والتي تحظى في بعض الأحيان بدعم بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسهم بريطانيا، تبقى مناطق خصبة للتخفيض الضريبي وبصفة قانونية. وعادت (لاليبر بلجيك) إلى التصريحات المتعلقة بالأرصدة التي كان يسيرها أب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بالباهاماس. وقالت إن كامرون وبعد أن فرض سياسة تقشف صارمة، واستهداف العمال الأجانب، قدم هدية لمؤيدي انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي . من جانبها، اهتمت الصحف السويسرية بالحرب العالمية على الإرهاب على ضوء زيارة كاتب الدولة الأمريكي جون كيري لبلدان الخليج. وأكدت (لاتريبون دو جنيف) أن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة تجاوز مرحلة جديدة في حربه على جهاديي الدولة الإسلامية من خلال الاتجاه نحو الموصل. وأضافت نقلا عن كيري أن تحرير آخر مدينة عراقية كبيرة يسيطر عليها داعش توجد على رأس أولويات واشنطن. وبالنسبة ل (24 أور) فإن جون كيري جاء لدعم الحكومة العراقية الهشة التي تواجه في نفس الوقت داعش، وأزمة الميزانية والإصلاحات السياسية. وركزت (لوطون) على انعقاد مؤتمر عالمي بجنيف للوقاية من التطرف العنيف والذي عرف حضور 120 بلدا للتفكير في سبل مواجهة جذور هذه الآفة وتداعياتها. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالخلافات العميقة التي طبعت اجتماع أول أمس الخميس بين زعماء الحزب الاشتراكي، وحزبا بوديموس وسيوددانس. وكتب إلباييس أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني اتهم حزب بوديموس بعرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لاقامة أغلبية ثلاثية مع ليبيراليي سيوددانس، مضيفة أن الاشتراكيين أكدوا، مع ذلك، أنهم سيحاولون التوصل لحل وسط لتشكيل الحكومة. من جهتها، أوردت صحيفة (لا راثون) تصريحا للأمين العام لسيوددانس، ألبرت ريفيرا، التي قال فيها إن حزبه لن يتحاور مع حزب بوديموس ما لم يغير هذا الأخير موقفه المتشدد بشأن مشاركة زعيم الحزب الليبرالي في حكومة ائتلافية. أما صحيفة (أ بي سي)، فأشارت إلى تصريحات زعيم حزب بوديموس، بابلو إغليسياس، الذي قال فيها إن الاشتراكيين رضخوا لضغوطات حزب سيوددانس، متأسفا ل"الجمود" الذي أدى بكلا الحزبين إلى رفض المقترحات التي تقدم بها حزبه. وفي سياق متصل كتبت (إلموندو) أن إغليسياس تعهد خلال لقائه برئيس حكومة كاتالونيا، القومي كارلوس بوتشدمون، بالدفاع عن إجراء استفتاء تقرير المصير بجهة كاتالونيا، مشيرة إلى أن هذا الخيار رفضه بشكل قاطع الحزب الاشتراكي وسيوددانس. وفي فرنسا تطرقت صحيفة (لوموند) الى تصويت الهولنديين ضد اتفاق الشراكة الموقع بين الاتحاد الاروبي وأوكرانيا سنة 2014، مشيرة الى ان هذه النكسة تضعف أوروبا على الرغم من ان هذه الاستشارة غير ملزمة. وقالت الصحيفة ان الرسالة الموجهة الى بروكسيل عبر هذا الاستفتاء واضحة : انعدام الثقة في سياسة الهجرة ورفض توسيع اضافي للاتحاد الاروبي . من جهتها تناولت صحيفة (لوفيغارو) امكانية اجراء انتخابات تمهيدية على مستوى اليسار في افق الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 بفرنسا، مؤكدة ان الكثيرين في اليسار وخارج وداخل الحزب الاشتراكي يشعرون بالخيانة خلال ولاية فرانسوا هولاند . واضافت الصحيفة انه حتى في اوساطه وضمنها الحكومة يحضر البعض مستقبلا بدونه في اشارة الى اطلاق وزير الاقتصاد ايمانويل ماكرون لحركة سياسة جديدة لا هي يمينية ولا يسارية. وفي بريطانيا سلطت الصحف الضوء على اخفاض شعبية رئيس الوزراء دافيد كامرونبعد اعترافاته على خلفية فضيحة (بنما بايبرز) في هذا الصدد قالت صحيفة (الاندبندنت) ان كامرون فقد ثقة البريطانيين بعد قبوله بامتلاك حصص في شركة والده التي كان مقرها بالباهاماس. وفي البرتغال علقت الصحف على استقالة وزير الثقافة والتورط المفترض لنحو 240 برتغالي في فضيحة (بنما بايبرز).