خصصت صحف اوروبا، الصادرة اليوم السبت، أبرز تعاليقها للجدل الدار في فرنسا حول المراجعة الدستورية، وخاصة الاجراء المتعلق بسحب الجنسية،وللمفاوضات حول تشكيل حكومة جديدة باسبانيا، اضافة الى أزمة اللاجئين بألمانيا، والوضع في سوريا. ففي فرنسا اهتمت الصحف بالنقاشات التي تم الشروع فيها اول امس الخميس بالجمعية الوطنية حول مشروع الاصلاح الدستوري الذي يقضي بالخصوص بسحب الجنسية من مزدوجي الجنسية الذين ادينوا في اعمال ارهابية . في هذا الصدد كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان الضغوط تتضاعف على النواب الاشتراكيين من اجل التصويت على ادراج سحب الجنسية في مشروع الاصلاح الدستوري لحماية الامة الذي يحدث زلزالا في صفوف اليسار منذ اسابيع. واضافت الصحيفة انه عند افتتاح النقاش العام حول المراجعة الدستورية بالجمعية الوطنية بحضور مانويل فالس، بدا ان عدد المنتخبين الاشتراكيين اكثر من نواب اليمين، كما بدت اجواء التوتر بكل ارجاء الجمعية الوطنية، مشيرة الى انه في مواجهة الانقسامات بشأن هذا النص جدد الوزير الاول التأكيد على مبدأ مساواة الجميع امام متطلبات الجمهورية. من جهتها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) ان الكرة في ملعب المعارضة، متسائلة ،على خلفية الانتخابات التمهيدية، عما اذا كان قادة حزب الجمهوريين سيخاطرون بعدم التصويت على اجراء يؤيده الفرنسيون. في السياق ذاته تساءلت صحيفة (لوتون) السويسرية حول رجاحة قرار دسترة اللجوء الى حالة الطوارىء بفرنسا، مشيرة الى ان اجراء سحب الجنسية لن يقدم اضافة كما ان الرد على ظاهرة الارهاب يتطلب اكثر من وحدة وطنية ظرفية. وقالت انه يتعين تطبيق القوانين المعمول بها بشكل فعال. ذكرت صحيفة (24 أور) انه بعد الجدل اصبح النص المقدم امام الجمعية الوطنية لا يتضمن أي اشارة الى مزدوجي الجنسية، لكن المتوفرين على جوازي سفر هم في الواقع من سكون الاكثر تضررا من هذا الاجراء. اما صحيفة (لاتريبون دو جنيف) فاعتبرت من جانبها ان ادراج سحب الجنسية، احدث انقساما داخل اليسار وحتى في بعض اوساط اليمين، مذكرة بان وزيرة العدل السابقة كريستيان توبيرا وضعت اجراء سحب الجنسية ضمن خانة الادوات التي عفا عنها الزمن كما هو الشأن بالنسبة لعقوبة الاعدام. في نفس الموضوع قالت صحيفة (لو سوار) البلجيكية تحت عنوان "الحرمان من الجنسية: بعد الألم والعار"، أن على الإرهابيين "الاستمتاع بالعرض" المتمثل في الخلاف داخل الطبقة السياسية الفرنسية بشأن هذه المسألة، مضيفة أن "فرنسا الجريحة بعد هجمات يناير 2015 غير موحدة لمحاربتهم". أما (لا ليبر بلجيك) فتطرقت لأزمة اللاجئين وأثرها على الرأي العام والطبقة السياسية البلجيكية، وكتبت تحت عنوان "أزمة اللجوء تزعزع استقرار الأحزاب"، أن هناك "مزج بين قضية المهاجرين والتيار الإسلامي بغية خلق خلط لدى العموم"، وأن "جميع الأحزاب تعيش خلافات داخلية بهذا الشأن". وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالاختلاف الذي ميز المفاوضات بين الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب بوديموس المناهض للتقشف، والذي يطالب باستبعاد حزب سيوددانوس الليبرالي من أي مفاوضات حول تشكيل الحكومة. وهكذا، كتبت (لا راثون) أن الزعيم الاشتراكي بيدرو سانشيز رفض شروط حزب بوديموس، مشيرة إلى أن الحزب اليساري يواجه تحديا معقدا، خصوصا وأن سيوددانوس يرغب في ضم الحزب الشعبي للمفاوضات حول تشكيل حكومة ائتلافية. من جهتها أوردت صحيفة (أ بي سي) أن زعيم حزب بوديموس، بابلو إغليسياس، أمهل سانشيز إلى غاية السبت، وذلك لاتخاذ قرار بشأن استبعاد حزب سيوددانوس من أي مفاوضات بشأن التوصل لاتفاق حول تشكيل الحكومة الجديدة. أما صحيفة (إلموندو)، فذكرت أنه أمام الاختلاف الذي قسم كتلة اليسار، وضع زعيم سيوددانس، ألبرت ريفيرا، كشرط للتفاوض مع الحزب الاشتراكي، رفض أي زيادة في الضرائب، وإصلاح النظام الضريبي، مشيرة إلى أن الحزب اليساري يدرس إمكانية إحداث ضريبة جديدة لتمويل المعاشات. وفي سياق متصل أوردت صحيفة (إلباييس) تصريحات ممثلي الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وسيوددانس، بعد الاجتماع الأول للمفاوضات، والذين سلطوا الضوء على المناخ الجيد الذي ميز هذه المحادثات و"الإرادة الحقيقية" لكلا الطرفين للوصول إلى اتفاق. وفي ألمانيا واصلت الصحف اهتمامها بأزمة اللاجئين التي تشهدها البلاد وعدد من دول أوروبا ، مسلطة الضوء على الانتقادات التي وجهت للمكتب الألماني الاتحادي للهجرة واللاجئين ، والذي يعنى بمعالجة طلبات اللجوء إذ لاحظ المنتقدون أن العملية مازالت بطيئة . صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) ترى أنه مازال هناك نقص في الموظفين بالمكتب من أجل تنظيم عملية تسجيل الأشخاص والبت في طلبات لجوئهم وهذه الملاحظات جاءت حتى قبل السياسيين في الائتلاف الحاكم . وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء السياسيين غير راضين عن أداء المكتب الاتحادي ورئيسه ملاحظة أنها المرة الأولى التي تأتي فيها الانتقادات من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي رغم أن المسؤولية السياسية تقع على عاتق وزارة الداخلية وفق الصحيفة . من وجهة نظر صحيفة (فرانكفورتر روندشاو ) ، فإن العدد الكبير من اللاجئين الذين استقبلتهم ألمانيا كشف عن كم هائل من المشاكل كانت متراكمة بالمكتب الاتحادي مشيرة إلى أنه من الجيد جدا الاعتراف وبطريقة مسئولة بهذه المشاكل من قبل المسؤولين عن تدبيره. وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير المقبول أن ينتظر طالبو اللجوء طويلا لحين إعداد طلبات لجوئهم. ولاحظت الصحيفة أن كل ما يهم هو تسريع الإجراءات لكن ذلك ، تقول الصحيفة ، سيكون ممكننا إذا وصل عدد أقل من اللاجئين هذه السنة إلى البلاد كما كان عليه الأمر في الماضي لأن ذلك هو ما سيمكن المكتب الاتحادي من السيطرة على تسجيل وتنظيم اللاجئين مع بذل جميع الأطراف المعنية جهودا أكبر ، تقول (فرانكفورتر روندشاو). من جهتها ترى صحيفة (لاوسيتزر روندشاو ) ، أن المكتب يتطلب توفير المزيد من الموظفين لتسجيل اللاجئين بطريقة سليمة والقيام بمطابقة البيانات الإلكترونية ، والتدقيق في الهويات المتعددة مشيرة إلى أن هذه المطالب بدون شك هي التدابير المناسبة لمعالجة الانطباع السلبي الذي خلفه التدبير السياسي لهذا الملف. وفي بريطانيا تطرقت الصحف الى قضية مؤسس ويكيليكس، جوليان أسانج، والوضع في سوريا، اذ عادت صحيفة (الغارديان) الى رأي لجنة اممية وصفت ما تعرض له أسانج بسفارة الاكوادور بلندن حيث لجأ ب"الاعتقال التعسفي" وطالبت بالافراج عنه. ونقلت الصحيفة عن أسانج قوله من على شرفة السفارة الاكوادورية "انه انتصار تاريخي" ملوحا بنسخة من قرار اللجنة الاممية . من جهتها نشرت صحيفة (الدايلي تليغراف) صورا تظهر تجمعا لالاف السوريين امام الحدود التركية بعد فرارهم من هجوم قوات بشار الاسد بحلب. واشارت الصحيفة الى ان الخناق اشتد حول حلب اكبر مدينة شمال البلاد،مما دفع عشرات الالاف من المدنيين الى النزوح. على صعيد آخر كتبت صحيفة (دوفولغسكرانت) الهولندية ان رئيس مصلحة الاستخبارات الالمانية قال في حديث متلفز ان اعضاء من تنظيم داعش تسللوا ضمن المهاجرين الذين تدفقوا على اروبا، مضيفة ان هذا الاعلان يأتي بعد بضعة ايام على اعتقال ثلاثة جزائريين متهمين بمحاولة تنفيذ اعتداءات في برلين. اما صحيفة ( ا ن ار سي) فنشرت من جانبها حديثا مع رئيس حلف شمال الاطلسي، يقول فيه ان مواصلة روسيا عملياتها العسكرية كان وراء فشل المفاوضات بين نظام الاسد والمعارضة بجنيف.