اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، على الخصوص، بالهجوم الالكتروني الذي تعرض له للمرة الثانية النظام المعلوماتي في البرلمان الألماني، وبقضية اللاجئين السوريين، إضافة إلى عدد من المواضيع المحلية والدولية. ففي فرنسا، عادت الصحف إلى الجدل الذي أثاره ذهاب الوزير الأول مانويل فالس إلى برلين من أجل متابعة المباراة النهائية لعصبة أبطال أوروبا، معلقة على إعلان فالس إرجاع 2500 أورو التي كلفها سفر طفليه. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) أن فالس حاول باعلانه عزمه أداء جزء من فاتورة ذهابه وإيابه إلى برلين من أجل مشاهدة المباراة النهائية لعصبة الابطال السبت الماضي، أي تكاليف نقل طفليه، الحد من الخسائر لدى الرأي العام، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تعد مفتاح اعتراف وإقرار جاء متأخرا. وأضافت أن فالس اتخذ هذا القرار بعد تأخير دام خمسة أيام، مما يحد من فاعليته لدى الرأي العام. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لوموند) أن فالس اعترف من خلال قراره تأدية مصاريف السفر بوجود طفليه دون الإقرار رسميا بخطأ في تنقله الذي وصف من قبل مقربيه بالدبلوماسية الرياضية، مشيرة إلى أن الفاتورة التي يتعين أداؤها من أجل إخماد النار تم احتسابها من قبل مصالح الوزارة الأولى. من جانبها، قالت صحيفة (لوفيغارو) إن فالس رغب بإخراجه لدفتر شيكاته في تسوية نهائية لهذه القضية، والانتقال بسرعة الى مسألة اخرى، مضيفة ان سفره إلى برلين سيظل في كل الاحوال مسلسلا طويلا ومملا. وقالت الصحيفة إن هذه القضية تضعف فاعلها الرئيسي لكنها تكشف أيضا عن رداءة الحياة السياسية، معتبرة أن مانويل فالس أدرك خلال خمسة أيام انه لا يمكنه عدم فعل أي شيء. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بالهجوم الالكتروني الذي تعرض له للمرة الثانية النظام المعلوماتي في البرلمان الالماني (البوندستاغ) بعد أن تعرض لهجوم مماثل قبل اقل من شهر . واعتبرت صحيفة (شترابيغر تاغبلات) أن مشكل هذا الاعتداء على النظام المعلوماتي للبرلمان وعلى بياناته بشكل متواصل " يوجد حل واحد لا غير لتجاوزه، وذلك من خلال تحديث وتعديل نظامه وجعله أكثر أمنا" . أما صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) فأشارت إلى أن النظام المعلوماتي في البرلمان ليس فقط تم اختراقه بل ربما تعطلت برمجياته، مما يستدعي استبدال أجهزة الحاسوب، مشيرة إلى أن المكتب الاتحادي الألماني لأمن تقنيات المعلومات (بي إس آي) عليه وضع نظام يضمن أمنا أكثر للبيانات، خاصة في البرلمان حتى لا تتعرض أجهزته وأيضا أجهزة الشركات والحكومات والبرلمانات في الولايات الألمانية إلى مثل هذه الهجمات الالكترونية بشكل مستمر. من جهتها، كتبت صحيفة (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ) أن هذا الاختراق "أمر فعلا محير، ويفرض أكثر من تساؤل" إذ إن "مركز ديمقراطيتنا ليس محميا بما فيه الكفاية". وترى الصحيفة أن الأحزاب السياسية في برلين ربما غير مهتمة كثيرا بهذا الاعتداء الخطير على أسرارها الداخلية، مذكرة بأنه منذ اكتشاف الهجوم الأول خلال الأسابيع الأربعة الماضية، تمت مناقشة الأمر كما لو كان مجرد عطل وقع في الحواسيب إلا أن الحقيقة "تفيد بأن هناك دلائل قوية تشير إلى أن الهجوم جاء من الخارج، وربما من المخابرات الروسية"، مضيفة أن التهديدات في العصر الرقمي والهجمات الالكترونية الرقمية على البيانات يتعين أن يحظى باهتمام أكبر من قبل حكومة ألمانيا وحلفائها. ووفق صحيفة (باديشن تسايتونغ) فإنه سيكون من الصعب تحديد الجاني لأن الأمر يحتاج إلى إثباتات كافية، لذلك ترى الصحيفة أنه على السلطة المختصة لمكافحة التجسس على وجه الخصوص، ألا تفشل في مهمة التصدي لهذه الهجمات التي استهدفت (البوندستاغ). أما صحيفة (نوي فيستفاليشن ) فحملت مسؤولية هذا الهجوم لخبراء تكنولوجيا المعلومات في إدارة البرلمان، لأنهم لم يتمكنوا من ضمان حماية كافية لبياناته. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع، من بينها سياسة البلاد في مجال اللجوء والاتفاق الذي تم مؤخرا بين الأحزاب السياسية للرفع من حصتها في استقبال اللاجئين السوريين. وأشارت صحيفة (في غي) إلى المعارضة الوحيدة للاتفاق المتمثلة في (حزب التقدم) بزعامة سيف ينسن وزير المالية الحالي، معتبرة أن رؤية الحزب حول هذا الموضوع لا تحظى بالأغلبية في البرلمان. وأضافت أن قرار الرفع من حصة اللاجئين خلال السنوات الثلاث المقبلة، يأتي بالنظر إلى فرار العديد منهم جراء الحرب الأهلية الطويلة والدامية في سورية، وأن هناك ضغطا على البلدان الجارة لسورية. من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن خطوات حزب التقدم الأخيرة حول هذا الاتفاق كانت غير موفقة، مبرزة أنه رغم الاجتماعات الطارئة التي عقدها الحزب بعد الاتفاق، فإنه بدا أنه يائسا، مشيرة إلى أن خبراء يعتقدون بأن مبادرات الحزب لتغيير اتفاق الأحزاب حول اللاجئين السوريين لن تنجح. على صعيد آخر، تطرقت صحيفة (افتنبوستن) إلى صعود الأكراد في تركيا والعراق، خاصة بعد النتائج غير المتوقعة للانتخابات العامة التي جرت مؤخرا في تركيا، مشيرة إلى أن الأكراد يحتفلون بأكبر إنجاز سياسي لهم بحصول حزب الشعوب الديمقراطي على نسبة هامة من الأصوات ومن المقاعد في البرلمان. ونقلت عن أحد الباحثين النرويجيين تأكيده أنه بالنظر إلى الوضع العام، فإنه من حق الأكراد أن يكونوا سعداء بهذا النصر، مشيرا إلى أن نجاح الانتخابات يعد عامل تقدم بالنسبة للأكراد الذين يتوزعون على مناطق عديدة. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بتنصيب مرشحة الحزب الاشتراكي العمالي الأندلسي، سوزانا دياز، أمس الخميس، رئيسة لحكومة هذه الجهة، بعد أزيد من 80 يوما من الجمود داخل البرلمان الجهوي. وكتبت صحيفة (إلباييس) أن التصويت على دياز، رئيسة لحكومة الأندلس، جاء بعد أن صوت 56 نائبا لصالحها، 47 من الحزب الاشتراكي و9 من حزب سيوددانوس، فيما صوت ضدها الحزب الشعبي وبوديموس واليسار الموحد، موضحة أن دياز ستنصب رئيسة لهذه الجهة، يوم الأحد المقبل. ونقلت اليومية عن الزعيمة الاشتراكية قولها، عقب الجلسة العامة الافتتاحية التي عقدت أمس ببرلمان الجهة، "أمد يدي لجميع الأحزاب، للذين صوتوا لصالحي وكذا الذين قالوا لا"، مشيرة إلى أن المسؤولة الاشتراكية دعت الأحزاب، أيضا، "إلى ترك المصلحة الخاصة جانبا" والتركيز على مصلحة السكان. من جهتها، كتبت صحيفة (لا راثون)، تحت عنوان "سوزانا دياز تنصب بعد 80 يوما في هذا المنصب"، أن دعم فريق سيوددانوس مكن المرشحة الاشتراكية من أن تصبح رئيسة لحكومة جهة الأندلس، في أعقاب الاتفاق الذي وقع عليه الحزبان الثلاثاء الماضي. أما صحيفة (إلموندو) فأشارت إلى أن حزب سيوددانوس، الذي دعم تنصيب المرشحة الاشتراكية، "حافظ على مسافة بينه وبين دياز"، و"يدعم إحداث لجان للتحقيق في قضايا الفساد المتورط فيها الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني". وأضافت أن "سيوددانوس لا يريد الظهور وكأنه اقتيد من قبل دياز بعد تسهيل تنصيبها، إذ نأى زعيمه الجهوي خوان مارين عن حالات الفساد التي تؤثر على الحكومة"، مشيرة إلى أن الحزب يدعم إحداث لجان للتحقيق في قضية الاحتيالات المتعلقة بالإعانات التي تمنحها حكومة الجهة لتمويل دورات تكوينية لفائدة الأجراء بهذه الجهة. وفي سياق متصل كتبت (أ بي سي) تحت عنوان "دياز رئيسة بعد 81 يوما وأربعة تصويتات"، أن سوزانا دياز "تمكنت، أخيرا، من إنهاء أزمة تسببت فيها هي نفسها عندما قررت حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة" يوم 22 مارس الماضي، بهدف "التمكن من قيادة الحزب الاشتراكي على المستوى الوطني".