اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، بمجموعة من المواضيع منها على الخصوص، الهجرة في أوروبا والوضع في سورية، والملف النووي الإيراني، وقضايا سياسية واجتماعية أخرى ذات طبيعة وطنية ومحلية. ففي إسبانيا تركز اهتمام الصحف حول رفض برلمان جهة الأندلس، أمس الخميس، للمرة الثالثة على التوالي تنصيب مرشحة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، سوزانا دياز، رئيسة لحكومة هذه الجهة. وهكذا كتبت صحيفة (إلموندو) أن الأمر يتعلق ب"أسوإ سيناريو" ممكن بالنسبة للمسؤولة الإسبانية، مشيرة إلى أن المرشحة الاشتراكية، التي اضطرت لترك مسألة إعلان تنصيبها إلى ما بعد انتخابات 24 مايو الجاري لحين التوصل لاتفاقيات ممكنة مع الأحزاب الأخرى، هددت هذه الأخيرة بالدعوة لانتخابات جديدة في شتنبر المقبل. أما (لا راثون) فأوردت تصريحات سوزانا دياز، التي قالت "لا نخشى انتخابات جديدة"، مشيرة إلى أن 65 في المائة من الناخبين الأندلسيين لم يدعموا الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني في الانتخابات المبكرة ل22 مارس الماضي، واليوم لا ينوي أي حزب دعم ترشيح دياز. ومن جهتها، كتبت (إلباييس)، تحت عنوان "الجمود السياسي يفتح الباب أمام إجراء انتخابات جديدة"، أن فرق المعارضة الأربع في البرلمان الأندلسي دفعت دياز إلى حالة من عدم اليقين، فيما دعا الاشتراكيون لإظهار "نوع من الحس بالمسؤولية" من أجل إخراج الجهة من هذه الأزمة المؤسساتية وتشكيل الحكومة. وفي سياق متصل أفادت (أ بي سي) أن سوزانا دياز أجرت محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسباني وزعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي، والأمين العام للحزب الاشتراكي، بيدرو سانشيز، والأمين العام للسيودادنوس، رابع قوة سياسية في الأندلس، ألبرت ريفيرا، لكسر الجمود بهذه الجهة الواقعة جنوب إسبانيا. وأضافت اليومية أن المسؤولة الأندلسية حذرت الزعماء السياسيين من أن "هذا المأزق المؤسساتي قد يتكرر في جهات أخرى من إسبانيا بعد الانتخابات البلدية والجهوية المقررة يوم 24 مايو الجاري". وفي ألمانيا واصلت أغلب الصحف الألمانية تعليقاتها على نظام الحصص الذي اقترحته المفوضية الأوروبية حول توزيع اللاجئين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. واعتبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن اقتراح المفوضية الأوروبية كان شجاعا بخصوص سياسة اللاجئين ، إذ ذهبت بخطتها في توزيع اللاجئين بين الدول الأعضاء إلى أبعد من المقترحات التي قدمتها الحكومات الوطنية في الاتحاد، مشيرة إلى أنه مع ذلك ، فإن المقترح الذي يدرسه الاتحاد لاستقبال 20 ألف لاجئ ، يعد رقما متواضعا. وذكرت الصحيفة أن القمة الاستثنائية التي عقدها قادة دول الاتحاد الأوروبي على عجل في أعقاب الكارثة الأخيرة للاجئين الشهر الماضي، لم تأت بقرار ملموس يذكر، معتبرة أن سياسة اللاجئين هي مهمة أوروبية مشتركة من أجل وقف مأساة طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي التي تفاقمت في السنوات الأخيرة. ومن جانبها، ترى صحيفة ( هاندلسبلات )، في تعليقها، أن فكرة توزيع اللاجئين وطالبي اللجوء الذي زاد عددهم ، بالتساوي بين دول الاتحاد يتعين أن تشمل بريطانيا وبولندا وهنغاريا وعدة بلدان أخرى كما هو الشأن بالنسبة لألمانيا والسويد وإيطالياوفرنسا وأيضا بحث سبل التعامل مع هذا التدفق. وأكدت الصحيفة أن قضية الهجرة تهم الجميع ولم تعد مشكلة يمكن حلها على المستوى الوطني فقط، مشيرة إلى أنه ينبغي على بلدان الاتحاد الأوروبي أن تدرك أن هذا الاقتراح فرصة وعليها تحمل المسؤولية وإبداء رد فعل بشأنه . أما صحيفة (لاندستسايتونغ) فاعتبرت أنه لا يمكن أن تظل معظم الدول 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مرتاحة وسعيدة لكونها ليست لها حدود مع دول العالم الثالث لأنها مازالت بلدان جذابة للمهاجرين، مذكرة بأن منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد فيديريكا مورغيني أكدت على ضرورة أن يتحمل الجميع المسؤولية مع تبني سياسات موحدة لمواجهة هذا الوضع غير المسبوق للهجرة غير الشرعية. صحيفة (نوي تاغ) ترى أن حل معضلة الهجرة السرية لن يتوقف فقط على مطاردة المهربين للبشر من خلال السفن الحربية لأن المقترح محكوم عليه بالفشل، مشيرة إلى أن الحل يتعين أن يكون وفق مقاربة شاملة. وفي فرنسا سلطت صحيفة (لوفيغارو) الضوء على عمليات "الابادة الثقافية" التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي بسوريا والعراق، خاصة من خلال تدمير المواقع الاثرية القديمة من اجل فرض اديولوجيته وتمويل انشطته الارهابية مما دفع اليونسكو الى اتهام "داعش" بارتكاب جرائم ضد الانسانية. واضافت الصحفية ان عمليات التطهير الثقافي المرتكبة من قبل "تنظيم الدولة الاسلامية" في عدد من المواقع الاثرية والمتاحف بالمنطقة، يتم تصويرها والتعليق عليها ونشرها بشبكات التواصل الاجتماعي. وقالت الصحيفة ان عمليات التدمير هذه تخفي جرائم اخرى تتمثل في الاتجار غير المشروع في التحف الاثرية التي يتم نهبها من قبل التنظيم، من اجل بيعها في السوق السوداء لتمويل شراء الاسلحة ، مذكرة بان مجلس الامن التابع للامم المتحدة تبنى في فبراير الماضي القرار 2199 الرامي الى قطع كل مصادر التمويل عن الجهاديين ومنها الاتجار في الاثار والممتلكات المسروقة، وهو القرار الذي دعت اليونسكو الى تنفيذه بشكل مستعجل. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (ليبراسيون) الى تطورات الحرب بسوريا، مشيرة الى ان تحالفا عسكريا متمردا جديدا يدعى "جيش الفتح يتشكل من مجموعات اسلامية وقومية معارضة لكل من النظام وتنظيم الدولة الاسلامية ، بصدد تحقيق انتصارات على نظام دمشق" . واضافت الصحيفة ان هذا التحالف سيطر منذ متم مارس على مدينة ادلب (شمال غرب سوريا) وجسر الشغور ،وهي عمليات استراتيجية تقض مضاجع النظام . ومن جانبها، اكدت صحيفة (لوموند) على النتائج الاقتصادية الجيدة المحققة بمنطقة اليورو خلال الفصل الاول من سنة 2015 ، مع نمو بنسبة 0.4 في المائة للناتج الداخلي الخام مقارنة مع الفصل الذي سبقه. واشارت الصحيفة ان منطقة اليورو حققت نتائج أفضل من الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، معتبرة ان استهلاك الاسر كان بدون شك المحرك الرئيسي للانشطة، فيما سجل اخفاق على مستوى التجارة الخارجية بسبب تراجع الطلب العالمي. ومن جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بعدد من المواضيع المحلية والدولية، ومن ضمنها محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت أمس في بوروندي، حيث أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن هذا الحادث تسبب في حدوث قتال عنيف في العاصمة البوروندية بوجمبورا. وأبرزت الصحيفة، التي تطرقت إلى بعض تفاصيل الحادث، أن الوضع الحالي في بوروندي يتميز بالفوضى وعدم الاستقرار بعد محاولة الانقلاب التي أعلن عنها أمس. ومن جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى اعتراف أحد مدبري محاولة الانقلاب الجنرال سيريل نداييروكيي بفشل الإطاحة بالرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا، والذي قال في تصريح صحافي "لقد واجهنا إصرارا عسكريا شديدا على دعم نظام الحكم". وأكدت الصحيفة أنه وقعت يوم أمس عدة معارك في أماكن عدة في العاصمة بوجمبورا، بما في ذلك في مقر الإذاعة الوطنية المملوكة للدولة، مشيرة إلى إدانة الأممالمتحدة لمحاولة الانقلاب، واعتبار الولاياتالمتحدة أن نكورونزيزا هو الرئيس الشرعي لبوروندي. وأشارت صحيفة (في غي) إلى عودة الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا إلى البلاد، بعد أن كان متواجدا في تنزانيا وقت حدوث محاولة الانقلاب. وذكرت الصحيفة بتهنئة الرئيس للجيش والشعب البوروندي على فشل محاولة الانقلاب عليه، مشيرة إلى وقوع إطلاق عنيف للنار، أمس الخميس في العاصمة بوجمبورا، خاصة في بعض الأماكن الحكومية ضمنها الإذاعة والتلفزيون. وأضافت أن هذه المعارك أدت إلى سقوط قتلى عسكريين ومدنيين، معتبرة أن الانقلابيين فشلوا في هزيمة خصومهم. وفي بلجيكا، شكلت الهجرة أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف المحلية التي اهتمت بشكل خاص بالأجندة الجديدة التي قدمتها المفوضية الأوروبية. وكتبت (لوسوار)، في هذا الصدد، أنه فعل قوي وجريء ذاك الذي قامت به المفوضية الأوروبية باعتماد أجندتها حول الهجرة، معتبرة أن هذا الفعل سيبقى كلحظة مؤسسة وشمت بها مفوضية يونكر زمانها، ويحدد طموحها قبل التعامل مع الأصعب. وتابعت اليومية أن الأمر يتعلق بإظهار أن للمفوضية العزيمة والموارد السياسية (الشجاعة والذكاء) للوصول، على الأقل جزئيا، لتحقيق أغراضها. ومن جهتها، ذكرت (لا ليبر بلجيك) أن الاتحاد الأوروبي يعد لتهييئ عملية بحرية لمكافحة مهربي المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط بدءا من الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن هذه العملية تروم تدمير "نموذج الأعمال" للمهربين الذين يستغلون يأس المهاجرين ويجبرونهم على ترك السواحل الليبية على متن قوارب تقليدية. وفي سياق متصل، أوردت (لافونير) أنه في انتظار ذلك يواصل المهاجرون محاولاتهم عبور البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أنه تمت إغاثة نحو 2000 مهاجر أمس الخميس في مختلف العمليات التي قامت بها سفن من عدة جنسيات بتنسيق من قبل خفر السواحل الإيطالي. وذكرت اليومية، في هذا الصدد، بأنه وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فإن أزيد من 34 ألفا و500 مهاجر وصلوا إلى إيطاليا خلال السنة الجارية، لكن نحو 1770 منهم لقوا حتفهم غرقا أو فقدوا في البحر، أي أزيد من نصف ما يقرب من 3300 حالة وفاة المسجلة سنة 2014. أما الصحف السويسرية فاهتمت بالوضع في سورية والملف النووي الايراني، إذ كتبت (ذي تايمز) بخصوص الشأن السوري، وتحت عنوان "المنعطف السوري"، أن شباب هذا البلد "لم يعد يرغب في الزج به في حرب بلا غاية ولا نهاية ولا أي قانون في وقت بات فيه مستقبل الرئيس الأسد معلقا بخيط رفيع". أما (لاتريبيون دو جنيف) فأوردت اعتماد الكونغرس الأمريكي، أمس الخميس، آلية رقابة حول اتفاق نهائي محتمل على الملف النووي الإيراني، مضيفة أنه "من أجل الوصول إلى شبه إجماع، اضطر الجمهوريون إلى ترك جانبا بنودا كانت تعتبر غير قابلة للتحقيق، مثل ضرورة اعتراف إيران بدولة إسرائيل". وبدورها قالت صحيفة (24 أور) إن اعتماد هذه الآلية للمراقبة يأتي في الوقت الذي التقى فيه الرئيس باراك أوباما بكامب ديفيد الشركاء الخليجيين الذين يشعرون بقلق تجاه تقارب محتمل بين واشنطن وطهران، مشيرة إلى أن الشيوخ الجمهوريين أثاروا جدلا بقولهم إن الكونغرس قد يطعن في أي اتفاق سيء بين أوباما والإيرانيين. وفي البرتغال، تركز اهتمام الصحف حول خصخصة شركة الطيران البرتغالية، والأصوات التي ارتفعت ضد هذه العملية، إذ نقلت (جورنال دي نوتيسياس) عن وثيقة من أزيد من 30 نقطة، شكلت مشروع دفاع عن هذه الخصخصة، أن "قرار خصخصة شركة تاب يشمل إعادة هيكلة هذه المقاولة". ومن جهتها، أوردت (بوبليكو) أن الحكومة فضلت المصلحة العامة للشركة للدفاع عن نفسها ضد الدعوى التي أقامتها ضدها جمعية "بيكو أ بلافرا" من أجل وقف خصخصة تاب، مشيرة إلى أن الموافقة على هذا القرار تمت أمس الخميس في مجلس الوزراء، وأن القرار سيحال فورا على المحكمة الإدارية العليا، بحسب مصدر مقرب من رئاسة مجلس الوزراء. وفي سياق متصل، أوردت (دياريو أكونوميكو) أن الحكومة ستتلقى إلى غاية الخامسة من مساء اليوم آخر العروض لشراء شركة الطيران، مشيرة إلى أن ما هو مؤكد هو المواجهة بين عرضي "ديفيد نيلمان" و"جيرمان إفروموفيتش"، اللذان قدما للحكومة أفضل الأثمنة، وإن كان سيظهر اقتراح في اللحظة الأخيرة يفاجئ السوق. أما في إيطاليا، فخصصت غالبية الصحف تعاليقها للنقاش الدائر حاليا حول مشروع إصلاح المدرسة، الذي عرض على مجلس النواب للتصويت عليه، وذلك على الرغم من انتقاده من قبل نقابات القطاع والأساتذة والتلاميذ. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بالصراعات الداخلية التي يعيشها حزب الاستقلال عن المملكة المتحدة بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم سابع مايو الجاري، واللقاء "المرتقب" بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والسيدة نيكولا ستورغيون، زعيم الوطنيين الاسكتلنديين.