اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص، بموضوع خطة العمل التي اقترحتها المفوضية الأوروبية في ما يتعلق بمسألة الهجرة. ففي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف حول استراتيجية الاتحاد الأوروبي لمنح حق اللجوء ل20 ألف مهاجر في بلدان القارة العجوز في سنة 2015. وكتبت (أ بي سي)، في هذا الصدد، أن بروكسل اقترحت على إسبانيا استقبال 9 بالمائة من مجموع اللاجئين الموجودين داخل فضاء الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن بعض البلدان الأوروبية "انتقدت بشدة" هذه الخطة، وأن المفوضية الأوروبية تعد نظاما للحصص الوطنية. أما (إلباييس) فأشارت إلى أن إسبانيا ستنظر في نحو 60 ألف طلب للجوء، بحسب الخطة المقترحة من قبل السلطات الأوروبية، مضيفة أن تدخل الاتحاد الأوروبي في قضية كانت تعتبر اختصاصا وطنيا قد يتسبب في نوع من التوتر، رغم دعم ألمانيا لهذه الاستراتيجية. وتابعت اليومية، في هذا السياق، أن إسبانيا طالبت بتوزيع "متوازن" للحصص بين مختلف بلدان أوروبا، ونقلت عن وزير الشؤون الخارجية والتعاون، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، قوله .. "نعتقد أنه يتعين مواجهة ذلك، إنها مشكلة أوروبا برمتها". ومن جهتها، أوردت (إلموندو) أن الخطة تسعى ل"جعل هذه المشكلة المتوسطية مشكلة أوروبية"، لاسيما وأن المفوضية الأوروبية تتوقع وصول طالبي لجوء جدد خلال السنة الجارية، مضيفة أن المملكة المتحدة حذرت بروكسل من أن سلطاتها لا تعتزم قبول أي طلب للجوء. وفي سياق متصل، ذكرت (لا راثون) أن هذه الخطة، التي أعدتها المفوضية الأوروبية على أساس الناتج الداخلي الخام وعدد سكان كل بلد، تروم إعطاء إجابة لمشكلة الهجرة، لاسيما بعد المآسي التي عرفتها منطقة البحر الأبيض المتوسط في الآونة الأخيرة. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بمواضيع دولية ومحلية، كان أبرزها الخطة التي اقترحتها المفوضية الأوربية اليوم بخصوص توزيع اللاجئين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من خلال تطبيق نظام الحصص. وأشارت الصحف إلى أن حصة ألمانيا، وفق الخطة، تبلغ 42ر18 في المائة من المهاجرين، مقابل 17ر14 في المائة لفرنسا و48ر11 في المائة لإيطاليا. واعتبرت صحيفة (فيتسفاليشه ناخغيشتن) أن تلبية اقتراح المفوضية الأوروبية مهم من أجل توزيع حصص اللاجئين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحفية أن الخطة "معقولة جدا"، إذ ستخفف عبء تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة على بلدان مثل إيطاليا أو اليونان، لكنها حذرت، في نفس الوقت، من فشلها على اعتبار أن السياسة الأوروبية تجاه اللاجئين لم تكن في المستوى ومن جانبها، عبرت صحيفة (نوي رور نوي راين تسايتونغ) عن اعتقادها بأن نسب اللجوء مؤهلة للارتفاع وستكون "قضية مؤلمة"، ستستدعي من الاتحاد الأوروبي المزيد من الجهد واتخاذ تدابير لاحتوائها على نحو أسرع. وترى الصحيفة أن هذه التدابير تتطلب تدخلا عسكريا من أجل "تدمير زوارق المهربين وضمان أمن الحدود بشكل أفضل وإعادة المهاجرين إلى بلدانهم"، مشيرة إلى أن استخدام القوة العسكرية سيكون مناسبا عندما تتحدث أوروبا بصوت واحد، معتبرة في نفس الوقت أنه من العار على الاتحاد الأوروبي الحائز على جائزة نوبل للسلام أن لا يكون إنقاذه للاجئين على نطاق واسع. أما صحيفة (ستراوبينغر تاغبلات) فتساءلت، في تعليقها، هل كان لابد أن يموت الآلاف من اللاجئين في عرض البحر الأبيض المتوسط حتى تتحرك لجنة الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن نظام الحصص المقترح يمثل، على الأقل، فرصة لإيقاظ روح جديدة للتعاون الإنساني المشترك. ومن جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بأزمة اللاجئين من الروهينغا من ميانمار وكذا المهاجرين من بنغلاديش الذين يفدون على سواحل ماليزيا والإجراءات التي تتخذها هذه الأخيرة في حقهم. وأشارت صحيفة (في غي) إلى قرار ماليزيا إعادة الزوارق المليئة بالمهاجرين الوافدة إلى سواحلها إلى أعالي البحار، مبرزة أن أغلب المهاجرين الذين يفدون على سواحلها هم من الروهينغا المسلمين بميانمار والمهاجرين من بنغلاديش. وذكرت بالوضع الذي يعيشه الروهينغا في ميانمار المحرومين من التعليم والصحة والمتعرضين للمضايقة والاضطهاد من قبل الأغلبية البوذية. ومن جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى رفض السلطات الماليزية دخول قارب وعلى متنه أكثر من 500 لاجئ من ميانمار وبنغلاديش إلى سواحلها بعد تقديمها لهم البنزين والمواد الغذائية. ونقلت عن مسؤول ماليزي قوله إن بلاده لا تستطيع قبول تدفق اللاجئين الذين يصلون إلى البلاد، مشددا على ضرورة التعامل الإنساني معهم لكن "حان الوقت لإظهار أنهم غير مرحب بهم". وفي فرنسا، اهتمت صحيفة (لوموند) بالأجندة الأوروبية حول الهجرة، التي نشرتها الأربعاء اللجنة الأوروبية، والتي تقترح توزيع اللاجئين على كل دولة أوروبية حسب الحصص. وأضافت الصحيفة أن اللجنة سارعت إلى نشر هذه الأجندة، مدفوعة في ذلك من قبل جزء من الرأي العام، ومستندة إلى خلاصات القمة الأوروبية التي انعقدت في 23 ابريل، والتي دعت الى مزيد من التضامن بين دول الاتحاد، مشيرة مع ذلك إلى أن هذه الاقتراحات الرامية إلى تنظيم الهجرة، لا تحظى بالإجماع داخل بلدان الاتحاد الأوروبي. وقالت إن هذا النص يقترح مقاربة شمولية، تجمع بين الاستعجالية والعمل البعيد الأمد، معتبرة ان الاقتراح يتطلب مناقشات سواء داخل البلدان الاعضاء أو في البرلمان الأوروبي، ووضع نظام حصص حسب كل بلد من اجل استقبال لاجئين يصلون الى السواحل المتوسطية الأوروبية. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (لوفيغارو) ان الناتج الداخلي الخام الفرنسي نما بنسبة 0.6 في المائة خلال الفصل الاول من السنة، لكن هذه الانتعاشة تظل هشة، مضيفة انه على الرغم من هذا النمو فان المقاولات لم تستطع الاستثمار وواصلت إلغاء وظائف. وقالت إن التقويم الاقتصادي لن يتم سوى باستئناف المقاولات عملية الاستثمار والتشغيل. وفي نفس السياق، كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن اللجنة الأوروبية نوهت بالحكومة الفرنسية لنتائجها الاقتصادية وجهودها من أجل تقليص العجز، مشيرة إلى أن نائب رئيس اللجنة الأوروبية المكلف باليورو فالديس دومبروفسكي اشاد بالتزام باريس وبإرادتها في الاصلاح من اجل تقليص العجز إلى ما دون ثلاثة في المائة الى غاية 2017 . وأشارت الصحيفة إلى ان بروكسيل ترى ان الاقتصاد الفرنسي يظل هشا كما يبرهن على ذلك المستوى المرتفع للبطالة وتراجع حصص السوق. وفي إيطاليا، تمحور اهتمام الصحف، أيضا، حول خطة العمل الخاصة بالهجرة واللجوء، التي اعتمدتها أمس الأربعاء المفوضية الأوروبية، لتقديمها إلى قادة الاتحاد الأوروبي في قمة بروكسل المقررة يوم 30 يونيو المقبل. وكتبت (المساجيرو) أن الاتحاد الأوروبي أقر حصصا للسماح بتوزيع أكثر إنصافا للمهاجرين، مشيرة إلى أنه تم إعفاء إيطاليا، التي "ستستقبل 11,84 في المائة" فقط من طالبي اللجوء، فيما أعلنت بريطانيا رفضها لمبدأ الحصص. وتابعت اليومية أن الخطة تنص، أيضا، على مكافحة المهربين وتدمير المراكب، وأن وزراء الخارجية سيناقشون الاثنين المقبل مسألة استخدام القوة، مشيرة إلى أن حكومة طبرق (شرق ليبيا) ردت ب"تشدد" على هذا الأمر وأعلنت أنها ستقصف السفن الأوروبية في حال قيامها بعمليات عسكرية على الساحل الليبي. أما صحيفة (كورييري ديلا سيرا) فأوردت أن الاتحاد الأوروبي سيستقبل نحو 20 الف مهاجر، مشيرة إلى أن إيطاليا، التي ستستقبل 11,84 في المائة منهم، تعد سبعة مراكز جديدة لإيواء طالبي اللجوء، يستوعب كلا منها 400 شخص فقط. وتحت عنوان "عمل عسكري ضد المهربين" وصفت (لا ريبوبليكا) الخطة التي اعتمدتها المفوضية الأوروبية في مجال مكافحة الهجرة ب"قرار تاريخي"، مشيرة إلى أن روما تنتظر قرار الأممالمتحدة للقيام بعمليات عسكرية ضد "المتاجرين في البشر وتدمير قواربهم في الموانئ الليبية". وبدورها، تطرقت الصحف البرتغالية للموضوع نفسه، مبرزة أن استراتيجية الهجرة التي قدمتها بروكسيل، أمس الأربعاء، تروم إقامة نظام للحصص حسب كل بلد لاستضافة اللاجئين الذين يصلون إلى السواحل الأوروبية على البحر الأبيض المتوسط. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس)، في هذا الصدد، أن المفوضية الأوروبية قدمت أمس استراتيجيتها بشأن الهجرة الرامية إلى استقبال 20 ألف لاجئ في المنطقة الأوروبية، مشيرة إلى أن البرتغال سيتقبل، بموجب هذا النظام المقترح من قبل جان كلود يونكر، نحو 778 لاجئا. وتحت عنوان "بروكسل تسعى لفرض تضامن أوروبي بشأن اللاجئين"، أوردت (بوبليكو) أن المفوضية الأوروبية ستقدم إلى غاية متم الشهر الجاري اقتراحا لإنشاء نظام طوارئ لتوزيع اللاجئين بين مختلف البلدان الأعضاء في الاتحاد، مع الأخذ بعين الاعتبار مؤشرات من قبيل السكان والناتج الداخلي الخام والبطالة. وفي بريطانيا، سلطت صحيفة (الأندبندت) الضوء على عودة نايجل فاراج لرئاسة الحزب الشعبي من أجل الاستقلال عن المملكة المتحدة. وأشارت اليومية إلى أن رئيس هذا الحزب المناهض للأجانب والمعادي لأوروبا كان قد أعلن استقالته من قيادة الحزب بعد هزيمته في انتخابات سابع مايو، لكن اللجنة التنفيذية للحزب رفضت ذلك بالإجماع.