ركزت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، تعليقاتها، بالخصوص، على الانتخابات العامة التي جرت أول أمس في تركيا وأفرزت تصدر حزب العدالة والتنمية للمرتبة الأولى، وقمة مجموعة الدول الكبرى السبع التي بدأت أشغالها أمس بقصر بلماو ببافاريا (جنوب شرق ألمانيا)، إضافة إلى عدد من المواضيع المحلية والدولية. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد بتركيا، وتميزت بتراجع ملموس لحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 ، والذي ظل في الصدارة، لكنه فقد الاغلبية المطلقة التي تتيح له تشكيل الحكومة لوحده. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (لوموند) أن الناخبين الأتراك ألحقوا هزيمة غير مسبوقة بالرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الذي حرم من الأغلبية المطلقة في البرلمان. وأضافت الصحيفة أن انتخابات الأحد، التي تميزت بمشاركة قوية (86 في المائة)، تؤشر على بداية نهاية 13 سنة من احتكار الحزب الاسلامي المحافظ للحياة السياسية بتركيا، مبرزة أن بورصة اسطنبول تأثرت بمرحلة عدم اليقين التي بدأت إذ تراجعت بأزيد من ستة في المائة عند الافتتاح صباح أمس الاثنين، فيما تدخل البنك المركزي بالأسواق من اجل وقف انخفاض الليرة التركية. واعتبرت الصحيفة أن الأمر يتعلق قبل كل شيء بهزيمة كبيرة لأردوغان الذي تبخر حلمه في إقامة نظام رئاسي. ومن جهتها، قالت صحيفة (ليبراسيون) إن أردوغان ابتعد عن تحقيق حلمه في إقامة نظام رئاسي بعد تراجع حزبه، مشيرة إلى أن مرحلة من عدم اليقين قد بدأت، مرفقة بمؤشر على بروز مرحلة الانتقال إلى ما بعد حزب العدالة والتنمية. وأضافت الصحيفة أن تأثيرات هذه الهزيمة لن تقف عند الاضطرابات الاقتصادية. ومن جانبها، أكدت صحيفة (لوفيغارو) أن أردوغان انخرط في الحملة الانتخابية إلى درجة انه كان يرغب في تعبئة الناخبين حول استفتاء، لكنه مني بهزيمة هي الأقسى في مساره السياسي، مشيرة إلى أن تراجع حزب العدالة والتنمية كان متوقعا لكن ليس بهذا الحجم. وفي ألمانيا، ركزت الصحف على موضوعين أساسيين يتعلقان بنتائج اجتماع قمة مجموعة السبع في بافاريا جنوب شرق ألمانيا، وبالانتخابات البرلمانية في تركيا التي خسر فيها حزب العدالة والتنمية عددا كبيرا من المقاعد في البرلمان. وبخصوص قمة السبع، كتبت صحيفة (ميتلبايريشه تسايتونغ) أن أهم قضية تناولتها القمة والمثيرة للجدل في تقديرها، تهم حماية المناخ، مشيرة إلى أن ميركل أكدت أن مجموعة السبع تعتزم خفض نسبة غازات ثاني أوكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري إلى الصفر قبل نهاية القرن 21 . ومن جانبها، تساءلت صحيفة (نوربيرغر ناخغيشتن) عما إذا كانت قمة إلماو قد حققت ما فشلت فيه جميع مؤتمرات المناخ السابقة، وهو ما سيتأكد، بحسب الصحيفة، في قمة باريس الدولية حول المناخ المتوقعة في دجنبر المقبل. ومن جهتها، اثنت صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) على الرسالة الواضحة التي خرجت بها قمة السبع والتي مفادها أن "الغرب متحد، ويسير بسرعة لكن بثبات، نحو معالجة عدد من المشاكل العالمية المعقدة على نحو فعال، إلا أنه سيكون أمرا مبالغا فيه إذا توقعنا أن العالم يمكن تغييره في ظرف يومين، لكنها بداية جيدة". أما بالنسبة للانتخابات في تركيا، حيث خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم الأغلبية المطلقة، فاعتبرت صحيفة (مانهايمر مورغن) أن نتائج الانتخابات التشريعية كانت بمثابة "درس لأردوغان ولحزبه العدالة والتنمية، وأيضا انتصارا للديمقراطية"، مشيرة إلى أن الإقبال الكبير للأتراك على الانتخابات" وضعت أودوغان وحزبه على المحك وأجابت على السياسة التي يعتمدانها". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) أن الواضح من كل ما جرى أن "الناخبين يريدون وضع حد لنمط الحكم السلطوي، الذي عصف بحقوقهم الأساسية. ويريدون أن تقوم بلادهم بإصلاحات اقتصادية واجتماعية". أما صحيفة (سفابيشه تسايتونغ) فتساءلت عما إذا "كان من الممكن أن تنجح مهمة تشكيل الائتلاف خلال 45 يوما أو ما إذا كانت البلاد ستضطر إلى إجراء انتخابات جديدة، لأن ما سيقع في الأسابيع القليلة المقبلة له أهمية بالغة لدى أوروبا". وفي النرويج، اهتمت الصحف على الخصوص بمواضيع محلية وأخرى دولية من ضمنها الانتخابات العامة التي جرت أول أمس الأحد بتركيا والتي قالت عنها صحيفة (في غي) إنها بمثابة انتصار للديمقراطية في البلاد. واعتبرت الصحيفة أن هناك متغيران في هذه الانتخابات أولهما فقدان حزب العدالة والتنمية للأغلبية المطلقة في البرلمان، ما يعد نكسة بالنسبة للرئيس رجب طيب أردوغان وطموحاته. أما المتغير الثاني، حسب الصحيفة، فيكمن في تحقيق حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد على نتائج جيدة لم تكن متوقعة. وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم ذلك فإن أربعة من بين كل عشرة من الأتراك قد صوتوا لصالح حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي لا يزال حزبه الأكبر في البلاد. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (داغبلاديت) إلى ظاهرة بيع الفتيات اللواتي يختطفهن تنظيم "داعش" في أسواق النخاسة. ونقلت عن مصادر أممية قولها إنهم يختطفون النساء والفتيات عندما يسيطرون على مناطق جديدة، مشيرة إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة عن عدد الفتيات ضحايا هذه الممارسات. ومن جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتقلص فرص السلام بين الجانبين، مذكرة بان محادثات السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية توقفت السنة الماضية. وأكدت أنه على الجانبين تحقيق هدف العيش بسلام كدولتين يعترف كل طرف بالآخر. وفي المقابل، نقلت عن الحكومة الجديدة في إسرائيل تأكيدها على أن عدد المستوطنين سيستمر في الارتفاع خلال السنوات المقبلة، مضيفة أنه من أجل الحصول على الأغلبية في البرلمان، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد دعا حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف للتعاون، وهو حزب يقف في الجبهة المعارضة تماما لإقامة دولة فلسطينية ويعمل من أجل توسيع المستوطنات على الأراضي الفلسطينية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالمفاوضات الجارية بين مختلف الأحزاب السياسية من أجل التوصل إلى اتفاقات بعد الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت يوم 24 مايو الماضي، والتي عرفت هزيمة الحزب الشعبي الحاكم. وأوضحت (لا راثون)، في هذا الصدد، أن حزب سيوددانوس الحديث النشأة قرر دعم مرشحة الحزب الشعبي لرئاسة حكومة جهة مدريد، كرستينا سيفوينتس، ومرشحة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني لرئاسة حكومة الأندلس (جنوب)، سوثانا دياث. ومن جهتها، كتبت (إلموندو)، تحت عنوان "سيوددانوس تعتبر ممكنا تنصيب سيفوينتس ودياث"، أن الحزب الذي يقوده الشاب الكاطالوني، ألبرت ريفيرا، اشترط على الحزبين السياسيين ترك أعضائهما المتهمين بالفساد لمناصبهم مقابل هذا الدعم بهاتين المدينتين الرئيسيتين في تحديد المشهد السياسي الإسباني، مضيفة أن سيوددانوس سيعقد اليوم الثلاثاء لقاء مع الحزب الاشتراكي لإبرام هذا الاتفاق. وفي سياق متصل، أوردت (إلباييس) أنه رغم تقارب البرامج الانتخابية، فإن مرشحة الحزب الاشتراكي لرئاسة حكومة الأندلس، سوثانا دياث، رفضت الدخول في ائتلاف مع الحزب الشعبي الذي يسعى لضمان رئاسة عدد من البلديات المهمة، مضيفة أن هذا الرفض فتح الباب أمام اتفاق مع سيوددانوس لضمان هذا التنصيب. أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت، من جانبها، إلى أن سوثانا دياث تأمل في تنصيبها رئيسة لحكومة الأندلس قبل السبت المقبل بعد الاتفاق مع سيوددانوس، مشيرة إلى أن الحزب الشعبي يعتزم التصويت ضد مرشحة الحزب الاشتراكي بعد رفض هذه الأخيرة دعم اقتراحه منح رئاسة البلديات للائحة الأكثر تصويتا في استحقاق 24 مايو الماضي.