ركزت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت، تعليقاتها على قمة الدول السبع الكبرى في بافاريا ، والانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها الأحد المقبل بتركيا ، والوضع في اليمن ، بالإضافة إلى عدد من المواضيع ذات الطابع المحلي والدولي. ففي ألمانيا اهتمت الصحف بقمة الدول الكبرى السبع التي سيحتضنها قصر بلماو ببفاريا جنوبألمانيا ، وكتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تساتونغ) أنه كلما اقترب موعد القمة كلما زادت التوقعات ومعها خيبة الأمل التي عبر عنها البعض في الاحتجاجات التي سبقت القمة. لذلك ، تضيف الصحيفة ، أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في تصريحها وجود أمل في معالجة القمة لعدد من المشاكل السياسية ورفع بعض التحديات الدولية إلا أنها أكدت ، بالمقابل ، أن القمة لن تستطيع معالجة كل المشاكل والتحديات المطروحة. من جهتها انتقدت صحيفة (شتوتغارتر تسايتونغ) التكلفة الكبيرة التي خصصت لقمة الدول السبع الكبرى والتي قدرت بأزيد من 300 مليون أورو بعد أن قدرت في البداية بنحو 150 أورو معتبرة أن هذه التكلفة "غير معقولة أو ربما مبالغ فيها بشكل فاحش " . وأشارت الصحيفة إلى أنه لا أحد يشك في أن مثل هذه القمم ومستوى الضيوف الذين يشاركون فيها وما يتطلبه ذلك من تعبئة أمنية كبيرة واستعدادات مهمة ، مكلف جدا ، لكن ، تقول الصحيفة ، إذا كانت المحادثات جيدة ومثمرة وكلفت مثل هذه الميزانية فهناك على الأقل ما يبررها. وبالنسبة لصحيفة (فراي بريسة) فأشارت إلى غياب روسيا بقمة الدول السبع الصناعية الكبرى متسائلة عن كيف يمكن لها العودة إلى نادي الدول الكبرى وما إذا تم تعبيد الطريق بالفعل لإجراء محادثات جديدة مرتبطة بذلك مؤكدة أن لا أحد يرغب في العودة إلى الحرب الباردة والانتقال بأوروبا إلى مرحلة جليدية إذ ستكون أكثر فقرا مع توقف التبادل الثقافي والاقتصادي مع روسيا ، أما بالنسبة للروس الذين استثمروا بكثافة في أوروبا الغربية ، فإنهم سيخسرون كثيرا. أما صحيفة (كولنر شتات أنتسايغر) فأشارت إلى الاحتجاجات التي بدأها المعارضون قبل عقد قمة السبع، معتبرة أن هذه الاحتجاجات في غير محلها ويتعين مواجهتها بكل حزم إذ تعتبر المجموعة كما لو أنها المسؤولة عن جميع مآسي البشرية. وأضافت الصحيفة أن المجموعة أمام واقع القرن 21 لديها الكثير ما تفعله مبرزة أن قمة السبع ، و" بكل موضوعية تعتبر منتدى مهما ومفيدا للنقاش". واهتمت الصحف من جهة أخرى بقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي أيدت قرار محكمة فرنسية بالسماح بنزع أجهزة الدعم الصناعي (الإعاشة) عن فينسينت لامبرت ( 39 عاما) ، الذي دخل في غيبوبة منذ سبع سنوات بعد حادث دراجة أصيب على إثره بشلل رباعي. وأضافت الصحف أن القضية انتقلت إلى المحاكم بعد انقسام في الرأي بين أفراد عائلته بين مؤيد ومعارض لنزع الأجهزة وتركه يموت واتخاذ إجراء يقضي بما يعرف بÜ"الحق في الموت "، رغم أن الأطباء بإمكانهم نزع الأجهزة بموجب قانون صادر عام 2005 ، ويجيز هذا الاجراء الذي يطلق عليه أيضا "الموت الرحيم ". وفي فرنسا اهتمت الصحف بالانتخابات التشريعية المقررة الأحد بتركيا ، مشيرة الى تقدم محتمل للأكراد خلال هذه الانتخابات. وكتبت صحيفة (لوموند) أن التقدم المعلن عنه من قبل الحزب الموالي للأكراد في انتخابات سابع يونيو سيضعف الاسلاميين المحافظين. وأضافت أن حزب العدالة والتنمية الحاكم استطاع الاعتماد في كل الانتخابات السابقة على دعم جزء كبير من الناخبين الاكراد من جنوب شرق البلاد، لكن يبدو ان هذه المرحلة قد ولت ، مضيفة أن الاسر الكبرى بالمنطقة التي اصيبت بخيبة أمل من السياسة الغامضة للرئيس رجب طيب اردوغان حول قضية الاكراد ، أصبحت تدير ظهرها للحزب الحاكم واتجهت نحو حزب الشعب الديمقراطي (يسار موالي للأكراد ). من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) إن اردوغان الذي يعتبر أول رئيس تركي ينتخب عن طريق الاقتراع العام المباشر في غشت الماضي ، يطمح الى الحصول على اغلبية الثلثين التي تمكنه من تغيير الدستور من أجل إقامة نظام رئاسي ، مشيرة الى ان ذلك رهين بالنتائج التي سيحصل عليها الحزب الحاكم اول قوة اقتصادية في البلاد. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن حزب العدالة والتنمية يتجه نحو الفوز في هذه الانتخابات، مبرزة أن هدف اردوغان يكمن في اصلاح الدستور من اجل الوصول الى نظام رئاسي على مقاسه. ومن أجل تحقيق ذلك ، تضيف الصحيفة ، يتعين على حزب العدالة والتنمية الحصول على 367 نائبا من بين 550 التي يتشكل منها البرلمان التركي ، لكن استطلاعات الرأي تتوقع حصول الحزب على 42 في المائة من الاصوات أي اقل من النسبة التي حصل عليها (46 في المائة) خلال الانتخابات الاخيرة . وفي النرويج اهتمت الصحف بالعديد من القضايا المحلية والدولية من ضمنها الحرب في اليمن ، والانفجار الذي وقع أمس الجمعة في تركيا، إذ أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى مقتل شخصين وإصابة أكثر من مائة بجروح أمس الجمعة في انفجارين خلال تجمع لحزب الشعب الديمقراطي الكردي في ديار بكر جنوب شرق تركيا. واعتبرت الصحيفة أن هذين الإنفجارين يقعان قبل يومين من الانتخابات التشريعية في تركيا. ونقلت الصحيفة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إن ذلك استفزاز وتقويض للسلم قبل الانتخابات ، معتبرة أن الحزب الكردي المنافس في الانتخابات يرغب في الحصول على نتائج جيدة. من جانبها ، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن الانفجار وقع خلال تجمع لآلاف الأشخاص للاستماع إلى خطاب زعيم الحزب صلاح الدين دميرتاز. واعتبرت الصحيفة أن هذا الحزب الكردي يأمل في الحصول على مقاعد كثيرة برسم الانتخابات العامة التي تجرى غدا الأحد في تركيا. ونقلت الصحيفة نفي السلطات المختصة وشاهد عيان من أن يكون الانفجار ناجما عن تماس كهربائي. وعلى صعيد آخر ، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى الحرب الدائرة في اليمن والتطورات المتسارعة بالبلاد بعد مقتل أربعة جنود سعوديين والعشرات من عناصر ميليشيات الحوثيين في المعارك التي وقعت مؤخرا. وأضافت الصحيفة أن هؤلاء القتلى سقطوا في معارك في منطقة جازان ، المطلة على البحر الأحمر، ونجران شرقا على الحدود مع اليمن ، من ضمنهم عشرات المسلحين من المتمردين اليمنيين. وأكدت الصحيفة أن نحو 2300 شخص قتلوا بسبب الصراع في اليمن ، نصفهم من المدنيين ، وفق إحصائيات أصدرتها الأممالمتحدة. وفي إسبانيا ، واصلت الصحف اهتمامها بالاتفاقيات بين مختلف الأحزاب بغية الدخول في تحالفات بعد الاستحقاقات البلدية والجهوية التي جرت يوم 24 ماي الماضي بالبلاد. وكتبت (لا راثون) في هذا الصدد أن حزب سيوددانوس علق مفاوضاته مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ، الذي تخلى عن رئاسة بلدية بلنسية ، ثالث مدينة بإسبانيا ، للحزب القومي كومبروميس، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستعقد المفاوضات حول تشكيل حكومة بهذه الجهة. من جهتها أوردت صحيفة (إلباييس) أن رئيس الحكومة الإسبانية وزعيم الحزب الشعبي ، ماريانو راخوي، الذي اتهم الحزب الاشتراكي بتسليم السلطة لليسار المتطرف ، انتقد " تعصب " الأمين العام لهذا الحزب اليساري، بيدرو سانشيز، مشيرا إلى أن الاتفاقات التي تم إبرامها تمس بمصالح اسبانيا. بدروها أوضحت صحيفة (أ بي سي) أنه تم أمس الجمعة التوصل لاتفاق خلال اجتماع بين مرشحي كومبروميس، خوان ريبو، والحزب الاشتراكي، خوان كلابويغ، مبرزة أن قرار دعم ترشيح هذا الحزب القومي أغلق الباب أمام الحزب الشعبي وسيوددانوس اللذان كانا يرغبان في دعم مرشح الأمين العام للحزب الاشتراكي ببلنسية كزيمو بويغ. وفي سياق متصل عادت (إلموندو) لتصريحات ماريانو راخوي، الذي أكد أن سانشيز "يسعى لإبرام اتفاقيات مع المتطرفين "، مبرزا أن سياسات الحزب الاشتراكي بعد انتخابات 24 ماي أثارت مخاوف قيادة الحزب الشعبي ، التي لا تخفي قلقها إزاء توجه الحزب الاشتراكي لأقصى اليسار.