اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، بجملة من المواضيع من أبرزها الانتخابات الرئاسية في تركيا، والهدنة الجديدة في قطاع غزة ثم الوضع في العراق. ففي إسبانيا اهتمت الصحف بانتخاب رجب طيب اردوغان رئيسا جديدا لتركيا، وتجديد الهدنة في غزة. فبخصوص الانتخابات الرئاسية في تركيا كتبت صحيفة (إلموندو) أن رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان انتخب، أمس الأحد، رئيسا للبلاد منذ الجولة الأولى، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات في تركيا عن طريق الاقتراع العام المباشر. وأضافت اليومية، في السياق ذاته، أن المسؤول الإسلامي المحافظ، الذين حصل على نحو 52 في المائة من الأصوات، وعد بفتح "صفحة جديدة" في تركيا، وبمواصلة عملية الإصلاح والانفتاح. من جهتها كتبت صحيفة (إلباييس) أن الانتصار المتوقع لطيب أردوغان جاء في نهاية سنة سياسة صعبة جدا لحكومته بعد أن خرج ملايين الأتراك في يونيو 2013 إلى الشارع للتنديد بسياسته. وذكرت اليومية بفضيحة الفساد غير المسبوقة التي هزت السلطة في تركيا، ما دفع أردوغان إلى وصفها ب"مؤامرة" من حليفه السابق الإسلامي فتح الله غولن، قبل تطهير الشرطة والقضاء، مشيرة إلى أنه رغم هذه الفضائح يبقى أردوغان المسؤول السياسي الأكثر شعبية في تركيا. أما صحيفة (أ بي سي) فعادت إلى الهدنة الجديدة لمدة ثلاثة أيام بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية بقيادة "حماس" في قطاع غزة عقب وساطة مصرية، مضيفة أن الجانبين يواصلان مفاوضاتهما الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وفي السياق نفسه كتب (لا راثون) أن هذه الهدنة تمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق حول وقف دائم لإطلاق النار بهدف استئناف مفاوضات السلام والتوصل إلى حل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي ألمانيا اهتمت الصحف على الخصوص بالوضع المتردي في العراق وبنتائج الانتخابات الرئاسية في تركيا التي أسفرت عن فوز رجب طيب أردوغان، فكتبت صحيفة (نوي اوسنايبروكه)، بهذا الخصوص، أن أردوغان تمكن من الوصول إلى هدفه في الدور الأول وحصل على الأصوات الكافية ليكون رئيسا لتركيا بعد انتخابه مباشرة من قبل الشعب، مشيرة إلى أنه انتصر على منتقديه في الداخل والخارج. وسجلت الصحيفة أن أردوغان سعى خلال السنتين أو الثلاث سنوات الماضية للاحتفاظ بأكبر حيز من السلطة مذكرة في هذا الصدد بالأحداث التي شهدتها حديقة غزي باسطنبول وإغلاق بعض مواقع التواصل الاجتماعي. من جانبها كتبت صحيفة (فولكشتيمه) في تعليقها أن أردوغان يتطلع كرئيس دولة جديد إلى تحويل تركيا إلى قوة كبيرة عبر خلق اقتصاد تنافسي. وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان يقود البلاد إلى اختيارات جديدة قبل حلول الذكرى 100 لتأسيس الجمهورية في سنة 2023 معتبرة أن خطته، تكمن بالخصوص في القضاء على أسس الحكم الجمهوري للدولة التركية أولا بتغييره للدستور وجعل الرئيس الفاعل السياسي الحاسم في الحكم. أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فتناولت الموضوع من ناحية مختلفة حيث ذكرت بالإنجازات الكبيرة التي حققها أردوغان لفائدة تركيا في ظرف أحد عشر سنة كرئيس للوزراء، جعلت الكثير من الأتراك فخورين ببلدهم، وفقا للصحيفة. إلا أن ما يعكر صفو هذه الانجازات، حسب الصحيفة، هو سعيه للسلطة المطلقة وغضبه ضد كل المعارضين السياسيين. ولاحظت أن نتائج الانتخابات الرئاسية كانت أقل مما توقع أردوغان وأتباعه رغم فوزه فيها لذلك عليه أن يقوم وحزبه العدالة والتنمية بوقفة للتأمل . وحول الوضع في العراق ، اعتبرت صحيفة (كولنر شتاد أنتسايغه) أن ما يصل من صور من المنطقة تشكل "أفلام رعب حقيقي" حيث تظهر عمليات إعدام جماعية يقوم بها المتطرفون سواء في العراق أو سورية مما جعل مئات الآلاف من الأسر من الأكراد والمسيحيين واليزيديين وغيرهم من الأقليات يقررون بين عشية وضحاها ، الهرب بحثا عن الأمان. وأشارت الصحيفة إلى أن الدول التي تتعرض لهذا الهجوم لا تستطيع حماية الأقليات التي لديها، معتبرة أن سحر التعددية التي كان يتميز بها الشرق في طريقه إلى الانقراض خاصة وأن "الجهاديين" انتشروا في كل الأحياء بالمنطقة، معربة عن تخوفها من ألا ينسحبوا حتى يدمروا المدن التاريخية بالكامل. أما صحيفة (تاغستسايتونغ) فرحبت من جهتها بالتزام الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربات جوية لتنظيم "الدولة الإسلامية" معتبرة أنه رغم ذلك فتدخل أمريكا ليس كتدخل قوات السلام أو الصليب الأحمر الدولي ولكن لحماية مصالح دولة عظمى . وأضافت الصحيفة أن هذه العمليات قد تحمي الآلاف من اللاجئين من المتطرفين، وكذا من المجاعة من خلال إسقاط المواد الغذائية الضرورية لهم. وفي بلجيكا اهتمت الصحف بتقدم مجاهدي تنظيم (داعش) الذين حققوا نجاحات ميدانية لا تصدق منذ يونيو الماضي خاصة في العراق. وكتبت (لا ليبر بلجيك) أن الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم تفوق مساحة بريطانيا وبها موارد تساوي ما تنتجه سورية من غاز ونفط. وذكرت (لا ديرنيير أور)، في هذا الصدد أن موقف الرئيس الأمريكي بشأن قضية مطاردة المسلحين الإسلاميين لا تحظى بالإجماع في واشنطن، مشيرة إلى أن الجمهوريين انتقدوا أوباما الذي، بحسبهم، لا يقاتلهم بشكل كاف في سورية والعراق. المنحى ذاته سارت عليه (لو سوار) التي ترى أن رد المجتمع الدولي محتشم ومتفرق، في مواجهة هجمات جهاديي (داعش)، مثلها مثل الرئيس الأميركي، العالق بين رغبته في ألا يكون محاربا، وخوفه من الظهور كجبان. وأشارت الصحيفة إلى أن التدخل العسكري، من جانب واحد، لبوش في 2003 كان كارثيا، وهو سبب الفشل الحالي، لكن عدم القيام بأي شيء، ولو القليل، لم يعد خيارا، مشيرة إلى أن تقدم هذا الجيش الصغير قد يدفع بالعراق إلى الجانب المظلم من التعصب الديني. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالوضع في العراق والانتخابات الرئاسية في تركيا. وكتبت صيحفة (لوموند)، بخصوص العراق، أن الإدارة الأمريكية قررت التدخل في هذا البلد لوقف تقدم جهاديي تنظيم (داعش)، محاولة إيجاد طريقة ل"الضغط بما يكفي" على الصراع لكن "دون التورط" فيه. وأضافت أن "قاذفتين من طراز إف 18 تدخلتا الجمعة الماضي، لأول مرة، ضد مواقع جهاديي (داعش) قرب أربيل، عاصمة كردستان ذي الحكم الذاتي حيث يتمركز عدد من المستشارين الأميركيين"، مشيرة إلى أن هذا التدخل يأتي بعد أقل من ثلاث سنوات على انسحاب الجيش الأميركي من العراق. أما صحيفة (ليبيراسيون) فسلطت الضوء على نجاح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي انتخب نهاية الأسبوع رئيسا جديدا للجمهورية التركية، وأصبح، بحسب الصحيفة "السياسي التركي الأكثر قوة منذ مصطفى كمال أتاتورك". وأشارت اليومية إلى أن رئيس الدولة التركية الجديد يروم استبدال النظام البرلماني في تركيا بنظام رئاسي على شاكلة الولاياتالمتحدة الأمريكية أو شبه رئاسي كما في فرنسا، مشيرة إلى أن أردوغان لا يخفي تفضيله للنظام السياسي "المعمول به في معظم البلدان المتقدمة". واهتمت صيحفة (لوفيغارو)، في سياق آخر، بالصراع في أوكرانيا، مشيرة إلى تدهور وضع الانفصاليين الموالين لروسيا بمدينة دونيتسك، المحاصرين من قبل الجيش الأوكراني الذي يواصل قصفهم. وأوضحت أن الحصار والقصف المتواصل الذي يتعرض له الموالون لروسيا، دفع بالوزير الأول الجديد ل"الجمهورية الشعبية لدونيتسك" ألكسندر زخاراتشنكو إلى اقتراح وقف لإطلاق النار، مضيفا أن هذا الأخير يأمل في "أن يضغط المجتمع الدولي" على سلطات كييف. وفي بولندا تركز اهتمام الصحف، أيضا، على الوضع المتوتر في أوكرانيا، لاسيما القصف المدفعي الأوكراني على دونيتسك وتهديد روسيا بالتدخل في أوكرانيا تحت ذريعة حفظ السلام. وكتبت (لاغازيت إليكتورال) أن دونيتسك تتعرض لقصف مكثف من المدفعية الأوكرانية التي تستهدف مواقع الانفصاليين الموالين لروسيا مما تسبب في نزوح جماعي للمدنيين الفارين من ويلات الحرب. وأضافت أن هذا الوضع يخدم روسيا، التي حشدت نحو 20 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا مستعدين للتدخل بذريعة حفظ السلام، مشيرة إلى أن تحذير الرئيس باراك أوباما هدأ من اندفاع زعيم الكرملين الذي كان على وشك إعطاء الأمر لتدخل روسي في أوكرانيا. في الموضوع ذاته قالت (لاريسبوبليكا)، إن الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، يراهن على نجاح جيشه في طرد المتمردين من قواعدهم ودفعهم إلى الالتحاق بروسيا المدافع الرئيسي عنهم. وأشارت اليومية إلى عواقب هذه الحرب على اقتصادات دول المنطقة، مشددة على أن أحد التدابير الرئيسية التي من شأنها تغيير المعطيات هو تنفيذ كييف لتهديدها بمنع نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية، رغم أن ذلك ستكون له عواقب على الاقتصاد الأوروبي. في هولندا اهتمت الصحف بالوضع في العراق وفلسطين، وفوز رئيس الوزراء التركي بالانتخابات الرئاسية. وكتبت (فولكس كرانت) بخصوص العراق أن الأمريكيين واصلوا أمس غاراتهم على تنظيم (داعش) الذي تمكن مؤخرا من السيطرة على مناطق للأكراد العراقيين. وأضافت اليومية أن القوات الجوية الأمريكية استهدفت أمس الأحد خمسة أهداف ومكنت البشمركة من استعادة مناطق كانت قد وقعت في أيدي جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام". أما صحيفة (إن إر سي) فأوردت أن وزارة الدفاع الهولندية تدرس إمكانية المساهمة في مجال الخدمات اللوجستية والنقل لتقديم المساعدات للنازحين العراقيين. كما أشارت اليومية إلى هدنة 72 ساعة التي تم التوصل إليها بين حركة "حماس" وإسرائيل بوساطة مصرية . وبدورها أشارت صحيفة (أ دي) إلى أن حماس لا زالت متمسكة بمواقفها وتطالب، بالخصوص، برفع الحصار وإطلاق سراح الأسرى . وحول الرئاسيات في تركيا أشارت اليومية إلى أن رئيس الوزراء التركي الحالي رجب طيب أردوغان ليس في حاجة إلى جولة ثانية ليصبح رئيسا لتركيا بعد انتصار واضح حاز فيه على 52 بالمائة من الأصوات. وذكرت (تراو) من جهتها أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية كانت، بحسب المراقبين، أقل مما كانت عليه في الانتخابات المحلية في مارس الماضي، مشيرة إلى أنه دعي 53 مليون مواطن لصناديق الاقتراع أمس الأحد. وفي السويد تركز اهتمام الصحف، كذلك، حول فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية والوضع في العراق. وكتبت (داغينس نيهيتر) حول انتصار رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية مؤكدة أن رئيس الوزراء الحالي ليس في حاجة لجولة ثانية. وأضافت أن أردوغان، الذي يظل أكثر شعبية في تركيا، تفوق على منافسه الرئيسي أكمل الدين إحسان أوغلو، مشيرة إلى أن انتصاره "رسالة واضحة تبين أن الغالبية العظمى من الأتراك لا تعير اهتماما لمزاعم الفساد والفضائح الأخرى المحيطة به وبحزبه". من جانبها، كتبت (سفينسكا داجبلاديت) أن فوز أردوغان كان منتظرا، وأنه يسعى لدخول التاريخ كأحد الإصلاحيين الكبار إلى جانب أتاتورك، مبرزة أنه عكس الرئيس الحالي عبد الله غول، يرغب أردوغان في أن يصبح رئيسا أكثر نشاطا وقوة، وأن يكون لتركيا رئيس بصلاحيات تنفيذية حقيقية. أما صحيفة (افتونبلاديت) فاهتمت بالوضع في العراق، مشيرة إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" نجح في تجنيد عدد من الجهاديين، وفي ضم أعضاء من مختلف مجموعات تنظيم القاعدة. وأوضحت أن أعضاء من تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا واليمن التحقوا ب(داعش)، التي بلغ عدد مقاتليه 10 آلاف شخص، وأن مهاجمة الولاياتالمتحدة لهذا التنظيم سيدفع أكثر بالجهاديين إلى الانضمام إليه، مشددة على أن الحل الوحيد لمحاربة هذه المجموعة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تمثل جميع شرائح المجتمع العراقي.