اهتمت الصحف الأوربية، الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص بالوضع الأمني بإفريقيا الوسطى التي شهدت مقتل صحفية فرنسية، واغتيال قيادية الحزب الشعبي الإسباني بليون، والانتخابات الأوروبية، وتطورات الأزمة في أوكرانيا، وانفجار منجم الفحم في مقاطعة مانيسا غرب تركيا، وقضايا محلية أخرى. ففي فرنسا كتبت صحيفة (ليبراسيون) أنه بعد ستة أشهر من إطلاق العملية العسكرية الفرنسية (سانغاريس)، لا يزال الوضع بإفريقيا الوسطى بعيدا عن الاستقرار، مشيرة إلى أن مستوى العنف لا يزال مرتفعا، خاصة في الشمال الغربي، فيما تظل السلطات غير قادرة على احتوائه لافتقارها إلى الوسائل. وأضافت الصحيفة أنه إذا كانت عاصمة إفريقيا الوسطى لم تعد مسرحا لمواجهات بين الجماعات الكبرى، فإن ذلك يعود، في جزء كبير منه، إلى الهجرة المكثفة لأعضاء أحد أطراف النزاع، مبرزة أن فرنسا، التي نشرت ألفي جندي على الأرض لوقف دوامة العنف، لا تنوي تعزيز تواجدها العسكري، وأنها ترغب منذ البداية في انخراط المجموعة الدولية. ومن جهتها، قالت صحيفة (لوموند) إن الغموض يظل يلف الظروف الدقيقة التي أحاطت بمقتل الصحفية الفرنسية بإفريقيا الوسطى، كاميل لوباج، كأول صحافية أجنبية تلقى حتفها في هذا البلد، بعد مقتل صحفيين محليين هما ديزيري سايينغا وريني بادو بمدينة بانغي خلال الأسابيع الأخيرة. أما صحيفة (لوفيغارو) فاعتبرت أن الظروف الحقيقية لمقتل الصحافية الفرنسية تظل غير واضحة، مضيفة أن السؤال الأول الذي يطرح نفسه يتعلق بمرور عدة أيام بين مقتل كاميل لوباج واكتشاف الجريمة. وفي إسبانيا، تناولت الصحف قضية اغتيال قيادية الحزب الشعبي الإسباني بليون، وتبعات مأساة انهيار منجم بتركيا، وفوز نادي إشبيلية في نهائي الدوري الأوروبي. وهكذا كتبت (إلموندو) و(أ بي سي) أن ماريا مونتسيرات غونزاليث، والدة الفتاة التي طردت من مجلس ليون، اعترفت بقتل رئيسة الحزب الشعبي بليون إيزابيل كاراسكو. وأضافت اليوميتان أن الأم، التي اعتقلت وابنتها، اعترفت للمحققين بأنها تصرفت بدافع "الثأر الشخصي" الذي ظلت تضمره لسنوات، مشيرتان إلى أن المشتبه بهما خططتا لعملية الاغتيال مرات عدة قبل أن تغتالا كاراسكو الاثنين الماضي. وفي سياق آخر، عادت (إلموندو) و(إلباييس) إلى وفاة أزيد من 280 شخص في انفجار داخل منجم بتركيا، مشيرتان إلى أن عشرات السكان الغاضبين من أبناء مدينة سوما تظاهروا ضد رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان الذي زار مكان الحادث، وطالبوا باستقالته. وأوردت اليوميتان أن المتظاهرين انتقدوا أردوغان ل"سوء" إدارة هذه الفاجعة وغياب إجراءات وتدابير وقائية للحيلولة دون وقوع مثل هذا النوع من المآسي. كما احتفلت غالبية الصحف بفوز نادي إشبيلية الإسباني في نهائي الدوري الأوروبي بتورينو على نادي بنفيكا البرتغالي. إذ تمكن فريق إشبيلية من رفع التحدي بالفوز الثالث بهذه الكأس بضربات الجزاء (4-2). وفي بولونيا، اهتمت الصحف بتركيز الدول الغربية على الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا في 25 ماي التي ترغب روسيا في إفشالها. وقالت صحيفة (ريسبوبليكا ) إن وزير الخارجية البولوني سيكورسكي حذر من أي محاولة لنسف الانتخابات، معلنا أن الاتحاد الأوروبي سيرفع من مستوى العقوبات ضد روسيا إذا ما حاولت تعطيل سير الانتخابات. أما (لاكازيت اليكتورال ) فأشارت إلى أن العقوبات الاقتصادية القوية ضد روسيا وحدها الكفيلة بالتأثير على سياسة الكرملين إزاء كييف، رغم أنها ستكون مكلفة للغاية. كما أرودت الصحيفة أن الأيام الأخيرة شهدت نبرة تصالحية جديدة بناءة من قبل زعيم الكرملين فلاديمير بوتين، مشيرة ، في هذا السياق، إلى أن بوتين يرغب في هذه المرحلة من الصراع زعزعة الاستقرار في أوكرانيا، وضمان أن يتجه النظام السياسي الأوكراني نحو الفيدرالية كما تريد موسكو، ما سيعرقل طريق أوكرانيا نحو أوروبا. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف المحلية بالانتخابات الفدرالية والجهوية والأوروبية وتناقلت نتائج استطلاع حول نوايا التصويت في هذه الانتخابات المرتقبة يوم 25 ماي المقبل،والذي يعتبر الأخير من نوعه قبل نهاية الحملة الانتخابية، مبرزة أنه إذا ما تأكدت توجهاته، فإن مستقبل المشهد السياسي الحالي سيعرف ثورة صغيرة حقيقية. أما (لوسوار ) فكتبت عن المناظرة التي ستجمع مساء اليوم على القناة التلفزيونية العمومية اثنين من الشخصيات الفرانكفونية البارزةº هما رئيس الوزراء إيليو دي عن الحزب الاشتراكي ووزير الخارجية ديدييه ريندرز عن الحركة الإصلاحية، معتبرة أن هذه المقابلة ستحدث تحولا في الحملة الانتخابية، كما جرى في سنة 2009. وفي بريطانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالحادث المأساوي لانهيار منجم الفحم سوما بتركيا، إذ أبرزت صحيفة (ديلي تلغراف) أن استمرار ارتفاع الحصيلة أثار غضب الرأي العام، مشيرة إلى تواصل جهود رجال الإنقاذ لإخراج العديد من العمال الذي لا يزالون محاصرين تحت الأرض بعد الانفجار الناجم عن انقطاع التيار الكهربائي. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (الاندبندنت) أن هذه الكارثة أثارت حركة احتجاجية جديدة ضد حكومة رئيس الوزراء، رجب طيب اردوغان، مذكرة بأن هذا الأخير أعلن الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام دون أن يحمل أي مسؤولية لحكومته، المتهمة بالتقصير في هذه الحادثة المأساوية، معتبرا أن حوادث العمل تطرأ في جميع أنحاء العالم. أما صحيفة (الغارديان) فذكرت، في هذا الصدد، بردود فعل نقابات الوظيفة العمومية التي دعت للإضراب احتجاجا على الإخفاقات الأمنية التي تسببت في مأساة سوما التي تعتبر من أسوأ الكوارث الصناعية المسجلة في تركيا. وكرست الصحف التركية صفحاتها الأولى لهذه الكارثة التي راح ضحيتها حتى الآن 282 شخصا، وفقا لأرقام رسمية مؤقتة جديدة، نشرها في وقت متأخر من ليلة الأربعاء الخميس وزير الطاقة تانر يلدز. وأشارت صحيفة (حريت ديلي نيوز) إلى أن حزب العدالة والتنمية (الحاكم) تجاهل التحذيرات التي تخص منجم سوما، مضيفة أنه لا أحد من أعضاء الحكومة قدم استقالته من منصبه بعد هذه المأساة، ولا حتى وزير الطاقة الذي زار المنجم قبل تسعة أشهر وأشاد حينها بالتدابير الأمنية في الموقع. أما صحيفة (توداي زمان ) فتناولت مسألة تدابير السلامة في المناجم ومساءلة الحكومة، مذكرة بأن الحزب الحاكم كان رفض، قبل أسبوعين من المأساة، اقتراحا تقدم به حزب الشعب الجمهوري (القوة الرئيسية المعارضة في تركيا) لتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في سلامة المنجم وكذا في الحوادث المتكررة. وعادت صحيفتا (الصباح) و(أكثم) إلى رد فعل الدول الأجنبية إزاء الكارثة، مشيرة في هذا السياق إلى أن عدة عواصم أرسلت رسائل تعزية ومواساة للرئيس التركي عبد الله غول، معربة عن استعدادها لتقديم المساعدة لتركيا. وفي ايطاليا، اهتمت الصحف بردود الفعل بعد أن كشف وزير الخزينة الأمريكي السابق، تيموثي جايتنر، في كتابه، أن تنحية رئيس الوزراء الإيطالي السابق، سيلفيو برلسكوني، من الحكم جاءت نتيجة ''مؤامرة حيكت ضده من قبل مسؤولين أوروبيين، إلى جانب قضية الفساد التي نشرت في اكسبو عام 2015". أما الصحف البرتغالية، فاهتمت بآخر تطورات الوضع السياسي في أوكرانيا، إذ كتبت صحيفة (لبوبليكو) أن الاستعدادات للانتخابات الرئاسية بأوكرنيا، المرتقبة في 25 ماي المقبل، مستمرة، إلا أنها لن تشمل كل مناطق البلاد. وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) السويدية صورا بالأقمار الاصطناعية تظهر أن الجيش الروسي لا يزال متمركزا على طول الحدود الأوكرانية، خلافا لتأكيدات زعيم الكرملين، فلاديمير بوتين، بانسحاب الجيش الروسي من الحدود. وفي روسيا، تناولت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) انطلاق الجزء الرسمي من المفاوضات بين إيران والمجموعة السداسية المختصة بالملف النووي الإيراني لوضع اتفاق شامل يهدف إلى إنهاء حالة القلق بشأن برنامج طهران النووي. وذكرت مصادر أنه يمكن تجاوز الخلافات بين الأطراف، وقد يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 20 يونيو المقبل، وفي المقابل سيتم رفع كافة العقوبات الاقتصادية بشكل تدريجي عن إيران. واعتبرت الصحيفة أن التقدم في المفاوضات يعود، على الخصوص، إلى الأزمة الأوكرانية، إذ أن الاتحاد الأوروبي يسعى للحد من تبعيته لمصادر الطاقة الروسية، وذلك على حساب الإمدادات من إيران. أما صحيفة (كوميرسانت) فذكرت أن سلطات إيران ردت بالإيجاب على عرض سعودي لعقد لقاء بين وزيري خارجية الدولتين، إذ أشارت طهران إلى أن اللقاء وارد في جدول الأعمال ولكن موعده لم يتحدد بعد. وأعرب الخبراء، حسب الصحيفة، عن ثقتهم بأن الولاياتالمتحدة تبذل جهودا حثيثة من أجل تطبيع العلاقات بين الرياض وطهران، نظرا لاهتمامها بالبحث عن مصادر طاقة بديلة بعد تدهور العلاقات بين الغرب وروسيا بسبب الوضع في أوكرانيا. وفي الشأن المحلي الروسي، كتبت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن مجلس الدوما (البرلمان الروسي) أقر، أمس الأربعاء في التلاوة الأولى، مشروع قانون حول فرض المسؤولية الجنائية بحق أي مواطن روسي يخفي حمله لجنسية دولة أخرى، مشيرة إلى أن النائب أندريه لوغوفوي من كتلة الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي يقف وراء هذه المبادرة. ووفقا لمشروع القانون، يجب على المواطن أن يبلغ الهيئة الفيدرالية للهجرة خلال شهر واحد بحصوله على جنسية ثانية، وإن كان يحمل هذه الجنسية فعليه أن يبلغ بذلك خلال 3 أشهر من بدء سريان مفعول القانون.