اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة ببوادر "أزمة عدم ثقة" في الاتحاد الأوروبي إثر الفوز الكاسح للأحزاب اليمينية في الانتخابات الأوروبية، وبنتائج الانتخابات الرئاسية في مصر، وأعمال العنف التي هزت مدينة برشلونة لأربعة أيام متوالية. ففي سويسرا، واصلت الصحف اهتمامها بنتائج الانتخابات الأوروبية التي منحت صعودا قويا للمناهضين لأوروبا، خاصة في فرنسا. وفي مقال بعنوان " أوروبا..عدم الثقة على نطاق واسع " كتبت (لوطون) أن الاتحاد الأوروبي يعيش أزمة جديدة خاصة بعد الصعود غير المسبوق لليمين المتطرف في فرنسا. وأشارت الصحيفة إلى أن ضعف فرنسا يقلق كثيرا الحكومة الألمانية التي تتساءل " كيف سيتمكن الرئيس فرانسوا هولاند بهذا الضعف الكبير، أن يقوم بتنفيذ الإصلاحات اللازمة لمعالجة قضايا هذا البلد". وأضافت الصحيفة أن الألمان ليس لديهم هامش كافي لعمل أي شيء " فإما سيجلسون كمتفرجين على البلاد وهي تغرق ويدفعون ثمن عواقب ذلك، أو يأخذون الاحتياطات مما يحدث ويقومون بما يتعين عليهم القيام به". في السياق نفسه، اهتمت صحيفتا (لاتريبيون دو جنيف) و( 24 أور) بالتعبئة في الشارع الفرنسي ضد صعود الجبهة الوطنية، استجابة لدعوة أطلقها مجموعة من المثقفين ورجال السياسة. وأبرزت الصحيفتان أن هذا العمل يهدف إلى بناء شراكات بين المجتمع المدني والمنتخبين من كل الألوان السياسية، مشيرة إلى أن البعض ذهب إلى حد الدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شخصيات من اليمين و اليسار لمواجهة اليمين المتطرف. وفي ألمانيا، علقت الصحف على نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر. وتساءلت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه) بهذا الخصوص عن مقدرة عبد الفتاح السيسي، التي تشير الأرقام الأولية إلى فوزه في الانتخابات، على تحقيق "انطلاقة جديدة دون العودة إلى العهد السابق". وأضافت أن "مصر في الوقت الراهن لديها كل الأسباب لتجاوز الربيع العربي ، لكن على السيسي أن يضع برنامجا للإصلاح يخلص مصر من العديد من الأزمات". من جانبها، رأت صحيفة (دي فيلت) أن السيسي لم يتمكن من تحقيق نجاح كاسح خاصة وأن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية لم تتعدى 45 في المائة وفي ثلاثة أيام تميزت بتشجيع وتحفيز المواطنين لجذبهم إلى مراكز الاقتراع. واعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر في حد ذاته خيبة أمل بالنسبة للرئيس الجديد لأنه سياسيا لم يحقق الأغلبية وخسر أولائك المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين. بدورها، قالت صحيفة (نوي أوسنايبروك تسايتونغ) إن الانتخابات الرئاسية المصرية لم تتمكن من تحقيق الإجماع ليس فقط بسبب مقاطعة الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم، بل أيضا بسبب اللامبالاة السياسية التي أظهرها المصريون الذين قاطعوا الانتخابات. وفي إسبانيا، سلطت الصحف الضوء على أعمال العنف التي هزت برشلونة لأربعة أيام متوالية. وحول هذا الموضوع، ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن وزارة الداخلية " عرضت المساعدة " على رئيس الحكومة الكتالونية أرتور ماس ل"وقف حرب العصابات بالمدن" التي تعرفها هذه المدينة. وقالت إنه تم إلقاء القبض على 36 شخصا متورطين في هذه الأعمال خلال أربعة أيام من أحداث العنف بالمدينة الكتالونية. ونشرت (أ بي سي) صورة رجال شرطة وهم يواجهون أعمال العنف التي اندلعت عقب إخلاء مبنى كان محتلا منذ 17 سنة، والذي تقرر تحويله إلى مركز اجتماعي، الأمر الذي أغضب سكان حي شعبي بالعاصمة الكتالونية. وفي روسيا، ركزت الصحف اهتمامها على الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي أحدث أمس الخميس في العاصمة الكزاخستانية بين روسيا وبلاروسيا وكازاخستان. وقالت صحيفة (ترود) إن البعض تسرع باعتبار أن هذا الاتحاد هو "خطوة أولى نحو إعادة بناء الدولة العظمى". وأضافت الصحيفة أن الأمر يتعلق على العكس من ذلك باتحاد اقتصادي بين ثلاث جمهوريات سوفياتية سابقة، هي الأكثر تطورا وتقدما من البقية، "وهذا أمر منطقي، لأن هذا الاتحاد ليس مبنيا على قاعدة سياسية، بل على منفعة اقتصادية متبادلة طويلة الأمد". من جانبها، تطرقت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إلى موضوع تنصيب رئيس الوزراء الهندي الجديد ناريندرا مودي، مبرزة أن رئيس الحكومة الهندية الجديد الذي فاز حزبه بأغلبية ساحقة في مجلس النواب الهندي ينتمي إلى فئات المجتمع الفقيرة. وأضافت أن الناخبين يعلقون آمالا كبيرة عليه للنهوض السريع بالاقتصاد الوطني والحد من النزعة البيروقراطية في البلاد. وفي تركيا، اهتمت الصحف بمرور سنة على الاحتجاجات المناهضة للحكومة المعروفة ب"أحداث التقسيم". وأشارت العديد من اليوميات إلى هذه الذكرى مبرزة أن الناشطين الذين يقفون وراء "أعمال الشغب" المناهضة للحكومة في سنة 2013 يدعون للمشاركة في مظاهرات يوم السبت المقبل، حيث تستعد السلطات لمواجهتها. وكتبت صحيفة (توداي زمان) في هذا السياق أن شرطة اسطنبول تستعد للانتشار بشكل لم يسبق له مثيل في جميع أنحاء ساحة تقسيم ومتنزه غزي الصغيرة، حيث انطلقت الأحداث ونزل أكثر من 5ر3 ملايين تركي إلى الشوارع في مدن بمختلف أنحاء البلاد خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من يونيو. وأضافت اليومية أنه سيتم نشر نحو 25 ألف عنصر شرطة يوم السبت في المناطق المحيطة بساحة تقسيم التاريخية ، التي أصبحت رمزا للاحتجاج الشعبي ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وفي السويد اهتمت الصحف بأجواء القلق التي تسود بفعل احتدام القتال بين القوات النظامية والمتمردين الأوكرانيين المواليين لروسيا. وكتبت صحيفة (سفنسكا داغبلاديت) أن فريقا ثانيا من المراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد تم اختطافه من منطقة لوهانسك، مشيرة إلى أن الفريق يضم أربعة أعضاء. وأضافت الصحيفة أن المواجهات بين القوات الحكومية والانفصاليين زادت حدتها، وأن الانفصاليين أسقطوا طائرة هليكوبتر أوكرانية ، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا. وأشارت إلى أن الاشتباكات التي وقعت بالقرب من مطار دونيتسك أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا ، من ضمنهم 33 مواطنا روسيا، وذلك على أثر محاولة الانفصاليين الأوكرانيين احتلال مطار دونيتسك. من جانبها، ذكرت (افتونبلاديت) برد الفعل القوي للرئيس المنتخب الأوكراني بيترو بوروشيينكو ، بعد الهجوم على الطائرة الأوكرانية، والذي أكد أن كييف عازمة على محاربة المتمردين الموالين لروسيا. وفي موضوع ذي صلة، قالت صحيفة ( داغينس نيهيتر) ، نقلا عن مسؤول من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن حرية الصحافة والتعبير في أوكرانيا قد تدهورت في الأشهر الأخيرة. وأضافت أن أكثر من 300 صحفي قد تعرضوا للمضايقات والترهيب والضرب في الشهر الماضي في أوكرانيا.