اهتمت الصحف الأوروبية الرئيسية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالوضع المتأزم في العراق والنزاع بين روسياوأوكرانيا حول الغاز، وبتوقيع الملك خوان كارلوس اليوم على قانون التنازل عن العرش، وكذا عواقب قرار الرئيس الأوكراني وقف التعاون العسكري- الفني مع روسيا، وأيضا بالمباراة الحاسمة التي ستجمع منتخب إسبانيا الليلة بنظيره الشيلي. ففي سويسرا، تساءلت الصحف عن احتمال عودة الأمريكيين إلى العراق وسط "التعبئة العامة" لمواجهة تقدم ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" (داعش) إلى العاصمة بغداد. وفي هذا الصدد، كتبت (لوتان) أن العديد من البلدان بدأت في إجلاء مواطنيها، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي أعلنت عن إرسال قوات لحماية المواطنين والمباني الأمريكية. وأكدت الصحيفة أن العراقيين من الشيعة لا يجدون بديلا سوى تعبئة وتوحيد صفوفهم لمواجهة هجوم تنظيم (داعش). وتحت عنوان "في بغداد ننتظر الجهاديين"، أشارت (لاتريبون دو جنيف) إلى أن سكان العاصمة العراقية حملوا السلاح في وقت لم يبق لمقاتلي (داعش) سوى أقل من مائة كلم لاقتحامها. وقالت صحيفة (فان تكاترور) إن هناك تدخلا للولايات المتحدة ولإيران في المعارك، مبرزة أن خمسة آلاف من الإيرانيين تطوعوا للدفاع عن "المواقع الشيعية المقدسة في العراق". وفي تركيا، واصلت الصحف تركيزها على الوضع في العراق، خاصة الرعايا الأتراك الرهائن بقنصلية بلدهم في الموصل لدى (داعش)، إذ أبرزت صحيفتا (طراف) و(راديكال) ويوميات أخرى أن الجدل نشأ في تركيا حول أزمة الرهائن وردود فعل أحزاب المعارضة التي انتقدت بقوة الحكومة في كيفية إدارة الأزمة. وأوردت صحيفة (حريت ديلي نيوز) أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيلساد أغلو، دخلا في حرب كلامية حول الرهائن الأتراك المحتجزين في العراق، في حين تطرقت (توداي زمان) بالأساس إلى قرار المحكمة بشأن حظر وسائل الإعلام التركية تقديم أي معلومات حول قضية الرهائن حفاظا على سلامة المواطنين الأتراك. وفي بريطانيا، تناولت صحيفة (الغارديان) أصداء القتال الذي خاضته القوات الحكومية ضد "المتمردين الإسلاميين" بشمال بغداد، في حين لا تزال الولايات المتحدة تدرس خياراتها، باستثناء إرسال قوات على الأرض العراقية. وركزت الصحيفة على رد فعل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في ما يخص تنظيم (داعش) الذي يغذي الحرب في العراق وسورية، ويمثل حاليا أكبر تهديد للأمن القومي للمملكة المتحدة، مشيرة إلى أن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، قال إن استقرار المنطقة مصلحة مشتركة بين لندن وطهران. أما (ديلي تلغراف) فعادت إلى سقوط مدينة تلعفر (شمال غرب العراق قرب الحدود السورية) في أيدي مقاتلي تنظيم (داعش)، وأبرزت التقدم السريع للجهاديين بفعل دعمهم من أنصار صدام حسين، مضيفة أن السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء الشيعي في العراق منذ سنوات هي المسؤولة عن التمرد الحالي للسنة الذين تم تهميشهم منذ سقوط نظام صدام حسين سنة 2003. وتخشى صحيفة (الاندبندانت) بدورها من أن يسقط العراق في حلقة مفرغة من العنف الطائفي والحرب الطائفية، مستشهدة في هذا الصدد بالإعدامات الجماعية الأخيرة التي طالت الجنود والمدنيين ورجال الأمن الشيعة من قبل "الجهاديين السنة". وفي ألمانيا، اعتبرت صحيفة (لاندستسايتونغ توغينغيشه ) أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال قوات الى العراق لحماية سفارة واشنطن في بغداد "لن يردع" مسلحي تنظيم (داعش) الذين يتوافدون من عدة دول على سورية والعراق. أما صحيفة (نوي أوسنايبروكه) فكتبت أن هذا القرار يأتي في وقت ما تزال فيه المفاوضات جارية حول قرار توجيه ضربة عسكرية لوقف زحف ميليشيات (داعش)، معتبرة أن ذلك القرار ينطوي على مخاطر ويهدد أمن وحياة المدنيين الأبرياء بالأساس، أخذا بعين الاعتبار أن متشددي (داعش) يتحركون ويتنقلون من مكان إلى آخر بهدوء وبالسيارات ويحققون أهدافهم. ومن جهتها، ترى صحيفة (دير نوي تاغ) أن ما يقع في العراق هو نتيجة أخطاء ارتكبتها الحكومة العراقية ولا يمكن لأوباما إصلاحها، خاصة وقف الحرب الطائفية في العراق وأيضا في سورية، في حين ذكرت صحيفة (دير تاغسشبيغل) أن "مصير الشرق الأوسط لا يمكن أن تحدده واشنطن أو لندن" لأن ما يقع في المنطقة هو "إعادة ترتيب التاريخ الذي يميزه استعادة مفاهيم الحدود الوطنية وإعادة تشكيل الحكومات". وبخصوص قرار المحكمة الاتحادية عدم تقديم تعويضات كاملة في حال وقوع حادث لراكبي الدراجات الهوائية الذين لا يستعملون الخوذة، أشارت صحيفة (نورد فيست تسايتونغ) إلى أنه لا يوجد قانون في ألمانيا يفرض الخوذة على مستعملي هذه الدراجات، معتبرة أن قرار المحكمة كان قاسيا في حقهم، فيما خفف العقوبات عن سائقي السيارات. أما صحيفة (دي فيلت) فكتبت أن هذا القرار يأتي على اثر ارتفاع عدد مستعملي الدراجات الهوائية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في كل المدن الألمانية. وفي السويد كتبت صحيفة (داغينس نيهيتر)، بخصوص الوضع في أوكرانيا، أن تقارير علمية أفادت بأن انفجارا وقع في نظام عبور الغاز بأوكرانيا، مضيفة أن وزير الداخلية الأوكراني، أرسين أفاكوف، اعتبر هذا الانفجار "عملا إرهابيا"، مضيفة أنه لم يصب أحد في هذا الانفجار الذي وقع في منطقة بولتافا وسط أوكرانيا بأذى . ومن جانبها، نقلت صحيفة (سفنسكا) عن خبير في الشؤون الروسية أن العالم قد ينتظر وقوع "حرب الغاز"، بعد أن رفضت الحكومة الأوكرانية دفع السعر الجديد الذي فرضته روسيا. وفي روسيا، توقفت الصحف عند تداعيات قرار الرئيس الأوكراني، بيوتر بوروشينكو، الخاص بوقف التعاون العسكري الفني مع روسيا. واعتبرت (نوفيه ازفيستيا) أن هذا الموقف يصب بالنسبة لروسيا في اتجاه "توفير فرص عمل جديدة وانعاش المجمع الصناعي العسكري الروسي"، فيما سيؤدي في الآن ذاته إلى خسائر مادية مادية كبيرة، في مقابل إفساح المجال لتشكيل حلقة كاملة من القدرات الإنتاجية للمجمع الصناعي العسكري في روسيا". ونقلت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) عن الخبير العسكري، العقيد إدوارد روديوكوف، أن على روسيا أن تستقطب المختصين من أوكرانيا للعمل في مؤسسات الصناعة العسكرية الروسية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بتوقيع الملك خوان كارلوس، اليوم، على قانون التنازل عن العرش، وبالمباراة الحاسمة التي ستجمع منتخب إسبانيا الليلة بنظيره الشيلي في إطار اليوم الثاني من مباريات كأس العالم. فتحت عنوان "وداعا ملك الديمقراطية"، كتبت صحيفة (إلموندو) أن العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول سيوقع على القانون التنظيمي الذي أقره مجلسا البرلمان والحكومة، مضيفة أن "الملك خوان كارلوس سيوقع في حفل يحضره 150 مدعوا على هذا القانون، المتعلق بتنازله عن العرش لولي العهد الأمير فيليبي، منهيا بذلك 39 سنة من الحكم، شكلت أفضل فترة في تاريخ إسبانيا". ومن جهتها، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن الملك خوان كارلوس، ترأس أمس الثلاثاء، آخر حفل لتوديع السلط الثلاث بالبلاد، التنفيذية والتشريعية والقضائية، مبرزة أن العاهل الإسباني وضع، خلال نحو أربعة عقود من الحكم، أسس دول المؤسسات. وأشارت اليومية إلى أن الملك خوان كارلوس شكر مسؤولي هذه المؤسسات على انخراطهم في بناء إسبانيا، داعيا إياهم إلى مواصلة السير على نفس المنوال بعد إعلان ابنه الملك فيليبي السادس ملكا للبلاد غدا الخميس. أما صحيفة (إلباييس) فعادت إلى التحضيرات الجارية لحفل إعلان الملك فيليبي السادس، غدا بمجلس النواب، مضيفة أنه تم اتخاذ جميع التدابير كي يمر هذا الحدث في أحسن الظروف. وإلى جانب الأخبار السياسية، تطرقت الصحف الإسبانية للقاء الذي سيجمع مساء اليوم المنتخب الإسباني بنظيره الشيلي، معتبرة أنها مباراة الفرصة الأخيرة بعد الهزيمة المذلة التي منيت بها "لاروخا" أمام هولندا في بداية المونديال. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بنشر الحكومة للخريطة الجديدة للفقر، حيث كتبت صحيفة (لاكروا) أن هذه الخريطة تضمنت المناطق الهشة المتمثلة في الأحياء الواقعة بضواحي المدن الكبرى والتي تقطنها غالبا العائلات المنحدرة من الهجرة، موضحة أن الحكومة اختارت تحديد الأحياء ذات الأولوية بناء على معيار الدخل من أجل تمكين هذه العائلات من الاستفادة من دعم الدولة. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المناطق تم استبعادها من هذه الخريطة إما لأن وضعيتها تحسنت أو أن مسألة دعمها تركت للمدينة. ومن جهتها، أكدت صحيفة (لاتريبون) أن الخريطة الجديدة تغطي في جزء منها جغرافية التصويت على الجبهة الوطنية وجغرافية الامتناع عن التصويت، مشيرة إلى أنه لا يكفي وضع خريطة تشخيصية ما لم يكن ذلك متبوعا بأعمال، وما لم يشعر قاطنو هذه المناطق الهشة بأنهم لم يعودوا بعيدين عن مراكز المدن ومراكز السلطة. أما صحيفة (ليبراسيون) فأبرزت أن سياسة المدينة حاولت منذ ثلاثين سنة تقليص أو محو التفاوتات بين المناطق، مضيفة أن الدولة ستعمل على ضبط عدد الأحياء الهشة من أجل تقديم المساعدة للفقراء بشكل فعال. وخلصت إلى أن 1300 حي يقع ب700 بلدية ستكون مستهدفة بمساعدات الدولة (مقابل 2500 حي ب900 بلدية سابقا). وفي بلجيكا احتل فوز المنتخب البلجيكي لكرة القدم على نظيره الجزائري، في إطار منافسات كأس العالم 2014 بالبرازيل، الصفحات الأولى للصحف. وأكدت (لا ليبر بلجيك) أن الجميع شاهد النتيجة النهائية، وأن الفرح والاحتفال عم كل أرجاء البلاد، معتبرة أن المجموعة تستحق الانتصار لأنها عرفت كيف تحدد هدفها''، في حين أشارت (لاديرنير أور) إلى أن هذا الانتصار مرده اللعب في إطار مجموعة متكاملة. وفي البرتغال، واصلت الصحف اهتمامها بقرار الحكومة القاضي بالتنازل عن الشطر الأخير من خطة الإنقاذ الدولية، إذ أبرزت صحيفة (بوبليكو) أن رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، أعرب عن تأييده لقرار البرتغال القاضي بالتنازل عن هذا الشطر الذي تصل قيمته 2,6 مليار أورو، مجددا دعوته للتوصل الى تسوية في المديين المتوسط والطويل بين الأحزاب السياسية في البلاد.