اهتمت الصحف الأوروبية الرئيسية الصادرة اليوم السبت، على الخصوص، بتطورات الوضع في العراق في ضوء تقدم المقاتلين الجهاديين نحو العاصمة بغداد. ففي فرنسا اهتمت الصحف بتطورات المعارك في العراق خاصة بعد تقدم الجهاديين نحو العاصمة بغداد. وفي هذا السياق كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن التاريخ ليس سوى تسلسلا منطقيا لأحداث لم يتم التحكم فيها ولأخطاء يؤسف لها، مشيرة إلى أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان في سنوات التسعينات هي التي عبدت الطريق لاعتداءات 11 شتنبر 2001 والتي تلاها الغزو الكارثي للعراق، ما ساهم في خلق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وهي جماعة استهدفت الجيش الأمريكي والأحياء الشيعية في بغداد. من جهتها، قالت صحيفة (لوموند) لدى تطرقها لردود فعل الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الوضع في العراق، إن باراك أوباما لا يستبعد بعد سنتين ونصف من انسحاب الجنود الأمريكيين، أي خيار من أجل التصدي لزحف الجهاديين في اتجاه بغداد، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي، الذي ما فتئ يعلن أن صفحة الحروب قد طويت، يجد نفسه مرة أخرى في مواجهة التداعيات السياسية لسلفه. من جانبها، أكدت صحيفة (لوفيغارو) أنه إذا كان هدف السيطرة على بغداد، التي تضم 70 في المائة من الشيعة، يبدو بعيد المنال، فان المقاتلين السنة يواصلون الزحف نحو العاصمة بغداد عبر ثلاثة محاور انطلاقا من إقليم الأنبار غربا وصلاح الدين شمالا وديالى شرقا، مشيرة إلى أن ساعة الرد قد تكون دقت بالنسبة للشيعة. وفي ألمانيا، سلطت الصحف الضوء على تطورات الأحداث في العراق بعد سيطرة تنظيم (داعش) على الموصل، وكذا على حصول الرئيس الألماني السابق على البراءة النهائية من تهم استغلال منصبه خلال توليه رئاسة ولاية سكسونيا السفلى. وبالنسبة لتطورات الوضع في العراق كتبت (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ) أن لا أحد يريد تحمل المسؤولية فيما يقع في العراق، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي أوباما أكد أن بلاده لن ترسل قوات بغرض مهام قتالية في العراق نيابة عن العراقيين، ودعا القادة العراقيين إلى اتخاذ قرارات للتوصل إلى حل وسط للحفاظ على وحدتهم. واعتبرت الصحيفة أنه بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق أصبح من أولويات واشنطن السياسة الداخلية والسياسة الدولية، لكن الولايات المتحدة لا تستطيع، حسب الصحيفة، أن تنسحب بسهولة من هذه المنطقة رغم أن الأمريكيين لا يريدون الانجرار مرة أخرى إلى الحرب في العراق، حتى لا ينجروا إلى الحرب السورية. أما صحيفة (زود دويتشي تسايتونغ) فكتبت في تعليقها عن الوضع بأنه لم يتم حل أي مشكلة حتى الآن، مشيرة إلى أن سوريا أصبحت بؤرة للتوتر وحفرة جحيم للسكان المدنيين ونقطة ساخنة للمتطرفين من جميع الأديان فأصبحت المنطقة بكاملها يغذيها العنف. إلا أن الصحيفة عبرت عن اعتقادها أنه لن يكون أمام أوباما أو غيره أي خيار سوى التدخل في العراقوسوريا حيث الحرب الأهلية ضربت أطنابها، من أجل منع إغراق المنطقة في حمام الدم إلى جانب ممارسة ضغوط دبلوماسية. من جهتها، حملت صحيفة (تاغستسايتونغ) كل المسؤولية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي اعتبرته المساهم الأكبر في تردي الأوضاع بالعراق، مشيرة إلى أنه كان بإمكانه بعد رحيل الأمريكيين أن يعيد الاستقرار لجمع مناطق البلاد بعد سنوات من الحرب الدامية. واعتبرت الصحيفة أنه بدلا من نهج الحكمة استولى الجناح الشيعي على نحو متزايد على السلطة وتم تهميش السنة، مضيفة أن فشل سياسة المالكي هي السبب الرئيس الذي قوى المتطرفين وعزز صفوف (داعش). وبخصوص ملف الرئيس الألماني السابق ، كتبت صحيفة (نوي أوسنايبوركه) أن براءة كريستيان وولف أصبحت مؤكدة ونهائية من تهمة تلقي رشاوى، وأكد الادعاء العام الاتحادي حكم البراءة الذي أصدرته محكمة هانوفر نهاية فبراير الماضي. من جانبها، اعتبرت صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) أن براءة الرئيس السابق وولف كانت مقنعة، منتقدة الطريقة التي تمت بها معالجة هذا الملف والتي أعطت الانطباع بأن هناك قضية جنائية وأن التهم ثابتة بما لا يدع الشك، معتبرة أنه كان على الأقل تجنب هذه الإهانة العلنية لشخص الرئيس. وتوقفت الصحف عند هذه القضية التي تعود لسنة 2012 عندما قدم الرئيس استقالته على إثر اتهامه باستغلال منصبه للحصول على امتيازات من منتج سينمائي صديق له دعاه وزوجته في 2008 لاحتفالات "أكتوبرفست" الشعبية، بالمقابل قام فولف لاحقا بالترويج لدى شركة (سيمنس) لتنفيذ مشروع لهذا المنتج حول فيلم عن حياة الكاتب والتاجر الألماني يون رابه، مبررا ذلك بإعجابه بمشروع تصوير حياة هذا الكاتب المتوفى في 1950، والذي اعتبره الصينيون بمثابة "بوذا الثاني". و في إسبانيا، تركز اهتمام الصحف حول هزيمة المنتخب الوطني أمام هولندا في أول مباراة له في كأس العالم لكرة القدم المقامة بالبرازيل. وخصصت الصحف الإسبانية، التي أوردت عناوين من قبيل "الإذلال" و"سقوط عالمي" و"إسبانيا خارج اللعبة" أو "بداية حزينة في كأس العالم"، صفحات كاملة لتحليل أسباب هزيمة "لا روخا" في أول خروج لها. وكتبت صحيفة (إلموندو)، في هذا الصدد، على صفحتها الأولى، أن الفريق الهولندي بقيادة روبن الرائع، أذل بطل العالم الحالي بنتيجة خمسة أهداف مقبل هدف واحد، مضيفة أن اختيار فيسنتي دل بوسكي لم يرق إلى مستوى الحدث. وأضافت اليومية أن "لا روخا"، التي كانت متجاوزة على مستوى الدفاع وفي خط الوسط، وغير فعالة في الهجوم، فشلت في مجاراة المباراة واستسلمت أمام فريق هولندي سريع سجل خمسة أهداف على منتخب إسباني غير معروف خاصة في الشوط الثاني. وبحسب صحيفة (لا راثون) فإن المنتخب الإسباني لم يتلق خمسة أهداف في شباكه في مباراة رسمية منذ سنة 1963، مضيفة أنه يتعين على الفريق أن يتغير بسرعة لمواجهة المنتخب الشيلي يوم 18 يونيو الجاري في مباراة تعد نهائي قبل الأوان. ومن جهتها، كتبت (إلباييس) أن مباراة آخر فرصة ستكون أمام الشيلي، مبرزة أن "لا روخا"، التي انهزمت بطريقة حزينة أمام هولندا، مطالبة باسترجاع روح الفوز، ومعاودة الصعود في المباراتين المقبلتين ضمن المجموعة الثانية للتأهل للدور الثاني. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن إسبانيا عقدت مهمة تأهلها إلى الدور الثاني بعد هزيمة غير متوقعة أمام هولندا.