تركز اهتمام الصحف الأوربية الصادرة اليوم الأربعاء على جملة من المواضيع من بينها الأزمة المالية التي هزت الحكومة الفيدرالية الأمريكية بسبب فشل الكونغرس في إقرار القانون المالي لسنة 2014 والمؤتمر السنوي لحزب المحافظين بمدينة مانشستر وتداعيات نتائج الانتخابات البلدية بالبرتغال والمشاورات المتواصلة لتشكيل الحكومة في ألمانيا وتطورات الوضع في سوريا علاوة على قضايا أخرى تتعلق بالشأن المحلي في كل من جزر الكناري وهولاندا وبلجيكا. وهكذا، كتبت صحيفة (لاكروا) الفرنسية أن غياب اتفاق حول الميزانية يؤشر على وجود "أزمة في النظام السياسي للولايات المتحدةالامريكية"، مشيرة إلى أن مئات آلاف الموظفين الفيدراليين أحيلوا على العطالة التقنية وان البرلمان كرمز للديموقراطية مشلول بسبب المشاحنات الحزبية. وأضافت أن هذه الوضعية التي تعرفها المؤسسات الامريكية مردها إلى المزايدات السياسية، مشيرة إلى أن التباعد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري أهم التشكيلات السياسية بالكونغرس بلغ مستوى غير مسبوق. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أنه في قمة هرم السلطة يجد الرئيس باراك أوباما نفسه وحيدا لأول مرة أمام تراكم الانتكاسات السياسية ببلاده، فضلا عن الانتقادات الموجهة إليه بخصوص تردده بشأن الأزمة السورية، مشيرة إلى أن أوباما يجد نفسه إضافة الى لذلك محروما من إدارته التي أحالها الكونغرس على البطالة التقنية. وقالت الصحيفة إنه بالاضافة إلى عرقلة الميزانية فان الجمهوريين يهددون الان بوقف رفع سقف الديون، وهو ما قد يؤدي بالولاياتالمتحدةالامريكية الى عدم تسديد القروض ابتداء من 17 اكتوبر الحالي. من جانبها أكدت صحيفة (ليبيراسيون) أن نحو 800 ألف موظف حكومي من بين أزيد من مليونين يوجدون في عطلة اضطرارية لفترة غير محددة الى أن يتمكن الكونغرس من التصويت على قانون مالي ولو مؤقت، مضيفة أن عدة وزارت ووكالات فيدرالية بواشنطن أضحت خالية من 90 في المائة من موظفيها. وفي إسبانيا، كتبت صحيفة (الباييس) أن "المواجهة بين الجمهوريين والديمقراطيين شلت الحياة العامة بالولاياتالمتحدة"، مشيرة الى أن فشل التصويت على الميزانية داخل الكونغرس أدى إلى إغلاق جزئي للإدارات الاتحادية. وأضافت اليومية أن الرئيس باراك أوباما يتهم خصومه الجمهوريين بالتسبب في شلل جزئي لإدارات الدولة الأميركية عبر القيام ب"حملة أيديولوجية". ومن جهتها قالت صحيفة (إلموندو) إن الجمهوريون في مجلس النواب رفضوا التصويت على ميزانية لا تلغي تمويل إصلاح التأمين الصحي، مضيفة أن أوباما انتقد الجمهوريين الذين يفتقرون للروح المنفتحة ويحاربون التأمين الصحي. وبدورها أشارت صحيفة (أ بي سي)، المقربة من الحكومة، إلى أن إصلاح النظام الصحي الذي بدأه أوباما يتقدم رغم الإغلاق الجزئي للإدارات العمومية، محذرة من مغبة إطالة شلل الإدارات. وسلطت الصحف البريطانية الضوء على الخطاب الذي سيوجهه ديفيد كاميرون رئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين اليوم بمناسبة المؤتمر السنوي للحزب بمدينة مانشستر، حيث كتبت صحيفة (التايمز) أن زعيم حزب المحافظين سيدافع عن البرنامج الاقتصادي لحزبه والذي تعمل حكومة الائتلاف الحالية على تطبيقه. وأضافت أن هذا البرنامج بدأ يعطي ثماره بالرغم من تضمنه تدابير تقشفية، حيث بدأ الاقتصاد البريطاني يستعيد عافيته ويسير في طريق النمو والانتعاش. ومن جانبها، أكدت صحيفة (الديلي تلغراف) أن خطاب ديفيد كاميرون سيشكل ردا على الهجوم الذي شنته المعارضة العمالية ضد كبريات الشركات العاملة في مجال إنتاج وتوزيع الطاقة. ونقلت الصحيفة مقتطفات من الخطاب المنتظر لكاميرون يؤكد فيها أن هذه "الشركات هي التي تتولى خلق مناصب الشغل والثروة وتجعل من بريطانيا العظمى أرضا للفرص ووجهة مفضلة للمستثمرين ورجال الأعمال من العالم أجمع". أما صحيفة (الغارديان) فتوقعت أن يكشف رئيس الوزراء عن الخطوط العريضة للبرنامج السياسي لحزب العمال في الانتخابات التشريعية المزمع إجراءها سنة 2015. كما ركزت الصحف البريطانية اهتمامها على الوضعية المالية بالولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب قرار الكونغرس بتجميد الإنفاق الحكومي للحيلولة دون مضي الرئيس باراك أوباما في برنامجه للرعاية الصحية، مما أدى إلى تعطيل معظم المصالح الفيدرالية الأمريكية وأثر بشكل مباشر في الحياة اليومية بالبلاد. وكتبت صحيفة (الديلي تلغراف) أن الأزمة الجديدة التي تعكس صراع القوى بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري أظهرت بوضوح أن الولاياتالمتحدة أضحت "غير قابلة للحكم"، ولا تصلح للحكم ضمن التركيبة السياسية الحالية. وأبرزت صحيفة (التايمز) من جانبها أن النظام السياسي الأمريكي القائم على توزيع وفصل السلطات مع ضمان توازنها تحول إلى نظام معرقل في يد الطبقة السياسية التي تقوم بتوظيفه لأغراض سياسيوية. وفي البرتغال، لا تزال الصحف تواصل اهتمامها بنتائج الانتخابات البلدية، التي أفرزت فوزا عريضا للمعارضة الممثلة في الحزب الاشتراكي، حيث لاحظت أن أكثر من 5 ملايين شخص لم يصوتوا لفائدة أحد، فيما أعطى آخرون أصواتهم للمستقلين. واعتبرت العديد من الصحف أن 54,6 في المائة من البرتغاليين رفضوا منح أصواتهم إلى الأحزاب سواء الممثلة أو غير الممثلة في البرلمان، وهو ما يشير بحسب هذه الصحف إلى أن فئات واسعة من الشعب البرتغالي أصبحت تبدي نفورا من الأحزاب السياسية. وفي بلجيكا، لا تزال قضية التعويضات عن المغادرة التي أقرتها الحكومة لفائدة البرلمانيين تستأثر باهتمام عدد من الصحف المحلية، حيث كتبت يومية (لاديرنيير أور) أن البرلماني ستيفان ديكليرك سيحصل على 270 ألف أورو نظير اشتغاله لفترة في مجلس النواب قبل أن يصبح رئيسا للمقاولة العمومية "بيلغاكوم". وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست الحالة الأولى من نوعها، موضحة أنه ما بين منتصف 2010 إلى الآن تمكن ثمانية نواب من الحصول على تعويضات المغادرة مكافأة لهم بعد تركهم وظيفتهم في البرلمان. وفي هولندا، أفادت الصحف المحلية أن تعليم اللغة الانجليزية في المدارس الابتدائية لم يحقق النتائج المرجوة على مستوى التحصيل وإتقان هذه اللغة، معتبرة أن مرد ذلك يعود بالأساس إلى عدم نجاعة تكوين المدرسين وضعف درايتهم بهذه اللغة. وفي هذا السياق، أوضحت يومية (ترو) نقلا عن تقرير للمعهد الوطني للتقييم التربوي، أنه لم يتم تسجيل أي تحسن في مستوى التلاميذ رغم أن تجربة تعليم اللغة الإنجليزية دخلت سنتها السادسة. وفي جزر الكناري، أفادت يومية (لا بروفانسيا) بأن عمدة لاس بالماس، خوسي خوان كاردونا، الذي يشارك في المؤتمر الرابع لمنظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية المنعقد حاليا بالرباط، أجرى مباحثات مع عمدة مدينة الرباط السيد فتح الله ولعلو ونظريه في دكار، خليفة سال، تمحورت على الخصوص حول مشروع إحداث شبكة المدن الأطلسية، التي من المتوقع أن تضم كلا من مدن الدارالبيضاء وأكادير ونواكشوط وبرايا ( الرأس الأخضر ) وبرشلونة. من جانبها ، ذكرت صحيفة (كاناريس 7) أنه سيتم ابتداءا من شهر ماي المقبل إطلاق شركة جوية جديدة، وذلك لملء الفراغ الذي خلفه توقف نشاط شركة "سبان إير" في يناير 2012. وفي ألمانيا، اعتبرت يومية (فرانكفوتر ألغماينه تسايتونغ) أن الأزمة الأمريكية ستكون لها عواقب وخيمة مادام الكونغرس والرئيس لم يتوصلا إلى حل بخصوص الميزانية، معتبرة أن الديمقراطيين يحاولون بكل الوسائل اعتماد إصلاح نظام الرعاية الصحية، فيما يحاول العديد من الجمهوريين بكل الوسائل وقف هذا الإصلاح الذي يعتبرونه خطأ جوهريا. وفي الشأن المحلي تطرقت الصحف إلى المشاورات الجارية بين الأحزاب لتشكيل ائتلاف حكومي في ألمانيا خاصة منها (أوسنايبروكر تسايتونغ) التي ترى أن تحالفا بين المسيحي الديمقراطي بزعامة أنغيلا ميركل، وحزب الخضر الذي يعد إضافة للديمقراطية، سيكون أفضل من التحالف مع الاشتراكيين وإنشاء ائتلاف موسع، إلا أن ذلك - تشير الصحيفة - يواجه معارضة بسيطة تكمن في موضوع الطاقة. كما عبرت عن نفس الرأي (نورنبرغر تسايتونغ) التي ترى أن المحافظين والخضر يمكن أن يشكلان تحالفا معقولا حيث أن مطالب الخضر في ما يتعلق بالطاقة النووية آخذ في التقدم لحين وقف التكنولوجيا النووية. وفي روسيا، ذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) بأن الإسلاميين الراديكاليين الذين يحاربون في سورية ينفذون أعمال انتقام في العراق المجاور، مشيرة إلى أنهم ينتقمون من الأكراد العراقيين لدعمهم إخوتهم السوريين الذين يشنون هجمات على جهاديين في شمال سورية. وأوردت الصحيفة أن الأوضاع الأمنية تصاعدت في العراق بعد سقوط 55 شخصا وإصابة 150 آخرين بجروح جراء انفجارات هزت مختلف أحياء بغداد يوم الاثنين الماضي. وتحت عنوان فرنسا تفتح تحقيقا ضد "عدو" بشار الأسد صحيفة (روسيسكايا غازيتا) كتبت أن النيابة العامة في باريس فتحت تحقيقا أوليا ضد رفعت الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس السوري السابق حافظ الأسد وعم الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، في شبهة الفساد المالي استجابة لطلب جماعتين من الجماعات المناهضة للفساد وأعضاء في مجلس مدينة باريس بينهم الاشتراكي كريستيان سوتر الذي طالب بالحجز على أموال عائلة الأسد المودعة لدى المصارف الفرنسية وتسليمها إلى المعارضة السورية. صحيفة (كوميرسانت) أشارت إلى أن روسيا اتفقت مع كل من طاجيكستان وقرغيزيا على أنواع الأسلحة التي ستقوم بتوريدها إليهما. ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف قوله، إن المساعدة العسكرية التقنية الرئيسية ستقدم لقرغيزيا التي سيحصل جيشها على مروحيات وراجمات صواريخ وعربات مدرعة وأسلحة خفيفة، موضحا بأن المقصود بالأمر هو توريد أسلحة بمبلغ 1,1 مليار دولار لقرغيزيا و200 مليون دولار لطاجيكستان.