ولت صحف أوروبا الصادرة اليوم الخميس، ابرز اهتماماتها، لنتائج الدور الاول لانتخابات المناطق بفرنسا، التي تصدرها حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، ولقضية اللاجئين بالمانيا، ولردود الفعل على تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب ، أبرز المتنافسين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للسباق إلى البيت الأبيض في 2016 ، التي دعا فيها إلى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، اضافة الى حملة الانتخابات الخاصة بالاستحقاقات البرلمانية المقررة يوم 20 دجنبر الجاري باسبانيا. ففي فرنسا واصلت الصحف التعليق على نتائج انتخابات المناطق، التي تصدر حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف دورها الأول. وكتبت صحيفة (لوموند) ان مرشحي الجبهة الوطنية بإمكانهم الفوز بثلاث مناطق على الاقل يوم الاحد المقبل لكن لا يمكنهم الاعتماد على الاصوات المؤجلة ، متسائلة الى أي حد تستطيع الجبهة الوطنية تحويل نجاحها في الدور الاول من انتخابات المناطق الى انتصار ملموس في الدور الثاني. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) ان برنامج هذا الحزب المتطرف يقوم على خدعة كبيرة اذ وعد بكل شيء ونقيضه أي بمزيد من الخدمات العمومية (شرطة ، صحة، نقل...) وتقليص عدد الموظفين وتخفيض في الضرائب، مشيرة الى ان الامر يتعلق بوصفة ديماغوجية قديمة. من جانبها سجلت صحيفة (لوفيغارو) ان هناك جهود سواء على مستوى اليمين او اليسار او الجبهة الوطنية لتعبئة الناخبين الذين لم يذهبوا الى صناديق الاقتراع خلال الدور الاول. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع منها منح بطاقة شخصية خاصة باللاجئين الذين تم قبول طلباتهم، تخول لهم التحرك على المستوى الوطني والحصول على مختلف الخدمات. وأوضحت صحيفة (نويس دوتشلاند) أن هذه البطاقة ستعطى بعد إجراءات تهم بالإضافة إلى أخذ البصمات الشخصية للاجئين، تسجيل بلد المنشأ ومستوى التعليم وقاعدة المهارات، وكذا اللقاحات التي أخذها طالب اللجوء والمعلومات الصحية ويتم تخزين كل هذه البيانات على المستوى المركزي. ومع ذلك ، تقول الصحيفة ، ينبغي التعجيل بإجراءات اللجوء مادام كل يوم يأتي المزيد من الفارين منهم من هول الحرب ، ومعالجة ملفاتهم ، مشيرة إلى أنه في بعض الولايات المشكلة لا تكمن في عدم وجود ملف بيانات طالب اللجوء، ولكن في وجود عدد غير كافي من الموظفين في مكاتب التسجيل كما الشأن في ولاية برلين. من جهتها، عبرت صحيفة ( كولنر شتات أنتسايغر) عن شكوكها من تطبيق هذا الاجراء بالنسبة للاجئين في وقت أسرع ، إذ أنه في منتصف 2016 يتعين أن يدخل حيز التنفيذ نظام الحصول على البطاقة الصحية الموحدة التي تم التخطيط له منذ فترة إلا أن الإعداد لهذا الاجراء استغرق وقتا أطول وحتى يومنا هذا يظهر أنها مازال غير جاهز . لذلك ، تؤكد الصحيفة ، " ينبغي على وزير الداخلية طوماس دي مايتزييره أن يكون حذرا في التوقعات التي يتحدث عنها". من جانب آخر، واصلت الصحف اهتمامها بردود الفعل على تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب ، أبرز المتنافسين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للسباق إلى البيت الأبيض في 2016 التي دعا فيها إلى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. وأشارت صحيفة ( فرانكفوتر روندشاو) إلى أنه بعد تعرض ترامب لانتقادات حادة لدعوته فرض حظر على دخول المسلمين حتى من قبل الجمهوريين، هدد حزبه بخوض غمار الانتخابات الرئاسية كمرشح مستقل. وأضافت الصحيفة أن ترامب عبر عن قناعته بأن خيار الترشيح بشكل مستقل وارد ، داعيا حزبه الجمهوري لأن يبرم معه اتفاقا "عادلا" وهو الذي أقسم بالحفاظ على مبادئ وقيم الحزب. من جانبها، كتبت صحيفة (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ) أنه منذ إعلان ترامب في منتصف يونيو عن خوض السباق ضمن الحزب الجمهوري للترشيح للانتخابات الرئاسية وهو "يطلق النار" من كل جهة ، معربة عن اعتقادها أن الحزب المحافظ اعتمد على نموذج سياسي شعبوي. وأشارت إلى أن حملة ترامب التي تكشف العداء للأجانب تثير الانزعاج والمخاوف من نفور الناخبين مشيرة إلى ان قياديين جمهوريين قلقين من ترشح ترامب في معسكر المستقلين مما قد يتسبب في تقسيم المحافظين وبالتالي فوز الديمقراطيين . وفي إسبانيا، واصلت الصحف إهتمامها بحملة الانتخابات الخاصة بالاستحقاقات البرلمانية المقررة يوم 20 دجنبر الجاري. وهكذا كتبت (إلموندو) على صفحتها الأولى أن حزب بوديموس الجديد، أقصى اليسار، التزم بالدعوة لاستفتاء حول استقلال جهة كتالونيا خلال السنة الأولى للمجلس التشريعي، مشيرة إلى أن زعماء الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني انتقدوا هذه المبادرة. من جهتها، أوردت صحيفة إلباييس أن النسبة العالية للناخبين المترددين، الذين يميزون هذه الانتخابات، كثفت من الهجمات المتبادلة بين الأحزاب المتنافسة، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي لهذه الاتهامات هو الأمين العام للحزب الاشتراكي، بيدرو سانشيز. أما صحيفة (أ بي سي) فذكرت أن حزب بوديموس راجع صعودا طموحاته للفوز في انتخابات 20 دجنبر الجاري لضعف الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، فيما يعزز مرشح الحزب الشعبي ورئيس الحكومة، ماريانو راخوي، موقعه. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة (لا راثون) أن هروب ناخبي الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني إلى حزب سيوددانوس (يمين الوسط) زاد منذ الانتخابات الجهوية التي جرت بكتالونيا، في ال27 من شتنبر الماضي. وفي بريطانيا واصلت الصحف التعليق على التصريحات المعادية للمسلمين التي ادلى بها الملياردير الامريكي دونالد ترامب، وعلى الحرب ضد تنظيم (داعش) الذي يسيطر على مناطق شاسعة من سوريا والعراق. وقالت صحيفة (دايلي تليغراف) ان الجامعة الاسكتلندية (روبير غروبون) بأبردين قررت سحب الدكتوراه الفخرية التي منحتها لدونالد ترامب، واصفة تصريحاته بانها غير منسجمة مع قيمها. من جهتها، تطرقت صحيفة (الاندبندنت) الى المحادثات الهاتفية بين رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون والرئيس الروسي فلادمير بوتين حول التعاون بين البلدين من اجل دحر تنظيم داعش والمجموعات الارهابية الاخرى بمنطقة الشرق الاوسط. وأضافت الصحيفة ان الجانبين تناولا المسلسل السياسي من اجل التوصل الى سلام بسوريا، على اعتبار ان العمل العسكري لن يكون كافيا لهزم المقاتلين الاسلاميين. وفي ايطاليا خصصت غالبية الصحف الرئيسية تعليقاتها لتصريحات الرئيس الروسي فلادمير بوتين ورئيس البانتاغون في موضوع محاربة داعش. ولدى تطرقها لاول صاروخ يطلق ضد داعش انطلاقا من غواصة، قالت صحيفة (لاريبيبليكا) ان الرئيس بوتين اعرب عن امله في ان لا تكون الصواريخ نووية. بدورها علقت زميلتها (كورير ديلاسيرا) على تصريحات رئيس الكريملين بالقول عندما تصبح اللعبة اكثر صعوبة لا يعود فلادمير بوتين الى الوراء، معتمدا في ذلك على دعم شعبه. وفي سويسرا، اهتمت الصحف بمنح اليمين الشعبوي مقعدا ثانيا بالحكومة شهرين بعد الانتخابات الفدرالية والتي عرفت صعود الاتحاد الديمقراطي للوسط، أشد الأحزاب معاداة لأوروبا والمعارض للهجرة. وكتبت (لاتريبون دو جنيف) أن الاتحاد الديمقراطي للوسط يسيطر على مقاليد السياسة الفدرالية، وهي مسؤولية جسيمة في وقت يواجه تحديات كبيرة في مجال الهجرة والسياسة الأوروبية. وأشار كاتب العمود إلى أن الاعتدال والعقلانية والإجماع خصائص سويسرية، يجب على الحزب الذي يدعي الدفاع عن القيم التقليدية أن يتذكر ذلك خلال الأربع سنوات المقبلة. من جانبه، ركزت (لوطون) على وزير المالية غي بارمولان، العضو في الاتحاد الديمقراطي للوسط الذي انتخب أمس الأربعاء، معتبرة إياه الأقل سوءا من بين المرشحين الثلاثة الذين لم يقنعوا أحدا. أما جريدة (24 أور) فقد اعتبرت أنه بانتخاب وزير ثان من اليمين الشعبوي، انتصر منطق الإجماع بين مختلف القوى السياسية، مشيرة إلى أن البلاد تجنبت سيناريو انسحاب الاتحاد الديمقراطي للوسط من الجهاز التنفيذي. وفي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بمؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ (كوب 21) بباريس. وكتبت (لا ليبر بلجيك) أن النسخة الأخيرة لمشروع اتفاق باريس، والتي تم تقديمها بباريس أمس الأربعاء تتضمن ثلاث خيارات للحد من الاحتباس الحراري، مشيرة إلى أن الفرق بين الاحتباس ىالحراري بنسبة 5ر1 في المائة وارتفاع الحرارة ب2 في المائة أساسي لاستمرار الحياة بالنسبة للملايين من الأشخاص وتمثل على المدى البعيد " أمتارا عديدة في ارتفاع مستوى البحر. من جانبها، كتبت (لوسوار) أن الوزراء والخبراء اجتمعوا لبضع ساعات لدراسة 29 صفحة، مشيرة إلى أن المشروع يمكن أن يشكل قاعدة للمفاوضات، غير أن لائحة الانشغالات والانتقادات لا زالت طويلة. في الدنمارك، سلطت صحيفة (بوليتيكن) الضوء على الانتقادات القوية التي تم التعبير عنها في جميع أنحاء العالم ردا على تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكي دونالد ترامب بمنع دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة في حال دخوله البيت الأبيض. وكتبت اليومية أن ترامب، الذي اعتاد على الجدل، نجح هذه المرة في إثارة انتباه وسائل الإعلام وجلب انتقادات حادة حتى في صفوف الحزب الجمهوري، مشيرة على الخصوص إلى تصريحات نائب الرئيس السابق ديك تشيني الذي يرى في ذلك هجوما على القيم التي تقوم عليها الولاياتالمتحدة. ونقلت صحيفة (دي إن) السويدية، في مقال تحت عنوان: "ترامب يشكل خطرا على الأمن القومي"، عن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية اعتباره أن أي خلط بين تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والإسلام لا يتعارض فقط مع القيم، ولكن أيضا مع الأمن القومي الأمريكي. وفي النرويج، تطرقت صحيفة (داغبلاديت) إلى الجدل الذي أثارته تصريحات المرشح لرئاسة الولاياتالمتحدة دونالد ترامب الذي دعا إلى رحيل المسلمين من البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن ردود الفعل المستهجنة وصلت إلى بريطانيا حيث تشن حملة ضده لمنعه من دخول البلاد، مبرزة أنه في أقل من 24 ساعة تم جمع أكثر من 200 ألف توقيع على عريضة ضده. واعتبرت الصحيفة أن ذلك يؤكد على المدى الذي وصلته معارضة مواقف المرشح الأمريكي المثير للجدل، مذكرة بتصريحاته التي عبر فيها عن عزمه إغلاق الحدود الأمريكية أمام المسلمين "حتى نصبح قادرين على تحديد هذه المشكلة وفهمها" وذلك حينما يفوز بالرئاسيات. من جهتها، تطرقت صحيفة (افتونبلاديت) السويدية إلى صعود اليمين المتطرف في السويد، وتكرار أعمال الكراهية ضد منازل اللاجئين، معتبرة أنه حان الوقت لإدانة الأيديولوجية النازية ل"ديمقراطيو السويد"، الحزب المعادي للأجانب والذي ارتفعت شعبيته مع التدفقات الكبيرة وغير المسبوقة لطالبي اللجوء. ويرى كاتب المقال أن استعمال وسائل الإعلام عبارات مثل "المعادي للمهاجرين" لوصف هذا الحزب يبرر في كثير من الأحيان عنصريته. واعتبر أن الأمر يتعلق لدى وسائل الإعلام بوسيلة لتجنب اتخاذ موقف وطريقة للتعامل مع حزب عنصري أصبح ثالث أكبر حزب في البرلمان.