دعا دونالد ترامب أبرز المرشحين الجمهوريين للسباق الرئاسي الأميركي الاثنين الى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة بشكل كامل في التصريحات الأكثر استفزازا في حملته الانتخابية المثيرة للجدل. وأثارت تصريحاته، التي جاءت بعد حادث إطلاق النار في كاليفورنيا الأسبوع الماضي، الذي نفذه زوجان مسلمان متطرفان، تنديدا من البيت الأبيض وأبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية. ولم يحدد مساعدو ترامب ما إذا كان اقتراحه يشمل السياح والمهاجرين على حد سواء أو ما إذا كان يستهدف الأميركيين المسلمين المتواجدين حاليا في الخارج.
وسرعان ما ندد البيت الابيض بقوة بمقترحات ترامب، معتبرا انها "تتناقض" مع القيم الاميركية. وقال بن رودس مستشار الرئيس باراك اوباما "إنه امر مخالف تماما لقيمنا كأميركيين"، مضيفا ان "احترام حرية الديانة مدرج في شرعة الحقوق". واعلنت حملة ترامب الانتخابية انها تستند الى استطلاع للرأي يظهر "كراهية للاميركيين من قبل شرائح كبرى من المسلمين".
وكتب المرشح الجمهوري حاكم فلوريدا السابق جيب بوش على تويتر "دونالد ترامب فقد صوابه"، مضيفا ان "اقتراحات سياسته ليست جدية". كما ندد بموقفه ايضا منافسوه الجمهوريون للانتخابات التمهيدية ماركو روبيو وجون كاسيش وكريس كريستي وليندسي غراهام. ووصفت أبرز مرشحة ديموقراطية هيلاري كلينتون تصريحات ترامب بأنها "تستحق التنديد وتثير الانقسام وتنطوي على احكام مسبقة". وتوجهت الى ترامب بالقول: "أنت لا تدرك الأمور، هذا يجعلنا أقل أمانا". من جهته قال المرشح الديموقراطي مارتن اومالي إن "دونالد ترامب بدد كل الشكوك: هو يقوم بحملته الرئاسية بشكل فاشي وديماغوجي". لكن يبدو أن كل هذه التعليقات لا تؤثر على وضع ترامب، فهو لا يزال ابرز المنافسين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري من أجل خوض الانتخابات الرئاسية قبل أقل من شهرين من أول تصويت على مستوى ولاية، رغم أن تصريحاته تثير نقمة لدى كثيرين على المستوى الشعبي ايضا. فقد اعلن مجلس العلاقات الاميركية-الاسلامية, اكبر مجموعة تعنى بحقوق المسلمين المدنية في الولاياتالمتحدة، أنه "أصيب بصدمة شديدة" بعد تصريحات ترامب. وقال المدير التنفيذي للمجلس نهاد عوض "انها تصريحات متهورة ولا تتناسب مع خطاب الاميركيين". وفي نيوجرزي حذر مدير المركز الاسلامي في مدينة جرزي احمد شديد من ان تصريحات ترامب "تعطي الناس الحق في ايذائنا". وقال بعد صلاة في مسجد في المدينة: "أنا أطلب منه وأتوسله ان يوقف كل هذه الاتهامات". وحث ترامب وآخرين على أن يعتبروا المسلمين "جزءا من النسيج الأميركي". من جانب اخر اعتبر المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست أن ترامب "يستغل مخاوف الناس للحصول على تأييد لحملته". وقال في مقابلة مع "ام اس ان بي سي" أنه بدلا من إدانة المسلمين يجب على المسؤولين الأميركيين أن يعملوا مع قادة المسلمين لاستئصال "التطرف".