أولت صحف أوروبا الصادرة اليوم الخميس، أبرز اهتماماتها، للنقاش الذي يثيره الاصلاح الدستوري بفرنسا، خاصة في الشق المتعلق باجراء سحب الجنسية، من مزدوجي الجنسية المتورطين في اعمال ارهابية، ولتفاعلات تشكيل حكومة جديدة بإسبانيا، فضلا عن مفاوضات السلام بين الفرقاء السوريين بجنيف، و مشروع الاتفاق المقترح من قبل الاتحاد الاوروبي، من اجل الحفاظ على المملكة المتحدة داخل الكتلة الاوروبية. ففي فرنسا عادت الصحف الى الاهتمام بالنقاش الجاري حول المراجعة الدستورية، وخاصة الاجراء المتعلق بسحب الجنسية من الاشخاص مزدوجي الجنسية الذين أدينوا في اعمال ارهابية ، متسائلة بشأن امكانية تبنيه من قبل البرلمان . في هذا السياق كتبت صحيفة (لوموند) انه يبدو ان بامكان الصيغة الجديدة للفصل 2 من الاصلاح الدستوري بشأن سحب الجنسية، الذي قدمه الاربعاء، الوزير الاول مانويل فالس،حشد غالبية مجموعات الحزب الاشتراكي، دون احراج الجمهوريين، مشيرة الى ان هذا التوافق الهش انهار من جديد الثلاثاء. وأوضحت الصحيفة انه فيما أزالت الحكومة أي احالة على مزدوجي الجنسية في مشروع القانون الدستوري، عادت هذه العبارات للظهور في القوانين التطبيقية التي تحدد طرق تنفيذ النص. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان اعلان الرئيس فرانسوا هولاند في نونبر الماضي عن اصلاح دستوري، وخاصة ادراج اجراء سحب الجنسية من الارهابيين مزدوجي الجنسية المزدادين بفرنسا ، كان لحظة اجماع تاريخي ، مضيفة انه بعد اقل من ثلاثة اشهر لم يعد الامر كذلك. من جانبها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) انه منذ 16 نونبر والاعلان عن ادراج اجراء سحب الجنسية ، يجد فرانسوا هولاند نفسه متورطا في فخه. واضافت الصحيفة ان الطريق الى قلعة فرساي، حيث يفترض التصويت على المشروع باغلبية ثلاثة اخماس بالبرلمان، لا يزال طويلا. في نفس الموضوع ، ركزت صحيفة '' لوسوار " البلجيكية على الجهود المضنية التي تبذلها الحكومة الفرنسية من أجل التصويت على مشروع سحب الجنسية ، الذي "يسمم الحياة السياسة الفرنسية منذ أكثر من شهرين" ، بحسب الصحيفة . وتحت عنوان " ساعة الحقيقة بالنسبة لسحب الجنسية" كتبت الصحيفة أن الجمعية الوطنية ستنظر ابتداء من يوم الجمعة المقبل في نص القانون ، مشيرة إلى أنه حتى في المرحلة النهائية، تجري الحكومة تعديلات على المشروع بهدف التوصل الى أغلبية مساندة. أما صحيفة '' لا ليبر بلجيك " فاهتمت من جهتها بمقترحات الإصلاح التي أعلن عنها رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك للحفاظ على عضوية المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي. وتعتقد الصحيفة أن الاتفاق الأولي بين تاسك وكاميرون يعتبر بحسب وجهة نظر عامة، أساسا جيدا، مشيرة إلى أن مقترحات العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عرفت نقاشا حادا في البرلمان الأوروبي الذي ترفض غالبيته خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وفي موضوع آخر ، واصلت الصحف الاسبانية اهتمامها بقرار الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، قبول اقتراح الملك فيليبي السادس تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة. وهكذا، كتبت (إلباييس) أن الزعيم الاشتراكي بدا متفائلا بعد الاجتماع الأول مع الفاعلين السياسيين بشأن التوصل لاتفاق حول تشكيل الحكومة المقبلة، مشيرة إلى أن الأحزاب الإقليمية تعتبر قرار سانشيز السعي لإخراج البلاد من المأزق إيجابيا. من جهتها أوردت (أ بي سي) تصريحات سانشيز الذي قال إنه لا ينوي تشكيل حكومة بأي ثمن، مضيفة أن زعيم الاشتراكيين يقصد تشكيل حكومة، بدعم من حزب سيوددنوس الليبراليي وبوديموس اليساري المتطرف، والتوصل لحكومة ثلاثية قادر على قيادة البلاد نحو "التغيير". وذكرت (إلموندو) أن حزب بوديموس والحزب الشعبي طلبا من رئيس مجلس النواب الدعوة لعقد جلسة عامة للتصويت على تنصيب حكومة برئاسة سانشيز، فيما يعتزم هذا الأخير ختم مفاوضاته مع الأحزاب السياسية في غضون شهر. وفي سياق متصل أفادت (لا راثون) أن زعيم اليسار قرر تأجيل لقاءاته مع الحزب الشعبي والأحزاب المؤيدة للانفصال إلى الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن سانشيز عازم على عقد اجتماع مع الحزب اليميني رغم أنه يدرك أن أي اتفاق مع المحافظين يبقى غير وارد. اما الصحف الهولندية فتطرقت الى المفاوضات بين الفرقاء السوريين بجنيف ، حيث كتبت صحيفة (دو فولغسكرانت) ان المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة برعاية الاممالمتحدة تم تعليقها الى غاية 25 فبراير بحسب المبعوث الاممي الخاص الى سوريا ستافان دو ميتسورا. واضافت الصحيفة ان دو ميتسورا تحادث مع اعضاء المعارضة الذين يطالبون بوقف النظام لاعمال القصف ، ورفع الحصار عن بعض البلدات. من جهتها أشارت صحيفة (أ دي) الى ان الحكومة السورية ، وقوى المعارضة يتبادلان الاتهامات، بنسف المفاوضات ، مبرزة ان الروس والنظام السوري بممارستهما الضغط عبر اعمال القصف، والمعارضة بعرضها لعدد من الشروط، ساهما في فشل مفاوضات السلام. في نفس الموضوع كتبت صحيفة (لوتون) السويسرية تحت عنوان "الأممالمتحدة تضطر لتعليق مفاوضات السلام" أن تعقيدات الملف السوري قادت المبعوث الدولي ستافان دي ميتسورا لتعليق المفاوضات حتى قبل أن تبدأ فعلا. من جهتها أوردت (لا تريبيون دو جنيف) أن مسلسل السلام الذي أرادته الأممالمتحدة بدأ على إيقاع فجوة هائلة بين الإخوة الأعداء في سورية، والوضع الكارثي في الميدان حيث المعارك محتدمة منذ خمس سنوات. أما صحيفة (24 أور) فقد ذكرت أن الوسيط الأممي متفائل، رغم أنه اعتبر الاثنين الماضي أن الانطلاق الرسمي للمفاوضات حول النزاع في سورية تأثر بالتصريحات المتحفظة للوفود الحاضرة. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بمشروع الاتفاق المقترح من قبل الاتحاد الاوروبي، من اجل الحفاظ على المملكة المتحدة داخل الكتلة الاوروبية ، وبمؤتمر لندن للمانحين لفائدة سوريا. في هذا الاطار أوردت صحيفة (الاندبندنت) تصريحات لرئيس اللجنة الاوروبية جان كلود يونكر يعتبر فيها مقترحات الاتحاد الاوروبي لتجنب خروج بريطانيا من الاتحاد "صائبة" ويجب ان تحظى بقبول القادة الاوروبيين. من جانبها اكدت صحيفة (الغارديان) على اهمية المؤتمر الدولي للمانحين لفائدة سوريا الذي ينعقد اليوم الخميس بالعاصمة البريطانية بمشاركة عدد من قادة العالم من بينهم على الخصوص رئيس الحكومة البريطانية دافيد كامرون، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، وكاتب الدولة الامريكي جون كيري، ووزير الخارجية الايراني، وامير الكويت، والامين العام للامم المتحدة وعدد من كبار الشخصيات. ونشرت الصحيفة تصريحا لدافيد كامرون يدعو فيه المجموعة الدولية الى تعبئة اموال من اجل التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين جراء الحرب التي تشهدها بلادهم منذ 2011. وفي ألمانيا تناولت الصحف عددا من المواضيع كان أبرزها زيارة رئيس وزراء الحكومة المحلية البافارية هورست سيهوفر لموسكو ، اذ كتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) في تعليقها أن زيارة رئيس الوزراء البافاري لموسكو " غير لائقة " خاصة وأن روسيا مازالت تخضع لعقوبات اقتصادية مشيرة إلى أن أسباب الزيارة هي تعزيز مصالح الشركات المحلية التي لها مصالح في روسيا . وترى الصحيفة أنه يتعين على سيهوفر أن يتذكر الأسباب التي أدت إلى فرض هذه العقوبات من قبل الغرب ، والمتمثلة في العدوان على أوكرانيا ، وهي قضية تعتبر من القضايا الهامة بالنسبة للحكومة الاتحادية ، وأيضا شركائها الأوروبيين. من جهتها انتقدت صحيفة (غينرال أنتسايغر) ، بشدة هذه الزيارة ، معتبرة أنه على ما يبدو ، أن بعض السياسيين الغربيين ،الذين يتقربون من موسكو خاصة في هذا الظرف ، لا يفهمون أن السلطة والقوة بالنسبة لفلادمير بوتين في " غير محلها " ، وأنه اليوم كل سياسي يسافر ويقف إلى جانب رجل الدولة الروسية يعتبر " من المغردين خارج سرب الغرب ". إلا أن صحيفة (تورينغيشه لاندستسايتونغ) ، كانت لديها وجهة نظر مختلفة ، إذ دافعت عن زيارة سيهوفر لموسكو ، التي تراها " قد تفتح الباب لحل العديد من القضايا العالقة خاصة عودة العلاقات المتعثرة بين الغرب وروسيا ، وأزمة اللاجئين ووقف الصراع المتواصل في أوكرانيا " مشيرة إلى أن زيارة رئيس الحكومة المحلية لولاية بافاريا تعطي أملا لمعالجة هذه المشاكل العصيبة . في الدنمارك، كتبت صحيفة (يولاندس بوستن) أنه بعد الجولة الأولى من الاقتراع للانتخابات التمهيدية الأساسية في كل من الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة لاختيار المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة، "لم يتم تسجيل أي نتيجة حاسمة أو تقدم ملحوظ لدى جميع المرشحين". واعتبرت أن نتائج الانتخابات الحزبية التي جرت في ولاية ايوا تشير إلى وجود تغيير عميق في المجال السياسي وفي المجتمع بالولايات المتحدة. وقالت إنه إذا كان يسود اعتقاد بأن الولايات المتحدة محصنة ضد الرياح المضادة للنخبوية التي تهب على أوروبا، فإن "نتائج الانتخابات الحزبية في ولاية ايوا وضعت الأمور في نصابها". ويرى كاتب المقال أن النتائج تؤكد أنه في الولايات المتحدة، كما في أماكن أخرى، بدأ "الناخبون يتخلون عن السياسة، وربما أكثر مما كان عليه الأمر في أوروبا". وأشار إلى أنه، وعلى خلاف الأوروبيين، فإن الأمريكيين تقليديا يعتبرون دائما عدم المساواة نتيجة حتمية للجدارة الشخصية، مشددا على أن هوة عدم المساواة اتسعت بشكل كبير لتقتحم أيضا الخطاب السياسي في سنة 2016. وخلصت الصحيفة إلى أن المواجهة مع الطبقة الحاكمة ستهيمن على صلب النقاش السياسي على جميع المستويات. وفي فنلندا، اعتبرت صحيفة (تورون سانومات) أن الحملة الانتخابية الأمريكية لم تهتم سوى بالمجال الداخلي، وذلك على الرغم من الأهمية التي لا يمكن إنكارها للولايات المتحدة في العالم. وأضافت أن النقاشات المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمنية، والوضعية الاقتصادية الدولية والسياسة الطاقية والوضع في الصينوروسيا هيمنت على الانتخابات التمهيدية، مضيفة أن الخطر الإرهابي "لم يكن خافتا". ولاحظت الصحيفة أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن الرئاسيات الأمريكية تجلب الحديث عن المواضيع الرئيسية التي تهم البلاد برمتها والولايات الاتحادية، مشيرة إلى أن الاقتصاد والأمن القومي، وكذا السياسات الاجتماعية والتعليم والهجرة، هي الأخرى مواضيع حاسمة بالنسبة للناخبين. ويرى كاتب المقال أن "أوروبا ليس لديها تأثير على حملة الانتخابات الأمريكية". وفي النرويج، تطرقت صحيفة (في غي) إلى العلاقات بين النرويجوروسيا والخلاف القائم بينهما حول ترحيل اللاجئين. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا لا تزال ترفض قبول ترحيل أغلب اللاجئين إلى موسكو، والذين دخلوا بشكل غير شرعي عبر حدودها مع النرويج، وذلك خلال السنة الماضية ضمن موجة التدفق الكبير للاجئين إلى أوروبا. وأبرزت الصحيفة أنه تبين بعد الاجتماعات التي عقدت بين السلطات في كلا البلدين أن الخلاف لا يزال مستمرا حول نحو 4800 من أصل 5500 من اللاجئين. وأضافت أن هناك حديثا عن السعي لمعالجة حالات فردية فقط، مشيرة إلى أنه في مرحلة ما قبل الأزمة تم ترحيل عدد من المهاجرين غير الشرعيين إلى روسيا. واعتبرت الصحيفة أن هناك مصلحة مشتركة بين البلدين لفرض المراقبة على الحدود، خاصة أن المنطقة الشمالية في أوروبا يتخذها المهاجرون ممرا رئيسيا نحو بلدان فضاء "شنغن".