اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة ، اليوم السبت ، باعلان الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس عن اجراءات جبائية لفائدة ثلاثة ملايين أسرة وبتصريحات متزعم لائحة الحزب الشعبي (الحاكم) في اسبانيا لانتخابات 25 ماي الجاري والتحقيق في أكبر جريمة قتل عرفتها بلجيكا خلال فترة الثمانينات والمشاكل المتعلقة بنقل الغاز الروسي الى المستهلك الاوروبي وتطورات الأحداث في أوكرانيا بالاضافة الى مواضيع محلية أخرى . ففي فرنسا اهتمت الصحف باعلان مانويل فالس عن اجراءات جبائية لفائدة ثلاثة ملايين أسرة ، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن هذه الاجراءات المفاجئة للحكومة باعادة توزيع مليار أورو على الاسر ذات الدخل المتدني تتوخى في الآن نفسه تشجيع الاستهلاك وتهدئة النواب الاشتراكيين . وتساءلت الصحيفة عما اذا كان مانويل فالس قد عاد الى مواجهة جديدة مع أغلبيته مشيرة الى أنه من المؤكد أن فالس أثار هذا القرار مع الاغلبية قبل الاعلان عنه . من جهتها سجلت صحيفة (لوموند) أن فالس شرع في العمل على الواجهة الجبائية وفرض أجندته السياسية ،مضيفة أن رئيس مانويل فالس يحاول انجاز ما لم يستطع سلفه جان مارك آيرو القيام به ،أي شغل الميدان السياسي واعادة اللحمة الى اغلبيته في الوقت الذي تتوقع فيه استطلاعات الرأي نتائج سيئة للحزب الاشتراكي على بعد عشرة أيام من الانتخابات الاروبية. من جانبها أشارت صحيفة (لوفيغارو) الى ان مانويل فالس لم يقم سوى بالخضوع لرد فعل انتخابوي على بعد بضعة ايام من الاستحقاق الاروبي ، حيث تتوقع استطلاعات الرأي هزيمة جديدة للحزب الاشتراكي . وبإسبانيا اهتمت الصحف، إضافة إلى قضايا محلية ودولية، بتصريحات متزعم لائحة الحزب الشعبي (الحاكم) لانتخابات 25 ماي الجاري ميغيل أرياس كانيتي حول النساء والذكورية، والتي اثارت انتقادات بإسبانيا وحتى داخل حزبه. وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس)، واسعة السحب، تحت عنوان "كانيتي يؤجج الحملة الانتخابية بكلماته حول الذكورية"، في إشارة إلى ما صرح به مرشح الحزب الشعبي بعد المناظرة المتلفزة التي جمعته مساء أول أمس الخميس بالشخصية الثانية في الحزب الاشتراكي إيلينا فالنسيانو، والتي قال فيها، في اليوم الموالي، إن "النقاش بين رجل وامرأة معقد جدا، لأنه إذا ما أبان الرجل عن تجاوز وتفوق فكري، سيعتبر ذلك تمييزا ذكوريا". وأضافت اليومية أن رأي وزير الفلاحة السابق أجج الحملة الانتخابية التي خيم عليها نوع من "الفتور واللا مبالاة"، و"أثارت ردادا من جميع الأحزاب ضد الحزب الشعبي"، مشيرة إلى أن المرشح الشعبي "رفض" تصحيح تصريحاته كما طالبت بذلك أحزاب أخرى. من جهتها كتبت صحيفة (إلموندو) تحت عنوان "غلطة كانيتي تؤجج الحزب الاشتراكي" أن المرشح الشعبي "أعطى فرصة" للحزب الاشتراكي الإسباني، بعد اتهامه ب"الذكورية" لتصريحاته في قناة (أنتينا 3)، غداة المناظرة التي جمعته على شاشة قناة (تي في أو) بمنافسته الاشتراكية إيلينا فالنسيانو. أما بالنسبة لصحيفة (لا راثون) فأوردت أن الحزب الشعبي "اعترف بوقوع أخطاء" في التخطيط لهذه المناظرة بين كانيتي وفالنسيانو، مشيرة إلى أن الحزب الشعبي "دافع عن أرياس كانيتي" وسيعمل ب"حزم" على دعمه في هذه الحملة الانتخابية للاستحقاقات الأوروبية. وأشارت اليومية، من جهة أخرى، إلى أن الحكومة الشعبية برئاسة ماريانو راخوي، ألحقت أمس الجمعة بصفوفها سيدة خامسة، ويتعلق الأمر بإيزابيل غارسيا تييرينا التي خلفت كانيتي على رأس وزارة الفلاحة والتغذية والبيئة. وفي سياق متصل كتبت صحيفة (أ بي سي) أن "الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني أعاد إطلاق حملته بالرد على ذكورية الحزب الشعبي"، مشيرة إلى أن "نحو عشرة من الاشتراكيين شنوا هجوما انتخابيا حول حقوق المرأة". وفي بلجيكا ، ركزت جل الصحف عناوينها على أحدث تطور بالنسبة للتحقيق في القضية الجنائية الأكثر أهمية في تاريخ البلاد،'' القتيل برابانت"، خلال فترة الثمانينات .وعادت هذه الاحداث التي هزت بلجيكا الى الواجهة للوقوف، على صورة أحد المشتبه بهم الجدد، الذي تم اعتقاله. وتحت عنوان '' القاتل اعتقل لا مجال للخطأ '' كتبت صحيفة ( لوسوار ) أن ثلاثين عاما من التحقيق، والعشرات من المشتبه فيهم، وموارد ومجهودات كبيرة بذلت لإلقاء الضوء على اهم قضية جنائية شهدتها بلجيكا بالنظر الى عدد الضحايا التي خلفتها ،مبرزة أن كل ذلك لم يساعد التحقيق الذي أظهر فشلا قضائيا جديدا. صحيفة (لاديرنير أور ) أشارت من جانبها الى أن التقنيات الحديثة التي تتوفر عليها حاليا الشرطة العلمية ستمكن من اجلاء الحقيقة عن هذه القضية الجنائية . أما (لا ليبر بلجيك ) فأوضحت أن إلقاء القبض على المشتبه به يعتبر الخطوة الأولى ، بالرغم من أن حجمه رمزي ، ولا يؤدي حتى الآن الى فك لغز أكبر جريمة قتل عرفتها بلجيكا. وفي روسيا ذكرت صحيفة (كوميرسانت) ان الرئيس فلاديمير بوتين اتهم المفوضية الاوروبية علنا بالتقاعس والتراخي في عملها لحل مشاكل الغاز. وقالت الصحيفة ان هذه المفوضية حاولت اخيرا حل موضوع عبور الغاز الروسي الى اوروبا عبر اوكرانيا، بواسطة المستهلكين الاوروبيين انفسهم. وعرضت المفوضية الاوروبية عليهم ملء الخزانات الموجودة تحت الارض في اوكرانيا، بالغاز ،وهو امر ضروري لتنفيذ عمليات ضخ الغاز لاحقا الى اوروبا ،على نفقتهم. وهذا الامر يكلف حوالي 4 مليارات دولار. أما "نيزافيسمايا غازيتا" فتحدثت عن آفاق تنفيذ أنبوب نقل الغاز "السيل الجنوبي" (خط لنقل الغاز الروسي عبر البحر الاسود الى جنوب اوروبا بدون المرور عبر اوكرانيا). واكدت الصحيفة على ان هذا المشروع الذي يعد من اهم وأغلى مشاريع "غازبروم" في مجال البنى التحتية، لاقى العديد من الصعوبات وتوقع الكثيرون انه سيتوقف وسيصيبه النسيان بسبب ازمة اوكرانيا ولكن المساعدة جاءت في هذا المجال من جانب النمسا. ومن جهتها كتبت صحيفة (ريسبوبليكا ) أن المتمردين يواصلون بسط نفوذهم بعد فشل الجيش الأوكراني في استعادة السيطرة على البلاد بعد شهر من العمليات العسكرية. واستغربت الصحيفة لتقاعس السلطات المحلية التي تركت المتمردين الموالين لروسيا للاستيلاء على رموز دونيتسك، كمكتب المدعي العام والمكاتب الادارية ، معتبرة أن هذا الموقف من شأنه أن يؤثر على مسار الانتخابات الرئاسية المرتقبة يوم 25 ماي الجاري . وفي السويد اهتمت الصحف بردود فعل الدول الغربية إزاء الاحداث في أوكرانيا . وقالت صحيفة (داغينس نيهيتر) إن التقاريرالاعلامية تفيد بأن حلف شمال الاطلسي ( الناتو) بدأ تدريبات عسكرية في استونيا، بمشاركة 6000 جندي ينتمون الى تسع دول سيشاركون في المناورات التي ستستمرالى غاية 23 ماي الجاري. وفي البرتغال أشارت الصحف الى الخروج الرسمي للبرتغال من برنامج الإنقاذ المالي الممول منذ ثلاث سنوات من قبل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وتحث عنوان '' وداعا'' الترويكا، صحيفة (بوبليكو) كتبت أن برنامج الانقاذ للترويكا ينتهي اليوم، مضيفة أن الوقت قد حان لمراجعة ثلاث سنوات من التكيف والإصلاحات الهيكلية. وأشارت الى أن الأولوية ستعطى لفترة ما بعد الترويكا للنمو الاقتصادي. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالهجوم الإرهابي المزدوج الذي هز نيروبي أمس الجمعة والذي خلف مقتل عشرة اشخاص و70 جريحا. وقالت صحيفة (الغارديان ) إن الانفجار الأول وقع على متن حافلة صغيرة للنقل العمومي ، فيما استهدف الهجوم الثاني سوق "كيغوما"، الواقع قرب وسط العاصمة الكينية. واضافت الصحيفة بعد هذه الهجمات، فإن 400 سائح بريطاني يتواجدون في عطلة في مومباسا سيتم ترحيلهم من قبل وكالات السفر الخاصة بهم. من جانبها، صحيفة "ديلي تلغراف" أشارت الى أن هذه الهجمات جاءت فقط بعد شهرين من الهجوم الدامي من قبل كوماندوس اسلامي صومالي ضد مركز للتسوق ويست جيت في نيروبي، والذي اسفر عن العديد من القتلى و الجرحى. من جانبها، عادت صحيفة "الاندبندنت" الى ردود الفعل حول هذا الهجوم ، مشيرة الى رد فعل منظمي الرحلات السياحية خاصة "طومسون كو" "و" فيرست تشويس " حيث قاما باجلاء السياح من الساحل الكيني ، وبتعليق الرحلات السياحية الى مومباسا مؤقتا حتى يتم تحسين الوضع الأمني في البلاد. وفي تركيا واصلت الصحف اهتمامها بكارثة انهيار المنجم في سوما محافظة مانيسا التركية الذي خلف حوالي 300 قتيلا. صحيفة (زمان وحريت )، على غرار العديد من الصحف ركزت مرة أخرى في هذا السياق على تصريحات المسؤولين في الشركة التي تدير منجم سوما، والذين رفضوا تحمل أي مسؤولية أوإهمال من طرفهم في هذا الحادث المأساوي.