تركزت اهتمامات الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على مواضيع مختلفةº أبرزها الانتخابات الأوروبية المقبلة، والوضع في مالي وليبيا وأوكرانيا، والطقس في منطقة البلقان، وزيارة الرئيس الروسي للصين، وخطة التقشف بالبرتغال. ففي إسبانيا، شكل السباق ضد الساعة للانتخابات الأوروبية، المقررة يوم 25 مايو الجاري بإسبانيا، وتصريحات ممثلي الأحزاب السياسية الرئيسية بهذا البلد (الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني) حول هذه الاستحقاقات أبرز اهتمامات الصحف. وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس)، الواسعة السحب، تحت عنوان "الحزب الشعبي يحمي كانيتي لتجنب الأخطاء في الحملة الانتخابية"، أن الحزب الحاكم عمل خلال المرحلة الأخيرة من الحملة على "حماية" متزعم لائحته، ميغيل أرياس كانيتي، عقب تصريحاته العلنية الأخيرة حول "النساء والرجولة " التي أدت إلى هجوم من الحزب الاشتراكي العمالي ومتزعمة لائحته، إيلينا فالنسيانو. وأشارت اليومية إلى أن تصريحات كانيتي "أعطت نفسا للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني"، الذي يسير في إطار استراتيجية انتخابية ل"حشد" الأمناء العامين والمرشحين الأوروبيين "ضد ما اعتبر انحيازا للرجل على حساب حقوق المرأة" لمرشح الحزب الشعبي. أما صحيفة (لا راثون)، المقربة من الحزب الشعبي، فأوردت أن قاض سيفتح تحقيقا لتحديد ما إذا كان ترشيح الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني "يخرق القانون"، مشيرة إلى أن قاضي المحكمة من الدرجة الأولى بمدريد "سيدرس لائحة الحزب الاشتراكي" ليقرر، بعد غد الخميس، "تعليق" أم لا ترشيحات هذا الحزب. وأضافت أن ذلك جاء إثر تلقي المحكمة، في 10 أبريل الماضي، شكاية من نقابة "مانوس ليمبياس" (الأيدي النظيفة)، التي تتهم المرشحين الاشتراكيين ب"انتهاك قانون الأحزاب" لدى اختيارهن لخوض انتخابات الأحد المقبل. وفضلت صحيفة (إلموندو) الحديث عن الأجر الذي يتلقاه كل نائب إسباني بالبرلمان الأوروبي، مشيرة إلى أن وزارة المالية الإسبانية "تشترط دفع الضرائب" بإسبانيا على نواب هذا البلد في البرلمان الأوروبي. وأوردت اليومية أن "كل عضو إسباني بالبرلمان الأوروبي يتلقى شهريا نحو 17 ألف أورو، 8000 أورو منها كأجر صافي، مشيرة إلى أن "الغالبية العظمى من الأعضاء الإسبان ال54 بالبرلمان الأوروبي "يرفضون" تسجيل رواتبهم بإسبانيا. وعادت صحيفة (أ بي سي) إلى تصريح زعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة، ماريانو راخوي، في تجمع عقد أمس الاثنين بإشبيلية أمام نحو 700 شخصا، وكتبت، تحت عنوان "راخوي يرى في إسبانيا نموذجا للانتعاش داخل الاتحاد الأوروبي"، أن زعيم الحزب الشعبي دعا الناخبين إلى إبداء "التفاؤل، والتطلع للمستقبل". وببلجيكا، واصلت الصحف تعليقها على الحدث السياسي على بعد أيام قليلة من انتخابات 25 مايو الجاري، وتحليل المناظرة التلفزيونية بين رئيس الوزراء الحالي، إيليو دي روبو (الحزب الاشتراكي) ورئيس الدبلوماسية، ديدييه رايندرز (الحركة الإصلاحية). وهكذا كتبت صحيفة (لوسوار)، تحت عنوان "رايندرز دي روبو: معارضة ناعمة"، أنه "بدل المبارزة القوية التي أعلن عنها، وجد المرء نفسه أمام شيء سياسي مجهول"، وفسرت ذلك بطول فترة الحملة الانتخابية والنقاشات المهلوسة التي تخللتها، والخوف من عزوف المترددين. ومن جهتها، تحدثت صحيفة (درنيير أور) عن مواجهة ب"رقائق شائكة"، مما يفسر أن "إليو دي روبو وديدييه رايندرز يتقاسمان الحصيلة نفسها داخل الحكومة الفيدرالية، وبالتالي فإن مهاجمة هذا لحصيلة الآخر يعني ببساطة مهاجمة حصيلته هو". وبدورها، كتبت (لا ليبر بلجيك) أن المواجهة بين الحزب الاشتراكي وحركة الإصلاح لم تقع، مشيرة إلى أن حركة الإصلاح تدرك أنها مقيدة اليدين في الجهات وأن الحزب الاشتراكي، بشكل عام، لا محيد عنه على جميع المستويات. وفي فرنسا، استأثرت الأحداث العنيفة التي وقعت مطلع الأسبوع الماضي بكيدال في مالي باهتمام الصحف. وفي هذا الصدد، كتبت (لوموند) أن "اشتباكات السبت الماضي بكيدال شمال شرق البلاد بين الجيش ومتمردي الطوارق تعيد ذكريات سيئة" و"تؤكد الحاجة الملحة بعدم التخلي عن هذا البلد لصالح بعض القضايا الساخنة الأخرى بالقارة، كنيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى". ومن جهتها، كتبت صحيفة (ليبراسيون)، تحت عنوان "في مالي السلم موقوف التنفيذ بعد أعمال العنف في كيدال"، أن "الماليين لا يفهمون كيف وقع مثل هذا الهجوم تحت أعين بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) التي من المفترض فيها مساعدة السلطات على توسيع واستعادة إدارة الدولة في جميع أنحاء البلاد". وبدورها، أوردت صحيفة (لو فيغارو) أن تعزيزات عسكرية تم إرسالها إلى مالي في محاولة لاستعادة السيطرة على كيدال، معقل المتمردين الطوارق الخارجين عن سيطرة الدولة، وحيث أودت موجة من العنف بحياة نحو ثلاثين شخصا نهاية الأسبوع الماضي. وبسويسرا، اهتمت الصحف بالملف الليبي "المعقد للغاية"، متسائلة حول "الموقف المتناقض تجاه هذا البلد الذي ترك فريسة للمتطرفين". وفي هذا الشأن، كتبت صحيفة (لو تان)، الواسعة السحب، أن "الوضع معقد جدا وخطير للغاية، وأن الوقت فات فعلا، خاصة وأن الدبلوماسية الأوروبية منكبة على أمور أخرى. ومن جهتها، كتبت صحيفة (لاتريبيون دو جنيف) أن "ليبيا تغرق في الفوضى"، معتبرة أن شبح الحرب الأهلية يخيم اليوم أكثر من أي وقت مضى على البلاد التي تعيش فوضى عارمة، مشيرة إلى أن "أعمال العنف قد تحيي التنافس بين العشرات من الميليشيات التي لا تخضع إلا لمصالحها الخاصة، أيديولوجية كانت أو إقليمية أوقبلية. وبدورها، قالت (لوماتان) إن انضمام وحدات من الجيش النظامي للجنرال السابق خليفة حفتر، الذي أعلن أن هدفه هو محاربة الجماعات المتطرفة، يجعل الوضع أكثر فوضوية، مشيرة إلى أن "العمل العسكري للصديق القديم للقذافي يحيي المنافسة القبلية والإقليمية، واعتبر محاولة انقلابية من قبل السلطات في طرابلس". وفي البرتغال، واصلت الصحف اهتمامها بحصيلة ثلاث سنوات من التقشف بالبلاد تحت إشراف الترويكا، إذ كتبت صحيفة (إي) تحت عنوان "الحرية مع حمل سوار إلكتروني" أنه على الرغم من خروج الترويكا (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) فإن الأهم الذي يتعين القيام به هو إصلاح الدولة وضرورة ملاءمة الإنفاق لحجم الموارد. ومن جانبها، لاحظت صحيفة (جورنال دي نيغوسيوس) أن هذه السنوات الثلاث مرت تحت وصاية اللجنة الثلاثية، في المقام الأول، عن طريق خفض غير رسمي للأجور، مضيفة أن المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي أنهيا برنامج التقويم الممنوح لهذا البلد في مايو 2011، مطالبين بمزيد من المرونة في الأجور. وبخصوص الوضع في شرق أوكرانيا، أوردت صحيفة (بوبليكو) قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قوات بلاده المنتشرة قرب الحدود مع اوكرانيا. وفي سياق متصل كتبت (دياريو دي نوتيسياس) أن الحلف الأطلسي وحكومة كييف نفيا أي انسحاب للجيش الروسي من الحدود. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بمحاكمة الواعظ المتطرف، البريطاني أبو حمزة، الذي أدانته، أمس الاثنين، هيئة محلفين لنيويورك باختطاف رهائن وبالإرهاب. وأوردت صحيفة (الغارديان) أصداء حكم الهيئة ضد الإمام السابق لمسجد فينسبري بارك في لندن، والذي وضع حدا لمعركة قضائية طويلة. وأضافت اليومية أن أبو حمزة ، البالغ من العمر 56 عاما، قد يواجه حكما بالسجن مدى الحياة، وسينطق بالحكم في تاسع شتنبر المقبل، مشيرة إلى أن هذا الواعظ الإسلامي، من أصل مصري، متهم بالتآمر واحتجاز 16 سائحا غربيا باليمن سنة 1998. ومن جانبها، عادت صحيفة (ديلي تلغراف) لأحداث محاكمة أبو حمزة المصري، الذي سلمته بريطانيا في 2012 للولايات المتحدة، بعد مسلسل قضائي طويل، مضيفة أنه عقب إدانة القضاء الأمريكي لأبو حمزة سيتعين على وزارة الداخلية بالمملكة المتحدة سحب الجنسية البريطانية منه بموجب الأحكام الجديدة لقانون الهجرة. وبدورها، ذكرت صحيفة (إندبندنت) أن أبو حمزة تمت إدانته من قبل هيئة محلفين بالمحكمة الاتحادية في مانهاتن بارتكاب 11 جريمة من التهم الموجهة إليه، مشيرة إلى أنه أدين بنشاط إرهابي له علاقة بمشروع مخيم للتدريب على الجهاد بولاية أوريغون سنة 1999 (شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية)، بإرسال جهاديين إلى أفغانستان. وفي إيطاليا، عادت الصحف إلى المناظرة عن بعد بين الأمين العام للحزب الديمقراطي، الذي يقود الائتلاف الحاكم، ماتيو رينزي، وزعيم حركة 5 نجوم، بيبي غريللو. وأكدت على أن غريللو يفضل "الهجوم المباشر" ضد رينزي وبرلسكوني، فيما خفض من حدته خلال استضافته مساء أمس الاثنين في برنامج تلفزيوني، مشددا على أنه لا يشبه لا هتلر ولاستالين "في إشارة لتصريحات أدلى بها برلسكوني". وفي هولندا، تمحور اهتمام الصحف حول القبض على مجموعة من الأشخاص بإريتريا للاشتباه بتورطهم في تهريب البشر بعد وصول سيل من طالبي اللجوء في الأشهر الأخيرة إلى هولندا، معظمهم من بلدان إفريقية، إضافة إلى الوضع في أوكرانيا التي ترى بها الحكومة المؤقتة أنه من المستحيل تنظيم الانتخابات الرئاسية، المقررة يوم الأحد المقبل، بمعظم أنحاء الشرق الذي يسيطر عليه الانفصاليون. وفي بولندا، اهتمت الصحف بالأحوال الجوية السيئة التي شهدتها منطقة البلقان وتسببت في مصرع أكثر من 50 شخصا، وكذا بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصين، في رد ضمني على العلاقات المتوترة بين الكرملين والغرب. أما في تركيا فواصلت الصحف اهتمامها بكارثة منجم سوما غرب تركيا، التي خلفت 301 قتيلا وأثارت موجة كبيرة من الغضب والسخط داخل المجتمع التركي. وفي هذا الصدد، تحدثت عدد من اليوميات عما كشفت عنه العناصر الأولى للتحقيق الجنائي، الجاري لتحديد المسؤولية في هذه الفاجعة الأكثر دموية في تاريخ التعدين بتركيا، من نقص واضح في إجراءات السلامة في المنجم المتضرر.