ركزت الصحف الأوروبية الرئيسية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتمامها على مجموعة من المواضيع، على رأسها الانتخابات الأوروبية المقررة في 25 ماي، والمناظرة التلفزيونية التي جمعت أمس الخميس متزعمي لائحتي الحزبين الإسبانيين الرئيسيين للانتخابات الأوروبية، ووفاة رئيس الوزراء البلجيكي السابق، جان لوك ديهان، والتداعيات السياسية لحادث انهيار منجم سوما بتركيا. ففي فرنسا، توقعت صحيفة (ليبراسيون) أن تحقق الأحزاب الشعبوية المناهضة للاتحاد الأوروبي تقدما كبيرا في الانتخابات الأوروبية، مع تسجيل نسبة كبيرة في الامتناع عن التصويت. ومن جهتها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بمشاركة رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، في الحملة الانتخابية، متسائلة عما إذا كان الاشتراكيون سيتراجعون إلى ما دون 16 في المائة، وهي النسبة التي سجلت في آخر انتخابات أوروبية سنة 2009، مضيفة أن فالس لا يقلل من أهمية الرهان الذي تمثله هذه الانتخابات بالنسبة لليسار، خاصة وأن استطلاعات الرأي تعطي للحزب الاشتراكي مرتبة بعيدة وراء الجبهة الوطنية والاتحاد من أجل حركة شعبية. وأبرزت الصحيفة أن مانويل فالس يدخل غمار المغامرة لكن بشكل محسوب، ذلك أن الرأي العام لن يحمله مسؤولية أي تراجع محتمل لحزبه في هذه الانتخاباتº بالنظر إلى حداثة تواجده على رأس الحكومة. وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف على المناظرة التلفزيونية التي جمعت، مساء أمس الخميس، متزعمي لائحتي الحزبين الرئيسيين للانتخابات الأوروبية المقبلة (الحزب الشعبي) و(الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني). وفي هذا الصدد، كتبت (إلموندو) أن مرشحة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارض)، إيلينا فالنسيانو، حاولت، خلال هذه المناظرة، استعادة ثقة الشباب، في حين دافع متزعم لائحة الحزب الشعبي (الحاكم)، ميغيل أرياس كانيتي، عن الإنجازات الاقتصادية للحكومة. وأضافت اليومية أن مرشحي الحزبين كانا بطلي مناظرة "فارغة" طبعتها مواضيع وطنية دون أي اقتراحات بالنسبة لمستقبل أوروبا. واعتبرت (إلباييس) أن فالنسيانو وكانيتي انتهزا فرصة النقاش الأوروبي ل"ضبط حساباتهما" بإسبانيا، مشيرة إلى أن المرشحين، اللذين تجنبا مناقشة القضايا "المعقدة"، ركزا جدالهما على إدارة الشأن المحلي والآثار المترتبة عن خفض الميزانيات بإسبانيا، وأن النقاش بينهما كان "مسالما دون اصطدام" تخلت خلاله فالنسيانو عن مهاجمة كانيتي حول مقاولاته أو قضية الفساد المعروفة بقضية "بارسيناس". ومن جهتها، كتبت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "تبادل التهم بشأن تدبير الأمور الداخلية خلال مناظرة تلفزيونية بين فالنسيانو وكانيتي"، أن مرشح الحزب الشعبي اتهم الاشتراكيين بقيادة البلاد نحو الفوضى، في حين دعت فالنسيانو إلى مزيد من التدابير لخلق فرص الشغل واستعادة المكاسب الاجتماعية. وفي بلجيكا، ركزت الصحف على وفاة رئيس الوزراء البلجيكي السابق، جان لوك ديهان، عن سن يناهز 73 سنة، إذ خصصت (لاليبر بلجيك) ثماني صفحات للمسار الطويل لهذا السياسي المحنك الذي كان يعتبر مرجعية سياسية وفكرية وأخلاقية وتمكن من التصدي للعديد من العواصف السياسية والمؤسساتية وإدارة البلاد في ظروف صعبة. وكشفت صحيفة (لاديرنير أور) أن جاك لوك تمكن من تحويل السياسة إلى "أداة إعلامية"، معتبرة أن أفضل عمل قام به رئيس الوزراء البلجيكي السابق في نهاية مشواره السياسي هو مشروع الدستور الأوروبي وكذا تدبيره لملف بنك "ديسكا" الذي كان في حالة إفلاس. أما صحيفة (لوسوار) فأوضحت من جانبها أن الرجل كان أحد السياسيين الذين سخروا ذكاءهم وإبداعهم وحنكتهم السياسية وطاقتهم لصالح الدولة البلجيكية. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف بالقضايا الاقتصادية، بما في ذلك بطء النمو في الربع الأول من عام 2014 ، واعتماد مجلس النواب نصا بشأن تعزيز قطاع التوظيف، وتصويت النواب على اعتقال أحد الأعضاء البرلمانيين بتهمة "التآمر". وتحت عنوان "انتعاش الناتج المحلي الإجمالي"، أشارت (لا ريبوبليكا )، نقلا عن المعهد الإيطالي للإحصاء، إلى انخفاض بنسبة 0,1 في المائة للناتج المحلي الإجمالي في إيطاليا خلال الربع الأول من 2014، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، ما يعني أن "الانتعاش لن يتم قريبا". وأضافت الصحيفة أن الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي جاء نتيجة للتطورات السلبية التي عرفها قطاع الصناعة، بفعل تباطؤ الصادرات، في حين عرف قطاع الخدمات استقرارا، والقطاع الفلاحي نموا قويا خلال هذه الفترة. وفي السويد، ركزت الصحف اهتمامها على الانتخابات الأوروبية، والإفراج عن خمسة من أعضاء منظمة أطباء بلا حدود الذين اعتقلوا في سورية، والمؤتمر السابع للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية. ونشرت صحيفة (سيد سفينسكم ) نتائج الاستطلاع حول الانتخابات الأوروبية المقبلة، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن الحزب اليميني المتطرف "الديمقراطيون السويديون" سيحصل على نسبة 6,6 في المائة من الأصوات، مما سيخول له لأول مرة الحصول على مقاعد في البرلمان الأوروبي. ومن جانبها، توقفت صحيفة (داغينس نيهيتر) عند الإفراج عن ثلاثة من أعضاء منظمة أطباء بلا حدود في رابع ماي الجاري، والإفراج عن اثنين آخرين أول أمس الأربعاء، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطباء، الذين اعتقلوا في يناير الماضي، يعملون في المستشفيات السورية لمعالجة الجرحى السوريين ضحايا الصراع الدائر في هذا البلد. وفي بريطانيا، لا تزال الصحف تركز على التداعيات السياسية للانفجار الذي وقع بمنجم في تركيا وردود الفعل القوية والغاضبة ضد الحكومة، نظرا لارتفاع حصيلة القتلى في هذه المأساة. واعتبرت صحيفة (الغارديان) أن فرص إنقاذ حياة باقي العمال المحاصرين في منجم سوما أصبحت ضئيلة، في حين نشرت (الاندباندانت) صورة لمستشار رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، وهو على وشك ضرب أحد المتظاهرين كان مقيدا من قبل اثنين من رجال الأمن، مشيرة إلى أن هذه الصورة زادت من حدة التوتر والغضب الاجتماعي ضد الحكومة التركية التي وضعت في موقف دفاعي. ومن جهتها، عادت صحيفة (ديلي تلغراف) إلى رد الفعل القوي في البلاد الذي تسببت فيه موجة الاحتجاجات ضد السلطة التي قمعت واعتقلت العديد من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على وفاة عمال منجم سوما. وفي روسيا، تناولت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) اهتمام مجموعة "أصدقاء سورية"، أمس الخميس بلندن، بالتسوية في الشرق الأوسط، وكذا سعي رام الله إلى إقناع واشنطن بدعم حكومة الوحدة الوطنية بمشاركة حركتي "فتح" و"حماس" حتى تستطيع التحدث باسم جميع الفلسطينيين، وبالتالي، تحقيق نقلة نوعية في مستوى المفاوضات مع تل أبيب. وتوقفت صحيفة ( كوميرسانت) عند إعلان رئيس الوزراء الياباني، سيندزو آبي، مساندته لفكرة إجراء إصلاحات واسعة في السياسة الدفاعية للدولةº باقتراح السماح للقوات المسلحة اليابانية المساهمة في "الدفاع الجماعي"، أي المشاركة في العمليات العسكرية في دول أخرى لحماية مصالح الحلفاء، مشيرة إلى ترحيب الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي الناتو بهذه المبادرة التي لا تحظى بالدعم داخل اليابان. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن آبي قوله "إننا في اليابان نسير على طريق السلام منذ 70 سنة ولن ننحرف عن هذا الطريق، ولكن لا يمكننا الدفاع عن مواطنينا، بتكرار أطروحة البلد المسالم (...) إذ يمكن لليابان أن تواجه أزمة، وعليه فإنه يتوجب على الحكومة أن تكون جاهزة لمواجهتها".