أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتمامها للصفقة المبرمة بين الحكومة البريطانية وشركات تزويد الغاز والكهرباء والتي يستفيد بمقتضاها المستهلكون، ولاسيما ذوي الدخل المحدود من تخفيض في أسعار الطاقة، ولمخاوف المجتمع الاسباني عقب الإفراج عن مجرمين بموجب حكم صدر في أكتوبر الماضي عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بستراسبورغ، وكذا لاتفاق الائتلاف بين المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا، وللنزاع بين الولاياتالمتحدةواليابان من جهة والصين من جهة أخرى حول بعض الجزر في بحر الصين الشرقي. وهكذا، سلطت الصحف البريطانية الضوء على النداء الذي وجهته الحكومة، التي يقودها رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون، لكبار منتجي وموزعي الطاقة من أجل تجميد الأسعار إلى غاية منتصف سنة 2015 . وكتبت صحيفة (الديلي تلغراف) عن وجود صفقة بين الحكومة البريطانية وشركات تزويد الغاز والكهرباء، يستفيد بمقتضاها المستهلكون، ولاسيما الأسر المحدودة الدخل من تخفيض في أسعار الطاقة. وأشارت إلى أن زعيم حزب العمال المعارض، إد ميليباند، سبق وأن اقترح الفكرة نفسها إبان المؤتمر السنوي للحزب قبل شهرين، مضيفة أن الاقتراح لقي معارضة شديدة من طرف موزعي الغاز والكهرباء. ومن جانبها، كشفت صحيفة (الاندبندنت) النقاب عن مخطط وضعه حزب العمال، الذي يناضل منذ الثمانينات، من أجل إعادة تنظيم قطاع الطاقة الذي تهيمن عليه ست شركات كبرى. وأوضحت أن مخطط العمال يقوم على تشجيع الاستثمار وفتح سوق الطاقة بشكل أكبر من أجل تشجيع المنافسة بين مزودي الطاقة وتخفيض الأسعار لفائدة المستهلكين، مشيرة إلى التزام الحزب المعارض بتجميد أسعار الطاقة لمدة سنتين في حال انتصاره في الانتخابات التشريعية المزمع إجراءها سنة 2015. وبإسبانيا، تركز اهتمام الصحف، بشكل خاص، حول مخاوف المجتمع والضحايا عقب الإفراج عن "المغتصبين والقتلة أعضاء المنظمة الباسكية الانفصالية "إيتا" "بموجب حكم صدر في أكتوبر الماضي عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بستراسبورغ". وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لا راثون)، تحت عنوان "الشرطة تضع نظاما لمراقبة المغتصبين والقتلة المفرج عنهم"، أن الشرطة الوطنية أعادت العمل بهذا الإجراء حول خوان مانويل فالنتين تيخيرو الذي قتل الطفلة أولغاسا نغرادور (9 سنوات) وحكم عليه حينها ب 50 سنة سجنا. وأضافت أن الإفراج عن هذا القاتل وكذا عن مانويل غونزاليس، يوم 22 نونبر الجاري، بعد أن كان مدانا بالاغتصاب، "دق ناقوس الخطر" في المجتمع وبين أسر الضحايا، لاسيما أن مانويل غونزاليس الذي أفرج عنه بموجب قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، كان قد أدين سنة 1997 ب 169 سنة سجن لاعتدائه ما بين 1991 و1993 على 16 امرأة وقتله إحداهن. ومن جهتها، اهتمت صحيفة (إلباييس) بقضية الإفراج عن سجناء منظمة "إيتا" المسلحة، بموجب حكم محكمة ستراسبورغ، مشيرة إلى أن الحكومة قررت أن تحيل على المحكمة الوطنية ست حالات خلال تكريم نظم ببلاد الباسك لسجناء "إيتا"، المفرج عنهم مؤخرا. وأضافت اليومية أنه سيتم النظر في ما إذا كان الأمر يتعلق، في هذه الحالات، ب"تمجيد للإرهاب"، مشيرة إلى أن مندوبية الحكومة الإسبانية في إقليم الباسك أحالت هذه القضية على المحكمة الوطنية في مدريد. وبدورها، كتبت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "تكريم أعضاء إيتا يصل إلى العدالة"، أن وزارة الداخلية طلبت من المحكمة الوطنية التحقيق في ست حالات تهم التكريم الذي أقيم لاستقبال نشطاء منظمة "إيتا" المفرج عنهم مؤخرا بموجب حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وفي ألمانيا، ركزت الصحف، على الخصوص، على اتفاق الائتلاف بين المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا وانتظار قرار أعضاء الحزب الاشتراكي، وقمة فيلنيوس لدول الاتحاد الأوروبي وشرق أوروبا. وفي تعليقها على الائتلاف بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) أن الطرفين يلوحان، من خلال الخطط التي تضمنها الاتفاق للسنوات الأربع القادمة، "بمستقبل جيد لألمانيا (...) وأن الوضع الاقتصادي الجيد سيستمر للسنوات المقبلة"، إلا أن الصحيفة عبرت عن عدم اقتناعها بالسياسة المالية واعتبرتها "غير صلبة". ومن جانبها، كتبت صحيفة (زود دويتشه) أن تكاليف تقاعد الأمهات والمساهمة في محاربة الفقر بين كبار السن ليست في المستوى المطلوب، مقارنة مع دول أوروبية أخرى، مسجلة أن الارتقاء بمعاشات تقاعد الأمهات من أجل تربية الأطفال، ستحتاج إلى مساهمة جميع دافعي الضرائب، في حين أن الاتفاق استبعد زيادة الضرائب على ذوي الدخل المرتفع. أما صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه) فعبرت عن خيبة أمل إزاء الخطة المتعلقة بالأسرة والتي وصفتها بأنها "إفلاس سياسي حقيقي للأسرة الألمانية"، بما يخالف، برأيها، ما وعد به الحزبان الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاجتماعي المسيحي قبل الانتخابات التشريعية. ومن جانبها، عبرت صحيفة (دي فيلت) عن تخوفها من تراجع الحكومة عن معالجة أزمة الأورو، مسجلة أن ألمانيا لن تكون قادرة على ممارسة ضغطها السياسي أكثر على الدول التي تعاني من الأزمة في المنطقة. وفي المقابل، شددت على أن التحالف الموسع مطالب بتأمين سوق الشغل وضمان رخاء أجيال المستقبل، وتفادي الأخطاء التي وقعت فيها دول الجنوب الأوروبي. وفي سياق متصل، اعتبرت جل الصحف أنه بعد مخاض ومفاوضات استمرت أزيد من شهر والتوصل إلى اتفاق حول مختلف النقط الأساسية لتشكيل الائتلاف فإن النتائج "تبقى غير نهائية" لأن على الجميع انتظار نتيجة استفتاء قواعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي التي ستكون حاسمة بالنسبة للائتلاف، فيما اعتبرت بعض الصحف أن رفض مشروع الائتلاف سيشكل "كارثة". ومن جهة أخرى، سلطت الصحف الألمانية الضوء على قمة الاتحاد الأوروبي بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (دير تاغسشبيغل) أن الخلاف حول اتفاقية الشراكة مع أوكرانيا أثبت أن روسيا "لاعب عالمي ونمر بلا أسنان". وفي روسيا، كتبت صحيفة (كاميرسانت) أن النزاع بين الولاياتالمتحدةواليابان من جهة والصين من جهة أخرى دخل مرحلة جديدة، مشيرة إلى أنه ردا على قرار بكين بإنشاء منطقة دفاع جوي لها تضم جزر سينكاكو (دياويو) المتنازع عليها فوق بحر الصين الشرقي،استعرضت الولاياتالمتحدة تمسكها بالتزامها بأمن اليابان، حيث اخترقت قاذفتي "بي-52" الأمريكيتين حدود المنطقة التي أعلنتها الصين منطقة دفاع جوي. ورفضت طوكيو، تضيف الصحيفة، التهديدات الصينية أيضا ، حين قامت طائراتها بالتحليق فوق الجزر المتنازع عليها، مما يعني أن حرب الأعصاب انتقلت من البحر إلى الجو. أما صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا)، فتطرقت إلى اقتراح الولاياتالمتحدةالأمريكية تدمير السلاح الكيميائي السوري في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط على ظهر سفينة "كاب راي"، وذلك باستخدام تكنولوجيا التحلل المائي، مشيرة الى أن "كاب راي" مزودة بوحدة حقلية للتحلل المائي، بمقدورها تدمير المواد الكيميائية الصلبة ومركبات صنع المواد السامة، لكن يستحيل عليها تدمير المواد الموجودة داخل العتاد.