أفردت الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية حيزا هاما للحديث عن الجدل الذي أثاره اعتداء أورلاندو، وانعكاسات التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومشروع القانون المتعلق بالمساعدة الطبية للموت الرحيم في كندا. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة (دو هيل) تحت عنوان "النقاش حول الأسلحة النارية أخذ منعطفا دراميا" أن الديمقراطيين قد وجدوا حليفا غير متوقعا يوم الاربعاء في الوقت الذي يصعدون فيه ضغوطهم على الجمهوريين من أجل اعتماد التشريعات التي تحظر على "الإرهابيين المحتملين" الحصول على الأسلحة النارية. وأضافت الصحيفة أن النقاش الطويل الذي أطلقه الديمقراطيون بمجلس الشيوخ بشأن فرض حظر على مبيعات الأسلحة النارية، التي انتهى صباح اليوم الخميس، قد وضع ضغوطا جديدة على قادة الحزب الجمهوري لتعزيز القوانين المتعلقة بالأسلحة بعد مذبحة يوم الاحد التي أسفرت عن مقتل 49 شخصا وجرح 53 آخرين في أورلاندو. وأشارت في هذا السياق إلى أن المرشح المحتمل للحزب الجمهوري، دونالد ترامب، وعد بعقد لقاء مع الجمعية الوطنية للبنادق (إن إر أي) لمناقشة تعزيز القوانين في هذا الشأن، معتبرة أن هذا الموقف قد يكون له تأثير كبير إذ أن قطب العقار يمكنه إحداث قطيعة مع حزبه لدعم الإصلاحات المتعلقة بالأسلحة النارية التي يدافع عنها الرئيس أوباما. في الجانب الديمقراطي، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه في الوقت الذي شجب فيه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والمرشحة للبيت الأبيض، هيلاري كلينتون، رد دونالد ترامب على حادث أورلاندو، فإن إجماعهما ضد منافس وزيرة الخارجية السابقة يخفي خلافات بخصوص طريقة التصدي لتهديد "الإرهاب الإسلامي" على الأراضي الأمريكية، وكذلك مقاربة الانخراط للقضاء عليه في الخارج. وأوضحت الصحيفة أن السيدة كلينتون، التي شغلت منصب وزيرة الخارجية خلال الفترة الأولى من ولاية أوباما تدعو إلى استراتيجية عسكرية أكثر شراسة في سورية والتي رفضها بشدة الرئيس الأمريكي، حيث أعربت بكل صراحة عن مواقفها بخصوص التهديد الذي يشكله الإرهاب الذي يلهمه تنظيم "الدولة الإسلامية" في الولاياتالمتحدة. على الصعيد الدولي، كتبت (واشنطن بوست) أنه على بعد أسبوع من تصويت محتمل على قرار بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن استطلاعات الرأي تظهر أن البلاد منقسمة تقريبا حول الموضوع، مع تسجيل زخم ملحوظ في الأيام الأخيرة لفائدة الداعين إلى "مغادرة الاتحاد"، وذلك حسب المحللين الذين يعتقدون بأنه في حال حدوث هذا السيناريو، فإن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ربما قد يضطر إلى تقديم الاستقالة. وأضافت أنه في حال تحقيق فوز "بفارق ضئيل" قد يترك الأمر كاميرون هشا وعرضة لتلقي ضربة الانتقام يغذيها السياسيون المؤيدون للخروج من الاتحاد الأوروبي في حزبه والذين يعتقدون أن رئيس الوزراء، الذي رأى في التصويت وسيلة لتوحيد الحزب وراء قيادته، لم يفعل الكثير لإبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. بدورها، اعتبرت (بوليتيكو) أنه في الوقت الذي تظهر فيه الاستطلاعات دينامية قوية لفائدة التخلي عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن مثل هذا السيناريو قد يتسبب في هبوط حاد في الأسواق العالمية، وتقويض الاقتصاد الأمريكي الهش، كما يمثل انشغالا جديدا لهيلاري كلينتون في جهودها في الحفاظ على البيت الأبيض في أيدي الديمقراطيين. وأوضحت الصحيفة أن كلينتون تعول على الأداء الجيد للاقتصاد الأمريكي لتكون قادرة على إلحاق هزيمة بمنافسها الجمهوري دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية في ثامن نونبر المقبل، لكن تصويتا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يوجه ضربة موجعة للاقتصاد الأمريكي الذي سجل نموا طفيفا بنسبة 0.8 بالمئة. في كندا، كتبت صحيفة (لابريس) أن مجلس الشيوخ أعاد إلى مجلس العموم مشروع القانون (سي 14) المتعلق بالمساعدة الطبية على الموت الرحيم بعدما صادق، الأربعاء، بأغلبية ساحقة على إدخال تعديلات جوهرية عليه، مشيرة إلى انطلاق المشاورات بين الغرفتين بخصوص التعديلات التي تم تبنيها وذلك على بعد ستة أيام من انتهاء الدورة العادية لمجلس العموم. وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (لودوفوار) أن مجلس الشيوخ اعتمد أخيرا مشروع القانون المتعلق بالمساعدة الطبية للموت الرحيم، ليلة الأربعاء، بأغلبية ساحقة، مشيرة إلى أن مجلس الشيوخ مدد بشكل خاص معايير إمكانية الحصول على المساعدة الطبية للموت لتشمل الأشخاص الذين ليسوا في نهاية الحياة. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة (لو جورنال دو مونريال) أن الشعوب الأصلية في إقليمي (كيبيك) و(لابرادور) تعارض مشروع إقامة خط أنابيب (إينيرجي إيست) الذي سينقل النفط الخام من غرب كندا إلى شرقها على طول 700 كلم باتجاه الأسواق الخارجية، متعهدين باستنفاذ جميع السبل القانونية للحيلولة دون إنجاز المشروع الذي تشرف عليه شركة "ترانس كندا". بالدومينيكان، توقفت صحيفة (دياريو ليبري) عند موافقة الجمعية العامة لمنظمة الدول الأمريكية بإجماع أعضائها ال 34 على بيان اعتذار إلى جمهورية الدومينيكان للدور الذي قامت به الهيئة الإقليمية بالسماح بتدخل عسكري في البلد في أبريل 1965. وأضافت الصحيفة أن بيان اعتذار منظمة الدول الأمريكية يأتي بعد مطالبة الرئيس الدومينيكاني، دانيلو ميدينا، في خطاب ألقاه يوم الاثنين خلال الجلسة الافتتاحية للدورة ال46 للجمعية العامة التي احتضنها الدومينيكان خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 15 يونيو الجاري من منظمة الدول الأمريكية بتقديم اعتذار رسمي للدومينيكان لإضفائها الشرعية على غزو الولاياتالمتحدة للبلد سنة 1965 الذي أوقف المسلسل الديمقراطي وحال دون عودة النظام الدستوري الشرعي الذي أقامه الرئيس الراحل المنتخب، خوان بوش، في سنة 1963. من جانبها، أشارت صحيفة (إل كاريبي) إلى اختتام أشغال الدورة ال46 للجمعية العامة لمنظمة الدول الأمريكية تحت شعار "التعزيز المؤسساتي للتنمية المستدامة في الأمريكيتين" بمصادقة الوفود المشاركة على "إعلان سانتو دومينغو" الذي يدعو إلى تعزيز التنمية المستدامة والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان والقضاء على الجوع والفقر بكل أشكاله ومكافحة عدم المساواة وحماية البيئة وإدارة مخاطر الكوارث والحد من التغيرات المناخية. ببنما، أبرزت صحيفة (بنماأمريكا) أن استقالة 11 وزيرا ومسؤولا ساميا على مدى سنتين من ولاية رئيس الجمهورية، خوان كارلوس فاريلا، دليل على "ضعف أداء الرئيس"، معتبرة أن من بين المستقيلين أربعة وزراء كان خروجهم من الحكومة على علاقة ب "أزمة أو فشل في تدبير الحقيبة التي يشرفون عليها". ونقلت الصحيفة عن عدد من المحللين للمشهد السياسي أن الحديث عن تعديل حكومي مرتقب منذ بداية السنة الماضية، دون القيام به لحد الساعة، ساهم بدوره في ضعف الحكومة، إذ أن مردود مجموعة من الوزراء قل بعد إحساسهم بأن رياح التغيير قد تعصف بمناصبهم. من جانبها، كشفت صحيفة (لا برينسا) أن السلطات بسويسرا ألقت القبض على أحد موظفي فرع مكتب المحاماة (موساك فونسيكا)، الذي كان موضوع تسريبات لوثائق تأسيس شركات أوفشور عرفت باسم (وثائق بنما)، موضحة أن السلطات تشتبه في وقوف هذا الموظف المشرف على الجانب التقني بالمكتب وراء التسريبات وذلك إثر التحقيقات التي أطلقتها النيابة العامة بالبلد الاوروبي على ضوء شكاية من مكتب المحاماة المعني. بالمكسيك، اهتمت صحيفة (لاخورنادا) بخبر تسلم السلطات المكسيكية من نظيرتها الأمريكية تاجر المخدرات واسع النفوذ في المكسيك هيكتور "إل غويرو" بالما سالازار بعد قضائه 9 سنوات في السجون الأمريكية عقب اعترافه بتهريب المخدرات، مشيرة إلى أن السلطات الأمريكية قالت إنه تم ترحيل "إل غويرو" إلى المكسيك، الخميس، حيث تم تسليمه إلى الشرطة الفدرالية المكسيكية، عبر منفذ "براونزفيل" الحدودي في ولاية تكساس. وذكرت الصحيفة أن "ال غويرو" كان أحد أشهر أباطرة تهريب المخدرات في المكسيك وأبرز مؤسسي عصابة (سينالوا) في عام 1990، مع صديقه خواكين غوزمان الشهير ب"إل تشابو"، مشيرة إلى أن السلطات المكسيكية قد اعتقلته في يونيو 1995 في غرب البلاد وتم تسليمه إلى الولاياتالمتحدة في عام 2007، لمحاكمته بتهمة تهريب الكوكايين وقضت المحكمة بسجنه لمدة 16 عاما. من جهة أخرى، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن مجلس الشيوخ وافق على القانون العام للنظام الوطني لمكافحة الفساد والمسؤوليات الإدارية، والذي يقضي بأنه يتعين على أي شخص طبيعي أو معنوي يتلقى الأموال العامة أو له عقود مع المستويات الثلاثة للحكومة تقديم تصريحاته المالية والضريبية.