اهتمت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، على الخصوص، بتوقعات البنك الدولي بشأن نمو الاقتصاد الأرجنتيني واستمرار الاستقالات من اللجنة التنفيذية للاتحاد المحلي لكرة القدم، وكذا بالضغوط التي يتعرض لها الرئيس البرازيلي المؤقت، ميشال تامر، من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الذين لم يحسموا مواقفهم بعد بشأن الإقالة النهائية للرئيسة ديلما روسيف، فضلا عن التطورات المرتبطة بالمسيرات الاحتجاجية الطلابية على إصلاح النظام التعليمي بالشيلي. فبالأرجنتين، أولت الصحف المحلية اهتمامها، على الخصوص، لتوقعات البنك الدولي بشأن نمو الاقتصاد الأرجنتيني، الثالث بأمريكا اللاتينية، وكذا للوضع داخل الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بعد الاستقالات المتتالية من لجنته التنفيذية. فقد توقفت صحيفة "أمبيتو فينانسييرو" عند توقعات البنك الدولي التي تشير إلى تراجع الاقتصاد الأرجنتيني بواقع 0,5 في المائة خلال السنة الجارية، مسجلة أن المؤسسة المالية العالمية حسنت، مع ذلك، تقديراتها بشأن نمو الاقتصاد الأرجنتيني بالنسبة لهذه السنة، حيث كانت تتوقع، حتى حدود يناير الماضي، انكماشه بنسبة 1,2 في المائة. وأوضحت اليومية الاقتصادية، استنادا إلى تقرير للبنك الدولي، أنه نتيجة للتدابير الماكرو اقتصادية والإصلاحات الهيكلية الجارية، ينتظر أن يسجل النشاط الاقتصادي في الأرجنتين تراجعا طفيفا خلال سنة 2016 ، قبل أن يحقق إقلاعا اعتبارا من سنة 2017 ، التي توقع البنك أن يسجل الاقتصاد الأرجنتيني خلالها نموا بنسبة 3,1 في المائة، بفضل زيادة تدفقات الرساميل الأجنبية بعد خروج البلد الجنوب أمريكي من أزمته مع صناديق المضاربة وعودة إمكانية ولوجه إلى الاقتراض الخارجي واستعادته لثقة المستثمرين، على الخصوص. وأشارت الصحيفة إلى أن البنك الدولي حذر، في تقريره الأخير "الآفاق الاقتصادية العالمية: أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.. الاختلالات والمخاطر"، من أن أمريكا اللاتينية تتضرر بشكل كبير من الركود الاقتصادي الذي تعيشه اقتصادات ثلاث دول، هي الأرجنتين والبرازيل وفنزويلا، متوقعا انتعاش اقتصاد المنطقة اعتبارا من السنة المقبلة. رياضيا، اهتمت الصحف باستقالة رئيسي فريقي ريفير بلايت وسان لورينزو، على التوالي رودولفو دونوفريو وماتياس لامينس، من اللجنة التنفيذية للاتحاد المحلي لكرة القدم، وذلك في أعقاب استقالة النائب الثالث لرئيس الاتحاد، مارسيلو تينيلي، من منصبه وإعلانه الخميس الماضي عن سحب ترشيحه لرئاسة الهيأة الكروية الأرجنتينية، وذلك في ظل النفق المسدود الذي وصلت إليه الأزمة الإدارية والمالية داخل الاتحاد. وأشارت الصحف إلى أن رئيس الاتحاد الأرجنتيني، لويس سيغورا، المتواجد حاليا بالولايات المتحدة رفقة المنتخب الأرجنتيني الذي يشارك في منافسات كوباأمريكا لكرة القدم، قرر العودة إلى الأرجنتين عقب المباراة الأولى التي افتتح بها منتخب التانغو مشواره في التظاهرة القارية مساء الاثنين الماضي أمام نظيره الشيلي، وذلك من أجل عقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية، لبحث التطورات الجديدة داخل الهيئة الكروية الأرجنتينية. وبالبرازيل، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بالضغوط التي يتعرض لها الرئيس المؤقت، ميشال تامر، من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الذين لم يحسموا مواقفهم بعد بشأن الإقالة النهائية للرئيسة ديلما روسيف، المعلقة مهامها من قبل المجلس وكذا بردود الفعل إزاء طلب المدعي العام رودريغو جانوت اعتقال العديد من السياسيين المنتمين لحزب الحركة الديمقراطية البرازيلية. وأشارت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" إلى أن تامر يتعرض لضغوط من قبل أعضاء مجلس الشيوخ المترددين بشأن العزل النهائي للرئيسة روسيف، موضحة أن الرئيس المؤقت لم يعد يقوى على تحمل "الابتزاز الصريح" من قبل الأطراف التي لم تتخذ بعد موقفا مؤيدا لإقالة روسيف. وأوردت صحيفة "أو غلوبو"، من جهتها، أن طلب المدعي العام اعتقال رئيس مجلس الشيوخ رينان كالييروس، ووزير التخطيط المقال، روميرو جوكا، والرئيس البرازيلي الأسبق جوزي سارني، والرئيس السابق لمجلس النواب إدواردو كونيا، أثار المخاوف داخل الأوساط السياسية إزاء تأثير مثل هذا الإجراء، معتبرة أن تسجيلات المحادثات التي تم تسريبها مؤخرا وانتقد فيها هؤلاء سير التحقيق في فضيحة فساد داخل شركة "بيتروبراس" النفطية العمومية، "لا تتضمن أي عمل غير قانوني" بل مجرد "آراء" لهؤلاء فقط. من جانبها، توقفت صحيفة "جورنال دو برازيل" عند تصريحات جيلمار مينديس، القاضي في المحكمة الفيدرالية العليا، الذي انتقد عملية تسريب معلومات من داخل المحكمة دون أن يحدد طبيعة هذه التسريبات، التي وصفها بأنها "سوء استخدام للسلطة". وبالشيلي، انصب اهتمام الصحف المحلية على التطورات المرتبطة بالمسيرات الاحتجاجية الطلابية على إصلاح النظام التعليمي، الذي أطلقته حكومة الرئيسة ميشيل باشليت. وأشارت يومية "إل ميركوريو" إلى أن قضية التعليم كانت وراء المظاهرات الطلابية التي شهدتها مؤخرا العاصمة سانتياغو، وانتهى بعضها باحتلال عدد من المدارس والأحياء الجامعية وتسبب في أضرار مادية مهمة. وذكرت الصحيفة أن أزيد من عشر مدارس لا تزال محتلة من قبل الطلاب احتجاجا على الإصلاح الذي أطلقته الحكومة، مشيرة، نقلا عن المسؤولة التربوية بسانتياغو، مونيكا إسبينا، إلى أن "الوضع أصبح لا يطاق" في العاصمة، بسبب المسيرات الطلابية والمظاهرات، واحتلال المدارس والأحياء الجامعية. وأشارت الصحف إلى أن هذا الإصلاح الذي وضعته الحكومة الشيلية، يروم ضمان مجانية التعليم بالنسبة ل70 في المائة من طلبة التعليم العالي المنتمين إلى الطبقات الفقيرة.