تطرقت الصحف الصادرة بأمريكا الجنوبية، على الخصوص، للوضع الاقتصادي الصعب بالأرجنتين وللترشيحات لرئاسة الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، وكذا لآخر تطورات مسطرة إقالة الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، ولجولة الرئيسة الشيلية ميشيل باشيليت بأوروبا. فبالأرجنتين خصصت الصحف المحلية أبرز عناوينها للوضع الاقتصادي الصعب بالبلاد وللترشيحات لرئاسة الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم واستعداد مجلس النواب للتصويت على قانون مثير للجدل يمنع تسريح الموظفين. ونشرت يومية "إل أنكاستي" المحلية رسالة مفتوحة من الرئيس ماوريسيو ماكري، تطرق فيها للوضع الاقتصادي بالبلاد وأبرز التدابير التي اتخذتها حكومته لضمان تعافي ثالث أكبر اقتصاد بأمريكا اللاتينية، والذي قال إنه يمر "بفترة انتقالية مؤلمة بالنسبة للكثير من الأرجنتينيين"، تواكبها حكومته "بإجراءات ملموسة". وتناقلت باقي الصحف الأرجنتينية، على نطاق واسع، مضامين رسالة ماكري التي استعرض فيها أبرز المشاريع التنموية التي أطلقتها حكومته، وفي مقدمتها المخطط الوطني للسياحة الذي يهدف إلى خلق 300 ألف منصب شغل في أفق سنة 2020 باستثمارات تناهز 165 مليون دولار، و"مخطط بيلغرانو" الذي سيتم في إطاره تخصيص نحو 16 مليار دولار على مدى عشر سنوات لتحقيق التنمية الاجتماعية وتطوير البنيات التحتية بالمناطق الشمالية للأرجنتين، و"مخطط فرصة العمل الأولى" الذي يمنح المقاولات امتيازات تشجعها على التعاقد مع الشباب. وعلى صعيد آخر، اهتمت اليوميات الأرجنتينية بتأكيد رئيس نادي إندبينديانتي لكرة القدم والأمين العام للكنفدرالية العامة للشغل، هوغو مويانو، اهتمامه بالترشح لمنصب رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم الشاغر منذ وفاة الرئيس السابق، خوليو غروندونا، قبل نحو سنتين. وأكد مويانو، في تصريحات نقلتها صحيفة "كلارين"، استعداده للتخلي عن منصبه النقابي الذي يشغله منذ سنة 2004 للتفرغ لرئاسة الاتحاد الأرجنتيني في حال ظفر بها في الانتخابات التي ستجري في الثلاثين من شهر يونيو المقبل، مشددا على أن الهيئة الكروية بحاجة إلى الإصلاح حتى تساهم في توفير ظروف اقتصادية أفضل للأندية. ونقلت اليومية عن رئيس نادي إندبينديانتي، الذي يبقى الأوفر حظا لرئاسة الاتحاد الأرجنتيني حسب العديد من التقارير الإعلامية المحلية، قوله إن العديد من الأندية تدعمه وترغب في توليه رئاسة الهيئة الكروية الأرجنتينية، التي أكد رجل الأعمال، مارسيلو تينيلي، من جهته، نيته الترشح للمنافسة عليها. من جهة أخرى، وتحت عنوان "المحاولة الأخيرة لكبح جماح القانون الذي يمنع تسريح الموظفين"، أوردت يومية "أمبيتو فينانسييرو" أن حكومة الرئيس ماكري تدرك استحالة تفادي التصويت على مشروع القانون بمجلس النواب في غضون الأسبوع الجاري، بعدما صوت عليه مجلس الشيوخ، رغم محاولاتها إيجاد توافقات بشأن النقاط الخلافية مع النقابات والمعارضة، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة اقترحت تعديلات ستطال عددا من بنود مشروع القانون الذي يمنع تسريح الموظفين ويفرض على المقاولات تعويضات مضاعفة لفائدة هؤلاء في حال تسريحهم. وبالبرازيل، خصصت الصحف المحلية حيزا هاما من صفحاتها لآخر تطورات مسطرة إقالة الرئيسة ديلما روسيف، حيث أوردت يومية "أو غلوبو" أن نائب الرئيسة ميشال تامر، يواجه صعوبات وبالكاد تمكن من تشكيل حكومة مؤقتة على بعد أيام قليلة من تصويت مجلس الشيوخ البرازيلي على إقالة الرئيسة، المهددة بتعليق مهامها لمدة 180 يوما حتى يقول مجلس الشيوخ كلمته النهائية. وكتبت اليومية أنه منذ موافقة مجلس النواب على إقالة الرئيسة يوم 17 أبريل المنصرم، لم ينته حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية بعد من وضع قائمة الأسماء التي ستشكل نواة حكومة تامر المؤقتة. وحسب الصحيفة ذاتها، فإن عدد الطلبات المقدمة لشغل مناصب المسؤولية دفعت تامر إلى التراجع عن تقليص عدد الوزارات بالبلاد من 32 إلى 20، في حين كان وعد بخفض عدد الحقائب الوزارية بهدف تقليص النفقات العمومية. واشارت "أو غلوبو" إلى أن الإبقاء على جميع الوزارات لم يرق حلفاء حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية، الذين يرون أن نائب الرئيسة "غير حازم في قراراته". من جهتها، وتحت عنوان "النتيجة النهائية"، سجلت يومية "فوليا دي ساو باولو" أن اللجنة الخاصة بمجلس الشيوخ المكلفة بتقييم إجراء إقالة رئيسة البلاد وافقت على مواصلة المسطرة. واعتبرت اليومية أن هذا القرار، الذي يعني هزيمة للحكومة الحالية، سيمكن ميشال تامر من تشكيل حكومة مؤقتة "تقوم على منطق الأمر الواقع، والشرعية الشعبية المتجادل بشأنها"، مشددة على أن هذه "الواقعية السياسية" تهيمن في اختيار أعضاء الحكومة المقبلة. ونشرت صحيفة "إستادو دي ساو باولو"، من جانبها، مقابلة مع المحلل السياسي الارجنتيني أنيبال بيريز لينيان، اعتبر فيها أن نتائج اقالة الرئيسة قد تكون لها "تداعيات على كافة المستويات الحكومية بالبلاد". ونقلت عن الخبير الأرجنتيني، صاحب كتاب "عزل الرؤساء وعدم الاستقرار السياسي الجديد في أمريكا اللاتينية"، قوله إن رحيل الرئيسة روسيف قد تكون له نتيجة عكسية تقوي حزب العمال وتمنح زعيمته صفة الضحية. وفي الشيلي، هيمنت جولة الرئيسة ميشيل باشيليت بأوروبا على اهتمامات الصحف المحلية، التي أوردت أن الرئيسة الشيلية بدأت يوم الاثنين زيارة رسمية إلى السويد، في إطار جولة أوروبية تقودها أيضا إلى بريطانيا. وذكرت صحيفة "إل ميركوريو" أن الرئيسة باشيليت، التي ستكوون مرفوقة بوفد وزاري هام وبرئيسي مجلسي النواب والشيوخ، ستجتمع في ستوكهولم مع رئيس الوزراء ستيفان لوفن، قبل أن تستقبل خلال حفل رسمي ستقيمه على شرفها العائلة المالكة في السويد. وخلال هذه الزيارة، تضيف اليومية الشيلية، ستحضر باشليت اجتماعا لرجال الأعمال من البلدين، كما ستتناول الكلمة أمام الجمعية التشريعية السويدية حول موضوع "تحديات سياسة الرفاهية من وجهة نظر شيلية". وحسب الصحيفة ذاتها، ستوجه الرئيسة باشليت الخميس المقبل إلى بريطانيا، حيث ستعقد لقاءات مع الأمير تشارلز ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن، حيث ستفتتح أيضا "يوم الشيلي" وتشارك في مائدة مستديرة حول موضوع "المرأة والتنمية".