تناولت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الجمعة مواضع متعددة كان أبرزها فوز دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية الأمريكية ، واستقالة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عن رئاسة حزب العدالة والتنمية ومن منصبه كرئيس للحكومة ،واستعدادات الأحزاب السياسية الاسبانية للانتخابات البرلمانية المقبلة في البلاد . كما تناولت الصحف لقاء رئيس الوزراء ماتيو رينزي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بروما ، وانعقاد مؤتمر الحزب الوحيد بكوريا الشمالية . ففي بلجيكا ، علقت صحيفة (لوسوار) على فوز دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية الأمريكية والذي من المحتمل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة. فتحت عنوان " أوروبا ، الرد الوحيد على تهديدات ترامب " حذر كاتب العمود أوروبا من احتمال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية ، " وهو ما سينعكس سلبا على مصيرنا ". ويرى الكاتب أن أوروبا " هي حصننا جميعا ، داعيا الأوروبيين إلى اليقظة والبحث عن اتفاقية أوروبية جديدة وفتح ورش تعديل المعاهدة الأوروبية ". من جانبها ، قالت صحيفة (لاليبر بلجيك) إن دونالد ترامب " كذب جميع التكهنات وحقق فوز ا غير منتظر ، لكن على حساب الحزب الجمهوري حيث لا يجد عدد من مناضلي الحزب أنفسهم في هذا المرشح والذي لا يلتزم بشكل كامل بمبادئ الجمهوريين ". أما صحيفة (لاكابيتال) فقد اهتمت بالإضراب الذي يشنه منذ أيام حراس بعض السجون ، مشيرة إلى رسالة وجهها عمدة إحدى البلديات إلى الوزير الأول يحذره فيها من تأثير هذا الإضراب الذي ينذر بحدوث أعمال شغب وسط السجون. وفي ألمانيا سلطت الصحف الضوء على إعلان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تنحيه عن رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم ، وبالتالي عن منصبه كرئيس للحكومة ليفسح المجال ، كما ذكرت للصحف ، أمام مسعى الرئيس رجب طيب أردوغان لإقامة نظام رئاسي قوي. فكتبت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) في تعليقها حول تنحي رئيس الوزراء التركي "يا لسخرية القدر ، إنه في اليوم الذي يعتبر أعظم انتصار سياسي حقق أوغلو ، إثر توصية من المفوضية الأوروبية عن دعمها المشروط لمنح الأتراك حق السفر بدون تأشيرة إلى معظم دول الاتحاد الأوروبي خاصة بمنطقة شنغن ، يطيح الرئيس رجب طيب أردوغان به على حين غرة". وترى الصحيفة أن تنحي أوغلو يعتبر درسا لأوروبا ويحيل على نقاش واسع حول ما إذا كان رجب طيب أردوغان " يرغب حقا في أن يسود في أنقرة عبر توسيع صلاحيته رغم أنه لا يحق له ، بحسب الدستور الحالي ، التدخل في الحياة السياسية بل المراقبة فقط ". من جانبها اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينه تسايتونغ) أن استقالة أوغلو ستكون لها تداعيات على سياسة معالجة ملف اللاجئين بين تركيا وأوروبا مشيرة إلى أنه "بالنسبة لمستقبل الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ، سيكون خاضعا ، أكثر من السابق ، إلى أهواء الرئيس أردوغان ، وهذا ينطبق بالطبع على مصير تركيا ، التي تتجه خطوة تلو أخرى نحو الحكم الاستبدادي ". ووفق الصحيفة فإن " رحيل رئيس الوزراء داود أوغلو ، سيتسبب في إحداث جرح غائر في تركيا ، إذ أنه قام بجهود جبارة في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي ، لجعل الاتفاق مع بلاده ممكنا ". أما صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) فتتوقع أن تشهد تركيا أوقات صعبة ومضطربة بعد هذه الاستقالة ، وأيضا في محادثاتها مع الاتحاد الأوروبي والتي كانت جيدة لحد الآن على الأقل مذكرة أن سياسيين ألمان ينتمون إلى الائتلاف الحاكم عبروا عن قلقهم عن تنحي أوغلو ، إذ اعتبروا أن هذا القرار سيمهد الطريق للرئيس أردوغان ليحكم "بشكل مطلق ". وفي إسبانيا ، واصلت الصحف الصادرة اليوم اهتمامها باستعدادات الأحزاب السياسية للانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في 26 من يونيو القادم. وكتبت صحيفة (لا راثون) أن زعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها ، ماريانو راخوي ، قال إن حزبه لن يدرس أي إمكانية لإقامة تحالفات مع أحزاب أخرى خلال الحملة الانتخابية ، مضيفة أنه سيتعين تنصيب الحكومة القادمة قبل غشت المقبل. أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت إلى أن الأمينين العامين للحزب الاشتراكي وحزب سيوددانس ، بيدرو سانشيز وألبرت ريفيرا، رفضا فكرة المشاركة في حوارات انتخابات دون مشاركة ماريانو راخوي. وفي سياق آخر ، ذكرت صحيفة (إلموندو) أن 84 في المائة من أعضاء حزب اليسار الموحد دعموا الائتلاف بين حزبهم وحزب بوديموس اليساري الراديكالي ، مضيفة أنه رغم هذه النسبة العالية ، فقط واحد من كل أربعة مناضلين عبر عن دعمه لهذا الاتفاق. من جهتها ، لاحظت صحيفة (إلباييس) أن حزب بوديموس يعتزم عرض هذا التحالف على مناضليه يومي 10 و11 ماي الجاري قبل الموافقة عليه من قبل اللجنة الفيدرالية للحزب المناهض للتقشف، مشيرة إلى أنه سيتم التوقيع على هذا الاتفاق الاثنين المقبل. وفي إيطاليا ، تركز اهتمام الصحف بالاجتماع الذي عقد أمس الخميس في روما بين رئيس الوزراء ماتيو رينزي، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي هيمنت عليها قضية الهجرة. فكتبت صحيفة (إل كوريير ديلا سيرا) أن رينزي وميركل متفقان حول ملف المهاجرين ، إلا أن الخلافات بين الجانبين تكمن في مسألة تمويل خطة الهجرة . ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الايطالي في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة ميركل قوله " لم نتوصل الى اتفاق على وسائل تمويل خطة الهجرة التي اقترحتها ايطاليا "، مشددا على أن " ألمانيا ترفض الأورو بوند" لتمويل دول المنشأ والعبور الافريقية. وتحت عنوان '' رينزي وميركل : خطأ فيينا " أشارت صحيفة ( لا ريبوبليكا ) إلى أن روما وبرلين وافقتا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة البلدان الأفريقية لاحتواء تدفق اللاجئين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط ، ويعارضان أيضا المشروع النمساوي لبناء سياج على طول حدودها مع إيطاليا لمكافحة تدفق المهاجرين . وأضافت الصحيفة أن رينزي حظي بدعم من ميركل حول مسألة الهجرة وحول الجدل القائم بين إيطاليا والنمسا التي تخطط لبناء حاجز في ممر برينر لمنع المهاجرين دخول أراضيها. وقال رينزي ، وفق الصحيفة ، "نعبر عن معارضتنا الكلية ، وفي بعض النواحي ، عن غضبنا ، من الموقف الذي اعتمده أصدقاؤنا النمساويون". من جانبها اعتبرت صحيفة (إيل ميساجيرو) أن الاجتماع الذي جمع بين رينزي وميركل ، أسفر عن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين حول مسألة الهجرة مشيرة إلى أن رينزي والمستشارة الألمانية حذرا من أنه إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من التحدث بصوت واحد بشأن مسألة المهاجرين ، فإن الأشباح القديمة للقومية ستعود بشكل أكبر. وأضافت الصحيفة أن ميركل دعت في هذا الصدد نظرائها الأوروبيين إلى " الدفاع عن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي تجنبا لعودة القوميات " إذ ترى أن الدفاع عن حدود الاتحاد الأوروبي " من المتوسط إلى القطب الشمالي " يشكل " تحديا لمستقبل أوروبا " وفق الصحيفة وفي فرنسا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع الراهنة ، منها انعقاد مؤتمر الحزب الوحيد بكوريا الشمالية لأول مرة منذ 36 عاما ، والذي سيشكل فرصة للزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون لتأكيد قوته. وقالت صحيفة (لوفيغارو) ان هذا المؤتمر يهدف الى تعزيز قبضة وريث الاسرة الشيوعية الوحيدة في العالم، معتبرة ان هذا المؤتمر يعد سابقة لهذا الحزب الوحيد منذ36 سنة، والذي يقام تحت شعار الانطلاق الرسمي لعهد كيم يونغ أون بعد خمس سنوات تقريبا على وفاة والده جراء ازمة قلبية داخل قطاره المصفح في دجنبر 2011 . من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) ان كيم يونغ يعتزم من خلال تنظيم هذا المؤتمر على غرار والده سنة 1980 التأسيس لبقائه رئيسا ابديا، مضيفة ان اخر وريث للسلالة يعتزم تتويج نفسه كزعيم كبير ، على اعتبار انه تمت مرارا اثارة صغر سنه وخبرته عندما خلف والده كيم يونغ ايل في دجنبر 2011 . وأضافت أن الزعيم الكوري الشمالي يقوم بكل ما في وسعه للسير على خطى والده عندما كانت كوريا الشمالية قوية والحزب ركيزة للنظام.