تناولت الصحف الصادرة اليوم الجمعة في منطقة شرق اوربا مواضيع متنوعة ابرزها أزمة اللاجئين والمشاكل الاقتصادية في اليونان وقرار الاتحاد الاوربي فرض غرامات على بلدان الاتحاد التي ترفض استقبال حصصها من اللاجئين. ففي اليونان كتبت (تا نيا) أن إضرابا عاما مدته 48 ساعة تعرفه البلاد ابتداء من اليوم الجمعة حيث يتوقع أن يشل الحركة وذلك للاحتجاج على مشاريع الحكومة للرفع من الضرائب واصلاح صناديق التقاعد على حساب الطبقات الاجتماعية التي تعاني منذ ست سنوات من سياسة تقشف صارمة. وأضافت الصحيفة أن الاضراب الذي دعت إليه نقابتا القطاع العام والقطاع الخاص الاكبر في البلاد يتزامن مع تصويت البرلمان يوم الاحد على سلسلة قوانين للرفع من الضرائب استجابة لمطالب المانحين. وأشارت إلى أن جميع الهيئات المهنية من محامين وأطباء وصحافيين وأرباب صناعة وبحارة قرروا الانضمام إلى الإضراب، إضافة إلى وسائل النقل العمومي حيث ستتوقف حركة النقل بواسطة قطارات الأنفاق والبواخر. صحيفة (كاثيمينيري) ذكرت أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت يوم الخميس في روما أن الاتحاد الاوربي لن يتخلى عن اليونان وايطاليا الذين يواجهان أزمة اللاجئين. وأضافت الصحيفة ان ميركيل انتقدت رغبة النمسا إعادة تطبيق المراقبة على الحدود في معبر برينر ووصفت ذلك بأنه وسيلة خاطئة لمواجهة أزمة اللجوء. وقالت "سأفعل كل شيء من أجل حل المشكلة بشكل آخر غير الاضطرار لإغلاق الحدود". كما نقلت الصحيفة عن المستشارة الألمانية التي اجتمعت برئيس الوزراء الايطالي في روما قولها "لا يمكننا التخلي عن بعضنا البعض، بل وعلينا التعاون مع بعضنا البعض على نحو عادل ويتعين دعم الدول الواقعة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بصفة خاصة مثل إيطاليا واليونان ومالطا وقبرص. وفي تركيا كتبت (ديلي صباح) أن رئيس الوزراء الإيطالي، والمستشارة الألمانية أكدا التزامهما بتنفيذ الاتفاق الأوروبي مع تركيا حول الهجرة، ودفعه قدما، مضيفة أنه أكد على وجود توافق قوي بين ألمانياوإيطاليا حول مقاربة، قائمة على أسس من القيم الإنسانية والكرامة، واستنادا إلى سياسة أوروبية جادة، موثوقة وطويلة الأمد. واضافت الصحيفة أن رينزي شدد على "الحاجة إلى إستراتيجية لقارة إفريقيا في مجال الهجرة" واقترح طرح سندات بالأورو لدعم التنمية في افريقيا لكن ذلك لم يلق قبولا من الجانب الألماني. صحيفة (ييني شفق) ذكرت أن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو سيستقيل من رئاسة الحكومة والحزب بعد المؤتمر الاستثنائي للحزب أواخر الشهر الجاري ما سيفسح المجال أمام الرئيس رجب طيب اردوغان لبسط هيمنته على دواليب السلطة والحزب والمضي نحو تغيير النظام السياسي للبلاد من برلماني الى رئاسي. وأضافت الصحيفة أن أوغلو وبعد أشهر من الحرب الباردة والمواجهات مع اردوغان فضل الدعوة لمؤتمر استثنائي للحزب وعدم الترشح لامانته العامة، مشيرة الى ان خليفة أوغلو سيكون طيعا ويحتمل أن يكون صهر الرئيس أردوغان. وفي بولونيا كتبت (ريسبوبليكا) المقربة من المحافظين ان مقترح الاتحاد الاوربي فرض غرامات على بلدان الاتحاد التي ترفض استقبال حصصها من اللاجئين بمعدل 250 الف اورو عن كل لاجئ "مبالغ فيها" مشيرة الى ان حصة بولونيا التي فرضها الاتحاد تبلغ 7000 لاجئ ترفض لغاية الآن استقبالهم. ووفقا للصحيفة فإن قرار بروكسيل يمنح ذريعة للمشككين في اهمية الاتحاد وللقوميين للإصرار على مواقفهم الرافضة للاتحاد الاوربي مضيفة ان مجموعة فيسغراد التي تضم بولونيا والتشيك وهنغاريا وسلوفاكيا التي ترفض استقبال اللاجئين تعتبر ان خطوة بروكسيل تعتبر مساسا بسيادة الدول الاعضاء في الاتحاد. وأشارت الصحيفة الى أن خطوة بروكسيل تأتي على بعد سبعة اسابيع من الاستفتاء المصيري في بريطانيا حول بقائها أو خروجها من الاتحاد الاوربي، وقالت ان مشاعر رفض اللاجئين قد تتضاعف داخل الاتحاد الاوربي بعد قرار فرض غرامات على البلدان التي ترفض استقبال اللاجئين. صحيفة (لاغازيت) ذكرت من جانبها ان إرغام البلدان الاعضاء في مجموعة فيسغراد على استقبال اللاجئين "خطأ" من شأنه الرفع من مشاعر رفض الاتحاد الاوربي داخل بلدان المجموعة. ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية البولوني ويتولد واسزوفسكي تساؤله ما اذا كان المقترح الاوربي جديا او انه مجرد كذبة ابريل. واضافت الصحيفة ان بروكسيل تهدف من وراء خطوتها تلك تمويل صندوق خاص لمساعدة البلدان التي تعاني من مشاكل الهجرة واللجوء مثل اليونان وتركيا وهو ما ترفضه مجموعة فيسغراد. وفي النمسا كتبت (ذي بريس) ان مرشح اليمين المتطرف للدور الثاني للانتخابات الرئاسية ل 22 مايو الجاري نوربيرت هوفر اعلن عن استعداده تعيين المستشار الفيدرالي المقبل من صفوف الحزب الاجتماعي الديمقراطي ذي الاغلبية في البرلمان بخلاف تصريحاته قبل الدور الاول للانتخابات حيث هدد بحل البرلمان في حال انتخابه رئيسا. وأضافت الصحيفة أن هوفر يسعى من وراء ذلك استقطاب أصوات الناخبين من الاجتماعيين الديمقراطيين مشيرة الى انه لين من مواقفه السابقة بخصوص مكانة النمسا داخل الاتحاد الاوربي كما اعرب عن تفاؤله من امكانية اندماج اللاجئين الذين وصلوا الى النمسا. صحيفة (كورير) نقلت ان زعيم حزب الحريات النمساوي (اقصى اليمين) هانس كريستيان ستراش دافع على ضرورة اغلاق معبر برينير على الحدود النمساوية الايطالية وتسييجه لتفادي دخول اللاجئين الى البلاد من ايطاليا، مشيرة الى ان رئيس الوزراء الايطالي ندد بشدة بهذا التصريح واعتبر انه لا داعي لاقامة اي سياج عند هذه النقطة الحيوية للتبادلات بين جنوب وشمال أوربا.