ركزت جل الصحف الأوروبية الصادرة ، اليوم الاثنين، اهتماماتها على نتائج الانتخابات الأوروبية ، التي جرت أمس الأحد في دول الاتحاد الأوروبي وكذا الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا التي جرت في نفس الوقت، إلى جانب الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها رئيس وزراء تركيالألمانيا. ففي ألمانيا سلطت الصحف الضوء على موضوعي الانتخابات الأوروبية وفي ألمانيا والانتخابات الرئاسية في أوكرانيا. وكتبت صحيفة (دي فيلت) في تعليقها على نتائج الانتخابات الأوروبية وفي ألمانيا في نفس الوقت، معتبرة أن الإقبال على التصويت بين الألمان أكد أنهم مع مسار الخيار السياسي الأوروبي. وأشارت الصحيفة إلى أن حزب "البديل لألمانيا" المناهض للاتحاد الأوروبي، الذي شارك لأول مرة في الانتخابات الأوروبية ، والذي لا يمكن اعتباره متطرفا كبعض المجموعات في بعض الدول الأوروبية، حقق نتائج لا بأس بها لكن لم ترق إلى ما يطمح إليه. واعتبرت الصحيفة من جهة أخرى أن فوز اليمين المتطرف يعد "هزيمة للرئيس فرانسوا هولاند" مشيرة إلى أن هذه "الكارثة الانتخابية كان وراءها الرئيس الفرنسي الذي يزداد ضعفا ، وسيواجه صعوبات كبيرة في تحقيق الإصلاحات". من جانبها كتبت (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ) أن المشاركة في الانتخابات الأوروبية، وعلى الأقل في ألمانيا، أظهرت أن هناك اعتبارا للأزمة الأوكرانية ورغبة في تحقيق السلام بأوروبا مشيرة إلى أن مشاركة حزب مناهض للاتحاد الأوروبي وتمكنه من استقطاب أصوات المرشحين لم يؤثر على مستوى تعبئة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي حقق فوزا كبيرا بحصوله على 2ر27 في المائة من الأصوات أكثر من النسبة التي حصل عليها في انتخابات 2009 والتي كانت في حدود 22 في المائة. واعتبرت الصحيفة أن الانتخابات الأوروبية في فرنسا تعرضت ل"زلزال سياسي قوي" إثر فوز الجبهة الوطنية الفرنسية وأن هذا الفوز ستكون له انعكاسات سلبية على أوروبا. أما صحيفة (بيلد) فوصفت هي الأخرى نتائج الانتخابات الأوروبية في فرنسا ب"الصدمة الانتخابية". أما (زود دويتشه تسايتونغ) فاعتبرت أن الشعبوية هي "شيطان" أوروبا الذي يتسبب في الاضطراب السياسي مشيرة إلى أن العديد من نتائج الانتخابات الأوروبية جيدة لكن ، تتساءل الصحيفة ، هل ستمكن أوروبا على مواجهة الاضطرابات. وبخصوص الانتخابات في أوكرانيا اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكر) أن أمس كان يوم أمل للأوكرانيين وفرصة لانتخاب رئيس جديد لاستعادة النظام بمؤسسات الدولة ومواجهة الأزمة مشيرة إلى أن على زعيم الكرملين فلاديمير بوتين أن يحترم تصويت الشعب الأوكراني لكن على الفائز في الانتخابات ،بيوتر بوروشينكو، مواصلة الحوار مع موسكو . من جانبها كتبت صحيفة (برلينر تسايتونغ) أن أمس كان تاريخيا لا ينسى حيث شهد في نفس الوقت انتخابات في كل من أوروبا وأوكرانيا. إلا أن الفرق بين العمليتين ، تقول الصحيفة ، أن في أوروبا فضل الكثير التمتع بالشمس على الذهاب للتصويت أما في أوكرانيا فقد قاتل المواطنون من أجل ممارسة حقهم في التصويت وتحقيق أملهم في الحرية والسلام. وفي إسبانيا تركز اهتمام الصحف أيضا على نتائج الانتخابات الأوروبية التي جرت أمس الأحد في إسبانيا، فتحت عنوان ''عقاب تاريخي للحزب الشعبي والحزب الاشتراكي، اللذين خسرا خمسة ملايين صوت" أوضحت صحيفة (إلموندو) أن الحزبين الرئيسيين بإسبانيا فقدا 17 مقعدا في البرلمان الأوروبي، ثمانية فقدها الحزب الشعبي فيما خسر الحزب الاشتراكي تسعة مقاعد. ولاحظت اليومية أن حركة "بوديموس" (يمكننا) خلقت المفاجأة بفوزها بخمسة مقاعد وأضحت بالتالي رابع قوة بعد اليسار الموحد (6 مقاعد)، وكذا تقدم حزب اليسار الجمهوري الكطالاني على حزب التوافق والوحدة، بزعامة أرتور ماس، من حيث الأصوات، وفوزه بمقعدين في برلمان ستراسبورغ. من جانبها اعتبرت صحيفة (لا ليبر دو بلجيك) في مقال افتتاحي بعنوان ''دي ويفر لديه المفتاح، وليس القفل''، أن قدرة دي ويفر لتشكيل الحكومة الاتحادية تواجه العديد من العقبات، أهمها العثور على شركاء في الأحزاب الفرانكفونية. وأشار المقال إلى أن جميع المؤشرات تدل على أنه سيتم تكرار سيناريو عام 2010 على المستوى الاتحادي مشيرة إلى أن دي يفر سيواجه صعوبة في إدماج الأفكار القومية، مع برامج الأحزاب الناطقة بالفرنسية. وفي بريطانيا، ركزت الصحافة اهتمامها على التقدم المذهل الذي حققه (حزب بريطانيا المستقلة) في انتخابات البرلمان الأوروبي. وأبرزت صحيفة (الغارديان) أن النتائج التي حصل عليها هذا الحزب الشعبي المناهض للاتحاد الأوروبي في الانتخابات كانت على حساب الأحزاب التقليدية البريطانية الثلاثة (حزب المحافظين، وحزب العمال وحزب الديمقراطيين الليبراليين) ، مما سبب "زلزالا سياسيا" في المملكة المتحدة. وأضافت الصحيفة أن "هذه هي المرة الأولى في تاريخ بريطانيا الحديث التي لم تحسم فيها النتائج سواء لصالح العمال أو المحافظين " مشيرة إلى أن حزب ( بريطانيا المستقلة)، بقيادة نايغل فراج فاز بنسبة 5ر27 في المائة من الأصوات أما حزب العمال المعارض فحصل على 4ر25 في المائة ، بينما احتل حزب المحافظين (في السلطة) الثالث من خلال حصوله على نسبة 9ر23 في المائة من الأصوات. من جانبها، سلطت صحيفة (ديلي تلغراف) الضوء على فوز حزب (بريطانيا المستقلة) في الانتخابات الأوروبية وأردت الصحيفة ما صرح به نايجل فراج الذي قال إن التقدم الاستثنائي لحزبه سوف يتسبب في "إحداث زلزال بالمشهد السياسي البريطاني ". أما صحيفة (الاندبندنت ) فاعتبرت أن التقدم الذي حققه حزب (بريطانيا المستقلة) يندرج ضمن تصاعد المشككين في أوروبا في الانتخابات الأوروبية كما يتضح ذلك من خلال نتائج الانتخابات التي جرت في فرنسا، والدانمرك، والنمسا، واليونان والمجر. من جهتها اهتمت الصحافة السويسرية ب"الانتصار التاريخي" للأحزاب المناهضة لأوروبا في الانتخابات الأوروبية، متسائلة عن تأثير صعود التيارات المتطرفة في فرنسا واليونان وبريطانيا على بناء أوروبا. وترى صحيفة ( لوطون) بهذا الخصوص أن نتائج صناديق الاقتراع يجب أن " تؤخذ على محمل الجد لأنها تنقل رسالة أساسية مفادها أن الاتحاد الأوروبي أصبح يقسم أكثر مما يجمع المواطنين ". وتساءل كاتب الافتتاحية بالصحيفة " هل هذا الفشل لا رجعة فيه في أوروبا المثالية ¿" معربا عن قناعته بأن الحكم الشديد الذي عبرت عنه شريحة واسعة من الناخبين في أوروبا "لا رجعة فيه". أما صحيفة (لا تريبيون دو جنيف) فترى أن صعود المشككين في أوروبا "يمكن أن يكون فرصة كبيرة للبرلمان في ستراسبورغ لإحياء أوروبا" مشيرة إلى أن وجود معاداة للأوروبيين من جميع المشارب سيجبر الجميع على التحدث بوضوح، ومواجهة الأفكار بهذه المؤسسة الأوروبية التي صارت بعيدة عن الاستماع إلى هموم المواطنين. ولاحظت الافتتاحية أن "الحياة البرلمانية مع معارضة قوية يمكن أن تعطي دفعة ثانية إلى التكامل الأوروبي". وفي البرتغال ركزت الصحف في معظم تعليقاتها على نتائج الانتخابات الأوروبية في البلاد حيث فاز الحزب الاشتراكي القوة المعارضة الرئيسية. وتحت عنوان "الحزب الاشتراكي يفوز دون تسجيل تألق" كتبت (جورنال دي نغوسيوس) أن المعارضة الاشتراكية فازت في الانتخابات الأوروبية دون تحقيق نتائج مقنعة. وأشارت الصحيفة إلى أن الاشتراكيين احتلوا صدارة الاقتراع بنسبة 45ر31 في المائة بفارق قليل عن الائتلاف الحكومي (5ر3 نقطة) ، المكون من الحزب الاجتماعي الديمقراطي ،والمحافظين مبرزة أن الأحزاب اليمينية قد سجلت أسوأ أداء في الانتخابات الأوروبية. من جانبها نقلت صحيفة (إل) عن محللين، أن انتصار المعارضة ونسبة الغياب التي بلغت نسبة 90ر66 عوامل تعتبر "هزيمة واضحة" لحكومة يمين وسط. وفي إيطاليا، خصصت اليوميات تعليقاتها للفوز الساحق للحزب الديمقراطي في الانتخابات الأوروبية، الذي فاز، وفقا للنتائج الأولية،بأكثر من 40 في المائة من الأصوات مما اعتبرته الصحف "علامة تاريخية" للحزب. وكتبت صحيفة (ايل كورييري ديلا سيرا) أنه من خلال تسجيل ما نسبته حوالي 40 في المائة ، حقق حزب ماتيو رينزي نجاحا تاريخيا لم يحققه من قبل متجاوزا منافسه الرئيسي، (حركة 5 نجوم) لزعيمه بيبي غريللو الذي أحرز على ما بين 22 و25 في المائة، في حين فشل حزب (فورزا) في عبور عتبة 18 في المائة. وكتبت صحيفة (لاريبوبليكا) تحت عنوان "انتصار دي رينزي، يحبط غريللو" أن الحزب الديمقراطي حقق نتائج لم يسبق أن نجح في الوصول إليها أي حزب في إيطاليا، باستثناء الحزب الديمقراطي المسيحي عندما كان بقيادة دي جاسباري خلال سنة 1950. نفس الاستنتاج ذهبت إليه صحيفة (المساجيرو) التي عبرت عن اعتقادها بأن النتيجة التي حصل عليها الحزب الديمقراطي في هذه الانتخابات من شأنه أن يعزز عمل الحكومة وموقع رئيسه للمضي قدما نحو إنجاز الإصلاحات. وفي السويد، علقت الصحف هي الأخرى على الاختراق الذي حققته الأحزاب اليمينية المتطرفة في الانتخابات الأوروبية، فأبرزت صحيفة (داغينس نيهيتر) اختراق الأحزاب اليمينية المتطرفة الانتخابات الأوروبية، ملاحظة أن التشكيلات السياسية التي تحمل أفكارا عنصرية بشكل علني تزحف نحو مواقع في البرلمان الأوروبي. وقالت الصحيفة إن فرنسا في حالة صدمة بعد أن فازت الجبهة الوطنية في الانتخابات الأوروبية، مشيرة إلى أن هذا الحزب تمكن من الفوز بما يقرب من 25 في المائة من الأصوات. وأضافت الصحيفة أنه حتى في الدانمارك، أصبح الحزب الشعبي الدانمركي أكبر حزب في البلاد، وفي بريطانيا حقق (حزب بريطانيا المستقلة) نتائج مهمة جدا مبرزة أنه في السويد أيضا حقق الحزب الديمقراطي اليميني المتطرف نسبة 7ر9 في المائة من الأصوات أي مقعدين في البرلمان الأوروبي مشيرة إلى أنه في اليونان وألمانيا والمجر ايضا حققت الأحزاب الشعبوية نتائج جيدة في هذه الانتخابات. من جانبها، عبرت صحيفة (سفنسكا) عن اعتقادها أن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها أوروبا التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة صوت لصالح الأحزاب الشعبوية، مضيفة أن اختراق أعضاء مناهضين للاتحاد الأوروبي وللمهاجرين للبرلمان الأوروبي سيكون له بعض التأثير على الاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة أن المشروع بأكمله سيعرض السلام بالاتحاد الأوروبي إلى الخطر، مؤكدة أن القارة الأوروبية في حاجة إلى الكثير من الشجاعة للخروج من أزمتها. وفي بولونيا كتبت صحيفتا (ريبوبليكا) و(بولسكا) أنه إذا كان البولونيون يؤيدون بنسبة 80 في المائة الاتحاد الأوروبي، فإن نفس هؤلاء البولونيين لم يتحركوا يوم الأحد للتصويت وانتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي لتمثيل بلادهم. وأشارت إلى أن حزب رئيس الوزراء دونالد تاسك، فقد ستة مقاعد مقارنة بعام 2009، مضيفة أن هذا التراجع يعتبر بمثابة ضربة قوية للحكومة. ورحبت الصحافة البولونية من ناحية أخرى، بالانتخابات الرئاسية الأوكرانية معربة عن الأمل في أن يخرج هذا البلد من الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لأكثر من ستة أشهر. وفي هولندا، اهتمت الصحف بنفس الموضوع المتعلق بنتائج الانتخابات الأوروبية ، فكتبت صحيفة (دي فولكس كرانت) تحت عنوان "المشككون في أوروبا، هم الفائزون في الانتخابات الأوروبية" أنه باستثناء الحزب من أجل الحرية (اليمين المتطرف الهولندي) الذي فشل في كسب المزيد من المقاعد، حققت المجموعات الشعبوية الأخرى قفزة إلى الأمام ولاسيما حزب بريطانيا المستقلة. وأضافت الصحيفة أنه إذا كانت الأحزاب المشككة في أوروبا قد حافظت على 30 في المائة من الأصوات في البرلمان الأوروبي، فإنها لا تزال متأخرة كثيرا عن المجموعات المؤيدة لأوروبا والتي تمثل 70 في المائة من المقاعد . من جانبها لاحظت صحيفة (تراو) أن حزب الجبهة الوطنية هو الحزب الذي تسبب في خلخلة أكبر في المشهد السياسي الأوروبي من خلال فوزه بنحو ربع الأصوات في فرنسا ، وأكثر قليلا مما كان متوقعا، وبالتالي أصبح أكبر حزب في البلاد مضيفة أنه بعد انتهاء الانتخابات ،فإن المعركة ستبدأ على المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي. وفي تركيا ركزت الصحافة بشكل خاص على الزيارة المثيرة للجدل لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، في ألمانيا ومنح السعفة الذهبية للمخرج التركي نوري بيلج سيلان في مهرجان كان، الذي كرس جائزته لضحايا الصراعات السياسية في تركيا . وعلقت صحيفتا (ستار) و(الصباح)، على غرار العديد من الصحف الأخرى ، على زيارة رئيس الحكومة التركية لألمانيا يوم السبت الماضي ، حيث التقى بالآلاف من مؤيديه، فيما احتشد عدد كبير من خصومه في كولونيا (غرب ألمانيا) خلال اجتماع كان أقرب إلى تجمع انتخابي عشية الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في شهر غشت المقبل ، والذي سينظم للمرة الأولى في تركيا عن طريق الاقتراع العام المباشر. من جانبها لاحظت صحيفة (توداي زمان) أن الكلمة التي ألقاها طيب رجب أوردوغان لأكثر من ساعة في جو مشحون للغاية، هاجم فيها وسائل الإعلام الألمانية على تغطيتها لحادث سوما. وأضافت الصحيفة أن الخطاب كان بمثابة حملة للانتخابات الرئاسية، على الرغم من أردوغان لم يعلن بعد بشكل رسمي عن ترشحه مشيرة إلى أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية للأتراك في ألمانيا التي تستضيف مليوني تركي يحق لهم التصويت بعد تعديل مادة في القانون تسمح للمغتربين الأتراك بالتصويت دون الحاجة إلى التنقل إلى تركيا.