قالت روسيا إنها لن تضغط على الحكومة السورية من أجل وقف الحملة العسكرية في حلب، كما تطالب المعارضة مقابل استئناف مفاوضات جنيف، على اعتبار أنها تأتي في إطار مكافحة التنظيمات الإرهابية المستبعدة من وقف إطلاق النار المتفق عليه بين موسكووواشنطن. وصرح نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف لوكالة (إنترفاكس): "لا نمارس أي ضغط لأن الأمر يتعلق بمكافحة التهديد الإرهابي. الأمر لا يتوقف باي حال من الأحوال على عملية المفاوضات، لأن قرار مجلس الأمن يوضح أن تنظيمي الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة أعداء" يجب قتالهم. وانسحبت الهيئة العليا للمفاوضات- أبرز تحالف معارضة سوري مشارك في مفاوضات جنيف- من المحادثات عقب اتهامها دمشقوموسكو باستهداف المعارضة المعتدلة لنظام الرئيس بشار الأسد بهجماتهما في حلب. وعن هذه الاتهامات التي انضمت لها واشنطن قال جاتيلوف إن "هجماتنا في تلك المنطقة تستهدف تدمير داعش، بينما هدف المعارضة يجب أن يكون مغادرة المنطقة وعدم عرقلة هذه العمليات". وكان نائب قائد التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة واشنطن، الجنرال الأمريكي بيتر جيرستن، قد اتهم موسكو بالعودة لشن هجمات جوية على المعارضة المعتدلة. وفي هذا الصدد قال نائب وزير الخارجية الروسي إن "قوات داعش الإرهابية متضافرة مع جماعات مسلحة أخرى. منذ فترة نقول إن هذه الجماعات- التي تعدها الولاياتالمتحدة معتدلة ومستعدة للمشاركة في مفاوضات السلام- يجب أن تنفصل عن داعش وترحل عن المنطقة". وفي نفس الوقت أكد ان روسيا تعمل على إدراج اثنتين من هذه الجماعات المسلحة، (جيش الإسلام) و(حركة أحرار الشام الإسلامية)، في قائمة التنظيمات الإرهابية المحظورة من جانب الأممالمتحدة. وحتى الآن لم تتمكن دمشق أو المعارضة من تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها كل طرف للآخر لبدء المفاوضات، فبينما تطالب الولاياتالمتحدة والمعارضة برحيل الأسد، تصر موسكوودمشق على أن هذا الأمر يجب أن يقرره الشعب السوري. ومنذ أيام تتعرض أحياء مدينة حلب لقصف عنيف من قبل طيران النظام، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلاً عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأممالمتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي".