قالَ الأمينُ العامُّ لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، إنَّ "هناك أطرافا مختلفة تسعى إلى إجهاض التجربة الحكومية الحالية قبل الأوان". ودُونَ الإشارة إلى جهةٍ معيّنة، أوْ ذكر طرفٍ بالاسم، أضاف: "هناك من يقولُ لنا، وما زالَ في عمُر الحكومة ستة شهور، كفى، وكأنهم يريدون أنْ يمارسوا علينا الحِجْر". وكشفَ الأمين العامّ لحزب التقدم والاشتراكية، في لقاءٍ تشاوري جمَعَه بالأمين العامّ لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، اليوم السبت بالرباط، وضمَّ قياديي الحزبين، (كشف) أنّ الحكومةَ اشتغلتْ في "ظروفٍ معقّدة، وإلى يوْمنا هذا ما زلنا نمرّ بمطبّات هوائية"، غيرَ أنّه لم يقدّم تفاصيل، واكتفى بالقول: "يُمكن للأخ بنكيران، أوْ أنا، أنْ نكتبَ مذكّراتٍ نروي فيها تفاصيلَ الظروف التي اشتغلنا فيها". ودافعَ بنعبد الله عن تحالفِ حزبه مع حزب العدالة والتنمية، مؤكّدا أنَّ التحالُف بينهما جاءَ "بعدما كانَ لنا ما يكفي من الصّدق لنجتمع"، وردّا على منتقدي تحالُف شيوعيي حزب "الكتاب" مع إسلاميي حزب "المصباح"، قال: "نحنُ نؤمنُ بقيمة التأقلم والتكيّف. شيوعيو الأربعينيات ليسوا هم شيوعيي اليوم". وبعد أنْ أشار إلى المراجعات التي قامَ بها إسلاميو حزبُ العدالة والتنمية، قالَ بنعبد الله: "نحنُ أيضا مثلكم، وأريدُ أنْ أقول للساحة السياسية بأنّ على الجميع أنْ يفهم أنَّ القوى الأساسية المتواجدة على الساحة والأكثر مصداقية والأكثر تشبثا بالمؤسسات والديمقراطية والمصالح العليا للبلاد، هي القوى التي أتت من ذلك (يقصد مخاضُ المراجعات)، ولها قناعة بذلك"، مضيفا: "هذا هو المعقول اللي غايْسلّكْ البلاد". الأمينُ العام لحزب التقدم والاشتراكية انتقدَ الأحزاب السياسية التي لا تملك قرارَ التصرّف في شؤونها، قائلا: "ما قيمة طبقة سياسية لا تتوفر على استقلالية قرارها، في ظل هذا الهرم المؤسساتي المشترك الذي لا ينازعُ فيه أحد اليوم"، معتبرا أنّ الدّفْع بالتجربة المغربية إلى الأمام يقتضي أحزابا سياسية قوية وطبقة سياسية تتمتّع بالمصداقية لدى الشعب. وبخصوص مستقبل التحالف القائم بين حزبه وحزب العدالة والتنمية، أكّد بنعبد الله أنَّ التحالُف سيتعززُ أكثر مستقبلا، مُوضحا: "الأسباب التي دفعتنا إلى التحالف في سنة 2011 ما زالتْ قائمة"، وفيما يتعلّق بباقي مكوّنات الحكومة وأحزاب المعارضة، قال المتحدث: "لنا عزيمة على الاستمرار مع مكونات الأغلبية في إطار الإخلاص ووضوح الرؤى، أو مع مكونات أخرى، إذا كنّا في موقع يؤهّلنا لمواصلة التجربة". وربطَ بنعبد الله "نجاح" التجربة الحكومية بنجاحها في ضمانِ إجراء الانتخابات التشريعية القادمة في أجواء من الشفافية والوضوح والنزاهة، "وآنذاك يمكن للبلد أن يفتخر ويقول الجميعُ إنَّ التجربة المغربية لمْ تنجحْ فقط بفضل مبادرة الملك للتجاوب مع مطالب الشعب بعد حَراك عشرين فبراير، بلْ أيْضا بحكومة منتخبة ديمقراطية أدّتْ مهمّتها على أكمل وجه"، يقول زعيم الشيوعيين المغاربة.