لم تنته قصة المغاربة مع الاحتجاج على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، المسيئة للمغرب في ملف الصحراء؛ فبعد المسيرة الشعبية التي جمعت اليوم بالرباط أزيد من 3 ملايين مشارك، حسب التقديرات الرسمية، أطلق نشطاء في العالم الافتراضي حملة تنديدية موسعة تحت مسمى "مسيرة رقمية". الحملة الافتراضية التي انطلقت اليوم بهاشتاغ "#المسيرة_الرقمية" و"#مسيرة_القلوب"، قالت في ديباجتها إنها "مسيرة رقمية توحد كل المغاربة أينما وجدوا تنديدا بالأقاويل المغلوطة لبان كي مون، الذي لم يلتزم بالحياد بوصفه للأقاليم الجنوبية بالصحراء المحتلة.. فلنعبر جميعا عن تشبثنا بوحدتنا الترابية، ولنردد كلنا الصحراء المغربية". وبلغ عدد المشاركين في الحملة في يومها الأول أزيد من 1500 مشارك مغربي؛ فيما وضع المنظمون سقف 26 مارس 2016 تاريخا لإنهاء المسيرة الافتراضية، على أساس أن يرفعوا عريضة احتجاجية إلى منظمة الأممالمتحدة من أجل تقديم اعتذار رسمي للمغاربة على وصف بان كي مون للمغرب بالمحتل؛ فيما لوحوا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المنظمة بنيويورك. بهية بنخار السكراتي، الداعية إلى "المسيرة الرقمية"، قالت إن الأخيرة تأتي للرد على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التي وصفتها ب"المغلوطة والمستفزة للمغاربة"، مضيفة: "لقد انتفض المغرب اليوم في المسيرة المليونية بالرباط ضد التصريحات التي مست القضية الوطنية المقدسة من كل المغاربة.. وهذا الاستفزاز مقابل التضامن الشعبي دفعنا إلى التفكير في الخطوة الرقمية للاستمرار في الاحتجاج". وأضافت بهية، في تصريح لهسبريس: "بالموازاة مع الحراك الجماهيري للمغاربة في مسيرة الرباط أعلنا اليوم، وبطريقة مستقلة، كنشطاء وإعلاميين، طريقة جديدة في الاحتجاج الرقمي، مواكبة للعصر الرقمي عبر استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، حتى نستغلها إيجابيا للدفاع عن الوحدة الترابية"، مشيرة إلى أن "الحملة ستشرك كل المغاربة في العالم الافتراضي، خاصة الجالية المقيمة بالخارج". "انطلقت باللغتين العربية والفرنسية، وتستهدف كل فئات المجتمع المغربي، كما نستهدف الفنانين والإعلاميين والرياضيين المؤثرين للتأثير في جمهورهم وإيصال صوت الحملة بطريقة سريعة وعلى أوسع نطاق"، تقول بهية، مضيفة: "لقد طرحنا التحدي لأول مرة عبر الإنترنت دفاعا عن القضية الوطنية، مثلما حصل في تحدي الثلج للتعريف بالأمراض وغيرها". وستستمر "المسيرة الرقمية" 13 يوما في الحشد والتعبئة، تورد بهية، التي قالت لهسبريس إن المدة تعد "مهلة أمام بان كي مون لتقديم اعتذار رسمي للمغرب شعبا وحكومة، وإن لم يحصل ذلك فسننقل المعركة من العالم الرقمي إلى الواقع بتنفيذ وقفة أمام مقر منظمة الأممالمتحدة بنيويورك، بمشاركة مغاربة العالم"، حسب تعبيرها. الناشطة ذاتها اعتبرت أن اليوم الأول من الحملة مر ناجحا في وسائل التواصل الاجتماعي، موردة: "لقد تجاوب معنا أزيد من ألف شخص، من مختلف شرائح المجتمع المغربي"، على أن العدد "جد إيجابي ومرشح للارتفاع في الأيام القادمة، إلى حدود اليوم الأخير من المسيرة المحدد في 26 مارس 2016"، لتخلص إلى أن هذا التفاعل يعبر عن "غيرة المغاربة على الوطن وقضيتهم، ودعوة واضحة للمسؤولين للتناول الجدي للملف، بعيدا عن أي تماطل يسمح بتصريحات مشينة مثلما حصل مع بان كي مون"، حسب تعبيرها.