معالي الأمين العام للأمم المتحدة، في انتظار تقديمكم لاعتذار رسمي للشعب المغربي على إهانتكم له إسمحوا لي أن أتقدم لكم باعتذاري الشخصي، حيث بلغني أنكم منزعجون كثيرا من المسيرة المليونية المحتجة على تصريحاتكم الأخيرة وغاضبون من شعارتها المنددة. عفوا السيد الأمين العام لقد فهمتنا خطأ، تماما كما قلتم بأننا فهمنا تصريحاتكم بالغلط، فالملايين التي خرجت لم تكن ضدك، بل خرجت فرحا واحتفالا بمقدم فصل الربيع. ألم تر العائلات بأطفالها ذاهبة إلى نزهة في العاصمة الرباط؟ لا تؤاخذنا على الأعلام والرايات والأناشيد، فنحن شعب نحب الحياة والألوان ونعشق الفرح، نحمل أعلامنا الوطنية ونغني نشيدنا الوطني ولو في نزهتنا الربيعية! فكل المناسبات جميلة للاحتفال! فمعذرة إذا جرحتك شعاراتنا، فليس من شيمنا جرح الآخر ولو كان هو السباق إلى جرحنا وتجريحنا! فكلماتنا تمجيد للوطن وحب للسلام…معذرة إذا كانت وصلتك أصداء أغانينا الربيعية، فكلماتها بسيطة وبريئة؛ تقول إننا نحب وطننا الذي من ترابه أتينا وفيه نوارى، ولعل هذه خصلة نتقاسمها مع كل الشعوب بما فيها شعب كوريا الجنوبية الذي نكن له كل الاحترام رغم أنك تنتمي إليه .. عفوا، إذا أزعجكم حضور مواطنينا من الأقاليم الجنوبية التي قلتم إننا نحتلها، فلقد أجبرناهم بالقوة وحملناهم بالتهديد على قطع آلاف الكيلومترات، ووضعنا في أيديهم الأعلام والشعارات، وفتحنا أفواههم بالقوة ليرددوا نداءات الوحدة… عفوا قد يكونون مجرد ممثلين ألبسناهم ثياب أهل الصحراء وقلنا لهم قوموا بأداء دور الصحراويين الوحدويين… على أي.. عليكم أن تعترفوا ببراعتنا في التمثيل والإخراج! وللأسف فقد مرت جوائز الأوسكار وإلا فقد كنا سنفوز بواحدة أو أكثر من تماثيلها القيمة! وعفوا إذا أزعجتكم آلاف التدوينات والصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي في مسيرة رقمية أطلقها الشباب ليعبر فيها المغاربة عن حبهم لوطنهم وعن غضبهم من عدم حيادكم، عفوا لقد قرصنا حساباتهم الرقمية وحواسيبهم وهواتفهم وانتحلنا شخصياتهم وعبرنا بأسمائهم! ألم نقل لك يجب الاعتراف لنا بالبراعة في التمثيل وبالحنكة في التحوير! السيد الأمين العام المحترم، كنا نود تنظيم مسيرة أخرى في نيويورك أمام مقر عملكم لكن تبين لنا أن أجور الممثلين الأمريكيين جد عالية لا تتحملها ميزانيتنا كدولة محتلة وحتى إذا لجأنا للقروض لتمويل المسيرة، فهناك عقبة ثانية وهي أن الأمريكان لا يتقنون دارجتنا المغربية التي لا يفهمها أيضا حتى بعض أشقاءنا العرب. السيد مون؛ وأنا أخط هذا الاعتذار لمعاليكم، وصلتني أصداء مسيرة وحدوية ثانية لكن هذه المرة في قلب المناطق التي قلتم أننا نحتلها، لعل المغرب إستقدم 180.000 جندي وشرطي ودركي ليجبر كل واحد منهم صحراويا وصحراوية على الخروج وترديد شعارات التعلق بالبلد المحتل! ملحوظة: لدى منظمتكم كل المعطيات حول الأعداد الحقيقية لقواتنا! السيد الأمين العام المحترم؛ رجاء إذا زرتم الشرق الأوسط فلا تتهموا إسرائيل بالدولة التي تحتل فلسطين، فهي متهمة ظلما وعدوانا بالاحتلال وجنودها متهمون زورا بأنهم يطلقون الرصاص الحي، لا تأبه لأنها مجرد بنادق بلاستيكية! في حين أن الأحجار التي يرميها الأطفال الفلسطينيون هي أحجار ملغومة تصيب الجندي الإسرائيلي البريء في مقتل، وهو الذي لا ذنب له إلا المشاركة في لعبة مسلية مع الأطفال حبا فيهم! السيد الأمين العام المحترم؛ في بلدنا مثل شعبي يقول “الله يخرج السربيس على خير” السيد الأمين العام؛ المفترض في مسؤول مقبل على التقاعد مثلك أن يترك المكان نظيفا لخليفته ويفكر في الصورة التي سيتذكره بها العالم، ولا أعتقد وأنا أرى حالة عالمنا اليوم أن أي شعب سيذكرك بالخير، ربما كان الشعب المغربي سيشكل استثناء، لكنك أفسدت للتو، فرصة كانت متاحة لذلك… السيد الأمين العام؛ معذرة، إذا كان وزير خارجيتنا لم يقدم لكم الاعتذار على مواقف المواطنين – عفوا الممثلين – في مسيرة الرباط. عفوا لقد فهمناك خطأ مرة أخرى، أم أنكم أنتم من لم تفهموا، لقد جاء ليتلقى منكم الاعتذار لا أن يقدمه لكم، وفي ذلك إشارة سلام منا لكم لم تلتقطوها! لقد تحمل عناء التنقل إليكم واستقبلتموه ذلك الاستقبال البارد بوجه عبوس قمطرير وسلام بيد متجمدة. السيد الأمين العام المحترم؛ ربما تودون أن تسجلوا رقما قياسيا عالميا قبل مغادرة مكاتبكم الفخمة في ناطحة السحاب الخضراء في نيويورك تريدون أن تكونوا أول شخص يتلقى أكبر عدد من الاعتذارات! فمرة أخرى عذرا سيد بان كي مون، العقل يتقبل أن يعتذر واحد ل 35 مليون شخص… لكن لا يمكن أن يتقبل أن يعتذر 35 مليون لشخص واحد! السيد الأمين العام المحترم، لا أعرف ما معنى إسمك العائلي باللغة الكورية لذا أكتفي بمعناه باللغة الانجليزية التي هي اللغة الأساسية والمعتمدة في المنظمة التي تتولون أمانتها العامة ومعنى “مون” بالإنجليزية القمر. سيد مون إنكم الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة على وجه الأرض وليس الأمم المشتتة على سطح القمر!! فرجاء إهبط من قمرك وأهلا بك في أرضنا… عبد الرحمان العدوي إعلامي و مدير عام مجموعة راديو بلوس #المسيرة_الرقمية #مسيرة_القلوب #E_marche