بعد مظاهرات لمغاربة العالم في عدد من كبريات المدن العالمية، احتجاجا على التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة بخصوص الصحراء المغربية، التي وصفها بالأرض المستعمرة من طرف المغرب، جاء الدور اليوم على مغاربة الولاياتالمتحدةالأمريكية للاحتجاج على بان كي مون، أمام مقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك. ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم، بدأت وفود من الجالية المغربية تحج إلى مدينة نيويورك، من مختلف الولاياتالأمريكية، إذ قطع بعضهم آلاف الكيلومترات، قادمين من ولايات بعيدة، كتكساس مثلا؛ فيما حل متظاهرون آخرون من ولايات فلوريدا، وجورجيا، وماساتشوستس، وواشنطن دي سي، وبالتيمور، ونيوجيرزي، وكونكتيكت. أما النسبة الأكبر من المتظاهرين فحلت من ولاية نيويورك، وبالضبط من مدينة نيويورك وضواحيها، إذ توافدت حشود من المغاربة من أحياء بروكلين، وكوينز، ومانهاتن، وبرونكس، ووستايتن آيلند. ولعبت جمعيات المجتمع المدني بالولاياتالمتحدةالأمريكية دورا هاما في تنظيم رحلات إلى عين المكان على متن حافلات، وكذلك على متن سيارات خاصة. ولم يقتصر الأمر في الوقفة الاحتجاجية أمام مقر الأممالمتحدة على الجالية المغربية المقيمة بالولاياتالمتحدة، بل حلت مجموعة من ستة أفراد من مدينة مونتريال الكندية، أبوا إلا أن يشاركوا إخوانهم في أمريكا وقفتهم الاحتجاجية. الطلائع الأولى للمحتجين بدأت تتوافد على محيط مقر الأممالمتحدة قبل الموعد المحدد للوقفة، حاملين لافتات كتبت عليها شعارات مناوئة لموقف بان كي مون، الخالي من الحياد الواجب عليه التحلي به، بصفته مسؤولا عن جهاز يفترض فيه البقاء على المسافة نفسها من الأطراف المتنازعة. ومن أهم الشعارات التي رفعها المتظاهرون باللغة الإنجليزية: "بان كي مون، أنت مطرود، الصحراء مغربية، وستبقى مغربية"، "بان كي مون مهمتك هي توحيد الناس وليس تفريقهم"، "الصحراء بالنسبة لنا مسألة موت أو حياة". أعضاء من التنسيقية المنظمة للوقفة الاحتجاجية أكدوا لجريدة هسبريس الإلكترونية أن اليوم شهد سابقة لم تعرفها الجالية المغربية المقيمة بأمريكا من قبل، إذ لأول مرة تجتمع حشود مغربية قادمة من مختلف الولاياتالأمريكية، كتعبير منها عن تمسكها بالوحدة الترابية للمغرب، والتي اعتبرها عدد من المشاركين، في تصريحات لهسبريس، خطا أحمر، لا يسمح بتخطيه من طرف أي كان. الهيئة التنظيمية عبرت لهسبريس عن رضاها عن مستوى الأعداد المشاركة، وثمنت جهود عدد من المغاربة الذين تطوعوا من مالهم الخاص لتوفير حافلات خاصة لنقل للمشاركين في الوقفة الاحتجاجية. وقال أحد المنظمين: "الوقفة فرصة لإبلاغ بان كي مون رسالة مفادها أن المغرب ليس رقما سهلا للتجاوز، وأن الصحراء المغربية تجري في دماء كل المغاربة"، وأضاف: "هذه مجرد بداية، ونحن عازمون على تنظيم وقفات احتجاجية أخرى، دفاعا عن وحدة المغرب الترابية".