أفردت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بأمريكا الشمالية حيزا هاما للحديث عن الارتفاع الكبير لشعبية المرشح دونالد ترامب، التي تقلق أكثر فأكثر المؤسسة الحزبية للجمهوريين والجدل القائم بخصوص مشروع خط أنابيب النفط "إنيرجي إيست". وفي هذا الصدد، كتبت الصحيفة الالكترونية، (بوليتيكو.كوم) أن أعضاء المؤسسة الحزبية لدى الجمهوريين شرعوا في تبادل الاتهامات بضعة أيام فقط قبل انتخابات ولاية (أيوا) التي ستجري يوم الاثنين القادم، مشيرة إلى أن كل طرف يتهم الآخر بوقوفه وراء صعود الملياردير النيويوركي في استطلاعات الرأي والذي يعتبر بشكل متزايد "تهديدا حقيقيا" للحزب. ولاحظت الصحيفة أن تبادل الاتهامات التي كانت تتم أثناء اجتماعات مغلقة، أصبحت حاليا عمومية، لافتة إلى أن قادة الحزب والمثقفين المحافظين والجهات المانحة وحتى المرشحين الرئاسيين يتساءلون حول الأسباب التي أدت إلى عدم القيام بأي عمل لوقف تقدم ترامب في استطلاعات الرأي على الصعيدين الوطني والمحلي منذ شهر غشت الماضي. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن العديد من قادة الحزب الجمهوريين مقنعون حاليا بأن دونالد ترامب سيقود الحزب إلى هزيمة "تاريخية" خلال الانتخابات العامة، دون إغفال العواقب التي ستستمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقررة شهر نونبر المقبل . في مقال آخر، ذكرت صحيفة (بوليتيكو.كوم) أن الديمقراطيين بالكونغرس يرون في النجاح الذي حققه دونالد ترامب فرصة لحزبهم، مبرزين أن الأداء القوي لقطب العقارات يمكن أن يلعب دورا إيجابيا في جهودهم لاستعادة السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ. وأوضحت اليومية في هذا الإطار أن المرشحين الأوفر حظا، ترامب وسيناتور ولاية تكساس، تيد كروز، سيواصلان، مدعومين بتفوقهم في استطلاعات الرأي، اتخاذ مواقف محافظة ومثيرة للجدل حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية، لافتة إلى أن ذلك سيكون في صالح الديمقراطيين. وارتباطا بنفس الموضوع، ذكرت صحيفة (دو هيل) أن دونالد ترامب لن يشارك في النقاش الجمهوري الذي ستنظمه شبكة فوكس نيوز يوم الخميس، مضيفة أن رجل أعمال مانهاتن كان قد احتج ضد الطريقة التي تعاملت بها معه القناة سابقا. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن ترامب الذي طالب من القناة تغيير، ميغين كيلي، المشرفة على المناظرة التلفزيونية، هدد بتنظيم حدث بموازاة النقاش لإضعاف نسبة المشاهدة. وفي نفس الاتجاه، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن العداء الذي يشعر به ترامب تجاه ميغين كيلي يعود سببه إلى المناظرة الرئاسية الأولى التي عقدت شهر غشت الماضي عندما وجهت له أسئلة حول تصريحات أدلى بها تسيء للمرأة. وفي كندا، كتبت صحيفة (لودوفوار) أنه في الوقت الذي يؤدي فيه مشروع خط أنابيب النفط "إنيرجي إيست"، إلى انقسامات بالبلد، أعلن رئيس الوزراء، جاستن ترودو، أنه سيتصرف ك"حكم مسؤول" في هذا الملف وسيأخذ بعين الاعتبار التحديات الاقتصادية والمخاوف البيئية لدى السكان، مشيرا إلى أن شركة "ترانس كندا" يجب أن تحصل على موافقة المجتمعات المحلية لبناء المشروع، وأن تقنع المواطنين بضرورته وإثبات منفعته عامة. وفي السياق نفسه، أشارت صحيفة (لابريس) إلى طلب زعيم الحزب الديمقراطي الجديد (ثاني أحزاب المعارضة)، توماس مولكير، ضرورة إخضاع حكومة ترودو المشاريع الكبرى المتعلقة بخطوط الأنابيب مثل (ترانس كندا) لتقييم بيئي جديد أكثر صرامة بالنظر إلى أن المجلس الوطني للطاقة، الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن الموافقة وتتبع مشاريع أنابيب النفط، قد أخلت بواجباتها الأساسية مما يستدعي إصلاحها، مبرزا فشل نظام التقييم البيئي في ظل حكومة ستيفن هاربر المحافظة المنتهية ولايتها التي لم تكن تؤمن يوما بحماية البيئة. في الشأن الكيبيكي، ذكرت صحيفة (لوسولاي) أن رئيس الوزراء، فيليب كويار، سيقوم يوم الخميس بتعديل وزاري، إذ تدل كل المؤشرات على أن كويار يسعى إلى إظهار أن مجالي الصحة والاقتصاد تعتبران من أولوياته الرئيسية، مشيرة إلى أن العديد من الملاحظين يشيرون إلى بقاء كبار الوزراء كالصحة، غيتن باريت، والمالية، كارلوس ليتاو، ورئيس مجلس الخزانة، مارتن كواتو، في مناصبهم، بالرغم من أن متتبعين آخرين يعتقدون بأن مارتن كواتو يطمح في الحصول على منصب آخر بعد نجاحه في التوصل إلى اتفاق مبدئي مع النقابات حول تعديل الاتفاقيات الجماعية. من جانبها، كتبت صحيفة (لوجورنال دي مونريال) أن التغيير الوزاري المقرر إجراءه غدا الخميس قد أدى إلى حدوث شلل بالإدارات العمومية، مضيفة أن فيليب كويار الذي كان مهمة اقتصادية بالخارج منذ الأسبوع الماضي، أكد أنه يأمل في أن يضم فريقه الحكومي الجديد المزيد من النساء والشباب وممثلي المناطق. ببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن مجموعة من الخبراء القانونيين أقروا بضرورة إجراء إصلاحات عميقة على النظام السياسي القائم بالبلد لفرض مزيد من الرقابة على التجاوزات الإدارية التي يمكن أن تقع فيها الحكومة، موضحة أن مقتضيات الدستور الحالي لجمهورية بنما مستلهمة من الحقبة العسكرية خلال سنوات السبعينات والتي تمنح الرئيس صلاحيات واسعة، وأنه رغم التنصيص على فصل السلط في الدستور، إلا أن ممارسة الرئيس لصلاحياته تبقى أسمى من هذه المادة. على صعيد آخر، أبرزت صحيفة (لا برينسا) أن بنما ستحقق خلال السنة الجارية نموا في حدود 6 في المئة رغم المناخ الاقتصادي الصعب بأمريكا اللاتينية وتراجع توقعات النمو بالقارة، موضحة أن الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية (قناة بنما، والمطارات والميترو) ستمكن البلد من تجنب الصدمات الاقتصادية الخارجية وستحافظ على النمو في معدلات عالية. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أنه لسنوات عديدة قام اثنين من أهم عناصر وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية بتعقب خواكين "إل تشابو" جوزمان في محاولة لتحقيق ما كان يعتبر مهمة مستحيلة حتى العام الماضي : ترحيله وتسليمه ليحاكم أمام المحاكم الأمريكية، مضيفة أن أحدهما هو مايك بيجيل، الرئيس السابق للعمليات الدولية للوكالة الذي ساهم بشكل حاسم في اعتقاله في غواتيمالا في سنة 1993، خلال عملية مشتركة مع أجهزة الاستخبارات في هذا البلد والحكومة المكسيكية. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد هروب "ال تشابو" من السجن سنة 2001 بدأت مطاردة زعيم كارتل سينالوا من الصفر مرة أخرى، وبالتالي تعرضت مسألة تسليمه إلى الولاياتالمتحدة لانتكاسة. أما صحيفة (لاخورنادا) فكتبت أن وزير الداخلية ميغيل انخيل أوسوريو تشونغ وعد بإجراء نقاش مفتوح وعلمي وعقلاني حول استخدام الماريخوانا، ولا سيما في المجال العلاجي، مشيرا خلال افتتاح أولى المنتديات بشأن تقنين الماريخوانا أن أي قرار للسياسة العامة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مصلحة السكان. بالدومينيكان، توقفت صحيفة (ليستين دياريو) عند مشاركة الرئيس الدومينيكاني، دانيلو ميدينا، في أشغال القمة الرابعة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) التي تنطلق أشغالها اليوم الأربعاء بالعاصمة الاكوادورية، كيتو، والتي ستتطرق إلى المشاكل الرئيسية التي تواجه المنطقة خصوصا القضاء على الفقر المدقع والبيئة والسلام والإرهاب، مشيرة إلى الجهود التي ستبذلها الدومينيكان في مجالات تعزيز التعليم ومكافحة التغيرات المناخية والتنمية المستدامة المشتركة والتكامل بأمريكا اللاتينية والكاريبي خلال مدة توليها، عند نهاية المؤتمر، الرئاسة الدورية لمنظمة (سيكا). من جانبها، تناولت صحيفة (هوي) إعلان المجلس الانتخابي المركزي، عن انطلاق يوم 2 فبراير المقبل للحملة الانتخابية الرسمية للاستحقاقات البلدية والتشريعية والرئاسية التي سيتم تنظيمها شهر ماي المقبل، مبرزا أن 26 حزبا وسبعة ملايين ناخب سيشاركون في الانتخابات العامة المقبلة.