الشعب يريد إسقاط التخلف و الظلم و الرشوة. يريد إسقاط الوزراء و السفراء و المهندسين و الأطباء و الموظفين الذين لا هم لهم إلا الاغتناء بكل الوسائل على حساب شعب تحمل و صبر و تفهم إلى أقصى الحدود.الشعب يريد إسقاط من يزور الانتخابات و يسرق رمال و سمك و فوسفاط و خيرات هذا الوطن. يريد إسقاط من لايؤدي الضرائب و من لا يحترم شعور المغاربة و ظروف عيشهم بتنظيم مهرجانات يستدعى لها فنانون لا يعرفون من المغرب إلا فنادق لها من النجوم ما يعمي الأبصار و البصيرة. الشعب يريد إسقاط من يقسم بالله العظيم لخدمة البلد و ما أن يجلس على كرسي المسؤولية حتى يقسم لزوجته و أبنائه و باقي أفراد عائلته بأن يصبحوا في رمشة عين من أغنى الأغنياء لهم جنسية كندية و حسابات خاصة بأكبر البنوك العالمية و جوازات سفر تسمح لهم بعبور القارات و السماوات السبع. يريد إسقاط زعماء أحزاب ومناضلين و معتقلين سياسيين سابقين و مثقفين و برلمانيين لهم من الوقاحة ما يبررون بها مواقفهم المتقلبة و معاطفهم الجديدة وامتيازاتهم و حتى خيانتهم و تراجعهم عن أفكار و خطابات ألهبت الناس و دفعت بالكثير منهم إلى الانتحار إلا جتماعي و الطبقي وقضاء ما تبقى لهم من حياة في زنازين العزلة القاتلة لأحلامهم.
الشعب يريد إسقاط المتملقين و المطالبين الأبديين بالدعم و المستفيدين من صناديق الدولة كأنهم ورثوها من أجدادهم الذين حتى هم يريد الشعب إسقاطهم من ذاكرته إلى الأبد. الشعب يريد إسقاط برامج قناتينا الوطنيتين و مسؤولييهما وسهراتهما و ضيوفهما و سخافاتهما ومنشطيهما .
الشعب يريد إسقاط من يغيرون انتماءاتهم و جلودهم . يريد إسقاط البرلمانيين الرحل و المناضلين الرحل و المثقفين الرحل . يريد إسقاط من يتحالف اليوم مع هذا و غدا مع ذاك.
*** الشعب أولا و أخيرا يريد إسقاط ممارسات تعبنا منها وأصبحنا كلما وقفنا أمام المرآة نخجل من أنفسنا لأننا بدورنا نقوم بنفس الممارسات التي تعلمناها من ناس لا هم لهم إلا الكرسي و الكذب و السرقة إلى أن يرث الله أرضنا الطيبة ومن عليها.
المهم و الأهم
المهم هو أنت أيها المواطن و الأهم هو أنا و عائلتي وحزبي. المهم هو أن تعمل وتكد و تربي أطفالك و الأهم هو أن امتص أنا دمك و عرقك و أحلام أطفالك. المهم أن تحب الوطن و تحترم الطقوس الجاري بها العمل و العلم الوطني لئلا يقع لك مكروه و الأهم أن انهب أنا و عائلتي احتراما للطقوس الجاري بها العمل منذ حصولنا على الاستقلال.
المهم أيها المقاوم هم أن تحصل على بطاقة مقاوم و الأهم أن أحصل أنا على رخصة الصيد في أعالي البحار. المهم ايها المعلم أن تربي الأجيال الصاعدة و تعلمهم ان حب الأوطان من الإيمان و الأهم هو أن اربي أنا أبنائي على تعلم تشييد العمارات و جبال من السعادة لخدمة المصالح العليا للوطن.
المهم ايها القاضي أن تحكم بما شاءت أقدارنا و الأهم أن نقضي نحن أمرا كان مفعولا. المهم أيها الشرطي أن تبقى واقفا أثناء عملك من الصباح إلى المساء لتنظيم حركة المرور و الأهم أن تبقى واقفا أمام باب إقامتي لتنظيم دخول و خروج ضيوفي و ضيوف زوجتي.
المهم ايها المواطن العربي أن تؤمن بأننا شعب عربي واحد منه خرج خاتم الأنبياء و الرسل لكن الأهم بالنسبة الينا نحن القادة العرب هو أن نبقى خالدين فيه أبدا. هذا هو أهم درس يجب عليك تعلمه و فهمه ..و عند امتحاننا تعز أو تهان أيها المواطن الذي سيهان أنجح أم سقط. ++ ++ هو يتابع خطاب حسن نصر الله و هي تتابع مسلسلا تركيا لا يتحدث لا عن أردوغان و لا عن وقاحة إسرائيل. يتحدث عن قصة حب.هو يذرف الدموع عن شهداء ساحة التحرير و هي تذرف الدموع عن بطلة مسلسل لم تتحرر بعد من قيود من تحب.هو يتساءل عن سر صبر المتظاهرين وهي تتساءل كيف لبطلة المسلسل أن تصبر عما أذاقها البطل المغوار.
*** حسين نصر الله يتوعد إسرائيل و الجمعيات الحقوقية الدولية تنشر البيان تلو البيان حول عدد القتلى و هي تصيح إعجابا ببطلة المسلسل التي تتوعد البطل الذي خانها و تزوج أخرى.
*** هو: قبل والدته وأخته ثم شحذ عزيمته ووطنيته و خرج قاصدا ساحة التحرير للتحرر من عبودية طالت .هي: قبلت قلب والدتها وصدر والدها ووجنتي أختها ثم غادرت صوب ساحة التحرير لتتحرر من عبودية المسلسلات. وصل. وصلت. صاح. صاحت. صاحا معا. رددا الشعارات معا. حملا اللافتات معا. نظرا إلى بعضهما البعض. رأيا أحلاما جميلة أجمل من أحلام المسلسلات. ابتسما لبعضهما البعض. التصقا ببعضهما البعض ثم صرخا ملء حبهما و ثورتهما : ادفنونا في نفس القبر يا جماهير ساحات التحرير بالعالم العربي.