في خطوة لافتة تروم تعميق نشر قيم الوسطية والاعتدال وصد الفكر المتطرف في صفوف المغاربة، أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء الصيغة العربية لمنصتها العلمية الإلكترونية، واختارت لها اسم "الرائد". وجاءت المبادرة، وفق المؤسسة الدينية ذاتها، "تعزيزا للحضور العلمي والأكاديمي والتواصلي الوظيفي والناجع للمملكة المغربية على مستوى شبكة الإنترنت". منصة منفتحة وأوردت الرابطة، التي نظمت، اليوم الثلاثاء بمقرها بالرباط، حفل إطلاق النسخة العربية من المنصة الإلكترونية الجديدة، أن المبادرة تأتي "انطلاقا من التوجيهات السامية لمولانا أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس أيده الله"، ومن أجل "تعبئة كل الطاقات العلمية التي تزخر بها بلادنا، لنشر قيم الوسطية والاعتدال، المستمدة من الثوابت الدينية والروحية للمملكة". وستتيح المنصة الإلكترونية "الرائد" دروسا ومحاضرات على شبكة الإنترنت، في مختلف العلوم الإسلامية والاجتماعية والحضارية. فيما تحددت أهداف البوابة، وفق ما أعلنته الرابطة، في "تمكين رواد الشبكة الرقمية من تلقي المعرفة الدينية الآمنة والسليمة من كل أنواع الغلو والتطرف"، و"تمنيع قيم الدين الحنيف من ذرائع الزيغ والانحراف والجمود". إلى جانب ذلك، ترمي الرابطة المحمدية للعلماء من وراء مبادرتها الجديدة إلى "تحقيق مقاصد تقديم العلم الشرعي والسياقي بطريقة فاعلة ووسطية"، و"إطلاق القدرات الإبداعية في مجالات العمل النافع والناجع بالعلم"، مع "الانفتاح على مختلف الاختصاصات، بشكل يضمن التفاعلية والتكاملية البناءتين بين المدارك والمشارب العلمية المتنوعة". عبادي: غايتنا علم آمن بلا ألغام أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، قال في تصريح لهسبريس إن المنصة الجديدة التي تصدر بأربع لغات تأتي في سياق "التوجيهات الملكية السامية لإعادة هيكلة الحقل الديني عمرانا وإنسانا، ونشر خطاب الوسطية والاعتدال"، مضيفا أنها "تتغيى إتاحة العلم الآمن بدون ألغام لشريحة واسعة من الشباب داخل المغرب وخارجه". عمليا، كشف عبادي أن الخطوة تشرف عليها لجنة مختصة مكونة من باحثين وعلماء ومهندسين وتقنيين، موردا أنها تتضمن "كابسولات معرفية، وبرامج ووحدات، ضمنها دروس متكاملة ومتناسقة من أجل بناء الصرح العلمي المنشود"؛ فيما قال إنها تبقى منصة تفاعلية. ويشير الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء إلى أن "الرائد" تندرج في التوجه الواضح "لتفكيك خطاب التطرف والمساعدة على فهم تركيبته، من خلال تناول المقولات التي تعرف تداولا واسعا، والتي عكف عليها علماء وباحثو الرابطة"، مضيفا أن هؤلاء وقفوا عند ما وصفها ب"جملة من الأحلام، وهي: الوحدة والصفاء والخلاص والكرامة". وقال العبادي إنه "جرى تفريغ المقاصد الستة للشريعة الإسلامية، وهي الحفاظ على كل من الحياة والدين والنسل والعرض والمال والنفس، إلى عدة مؤشرات ومعايير، تمت مواكبتها بآليات قياس للوصول إلى مدى صدقيتها في الوقاع الحالي". وتابع عبادي قائلا إن تلك المؤشرات ترافق ما وصفها ب"الجراحات التسعة، وهي التآمر على إسقاط مؤسسة الإمامة التي تم الحفاظ عليها في المملكة، والاستعمار، وإسرائيل، والمعايير المزدوجة، والإهانة في وسائل الإعلام الغربية والأفلام الهوليودية، ثم نهب الثروات، واختراق الصرح القيمي، وتزوير التاريخ والجغرافيا"؛ فيما أوضح أن هذه "الجراحات" هي التي يتم الترويج لها. ويتضمن المشروع العلمي الجديد أيضا، بحسب أحمد عبادي، مواكبة مصطلحية لعدد من المصطلحات الرائجة التي يتم تناولها يمنة ويسرة، كالجهاد، والولاء، والبراء، والنكاية في العدو والانغماس... وكلها مصطلحات لها أصول شرعية، لكن حين تجتث من مواطنها وسياقها تعطي مفعولا معينا"، يقول الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء.