أصدر مكتب الإرشاد لجماعة العدل والإحسان، وهو أعلى هيئة تقريرية في الجماعة المذكورة، بيانا توصلت "هسبريس" بنسخة منه، يدعو الأمة وأحرار العالم للوقوف إلى جانب الشعب الليبي الشقيق وما يعانيه ويقاسيه رجالا ونساء وأطفالا من تقتيل وإرهاب وتجويع على يد ما أسماه البيان ب "شيطان من أخس شياطين الحكام على المسلمين، وما نقم منهم إلا أن قاموا لإسقاط ثالوثه البغيض، ثالوث الاستعباد والاستخفاف والاحتقار والإذلال: " الله ومعمر وليبيا وبس"، الذي فرضه في كل قرية ومدينة وعلى كل لسان ولافتة، شعار يلخص بعض سعار هذا المخبول الذي يقول للعالمين بلسان حاله، وتكاد تقفز من بين أنيابه " أنا ربكم الأعلى" و " ما علمت لكم من إله غيري"، حيث لم تسعه كل الشعارات التي فرضها على من استخفهم فأطاعوه: الفاتح العظيم، ملك الملوك، أمير المؤمنين، القائد الأممي، منقذ البشرية". وأكد البيان بأن ما يقع في ليبيا ميلاد جديد للأمة، تاريخ عظيم يكتب الآن في كل جزء من أجزائها، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله.
وعبرت جماعة العدل والإحسان في بيانها عن تضامنها اللامحدود مع الشعب الليبي الأبي، وإشادتها بائتلاف علماء ليبيا الذين اصطفوا إلى جانب الحق في وجه السلطان الجائر. وأعادوا للعلماء حياتهم وحيويتهم ودورهم الرائد الطليعي. كما تنوهت بالضباط والجنود وعناصر الأمن الذين وقفوا مع الشعب وتخلوا عن الزعيم المخذول، وتنويهنا كذلك بكل الفضلاء من أركان الدولة في الداخل والخارج الذين رفعوا أصواتهم لفضح الزيف والإجرام.
كما ثمن البيان ما أسماه ب"مواقف قبائل الشمم والعزة في ليبيا الذين لم تنطل عليهم حيل الشيطان وأبنائه وأشياعه، فهبوا لكسر أسوار " فرق تسد" التي سيّج بها العقيد الغريق دولة جوره لأكثر من أربعة عقود، قتل خلالها خيرة شباب الجيش وضباطه من مختلف القبائل"
ودعت الجماعة شعوب الأمة ورجال العلم والفكر والسياسة والحقوقيين والإعلاميين والفنانين إلى الوقوف الفعلي بكل ما يستطيعون إلى جانب الشعب الليبي الذبيح. وشجبت موقف القوي الكبرى المتحكمة وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوربي في التنديد بهذه الجرائم الفظيعة في حق الإنسانية، وخذلانهم لشعب يباد، مع التأكيد بأن الضامن الحقيقي للمصالح المشتركة بين دول العالم هي الشعوب الحرة وليس الحكام المستبدين.